الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    بمناسبة يوم الأسير.. معركة حاسمة يخوضها الأسرى

    آخر تحديث: الثلاثاء، 17 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: راسم عبيدات

    تواصل إدارة مصلحة السجون الصهيونية وأجهزة مخابراتها سياسة القمع التي تستهدف الأسرى، فهذه المؤسسة التي تنفذ سياسة الاحتلال وبقرار من أعلى المستويات السياسية في الحكومة الصهيونية، تريد أن تقبر أسرانا في الأكياس الحجرية والصفيح الساخن وهم على قيد الحياة، تريد لهم أن يتمنوا الموت أو الشهادة ولا يحصلوا عليها، تريد أن تجردهم من كل شيء. وتريد أن تعيد أوضاعهم إلى ما كانت عليه في بداية سنوات الاحتلال. تريدهم أذلاء خانعين مفرغين من محتواهم الوطني،لا يجمعهم لا وحدة تنظيمية ولا وطنية ولا اعتقالية ولا انتماء ولا قضية. تريدهم أبناء مناطق وعشائر وعائلات وشللية وبلديات حتى يسهل عليها قمعهم والسيطرة عليهم وإخضاعهم لرغباتها وقراراتها. تريدهم أن يلغوا من قاموسهم الثورة والنضال والتمرد والعصيان والرفض؟؟.
    الاحتلال بنفس العقلية والمنهجية، عقلية الاستعلاء والإقصاء، ورفض قبول وجود الآخر، فهو يتنكر لكل شيء، والرافض والضارب بعرض الحائط لكل الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية بفضل ما يتوفر له من مظلة وحماية أوروبية غربية وأمريكية يزداد تغولاً وتوحشاً وعنصرية وتطرفاً، وبالتالي أعلن حربه الشاملة على شعبنا ووجوده والحركة الأسيرة الفلسطينية تقع في رأس سلم أولويات الاستهداف الصهيوني لها، حيث نشهد في الآونة الأخيرة تصعيدا غير مسبوق في إجراءات وممارسات الاحتلال بحق الحركة الأسيرة الفلسطينية، فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن تقوم وحدات قمع السجون بتسمياتها المختلفة من اقتحامات لغرف الأسرى والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، واتخاذ إجراءات عقابية بحقهم على خلفية مواجهة تلك السياسة، حيث العزل في الزنازين وأقسام العزل الخاصة ومصادرة وتدمير الممتلكات والأغراض الخاصة، والحرمان من الزيارات لفترات طويلة وفرض الغرامات الباهظة، ومنع مقابلة المحامين أو الخروج لساحة النزهة "الفورة" والنقل الدوار من سجن الى آخر، ورفض تقديم العلاجات الطبية والأدوية، والحرمان من التقدم لامتحان الثانوية العامة والالتحاق بالجامعات، ناهيك عن التعذيب النفسي من خلال ظروف المعيشة الصعبة والاستفزازات والاهانات اليومية...وغيرها.
    كل ذلك يضع الأسرى أمام خيار واحد وحيد، خيار المقاومة والمواجهة والدفاع عن الذات وعن الحقوق والمنجزات والمكتسبات، خيار التسلح بالإرادة وخيار خوض الإضراب الشامل والمفتوح عن الطعام، الأسلوب والشكل الأنجع في مواجهة الحرب التي تشنها عليهم إدارة مصلحة السجون الصهيونية، هذا الخيار الاستراتيجي تخوضه الحركة الأسيرة منذ بدء الاحتلال وحتى اللحظة الراهنة، نريد أن نؤكد على صحته وصوابيته، ولكن في ضوء ما حصل من أحداث وتطورات على أوضاع الحركة الأسيرة فعلينا أن نشدد ونؤكد على ضرورة وحدة الأداة الوطنية التنظيمية للحركة الأسيرة، فهي صمام وعنوان انتصارها، ومهما بلغت عظمة الخطوات الفردية والحزبية من عظمة وبطولات وتضحيات، فإنها لن تحقق النتائج المرجوة والمأمولة منها، ولنا تجارب في هذا الجانب وعلى هذا الصعيد، ففي ظل غياب الرأس القيادي والقرار الموحد والقيادة الموحدة والإستراتيجية الموحدة، فشلت الحركة الأسيرة في تحقيق المطالب التي رفعتها في إضراب آب/ 2004، ذلك الإضراب الذي لم تحقق فيه الحركة الأسيرة مطالبها كان له الكثير من التداعيات السلبية على صعيد الحركة الأسيرة حقوقا ومنجزات ومكتسبات وهيبة ووحدة، وكذلك من بعد ذلك الإضراب لم تستطع الحركة الأسيرة على الرغم من ارتفاع وتيرة استهداف إدارة مصلحة السجون وأجهزة مخابراتها لها،من أن تنظم أوضاعها وتوحد أداتها الوطنية التنظيمية، حيث صعدت إدارة مصلحة السجون من عمليات عزل الأسرى بشكل واسع، ورفعت من سلم العقوبات والممارسات الإذلالية بشكل هستيري، وللرد على ذلك لم تنجح الخطوات الجزئية والفردية،حيث كان إضراب 27 أيلول/ 2010، والذي خاضته الحركة الأسيرة دون توحد ومشاركة جماعية، وعلى الرغم من موافقة إدارة مصلحة السجون على المطالب التي رفعها المضربون عن الطعام، إلا انها مباشرة تنكرت لها.
    ومن بعد ذلك خاض الأسيران خضر عدنان وهناء الشلبي إضرابا ملحميا عن الطعام، تجاوز كل أشكال الإضرابات السابقة من حيث طول المدة والمطلب المرفوع، (66 و43 يوماً) والمطلب إغلاق ملف الاعتقال الإداري، وما زال حوالي 15 أسيرا يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام تجاوز البعض منهم الخمسة وعشرين يوماً لنفس الغاية والهدف، ولكن حتى اللحظة الراهنة لا يلوح في الأفق أن إدارة مصلحة السجون ستستجيب لمطالب هؤلاء الأسرى، فهي ترى أنه بإمكانها احتواء مثل هذه الخطوات وإجهاضها، ومع التقدير العالي لكل البطولات والتضحيات غير المسبوقة في تاريخ نضال الحركة الأسيرة، فهي لن تكون البديل ولا القادرة على حسم المعركة مع إدارة مصلحة السجون بدون خطوة إستراتيجية جماعية موحدة يشارك فيها كل أبناء الحركة الأسيرة، وعلى الحركة الأسيرة أن تذلل كل العقبات أمام التوافق والتوحد في خوض معركة الأمعاء الخاوية، فهذا منعطف هام جداً في تاريخ الحركة الأسيرة، وعلى نتائجه تتوقف الكثير لجهة حقوق ومنجزات ومكتسبات وهيبة ووجود وصدقية الحركة الأسيرة الفلسطينية.
    ومن هنا فإنني انظر بالكثير من التقدير العالي لوثيقة "العهد والاتفاق" التي أقرتها اللجنة الوطنية لإضراب الأسرى والتي تؤكد على خوض الحركة الأسيرة للإضراب بشكل جماعي وبرأس قيادي وبقرار موحد وإستراتيجية موحدة، ولا أخفيكم مدى القلق الذي ساورني من بعض الشائعات التي تحدثت عن عدم توحد وتوافق الحركة الأسيرة على خوض الإضراب المفتوح عن الطعام في ذكرى يوم الأسير، السابع عشر من هذا الشهر بشكل جماعي وموحدا.
    وبصفتي أسيراً محرراً فإنني أناشد وأطالب أبناء حركتنا الأسيرة بمختلف ألوان طيفها السياسي أن تضع خلافاتها جانباً وان تغلب الوحدة على الخلاف، وان توحد أداتها الوطنية التنظيمية بعيدا عن الفئوية والحزبية، فالخسارة هي خسارة لجميع أبناء الحركة الأسيرة وليس لهذا الفصيل أو ذاك، فأنتم أمام معركة مصيرية، معركة قد يتقرر على ضوئها الكثير الكثير من الأمور فيما يتعلق بالحركة الأسيرة خوضها بشكل جماعي، وموحد أناشدكم بكل دماء شهداء الحركة الأسيرة، بكل التضحيات والمعانيات التي قدمتموها وقدمها غيركم، دعوا الانقسام جانبا فأنتم مستهدفون جميعا.
    المطلوب من شعبنا وقواه وفصائله وسلطته وممثله الشرعي والوحيد أن ترفع من وتيرة وسقف دعمها ومساندتها لأسرانا، فهي التي وقفت دائما الى جانبهم، ولكن في ظل الحرب المفتوحة والمتواصلة ضدهم فإن هذا يستدعي تحركا شعبيا وجماهيريا واسعا، وكذلك على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التحرك على كل الأصعدة دوليا وعربيا وعبر كل المحافل والمؤسسات، من اجل استصدار قرارات بتدويل قضية أسرانا في سجون الاحتلال، وإلزام حكومة الاحتلال بوقف مسلسل جرائمه بحق هؤلاء الأسرى، وصيانة حقوقهم ومنجزاتهم التي كفلتها لهم الاتفاقيات والقوانين الدولية، واعتبار إطلاق سراح الأسرى وخصوصا القدماء منهم شرطا ملزما في إطار أي عودة للمفاوضات.
    المعركة كبيرة والحركة الأسيرة تمر في منعطف استراتيجي ومعركة الحسم تحتاج إلى شحذ للهمم وتجنيد لكل الطاقات والجهود، ووحدة الأداة الوطنية للحركة الأسيرة شرط أساسي للانتصار في هذه المعركة.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 17/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية