الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عيد الحب.. وخضر عدنان

    آخر تحديث: الأحد، 18 مارس 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: عصام بكر

    ليست هنالك أية مقارنة أو مقاربة وبعيدا عن أية تشبيهات قد تحمل في طياتها أي معنى من معاني الانتقاص من قيمة ومكانة الأخ الأسير خضر عدنان الذي أصبح رمزا أسطوريا بالنسبة للشعب الفلسطيني ولأحرار العالم وكل الشرفاء على امتداد البشرية حيث كانت، ليس فقط لكونه يخوض إضرابا بطوليا مفتوحا جاوز يومه ال 60 رفضا لسياسة الاعتقال الإداري، وإنما له كإنسان وأب ورب أسرة هو كشخص يؤمن بكل ما يؤمن به حتى الرمق الأخير، ومستعد للموت دون التراجع عن المبادئ التي غرست أخاديد عميقة في جبينه ليس فقط بالمعنى الحسي المباشر والمشاهد للناظر الى وجه خضر الحنطي، وإنما عميقا في خلجات نفسه.. ولقد عرفته طالبا وزميلا في جامعة بير زيت أثناء الحوارات والنقاشات الطلابية في العديد من القضايا حيث كان محاورا خلوقا دمثا يستمع للنهاية ويعبر عن رأيه بقوة دون انغلاق فهو شخص يعرف ما يريد ويذهب الى قراره هو مهما كان الثمن. بالعودة الى عيد الحب الذي كان منذ قرون يمثل تحديا للقهر والحرمان واصطناع القوانين الجائرة التي تحد من الحرية وتقيد التفكير وتسعى الى منع (الحب) والمحبة، ومن هنا تتراءى لنا الصورة المدهشة غير القابلة للتصديق أحيانا وهذا العشق الذي ليس كمثله عشق للتراب والوطن والقضية والأناس الطيبون وأزقة المكان الذي تفوح منه رائحة غابر الزمان وتراتيل العشق الأولى فأي حب هذا الذي يعتمل في نفس خضر وهو يجابه سجانا بالحب !! ويتحدى بالحب سياسة الاحتلال ويرفض الذل والظلم والأحكام التي تفرضها محكمة صورية للاحتلال.. أي (قديس) هذا الخضر الذي ينبري من بين الجباه، ليعلو فوق شفق من البطولة دون الاستعانة باللغة لاقتباس صياغات مجازية وتوريات توصف وتعدد (مناقب) جبل من الكبرياء!! أليس خضر نموذجا للناسك المتعبد بحب الوطن ومعاني الشهادة !! يذهب بقراره الذاتي لرسم معالم قدره دون ارتياب ويسمو على عتمة وجوع، فالأمعاء لا تتغذى بلقمة خبز تحمل الذل ولا تجف إذا منع الطعام والشراب عنها لأنها تصارع بقوة العقل المسكون بحب الوطن. آثرت أن اكتب في عيد الحب لرمز الوفاء والحب واحد قديسي الإلياذة الفلسطينية لا يريد ورودا حمراء يريد منا أن نطير الحمام الأبيض رمزا للسلام حماما زاجلا يحمل له حبنا ووقفنا معه، يريد ويبرق لنا من وجع جوعه المتقد يشحذ الهمم (لست عدميا أو قادما من العدم) يقول ببراءة المتمسك بحقه المسلوب، وطيبة أهل بلده لا يطلب منا الكثير ولا يريد منا أن نمتنع نحن الأحياء في مقابر الزمن أن نتجرد من ذواتنا ولا أن نمتنع عن الطعام والشراب ولا أن نقف وقفة مسؤولة مع أنفسنا ولا أن نحمل أنفسنا فوق طاقتها، يريد أن يبقى الأطفال يلعبون ويريد منا أن نواصل حياتنا كالمعتاد، فقط عندما نغرق في ملذات الموائد أن نتذكر أن هناك من يموت لأجلنا نحن!!
    خضر عدنان لا يجسد بالإضراب المفتوح لحوالي الشهرين فقط حالة نضالية متقدمة، وإنما هو يحمل كل الاعتقال الإداري على كتفيه، وهموم جموع الحركة الأسيرة فلماذا نسمح لأنفسنا أن ننزلق الى ما لا نريد؟؟ لماذا لا نتوحد ونوحد كل الجهد تحت مظلة العمل المتواصل والذي نراكم عليه، ونحول قضية عدنان الى قضية الهم العام لشعبنا في الوقت الذي نحتاج الى أن نتوحد والمنافسة في الميدان وفي الفعاليات وقضية الأسرى تحتاج الى كل الجهود والطاقات، القوى والمؤسسات والهيئات الرسمية وشبه الرسمية والشعبية مطالبة أن تتداعى الى برنامج وطني شامل يعطي لملف الأسرى حقه ويخترق جدار الصمت في أذهان من يتناسى أن هناك أسرى ولهم حقوق، اليوم الأسير خضر عدنان لا يملك سوى الأمل يحلم في ليل غربته الطويل يحدق في بؤبؤ كل واحد فينا ويستصرخ ضمائرنا أن نصغي وأن نصون الحلم هو غارق في حلمه ومشواره وقراره !! فلنكن المداد لهذا الحلم الجميل ولنهديه في عيد الحب بطاقة حب ووفاء عنوانها نحن معك ومضمونها «Ù†ØµÙˆÙ† العهد الى آخر المشوار حتى يتحقق الحلم » في عيد الحب لك هذه الرسالة والى لقاء قريب قريب.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 16/2/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية