26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المتضامنون يواصلون إضرابهم حتى تحقيق مطالب الأسرى

    آخر تحديث: الخميس، 10 مايو 2012 ، 00:00 ص

    ثمانية أيام مرّت وما يزال المضربون عن الطعام في خيمة الاعتصام بساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة مصممين على مواصلة إضرابهم المفتوح حتى تتحقق كل مطالب الأسرى في سجون الاحتلال.
    و(50) أسيراً محرراً عقدوا العزم أن لا يغادروا خيمة الاعتصام لأي سبب كان حتى تتحقق مطالب الأسرى، فتركوا الأهل والبيت من كل مناطق القطاع وجاءوا إلى الخيمة تعبيراً عن التضامن مع الأسرى والوفاء لزملائهم السابقين.
    وتتجلى الوحدة الوطنية في أروع صورها في خيمة الاعتصام التي تضم تحت سقفها جميع ألوان الطيف الفلسطيني، "فلسطين" تجوّلت في زوايا الخيمة وعاشت لحظات قصيرة من معاناة الأسرى الكبيرة داخل السجون.

    قضية لا خلاف عليها
    في الخيمة يستلقي خمسون مضرباً على الأسرة و بدا على معظمهم الإرهاق الشديد، ومن فورهم يجيبون قبل السؤال عن أحوالهم "لا مكان للشعور بالتعب مقابل تضحيات الأسرى ومعاناتهم التعب الجسدي يزول طالما يقابله معنويات مرتفعه وشعور بالراحة لمساندة الأسرى".
    وقال ممثل المبادرة الوطنية الفلسطينية في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية محمد جرادة: "نحن هنا للتضامن مع إخواننا ومجاهدينا في سجون الاحتلال، وسنستمر حتى تحقيق مطالبهم وتخفيف واقع المعاناة عليهم، ومصممون على الاستمرار بكل عزم على مواصلة الإضراب"، مضيفاً: "رسالتنا التي نسعى لأن نوصلها للعالم هي أن قضية الأسرى وطنية ولا خلاف عليها، ونطالب العرب بمساندتهم".
    ويصف جرادة الأجواء في الخيمة بأنها مفعمة بالمعنويات المرتفعة، موضحاً: "صحيح أننا نشعر بالتعب والإرهاق وقد يؤثر على صحتنا، ولكن يهون ذلك لأجل الأسرى المضربين، لذا فإننا لن نشعر بالجوع والتعب طالما أننا نساند الأسرى في سجون الاحتلال، مضيفا: "هذه الهبة الجماهيرية في التضامن معهم هي بحد ذاتها إنجاز".
    ويؤكد أنهم على تواصل دائم مع الأسرى، وقد وصلتهم أنباء المضربين والتفاف الجماهير حولهم، وقد أبدوا سعادتهم بذلك على حد قوله.
    ويوضح جرادة الذي اعتقل أكثر من مرة وأضرب خلالها عدة مرات عن الطعام أن الإضراب داخل السجون أصعب كثيرا من خارجه بسبب الفارق في الحالة النفسية، بالإضافة إلى الاقتصار على تناول الماء والملح، مشيرا إلى أن المشاركين في الإضراب التضامني لا يتناولون سوى المياه واللبن المخيض والشوربة.

    السلاح الأخير
    وعلى سرير آخر، يجلس الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" مصطفى مسلماني المنحدر من محافظة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، ويؤكد أن الشعور بأحوال الأسرى والتضامن معهم ليس بحاجة إلى دخول السجن وتجرع مرارته.
    و يقول: "هذه قضية وطنية والمطلوب من كل فلسطيني أن يتجاوب مع معاناتهم حتى وإن لم يجرب الأسر"، مضيفاً: "خاصة نحن كأسرى محررين لزاما علينا أن نساند الأسرى في أي خطوة يقومون بها على طريق انتزاع حقوقهم التي تنص عليها القوانين الدولية".
    وخلال السنوات التسعة عشر التي قضاها مسلماني داخل السجن من أصل حكم بخمسة مؤبدات وثلاثين عاماً، شارك في الإضراب عن الطعام أربع مرات تراوحت فتراتها بين أسبوعين إلى ثلاثة.
    ومن تجربته يرى أن الإضراب هو السلاح الأنجع والأخير الذي يلجأ له الأسرى، حيث لا يملك الأسرى سلاحا إلا أمعاءهم الخاوية التي يستطيعون أن يضغطوا بها على الاحتلال وأن ينتزعوا من خلاله حقوقهم على حد قوله.

    نداء القلب أقرب
    ويتكئ الأسير المحرر أسعد أبو صلاح (48) على سريره ممسكاً بلوحة تضم صوراً لأربعة أسرى ابنيه وشقيقه وابنه الذين اعتقلوا معه قبل أكثر من أربع سنوات وما يزالون في سجون الاحتلال، وحاله يختلف عن باقي المضربين، فعدد أيام امتناعه عن الطعام تزيد عنهم أحد عشر يوماً رغم أنه مريض بضغط الدم والسكري.
    كانت بداية اعتصامه أمام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة بمفرده لا يشاركه فيه سوى أسرته التي يكتفي أفرادها بوجبة واحدة يومياً وذلك بعد شعوره بأن الأيام الثلاثة الأولى لإضراب الأسرى قد مرت دون فعاليات من أي جهة فقرر أن يضرب ليوجه رسالة مفادها أن أبناءنا في السجون مضربون وبحاجة إلى من يساندهم، وكذلك ليقول لأبنائه إنه لم ينساهم حتى وإن تركهم بتحرره من السجن.
    وعن رأي أفراد عائلته داخل السجون في إضرابه، يقول: "وقفتي معهم أثرت عليهم إيجابيا بشكل كبير"، مضيفاً: "هم سعداء جدا بالوقفة الشعبية معهم، خاصة بمشاركة المحررين في الإضراب لأن استمرار المحررين بالتضامن مع المعتقلين حتى بعد خروجهم من السجون يمد الأسرى بطاقة كبيرة للاستمرار".
    ويقول أبو صلاح: "نداء أبنائي كان أقرب إلى قلبي من صوت من طالبوني بالتوقف خشيةً على صحتي، فحتمية الانتصار حتى وإن طالت المدة وإيماني بعدالة قضية أبنائي وإخواني مصدر كافٍ لأن أستمد منهم القوة، فالجسد أكوام من اللحم يُمكن أن تُبنى من جديد، أما المهم هو الوضع النفسي".

    أطفال متضامنون
    أعداد كبيرة من المتضامنين تتوافد على مدار الساعة الى الخيمة للتضامن مع الأسرى ولتفقد المتضامنين معهم من المحررين أيضاً - الأطفال كان لهم نشاط تضامني، إذ عدد منهم يتبعون لنادي الطفولة في جمعية الشابات المسلمات دخلوا الخيمة يحملون الأعلام واللوحات التي تحمل شعارات مؤيدة وتنقلوا بين المضربين يصافحونهم ويرددون كلمات الإشادة بموقفهم.
    و تقول مديرة نادي الطفولة علا اسكافي: "أردنا أن نضع الأطفال في صورة الحدث وأن نغرس في عقولهم وقلوبهم عدالة قضية الأسرى من خلال إشراكهم في الفعاليات، وقد طرحنا الفكرة على أولياء الأمور ووجدنا منهم موافقة ورغبة في توعية أبنائهم".
    وتقول الطفلة لين الشوبكي (10 سنوات)، إنها حضرت إلى مكان الإضراب للتضامن مع الأسرى ولمساعدتهم على تحقيق مطلبهم بالحرية.
    أما الطفل محمد الشيخ (8 سنوات) فيحمل ورقة فيها خطبة قصيرة يستعد لإلقائها أمام المتضامنين للتأكيد على دعم الأسرى والإيمان بعدالة مطالبهم.
    وفي خيمة مجاورة، نساء وفتيات جئن للتضامن مع الأسرى وللشد على أيدي المضربين معهم، ومن بين المتضامنات أم هاني العمرين وهي أم لشهيدين وأخت لشهيدين أيضاً، تقول إنها تزور الخيمة باستمرار منذ عدة أيام، موضحة السبب في حرصها على التضامن مع الأسرى: "أحضر إلى هنا لأن ألمهم هو ألمي، وحزنهم حزني، ماذا لو أن أبناءنا معتقلون، علينا أن نساندهم ونجاهد معهم وأن نقف إلى جوار أبنائهم وأمهاتهم وزوجاتهم".
    وتابعت: "لا شك أن لهذا التضامن أثرًا في الضغط على الاحتلال وأنه يثمر نتائج إيجابية، لذا يجب أن نتخذ من هناء شلبي قدوة لنا حتى يرضخ الاحتلال لمطالب أسرانا".
    وبين الخيمتين التف عدد من الحضور حول شخصيات تلقي خطباً تضامنية مع الأسرى في وقفة نظمتها وزارة شؤون الأسرى والمحررين، واختتموها بالدعاء باعتباره السلاح الأقوى في هذه المعركة.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 9/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية