الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    من الأسر إلى الإبعاد

    آخر تحديث: الإثنين، 09 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: محمد عبيد

    "المنفى" القسري المتمثل بالإبعاد القسري إلى قطاع غزة المحاصر مدة 3 أعوام، الذي وافقت الأسيرة الفلسطينية الشابة هناء الشلبي مكرهة على أن ترحّلها السلطات الصهيونية إليه، بعد معركة خاضتها بأمعائها الخاوية ضد ممارسات سلطات سجون الاحتلال، والسياسات الحاطّة بالكرامة الإنسانية التي تنتهجها، بعد 43 يوماً من النضال السلمي، لم يخل أي منها من فرصة محققة لارتقاء هذه الأسيرة، وانضمامها إلى قافلة طويلة من شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية، ليس إلا عقاباً جديداً نفذه الجانب الصهيوني بحق هذه الأسيرة المحررة في صفقة مبادلة الأسرى الفلسطينيين، بأسير الحرب الجندي الصهيوني غلعاد شاليت.
    هذا العقاب المغرق في الظلم والقهر، والناتج عن تنكيل بحق الأسيرة، وضغط نفسي وابتزاز مارسته سلطات سجون الاحتلال بحقها، حتى وهي على فراش أحد مستشفيات السجون تصارع موتاً محتوماَ، بعدما حطمّت كل جدران المعقول أو الممكن، بإضرابها المفتوح عن الطعام 43 يوماً، لا يغني عن التذكير بالسياسة الصهيونية المتجذّرة في الفكر الصهيوني القائم والتي مازالت تدعمه بكل ما هو مرفوض من أشكال الدعم المادي والسياسي والعسكري.. سياسة الإبعاد التي تحاول سلطات الاحتلال دوماً تقديمها على ما سواها من حلول، عندما يتعلق الأمر بمعركة خاسرة تخوضها ضد نضال سلمي للشعب الفلسطيني، أو أي من فئاته، تكشف مساوئ الاحتلال، الذي قيّضت له هذه الأيام، بيئة إقليمية ودولية، أشغلت العالم ككل عن ممارساته، كما يريد، من دون أدنى رادع أو رقيب.
    كما أن هذه السياسة تضع تحدياً أمام أي نضال سلمي مستقبلي، يفكر الأسرى الفلسطينيون في خوض غماره، احتجاجاً على انتهاكات السجان، فالظاهر في أمر إبعاد الأسيرة هناء، لا يعطي صورة حقيقية لما وراء قبولها بالإبعاد، لكنه يشي بحجم الضغط، والابتزاز اللذين تعرضت لهما، ما يعني بالضرورة أن الحركة الأسيرة الفلسطينية ككل، أمام أحد أكبر التحديات في تاريخ نضالها السلمي ضد الاحتلال، ومرد ذلك أن الانتهاكات المتواصلة خلف أسوار المعتقلات، والسياسات العقابية التي تنتهج بحق الأسرى، تصاعدت بشكل غير مسبوق بحق أبناء الشعب الفلسطيني، سواء كانوا داخل الوطن السليب، أو في مخيمات الإبعاد القسري في الشتات. ما وصلت إليه قضية الأسيرة هناء الشلبي، يؤشر إلى ما يحمله المستقبل القريب للأسرى الفلسطينيين خاصة، والشعب الفلسطيني ككل، ويكشف عمق المأساة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية، في ظل إهمال عالمي عام، وتعامٍ عن دولة العدو، يمنحها الفرصة بعد الأخرى لمواصلة مشروعها التوسعي التهويدي.
    سياسة الإبعاد المرفوضة التي تضعها السلطات الصهيونية لحل أزماتها المتصاعدة من نضال الأسرى، لا توضع إلا في خانة "النصر المعنوي" المشوب بمرارة النفي، وإن كان المنفى جزءاً من الوطن المنقسم على الذات، المقتتل سياسياً، الذي يجذّر الأزمات، ويخلق منها يومياً كل جديد، ويدع الاحتلال يفرغ لاستكمال مشاريعه، وتثبيت الحقائق على الأرض، وضرب الحق الفلسطيني الثابت عرض جدار الضم والتوسع.

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية