الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عذراً للأسير هيثم صالحية .... فقد خذلوك

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص
    بقلم: فؤاد الخفش 
     
    قدرة الله وحدها حالت دون استشهاد الأسير هيثم صالحية ابن مدينة رام الله المجاهد البار والفارس المغوار والذي حاولت يد الغدر أن تغتاله من خلال طريقة خسيسة رخيصة.
    نعم قدرة الله فقط حالت دون أن يكون الشهيد الحي هيثم صالحية رقم 200 في قائمة شهداء الحركة الأسيرة وإرادة ربه شاءت أن لا يكون جسده الطاهر محطاً لمشارح المحتل تعيث فيها سكاكين الجلاد التي تحاول أن تخفي الحقيقة وتزور التقارير.
    هي قدرة الله وحدها حالت دون أن يكون هيثم محمولاً على أكتاف الفلسطينيين يستلمون جثمانه كما استلم جثمان 199 أسيراً استشهدوا في سجون المحتل وقيل أن لجان تحقيق ستشكل من أجل الوقوف على أسباب الوفاة وقضايا سترفع ضد الاحتلال الذي تسبب في اغتيال هؤلاء.
    شاء الله أن يرفع قدر الأسير الشهيد هيثم صالحية وأن لا يموت وإلا فسبب الوفاة سيكون معلوماً، حاول الانتحار أو سمّم نفسه فشهادات الوفاة في الكيان المحتل معروفة والأسباب جاهزة سلفاً.
    ولمن لا يعرف هيثم صالحية أقول إنه فارس مناضل اعتقل عام 2002 وحكم بمدى الحياة مرتين كان حينما اعتقل شاباً صغيراً لم يتجاوز التاسعة عشر من العمر مع بداية هذا العام حاول جهاز المخابرات اغتياله بطريقة قذرة بعد أن طلبت من أحد المدسوسين بوضع حبة دواء للأسير من أجل التخلص منه.
    قدرة الله حالت دون نجاح عملية الاغتيال واعترف العميل للشباب بفعلته وقدم النصل الشافي للأسير ولكن صحته لم تعد بعد وما زال يعاني من الكثير الكثير من المشاكل الصحية .
    هيثم صالحية الذي يعاني الآن أمراضاً عدة وحالة صحية غير مستقرة وعدم قدرة على الحركة وتكاسل في أنحاء الجسد الذي دوخ المحتل يقبع الآن في زنزانة ضيقة في سجن السبع جنوب فلسطين المحتلة يقوم على خدمته إخوانه من رفاق القيد.
    توقعت كعادتي أن تقوم الدنيا ولا تقعد وتخيلت قادة جهاز المخابرات ومدراء مصلحة السجون يحاكمون في المحاكم الدولية وأن حملة كبيرة ستكون من أجل هيثم المغدور ومن أجل الأسلوب القذر ولكن شيئاً لم يكن.
    استنكارات وشجب وإدانة وتهديدات وتحذيرات وإضراب عن الطعام في السجن وأحداث لم تتجاوز ما ذكرته وكلها في مجملها ردود لا ترقى لجسامة الفعل والحدث الذي توقعت أن تقوم الدنيا ولا تقعد ضد هذه الفعلة الجبانة.
    على هامش هذه الاستنكارات لم تخلو الساحة من مناكفات هنا وهناك بين شقي الوطن المحتل وكأن هيثم وقضيته أصبحت تخص فئة دون فئة متناسين أن قضية وروح وجسد هيثم حكاية وطن .... فهيثم كتائب مقاتلة ترفض وضع سلاحها في غمده فالوطن ما زال محتل.
    يوم... يومان .. أقل من أسبوع وغاب اسم هيثم عن الإعلام والساحة ونسيت قضيته .. محامي أو اثنان زاروا الرجل في سجنه وتقرير هنا وآخر هناك ومن ثم ماتت القضية.
    قبل أيام اتصلت عليّ شقيقة الأسير المغدور أم سيف كان صوتها يرجف وتتحدث بسرعة وتناشد وتستغيث أن أغيثوا أخي، أخي يموت داخل سجنه لا أحد يحرك ساكناً، أين أنتم أيها الحقوقيون ؟؟ أمي لا تنام الليل، حال العائلة انقلب، هيثم روح أمه وعقل أبيه، هيثم أغلى ما تملكه هذه العائلة، هيثم يموت في السجن.
    لم أقوَا على الحديث ولم أرد أن أعطيها الوعود ولم أعلم ما أفعل فقضية هيثم قضية وطن ضاع، إنسان يراد له الموت، قضية هيثم قضية إنسان أقسم الله به، أغلى من كل المقدسات وفوق كل الثوابت بل على العكس هو الثابت الوحيد في هذا الوطن الذي أضحى كل ما به متغير.
     Ù‚در لوالد هيثم أن يذهب لزيارته لم يستطع الوقوف وحمله رفاقه إلى شباك الزيارة وقف الوالد أمام هيثم المقدام الذي يشهد له القاصي والدانى أنه فارس بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكان يتنقل من مكان لمكان ومن شارع لآخر يطارد المحتل ويكمن للقوات الخاصة ويلقنهم دروساً ودروساً في المقاومة وفن الفداء للوطن المحتل.
    كان جسده هزيلاً وعيونه غائرة في وجهه وغير قادر على الكلام حاول أن ينتصر على آلامه ويطمئن والده ولكن الحالة التي كان بها هيثم تدلل على وضعه ، كانت زيارة قاسية وساعات مؤلمة ولحظات لم يتمنّ الوالد أن يراها.
    عاد إلى بيته حاول أن يطمئن الأم التي كانت تنتظر هيثم والتي لم تدع صورة هيثم منذ تسع سنوات، هجمت الأخت والأخ والحفيد والخال والعم والعمة، الكل يسأل الوالد عن هيثم حاول أن يطمئنهم ولكن دمع عيونه قد فضحه، وضيق صدره قد كشف حال هيثم، وفوق كل هذا وذاك كان قلب الأم الذي لم يتوقف تسارع دقاته من وقت اعتقاله وزادت بعد وصول خبر محاولة اغتياله، كانت تعرف الحقيقة فزاد بكاؤها وأنين قلبها وتوجهت إلى الله أن يرحم صغيرها الذي يقبع تحت براثن الغزاة.
    عذراً هيثم وعذراً لعائلتك وعذراً لأرواح الشهداء الذين عملت معهم في مدينة رام الله والذين سبقوك للجنان عذراً لجسدك الذي أعيته أدوية المحتل، عذراً لروحك الطاهرة فقد خذلوك ولم يوفوك حقك ولم يقوموا بواجبك ولكني على يقين أنك ستنتصر على المرض وستقوم من فراشك وستعود هيثم الشاب المغوار وتقبل مني بحب هذه الكلمات التي أرثي بها نفسي وتقصيري وإلى أن نلقاك سلام على جسدك العليل الذي سينتصر على الجلاد.
     
    (المصدر: مركز أحرار لدراسات الأسر، 5/2/2011)

    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية