الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الدعوة إلى خطة وطنية للنهوض بقضية الأسرى

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    دعا مشاركون في ورشة عمل متخصصة حول إعلام الأسرى إلى بلورة إستراتيجية وطنية للتعامل مع قضيتهم وفي صلبها خطة إعلامية لتفعيل أداء الإعلام المحلي ومتابعة نجاعة أدائه وطنيا، في هذا الجانب، بغية خلق رأي عام وطني وعالمي مساند لقضايا وحقوق أسرى الحرية الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني على درب تحريرهم.
    ونظم الورشة المكتب الصحفي في وزارة الإعلام بالتعاون مع نادي الأسير بمقر الوزارة بمدينة رام الله، تحت عنوان "نحو رؤية وطنية إعلامية للنهوض بقضية الأسرى" بمشاركة عدد من الإعلاميين والأكاديميين وأدباء ومثقفين وممثلين عن مؤسسات تعنى بقضايا الأسرى وأسرى محررين وذوي أسرى.
    وأوصى المشاركون بعرض توصيات الورشة على لقاء آتٍ أوسع أو مؤتمر وطني تشارك فيه وزارة شؤون الأسرى والمحررين، وسائر المؤسسات العاملة في الحقل، ووسائل الإعلام الوطنية لبلورة والالتزام بخطة إعلامية قادرة على إحداث اختراق جدي في الرأي العام العالمي حيال الأسرى الفلسطينيين المضلل بصورة نمطية كاذبة تفبركها وتغذيها يوميا الآلة الإعلامية الصهيونية ووكالات أنباء غربية موالية بقصد إظهار مناضلي الحرية بصورة سجناء إرهابيين.
    وتبلورت الاقتراحات في ختام أعمال الورشة التي تضمنت جلسة افتتاحية وثلاث جلسات ناقشت على التوالي جوانب تتعلق برؤية نقدية للتغطية الإعلامية لقضايا الأسرى ومفاهيم ومصطلحات قانونية وإعلامية خاصة، فيما عرضت الثانية تجارب إعلامية في تغطية قضايا الأسرى وموقع قضايا الأسرى في وسائل الإعلام الفلسطينية الجلسة الثالثة: نحو رؤية وطنية إعلامية وثقافية للنهوض بقضية الأسرى وهي جلسات تناوبت على إدارتها الزميلتان نداء يونس مدير المكتب الصحفي بالوزارة، وأماني سراحنة مدير الدائرة الإعلامية في نادي الأسير.
    ولم يسلم الإعلام الوطني من اتهامات بالتقصير في تناوله لقضية الأسير لناحية الكم والكيف ونقد ذاتي بلغ حد جلد الصحفيين لذاتهم، وتذمر من غياب سياسة تحريرية ناجعة ومسئولة إزاء ملف الأسرى، والوقوع في فخ المبالغة غير المبررة واستخدام مصطلحات مغلوطة نحتتها الآلة الاحتلالية دون تمحيص أو سوء فهم للمصطلحات ودلالاتها اقترنت بدعوة الإعلام لاستخدام المفاهيم والمصطلحات القانونية الصحيحة لدعم قضية الأسرى محليا ودوليا وتوخي الدقة وصحة المعلومة قبل تعميمها.
    ودعا رئيس نادي الأسير قدورة فارس المشاركين في كلمة توجيهية إلى طرح توصيات عملية وتفصيلية تعين على قيام الإعلام بالدور المطلوب منه، داعيا إلى الانطلاق من أي نقطة يمكن البدء منها للنهوض بالمسؤولية مشددا أن المهم هو أن ننطلق.
    ونقلت نداء يونس في كلمة افتتاحية ترحيب وكيل وزارة الإعلام د. المتوكل طه بالحضور، وتثمينه لاهتمامهم بقضايا الأسرى لا سيما أنه أسير سابق عانى من ظلم السجان، وأديب لم تغب صورة السجن والسجان عن أدبياته.
    وأكد طه على مباركة الوزارة كل جهد إعلامي وثقافي من أجل النهوض بهذه القضية مؤكدا ضرورة الإسراع ببذل الجهود لإطلاق سراحهم وثمن موقف القيادة تبني قضية الأسرى على سلم أولوياتها كشرط للعودة إلى المفاوضات.
    وقدم رئيس نادي الأسير في مداخلته رؤية نقدية للتغطية الإعلامية المحلية لقضايا الأسرى مشددا على ضرورة توخي الحذر عند نقل معلومات حول الأسرى لا سيما أن تداول معلومات غير دقيقة وفي نفس الصحيفة أحيانا يؤثر سلبا فيما استعرض المصطلحات التي أفرزتها الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية التي لا يزال بعضها ملتبس الفهم على الإعلاميين والأكاديميين مثل الإضراب الايرلندي.
    وأشار فارس إلى تعرض قضية الأسرى في أحيان كثيرة من مغالاة وتكرار للإخبار غير الصحيحة وغالبا ما يصور أن الأسير هو بطل خارق وتتناول قضية الأسرى بأحادية ويفترض أن التيقن من خبر المادة الإعلامية ليتناولها المواطن بطريقة تجعله يتفاعل مع الأسرى وإن أشاد رئيس نادي الأسير بالمجمل بالتغطية الإعلامية الفلسطينية.
    واستعرض مدير عام البرامج في تلفزيون فلسطين عماد الأصفر، ومدير عام إذاعة فلسطين أحمد زكي في مداخلتهما خلال الجلسة الأولى بفخر تجربة مؤسستي تلفزيون وإذاعة صوت فلسطين في تناول ومعالجة قضايا الأسرى والاهتمام الكبير الذي يعكسه كم البرامج وحجم التركيز ونسبة المتابعة وبما فيها من قبل الأسرى أنفسهم لهذه البرامج المتخصصة لافتا الأصفر إلى إضراب الأسرى عندما منعتهم إدارة السجون من مشاهدة تلفزيون فلسطين.
    وعدد الأصفر ثلاثة برامج متخصصة في قضايا الأسرى يقدمها التلفزيون هي لأجلكم الذي تعده وتقدمه الزميلة منال سيف، وفي بيت مناضل للزميلة عبير الشمال، و زرد السلاسل الخاص بأسرى القطاع إضافة إلى البرامج الإخبارية والأغاني الخاصة بالأسرى وهي برامج يعاد بثها مرتين بقصد خلق ديمومة في التواصل بين الأسير وذويه وبيئته لافتا في هذا السياق إلى تواصل الأسرى أنفسهم مع إدارة التلفزيون ومعدي ومقدمي البرامج.
    وخلص مدير عام البرامج للقول إن الإعلام عنصر مهم في تفعيل قضية الأسرى ولكنه ليس الوحيد ما يتطلب نهوض الجميع بمسؤولياتهم لحشد أوسع حملة تضامن شعبي مع الأسرى، فيما استعرض زكي برامج الإذاعة وما تحققه من تواصل ضمن مسؤولية وطنية إزاء الحركة الأسيرة برمتها.
    وتناول مدير الدائرة القانونية في نادي الأسير أ. جواد بولص التغطية الإعلامية الصهيونية لقضايا الأسرى في مداخلة استهلها بالتأكيد أن الإعلام الصهيوني وربما مع استثناء قليل لم يعد محايدا أو غاضا للطرف وحسب بل معاد للأسرى وقضيتهم وحقوقهم ويشكل ذراع احتلالية حيالهم سواء في المصطلح الذي يتداوله وفي الرسالة والمفهوم موضحا أن الإعلام الصهيوني يستخدم دون تمحيص أو تحفظ كل ما تستطيبه الدوائر الصهيونية لتفريغ الحركة الأسيرة من مضامينها الايجابية التي تستحق الفخر بها على مدى مسيرتها المعجزة عبر شحنات من المصطلحات السلبية التي تتعمد وصم الأسير الفلسطيني بالإرهاب.
    وقال بولص صاحب التجربة والباع الطويل في هذا المضمار أن الإعلام الصهيوني يفبرك ويطلق الروايات والأحكام الدامغة بحق الأسرى حتى قبل التحقيق وقرارات المحاكم ما نقلها من مجرد وعاء للمصطلح إلى تبني رأي عام معاد ما يتطلب عملا جادا لاختراق هذا الإعلام بدل الاكتفاء باللوم والشكوى من هذا الإعلام المزعج وأزلامه الذين انتقد فتح المكاتب أمامهم وتدليلهم بمعلومات تعز ربما عن الصحفي الفلسطيني.
    وتطرق بولص إلى مجموعة من المصطلحات القانونية التي ينبغي تداولها لدعم قضية الأسرى ودعا إلى اعتمادها كمرجعية للإعلاميين والدارسين والباحثين في قضايا الأسرى. محذرا في هذا الإطار من عواقب الاستمرار في التعميم والمبالغة الضارة والركون إلى لغة الأرقام الجافة بعيدا عن قصص الأسرى الإنسانية من أجل رسالة قادرة على الوصول والتأثير وإن قدر أن الإعلام الفلسطيني في هذه القضية هو إعلام متعاون ومثابر.
    وعرض الصحفي على سمودي تجربته ككاتب متخصص في إعلام الأسرى وكمذيع لبرنامج إذاعي خاص حول الأسرى في الإذاعات المحلية دون أن تخلو من جلد للإعلام المحلي مقدرا بوجود خلل كبير في تعامله مع قضية الأسرى لناحية الكم والكيف وخصوصا أنسنة القضية .
    و تناول هشام عبد الله تغطية الإعلام الغربي لقضايا الأسرى لافتا إلى الدور الذي تلعبه وكالات الأنباء العالمية الأساسية في رسم الخارطة الخبرية وفرضها على وسائل الإعلام وبالتالي على المتلقي وهي غالبا ما تخلو من تناول قضايا الأسرى الفلسطينية وحتى من الصراع الفلسطيني الصهيوني وتبني الرواية الصهيونية في أغلب ما ينشر.
    واستعرض عبد الله عددا من الأمثلة من وحي تجاربه أظهرت مدى تأثير الإعلام الغربي والرواية الصهيونية على الرأي العام العالمي الذي ينظر إلى الأسرى كسجناء خطرين إن لم يكونوا إرهابيين ولخص إلى الدعوة إلى بحث آليات وسبل تقود إلى أحداث اختراق ممكن في الإعلام الأجنبي لإيصال صوت الأسرى عاليا من خلال أنسنة إعلام الحركة الأسيرة.
    وأكد المتداخلون في هذه الجلسة على ضرورة التركيز على نوعية البرامج المقدمة بشأن الأسرى وعلينا أن ننتج مادة إعلامية راقية تتحدث بكل اللغات وأن نعمل بوسترا لكي يشتهر عالميا وانتهاج الأدب والسينما والمسرح لعرض قصص الأسرى ومعاناتهم. مؤكدين ضرورة أنسنة قضايا الأسرى، واستعرض المشاركون لتقييم أداء التغطية الإعلامية المحلية والتغطية الإعلامية الصهيونية والدولية لأخبار الأسرى.
    ودعت الأكاديمية د. وداد البرغوثي وهي ابنة وزوجة وأم وقريبة أسرى في مداخلتها في الجلسة الثالثة إلى ضرورة وجود خطة إعلامية وطنية للنهوض بقضية الأسرى ومواجهة زيف الإجراءات الاحتلالية الباطلة وقالت للأسف إن قضية الأسرى تختزل في أرقام وأن وسائل الإعلام عبارة عن نافذة وهي المتنفس الوحيد لأهالي الأسرى ومن المؤسف أن تغلق هذه الوسائل أمام أهالي الأسرى وأضافت يجب التركيز على القصص الإنسانية للأسرى وذويهم، فيما دعا الأسير المحرر والأديب وليد الهودلي إلى خطة ثقافية وطنية لتبني قضية الأسرى وإيصال قضيتهم من خلال الأدب والفن والمسرح والشعر والأفلام وقبلها المناهج الدراسية التي ربما تكون الوسيلة الأكثر وصولا وتأثيرا في الوصول إلى العالم على اختلاف لغاته وميوله. وشدد على ضرورة عمل دراسة على المناهج الفلسطينية وعن تناولها لقضايا الأسرى.
    ودعا المدير التنفيذي إلى بلورة وتبني خطة وطنية لقضية الأسرى عموما وبضمنها خطة إعلامية وطنية قابلة للتنفيذ والمتابعة توصي الورشة بمناقشتها في مؤتمر وطني أو ورشة عمل موسعة أخرى بمشاركة وزارة شؤون الأسرى والمحررين والمؤسسات الأهلية والأطر الشعبية العاملة في الحقل ووسائل الإعلام والإعلاميين المهتمين للخروج من الوضع الذي قال أنه لم يعد ولا ينبغي القبول باستمراره.
    واستعرضت الناشطة في لجنة الأسير وفاء أبو غلمي وعقيلة الأسير عاهد أبو غلمي بعض الأخطاء القاتلة التي ترتكبها وسائل الإعلام وصحافيون ربما دون قصد في تناول قضية الأسرى وقصصهم الإنسانية ما يلحق أفدح الضرر بالملف وبالمصداقية الفلسطينية حياله ما يتطلب تضافر الجهود للنهوض بدور الإعلام وتفعيل استخدامه.
    وشدد المشاركون في ختام الورشة على ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود بين المؤسسات المعنية كنادي الأسير ووزارات الثقافة والإعلام والأسرى والجهات المعنية واقترحوا بلورة هيئة وطنية لمتابعة قضايا الأسرى من كافة جوانبها، وتوسيع المساحات في الصحف ووسائل الإعلام لتغطية قضايا الأسرى من خلال عرض قصص معاناة كل أسير وذويه وإنتاج أفلام متخصصة، والبحث وابتكار وسائل إبداعية يمكن أن تؤثر في الرأي العالمي ووسائل الإعلام المحلية والغربية والخروج بخطة عمل وطنية يشارك فيها الجميع من مؤسسات رسمية وأهلية للنهوض بقضية الأسرى ومنح جائزة لأفضل الصحفيين والإعلاميين والبرامج والصور والمقالات والأعمال الأدبية والإعلامية المميزة في هذا المجال.

    (المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 03/02/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية