السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عائلة صدوق تراجيديا فلسطينية بين النكبة والشهادة والاعتقال

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بينما‎ ‎كان الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎علاء‎ ‎عبد‎ ‎الكريم‎ ‎صدوق يستعد‎ ‎لإتمام‎ ‎حفل‎ ‎‎زفافه‎ ‎المقرر‎ ‎اليوم الجمعة‎ ‎غارت‎ ‎قوة‎ ‎عسكرية‎ ‎صهيونية إلى‎ ‎منزل‎ ‎عائلته‎ ‎الكائن‎ ‎في‎ ‎شارع‎ ‎الصف ‏بمدينة‎ ‎بيت‎ ‎لحم‎ ‎فجر‎ ‎الأربعاء‎ ‎أي‎ ‎قبل يومين‎ ‎من‎ ‎موعد‎ ‎الزفاف‎ ‎واعتقلت‎ ‎شقيقيه رضا‎ ‎ومنتصر‎ ‎ونقلتهما‎ ‎الى‎ ‎‎جهة‎ ‎غير‎ ‎معلومة، إذ‎ ‎لم‎ ‎تشفع‎ ‎كافة‎ ‎النداءات‎ ‎والمطالبات‎ ‎من قبل‎ ‎الشقيقين‎ ‎والوالدة‎ ‎لضباط‎ ‎الجيش الصهيوني‎ ‎‎الذين‎ ‎نفذوا‎ ‎مهمة‎ ‎الاعتقال بالتريث‎ ‎لغاية‎ ‎إتمام‎ ‎زفاف‎ ‎الشقيق‎ ‎علاء والذي‎ ‎كان‎ ‎قد‎ ‎أمضي‎ ‎تسع‎ ‎‎سنوات‎ ‎في سجون‎ ‎الاحتلال‎ ‎وأفرج‎ ‎عنه‎ ‎قبل‎ ‎نحو‎ ‎العام وسيقومون‎ ‎بتسليم‎ ‎نفسيهما‎ ‎بعد‎ ‎المشاركة‎ ‎في الزفاف‎ ‎‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تنتظره‎ ‎العائلة‎ ‎على‎ ‎أحر من‎ ‎الجمر‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎وان‎ ‎أفراح‎ ‎العائلة‎ ‎قليلة جدا‎ ‎وتكاد‎ ‎تكون‎ ‎معدومة‎ ‎من‎ ‎‎جراء‎ ‎استهداف العائلة‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎‎ØŒ فباعتقال‎ ‎الشقيقين‎ ‎رضا‎ ‎ومنتصر‎ ‎يرتفع عدد‎ ‎الأشقاء‎ ‎المعتقلين‎ ‎الى‎ ‎ثلاثة‎ ‎حيث يقضي‎ ‎الشقيق‎ ‎الثالث‎ ‎عز‎ ‎الدينفترة محكوميته‎ ‎البالغة‎ ‎خمس‎ ‎سنوات.‎
    ‏العريس‎ ‎علاء‎ ‎احتفل‎ ‎لوحده‎ ‎مع‎ ‎والدته بزفافه‎ ‎بينما‎ ‎كان‎ ‎والده‎ ‎وهو‎ ‎أسير‎ ‎محرر‎ ‎قد توفي‎ ‎قبل‎ ‎العامين،‎ ‎أما‎ ‎شقيقه‎ ‎‎الأكبر‎ ‎نضال فقد‎ ‎استشهد‎ ‎مع‎ ‎بداية‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى في‎ ‎العام‎ ‎‏2001‏‎‎ØŒ‎ ‎وها‎ ‎هو‎ ‎الزفاف‎ ‎يمر‎ ‎بصمت حسب‎ ‎ما‎ ‎‎قرره‎ ‎علاء‎ ‎حيث‎ ‎قال‎ ‎أنه‎ ‎كان‎ ‎بين نارين‎ ‎إما‎ ‎تأجيل‎ ‎الزفاف‎ ‎وهو‎ ‎خيار‎ ‎صعب ويقود‎ ‎الى‎ ‎المجهول‎ ‎خاصة‎ ‎أنه‎ ‎لا‎ ‎‎يعرف‎ ‎احد كم‎ ‎ستدوم‎ ‎فترة‎ ‎الاعتقال‎ ‎أو‎ ‎الانتظار‎ ‎ولذلك كان‎ ‎لا‎ ‎بد‎ ‎من‎ ‎إجرائه‎ ‎وبصمت‎ ‎لان‎ ‎الحزن‎ ‎هو المخيم‎ ‎‎وليس‎ ‎الفرح،‎ ‎وما‎ ‎جرى‎ ‎في‎ ‎حفل‎ ‎زفافي انه‎ ‎تعبير‎ ‎مكثف‎ ‎عما‎ ‎تفعله‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال ‎‎بحق‎ ‎شعبنا‎ ‎إذ‎ ‎‎تترك‎ ‎بصماته‎ ‎في كل‎ ‎مكان‎ ‎وزاوية‎ ‎حيث‎ ‎حرمتنا‎ ‎من‎ ‎الفرحة بعد‎ ‎أن‎ ‎كنا‎ ‎نعد‎ ‎أنفسنا‎ ‎لهذا‎ ‎الفرح‎ ‎وهو‎ ‎الأول لنا‎ ‎منذ‎ ‎‎أكثر‎ ‎من‎ ‎‏15‏‎ ‎عاما.
    وقال: " ‎كنت‎ ‎أود‎ ‎أن يكون‎ ‎يوم‎ ‎زفافي‎ ‎عرس‎ ‎فلسطيني‎ ‎يدخل البسمة‎ ‎لعائلة‎ ‎قدمت‎ ‎وضحت‎ ‎منذ‎ ‎‎سنوات طويلة‎ ‎ولكي‎ ‎أمحو‎ ‎قليلا‎ ‎من‎ ‎المآسي‎ ‎والمعاناة التي‎ ‎ألمت‎ ‎بوالدتي‎ ‎وعائلتي‎ ‎ولكن‎ ‎تفاجئت بأن‎ ‎الاحتلال‎ ‎‎يأبى‎ ‎أن‎ ‎تفرح‎ ‎هذه‎ ‎العائلة ليقوم‎ ‎باعتقال‎ ‎اخوي‎ ‎الأصغرين‎ ‎واللذان‎ ‎كانا يستعدان‎ ‎ليفرحان‎ ‎ويقدمان‎ ‎مساعدتهما‎ ‎لي ‏في‎ ‎التحضير‎ ‎لهذا‎ ‎الزفاف‎ ‎الذي‎ ‎تحول‎ ‎حقيقة الى‎ ‎لحظة‎ ‎من‎ ‎الأحزان‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تنتهي‎ ‎مع‎ ‎وجود استمرار‎ ‎هذا‎ ‎‎الاحتلال‎ ‎على‎ ‎أرضنا‎ ‎ووطننا".‎
    من‎ ‎جانبه‎ ‎عبر‎ ‎محمد‎ ‎عبد‎ ‎ربه‎ ‎رئيس جمعية‎ ‎الأسرى‎ ‎المحررين‎ ‎في‎ ‎محافظة‎ ‎بيت ‏لحم‎ ‎وهو‎ ‎صديق‎ ‎للعريس‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر علاء‎ ‎عن‎ ‎حزنه‎ ‎وغضبه‎ ‎من‎ ‎ج‎ ‎راء‎ ‎إصرار قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎من‎ ‎‎التنغيص‎ ‎على‎ ‎عائلة صدوق‎ ‎باعتقال‎ ‎نجليها،‎ ‎وقال‎ ‎إننا‎ ‎كنا‎ ‎ننتظر لذلك‎ ‎اليوم‎ ‎الذي‎ ‎يزف‎ ‎فيه‎ ‎علاء‎ ‎لتفرح‎ ‎أمه ‏وإخوته‎ ‎وأصدقائه‎ ‎وعموم‎ ‎العائلة‎ ‎والربع والجيران ولكن‎ ‎مع‎ ‎ذلك‎ ‎فان‎ ‎الاحتلال‎ ‎لن يمنع‎ ‎الحياة‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎تستمر‎ ‎‎فبمجرد‎ ‎إجراء العرس‎ ‎واستكماله‎ ‎حتى‎ ‎لو كان‎ ‎صامتا‎ ‎هو بحد‎ ‎ذاته‎ ‎رسالة‎ ‎كبيرة‎ ‎للاحتلال‎ ‎إن‎ ‎حياتنا سوف‎ ‎تستمر‎ ‎‎وان‎ ‎شعبنا‎ ‎سوف‎ ‎يواصل‎ ‎صموده على‎ ‎هذه‎ ‎الأرض‎ ‎ويقاوم‎ ‎الاحتلال‎ ‎وجبروته بالصبر‎ ‎والصمود‎ ‎والثقة‎ ‎على‎ ‎‎‎أن‎ ‎في نهاية‎ ‎المطاف‎ ‎لا‎ ‎يصح‎ ‎إلا‎ ‎الصحيح.‎
    وزير‎ ‎الأسرى‎ ‎والمحررين‎ ‎عيسى‎ ‎قراقع الذي‎ ‎اعتاد‎ ‎أن‎ ‎‎يزور‎ ‎منزل‎ ‎العائلة‎ ‎على‎ ‎مدى السنوات‎ ‎الماضية‎ ‎وخاصة‎ ‎حينما‎ ‎كان‎ ‎الوالد أبو‎ ‎نضال‎ ‎يعاني‎ ‎من‎ ‎مرض‎ ‎السرطان‎ ‎‎وتوفي على‎ ‎إثرها‎ ‎وهو‎ ‎لم‎ ‎يتجاوز‎ ‎ال‎ ‎‏55‏‎ ‎عاما‎ ‎قال: ‏"‎إن‎ ‎عائلة‎ ‎أبو‎ ‎نضال‎ ‎تمثل‎ ‎التراجيديا الفلسطينية‎ ‎بكل‎ ‎‎معانيها‎ ‎فهي‎ ‎عائلة‎ ‎لاجئة نزحت‎ ‎من‎ ‎قرية‎ ‎ديربان‎ ‎عام‎ ‎‏1948‏‎ ‎بعد النكبة‎ ‎وتشردت‎ ‎في‎ ‎المخيمات‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎‎استقر وضعها‎ ‎في‎ ‎مدينة‎ ‎بيت‎ ‎لحم‎ ‎لتسكن‎ ‎في منزل‎ ‎بالأجرة،‎ ‎وعمل‎ ‎الوالد‎ ‎بائعا‎ ‎متجولا ليرعى‎ ‎أولاده‎ ‎الذين‎ ‎‎فقدهم‎ ‎ما‎ ‎بين‎ ‎الاستشهاد والسجن،‎ ‎إذ‎ ‎تعرضت‎ ‎العائلة‎ ‎لمداهمات‎ ‎قوات الاحتلال‎ ‎عدة‎ ‎مرات‎ ‎واعتقل‎ ‎أبو‎ ‎نضال‎ ‎بعد ‏استشهاد‎ ‎ولده‎ ‎نضال‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎عصيون‎ ‎عدة مرات‎ ‎وظل‎ ‎بيته‎ ‎عرضة‎ ‎بين‎ ‎الفترة‎ ‎والأخرى لاقتحام‎ ‎قوات‎ ‎‎الاحتلال،‎ ‎ومنع‎ ‎من‎ ‎زيارة‎ ‎أولاده في‎ ‎السجن‎ ‎رغم‎ ‎تدخلات‎ ‎الصليب‎ ‎الأحمر الدولي‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎يستطع‎ ‎حتى‎ ‎أن‎ ‎‎يحصل له‎ ‎على‎ ‎زيارة‎ ‎خاصة‎ ‎بعد‎ ‎إصابته‎ ‎بمرض السرطان،‎ ‎وظل‎ ‎يخشى‎ ‎أن‎ ‎يودع الدنيا‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يرى‎ ‎ولديه‎ ‎‎الأسيرين‎ ‎ورحل بمعنويات‎ ‎عالية‎ ‎دون‎ ‎ذلك،‎ ‎كما‎ ‎ظل‎ ‎يقول‎ ‎إن أولادي‎ ‎هم‎ ‎أولاد‎ ‎الوطن،‎ ‎وهم‎ ‎أمانة‎ ‎في‎ ‎عنق كل‎ ‎‎الشرفاء‎ ‎والأحرار‎ ‎والمسؤولين واختتم‎ ‎قراقع‎ ‎حديثه‎ ‎بالقول‎ ‎إن‎ ‎هذه العائلة‎ ‎من‎ ‎بين‎ ‎آلاف‎ ‎العائلات‎ ‎الفلسطينية التي‎ ‎‎عانت‎ ‎وضحت‎ ‎ودفعت‎ ‎الثمن‎ ‎غاليا‎ ‎من أجل‎ ‎عدالة‎ ‎وحرية‎ ‎القضية‎ ‎الفلسطينية،‎ ‎ولا بد‎ ‎من‎ ‎الاهتمام‎ ‎أكثر‎ ‎بعائلات‎ ‎‎الأسرى‎ ‎والشهداء على‎ ‎الصعيدين‎ ‎المعنوي‎ ‎والاجتماعي، فهم‎ ‎مفخرة‎ ‎نعتز‎ ‎بهم‎ ‎وعلينا‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎نتركهم ‏لوحدهم،‎ ‎أوجاعهم‎ ‎هي‎ ‎أوجاعنا،‎ ‎وهمومهم هي‎ ‎همومنا،‎ ‎وعلينا‎ ‎أن‎ ‎نبذل‎ ‎كل‎ ‎الجهد لتوفير‎ ‎العيش‎ ‎الكريم‎ ‎لهم .‎

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 30/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية