أهالي الأسرى: نُريد شاليط جديد

موضوعات ذات صلةً

• حركة الجهاد الإسلامي تنظم وقفة تضامنية مع المضربين أمام الصليب الأحمر في جنين
• وقفة اسنادية في غزة لدعم حقوق الأسرى الانسانية

يؤمن أهالي الأسرى الفلسطينيين القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال الصهيوني، بأن تحرير أبنائهم لا يمكن أن يتم سوى من خِلال صفقة تبادل تحاكي صفقة "وفاء الأحرار".
وحررت فصائل المقاومة مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، 1047 أسيرًا وأسيرة على مرحلتين تمَّت الأولى في الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين أول لعام 2011، والثانية في ديسمبر/ كانون أول من ذات العام.

أسر جنود
وهتف أهالي الأسرى خلال اعتصامهم، في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضد سياسات إدارة سجون الاحتلال المتبعة بحق أبنائهم الأسرى. وأبدوا تأييدهم بقوة لأسر فصائل المقاومة المزيد من جنود الاحتلال لتحرير أسرى.
وكانت ثلاثة أذرع عسكرية قد أسرت شاليط من داخل موقع عسكري يتبع لقوات الاحتلال الصهيوني في الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران عام 2006، شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وأكد وزير الأسرى والمحررين د. عطا الله أبو السبح، أن ذكرى صفقة التبادل هي "ذكرى التمسك والإصرار والمضي في طريق ذات الشوكة". وثمن د. أبو السبح في كلمة له خلال حفل أقامته حركة "حماس" أمام مقر الصليب بمناسبة الذكرى الأولى للصفقة، دور المقاومة التي حررت 20 أسيرة مقابل شريط فيديو قصير لشاليط.
وقطع هذا الفيديو الذي أظهر شاليط وهو يمسك عددا من صحيفة "فلسطين" الشك باليقين بالنسبة للاحتلال الذي كان يجهل إذا كان على قيد الحياة أم لا بفعل سرية المقاومة. وعدَّ وزير الأسرى أن إمساك شاليط بعدد ورقي من صحيفة "فلسطين" إثبات على أن "فلسطين هي فلسطين وليست دولة الكيان الصهيوني". وجدَّد تأكيده على ضرورة قِيام المقاومة بدورها لتحرير الأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال.
وأضاف: "نستصرخ كل حرّ وغيور وشجاع ومنتمٍ وصادق أن يُحرر الأسرى كما حررت المقاومة الأسرى في صفقة التبادل". وأكد على أن "للوطن ضريبة ويجب على كل حر أن يدفعها".
ويقبع في سجون الاحتلال زهاء خمسة آلاف أسير، بينهم أكثر من 450 أسيراً من قِطاع غزة، وفق إحصائيات رسمية. وفي السياق، شدَّد على أنه لا يمكن استرداد الأراضي الفلسطينية المحتلة بالمفاوضات التي وصفها بـ"العبثية"، منبهاً أن "العدو الصهيوني يتلهى بنا من خِلال المفاوضات". وخاطب أبو السبح الأمة العربية، قائلاً "نريد هبة لتحرير الإنسان والأرض والهوية من هؤلاء المجرمين.

إجبار الاحتلال
وفي كلمة الأسرى المحررين، خاطب الأسير المقدسي المحرر سامر أبو سيف، الأسرى في سجون الاحتلال، قائلاً: "نحن فخورون بكم وبما أنجزتموه في معركة الأمعاء الخاوية، حيث أجبرتم الاحتلال على الاستجابة لمطالبكم".
وخاض الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام في السابع عشر من إبريل/ نيسان الماضي، واستمر 28 يوماً رفضاً لسياساته المتبعة بحق الأسرى داخل السجون، وأيضاً رفضاً لتنصل الاحتلال من بعض بنود صفقة التبادل.
وانتهكت سلطات الاحتلال صفقة التبادل التي تمَّت بوساطة مصرية من خلال اعتقالها عددا من المحررين في الصفقة وزجت بهم في السجون من جديد.
وأكد أبو سيف في كلمة له خلال الحفل، على أن صفقة التبادل هي انجاز وطني وتاريخي تعمد بدماء الشهداء الذين قضوا في عملية أسر شاليط التي أطلق عليها "الوهم المتبدد".
وفرض إضراب الأسرى معادلة جديدة على إدارة السجون بإجبارها على إنهاء سياسة العزل الانفرادي، والسماح لأهالي أسرى غزة بالزيارة بعد منع دامَ أكثر من خمسة أعوام. لكن سلطات الاحتلال ما زالت تعزل في سجونها الأسيرين ضرار أبو سيسي، وعوض الصعيدي.
وطالب الأسير المقدسي المحرر كافة الجهات المعنية بشؤون الأسرى بالتدخل من أجل تعزيز صمود الأسرى في وجه السجان والعمل على تحريرهم. وأوصى بضرورة ممارسة كافة أشكال الضغط على الاحتلال والتفاعل مع قضية الأسرى حتى تحريرهم.
وحيا الأسير المحرر جهاد أبو غبن في كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية "المُقاومة التي نجحت في تحرير الأسرى وإنجاز الصفقة". وأكد غبن في كلمة له أن "الأسرى في اشتباك دائم ومعركة مفتوحة مع السجان هم يريدون أن يحرروا مثلنا".
وأضاف: "يجب تحرير الأسرى الذين لم تنجح اتفاقيات السلام في تحريرهم، وذلك من خلال المقاومة".
الجدير بالذكر أنه وبالرغم من الضغوطات الواقعة على المقاومة لإجبارها على إطلاق سراح شاليط دون مقابل، إلا أنها استطاعت الاحتفاظ به وإجبار حكومة الاحتلال التي يتزعمها اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو على الاستجابة لمطالب المقاومة.
يُشار إلى أن فلسطينييْن ارتقيا في عملية أسر شاليط، وهما: محمد فروانة، وحامد الرنتيسي، وكلاهما يتبع تنظيم جيش الإسلام، أحد الفصائل التي شاركت في أسر شاليط إلى جانب لجان المقاومة، وكتائب القسام.

ورفات هذين الشهيدين محتجزة لدى سلطات الاحتلال فيما يعرف بـ"مقابر الأرقام" التي يأسر في باطنها العشرات من رفات فلسطينيين كانوا قد أوقعوا ضحايا في صفوف قوات الاحتلال والمستوطنين بتنفيذهم عمليات استشهادية في مناطق مختلفة من الأراضي المُحتلة.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 16/10/2012)

تعليقات الفيسبوك