19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    بين هناء شلبي وأنس أبو مرخية

    آخر تحديث: الثلاثاء، 20 مارس 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: لمى خاطر

     

    الأسيرة البطلة هناء شلبي ما زالت تواصل إضرابها البطولي عن الطعام في سجون الاحتلال، وما زال إيمانها بحتمية انتصارها على إرادة السجان يتجدد كلما طال أمد احتجازها ومعاناتها، خصوصاً وأن حكاية الشيخ خضر عدنان تظل ماثلة أمامها، وتفتح أمام ناظريها نافذة الأمل رغم وهن جسدها بعد أكثر من شهر من إضرابها! هناء، استحقت بجدارة أن تصبح الفلسطينية الأهمّ، وأن يحتل اسمها واجهة الإعلام المحلي والعالمي، وأن تنظم لأجلها فعاليات تضامن يومية تتوحد فيها جميع ألوان الطيف الفلسطيني، ورغم أن تلك الفعاليات ما زالت دون المأمول، وأقل مما يجب أن يواكب معركة من طراز فريد كتلك التي ما زالت هناء تخوضها، إلا أن هناء حظيت بتكريم كبير، ولم يختلف أحد على إنزالها منازل الأبطال، وعلى تثبيت رمزيتها كعنوان جديد للبطولة الفلسطينية، وكفصل مشرّف في تاريخ الحركة الأسيرة، سيخلده التاريخ للأبد. على ضفة مقابلة، ثمة شاب بطل وأسير محرر من سجون الاحتلال اسمه أنس أبو مرخية، ويخوض إضراباً عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين، ولكن ليس في سجون الاحتلال، بل في سجون مخابرات السلطة في أريحا! أنس، شاب من مدينة الخليل، كان معتقلا لدى السلطة لمدة تزيد على العام، ثم تلقفته سجون الاحتلال فور تحرره من سجون السلطة، وأبقته رهن الاعتقال الإداري ثلاثين شهراً، وحين أفرج عنه أواخر العام الماضي 2011، لم يمكث بين أهله سوى بضعة أيام، قبل أن تعيد مخابرات السلطة اعتقاله. وقبل نحو عشرين يوماً نقلته من سجن الخليل إلى سجن أريحا، وهو ما يعني أنه سيقضي في السجن مدة طويلة، فلم يكن أمام أنس من خيار سوى إعلان إضرابه المفتوح عن الطعام طلباً لحريته، وإنكاراً لهذا المستوى الفاحش من الظلم والأذى! لكنّ أنس ما زال يخوض معركته وحيداً، وتمرّ عليه أيام المعاناة دون أن يذكر اسمه في وسائل الإعلام، ودون أن تحفل وزارة الأسرى في حكومة الضفة به، أو تحاول التوسّط لحلّ قضيته، ودون أن يفطن المزاودون من رموز الوزارة إياها على الشارع الفلسطيني متهمينه بالتقصير تجاه الأسرى إلى أن قضية أنس لا تختلف بأي مقدار عن حالة هناء شلبي، فأنس خريج ثلاثين شهراً من الاعتقال الإداري الذي تدعي سلطة الضفة أنها تدعم النضال لإنهائه، واعتقال أنس لدى الأجهزة الأمنية فور تحرره من سجون الاحتلال لا يعدّ وصمة عار في جبينها وجبين السلطة وكلّ رموزها وحسب، بل إنه كذلك نسخة أخرى من الاعتقال الإداري الذي يمارسه الاحتلال، ويزيد عليه بأنه لا يلتفت لقرارات القضاء ولا يخضع لها! ولعل من المفيد أن نذكّر هنا بأن الشيخ خضر عدنان الذي ركب رموز السلطة موج بطولته واستغلوها لينفذوا إلى أسماع الناس وينظّروا للحرية، كان قد اعتقل لدى أجهزة السلطة أيضا وخاض في سجونها إضراباً عن الطعام مدة أسبوعين حتى تم الإفراج عنه، لكن إضرابه في سجون السلطة لم يحظ بالاهتمام أو بمتابعة وسائل الإعلام المحلية التي يغزو داء النفاق والتلوّن معظم مفاصلها! وإنها لمفارقة مخزية بكلّ المقاييس أن يُغَضّ الطرف عن معاناة المعتقلين لدى السلطة، وأن تتم إزاحتهم من قاموس البطولة، ثم يعودوا إليها من أوسع أبوابها إذا ما أعاد الاحتلال اعتقالهم، مع العلم أنهم يعتقلون لدى الجانبين على الخلفيات ذاتها، ويحقق معهم ويحاكموا على القضايا ذاتها، اللهم إلا أن السلطة تفصل لهم تهماً تناسب اعتبارات القانون الفلسطيني، وتقبل بها المؤسسة القضائية العاجزة، أو المتواطئة مع قانون الغاب الذي تقرره الأجهزة الأمنية ويصمت عنه رئيس السلطة! في الضفة الغربية فقط يحاكم المناضلون على القضية الواحدة مرتين، ويسجنون لأجلها مرتين، أي أن كلفة أي عمل وطني أو مناوئ للاحتلال تبدو عالية وشاقة، وهذا تماماً ما يمليه قانون التنسيق الأمني، وما يسعى لتثبيته في نفوس من يطالهم أذاه، والهدف: التفاني في تأمين جبهة الاحتلال، وخدمة أمنه واستقراره! وإن سلطة تمارس مثل هذه الازدواجية المفضوحة تجاه الأسرى لا يمكن أن تكون أمينة عليهم أو مهتمة بشأنهم، فضلاً عن أن تكون ذات صلة بالوطن وبمشروع تحريره!

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 20/3/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية