29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    مروان البرغوثي.. رحلة نضال لم يوقف قطارها السجن والإبعاد

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    أسف رئيس وزراء الاحتلال السابق أرئيل شارون على اعتقال قوات جيشه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" النائب "مروان البرغوثي" حيا، وليس "رماداً في جرة" ليطوي صفحة الرجل الذي عاد لمقارعة الاحتلال ومستوطنيه مع اندلاع شرارة انتفاضة الأقصى نهاية سبتمبر 2000. وتمكنت قوات الاحتلال من اعتقال البرغوثي في منطقة الإرسال بمدينة رام الله في 15 أبريل/ نيسان عام 2002، غير مكترثة بحصانته البرلمانية، ومواقفه السابقة المناصرة لعملية السلام، مدعومة في ذلك بقرارات المستويات السياسية الصهيونية العليا.

    أبصر البرغوثي النور في قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله، وترعرع بين كروم اللوز والزيتون في صباه لينخرط في سن الخامسة عشرة في صفوف حركة فتح، ويعتقله على إثرها قبل جيش الاحتلال بتهمة المشاركة في تظاهرات مناهضة للاحتلال.
    كانت تلك البداية الميدانية لرحلة طويلة من النضال، اتسمت بالتزام ومثابرة لم تضعفهما سنوات الاعتقال المتواصلة، بل استطاع صاحبها تجاوز عقوبة إبعاده عن مقاعد الدراسة بحصوله على الثانوية العامة داخل السجن، وأضاف إليها إتقانه اللغتين الإنجليزية والعبرية وتعلمه أسس اللغة الفرنسية.
    تتابعت خطوات البرغوثي العلمية والنضالية، بعد الإفراج عنه مطلع عام 1983 ، فالتحق بقسم التاريخ والعلوم السياسية بجامعة بيرزيت، وانخرط في العمل الطلابي، ليرأس مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة التي كانت معقلاً مهما من معاقل النضال وقلعةً من قلاع صنع القادة .

    ذراع طلابي
    عمل بجد على تأسيس ذراع طلابي لحركة "فتح" في الجامعات الفلسطينية، فأنشأ منظمة الشبيبة الفتحاوية، في مطلع ثمانينات القرن الماضي، و شكلت حينها قاعدة شعبية مهمة، وقد برز دورها مع اندلاع الانتفاضة الشعبية عام .1987 خطوات جعلت من القائد البرغوثي هدفًا لسلطات الاحتلال، غير أنه لم يتراخ لبناء ووضع لوائح ونظم هذه المنظمة، بما
    في ذلك لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي، والشبيبة الطلابية في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية، ولجان المرأة للعمل الاجتماعي، والشبيبة العمالية وغيرها من الأطر. تعرض البرغوثي على إثر نشاطه للاعتقال والمطاردة طوال سنواته الجامعية، فاعتقل عام 1984 لعدة أسابيع، وأعيد اعتقاله في مايو/ أيار 1985 لأكثر من  50يومًا متواصلًا، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس العام، ثم اعتقل إداريًا في أغسطس/ آب من نفس العام، عندها طبق عليه الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري والإبعاد.
    كان البرغوثي "الأسير الأول" في المجموعة الأولى للاعتقالات الإدارية، وفي عام 1986تم إطلاق سراحه ليصبح بعدها مطاردًا من قوات الاحتلال، إلى أن تم اعتقاله وإبعاده خارج الوطن بقرار من وزير الحرب الصهيوني آنذاك إسحق رابين في إطار سياسة الإبعاد التي طالت العديد من القادة الفلسطينيين.

    في المنفى
    لم يفت الإبعاد في عضده، فقد التحق بالعمل مباشرة إلى جانب الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" الذي كلّفه بالمسؤولية والمتابعة في تنظيم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعمل إلى جانبه حتى استشهاده، ورافقه في آخر زيارة له إلى ليبيا حيث تم اغتياله بعد عودته بعدة أيام.
    استمر البرغوثي في موقعه، عضوًا في اللجنة العليا للانتفاضة في منظمة التحرير، التي تشكلت من ممثلي الفصائل خارج الأراضي الفلسطينية، وعمل في اللجنة القيادية ل"فتح" ومباشرة مع القيادة الموحدة للانتفاضة.
    وكان لنشاطه الكبير ولحضوره البارز في الساحات دور في انتخابه عضواً من بين (1250) منافساً، في المجلس الثوري لفتح في المؤتمر العام الخامس لحركة فتح الذي عقد عام 1989 ، ليكون بذلك أصغر عضو ينتخب في المجلس بشكل مباشر.
    عاد البرغوثي إلى رام الله على رأس أول مجموعة من المبعدين في أبريل/ نيسان عام1994 ، لينتخب في أول اجتماع لقيادة "فتح" في الضفة الغربية برئاسة فيصل الحسيني نائبًا للأخير، وأمين سر الحركة في الضفة ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي.
    بادر إلى إعادة تنظيم حركة "فتح" في الضفة، والتي كانت قد تعرضت لضربات شديدة من قبل الاحتلال وشهدت حالة من التشتت والانقسام، ونجح في إعادة تنظيم الحركة من جديد في فترة قصيرة رغم المعارضة الشديدة التي جوبه بها من قبل اللجنة المركزية لحركته.

    في التشريعي والزنزانة
    وظل يحصد المزيد من المواقع عبر صناديق الاقتراع، ففاز عام 1996 بعضوية المجلس التشريعي نائبًا عن دائرة رام الله، وقد عمل في المجلس في إطار اللجنة القانونية والسياسية، و حرص في إطار عمله في المجلس على ممارسة دور النائب الملتزم بقضايا الجمهور، والعمل ضمن لجنة التحقيق في الفساد.
    تلاحقت سنوات حتى اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 ، فكانت فرصة البرغوثي لاستئناف نشاطه في مقاومة الاحتلال، فتعرض إلى أكثر من محاولة اغتيال، وكان يخرج من كل واحدة منها مطالباً بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
    بعد كر وفر من المطاردة طوال أشهر الانتفاضة، تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله بالقرب من منطقة الإرسال بمدينة رام الله في 15 أبريل/ نيسان عام 2002 ، ولم تكترث حينها بحصانته البرلمانية، وقال حينها رئيس الوزراء الصهيوني آرئيل شارون" آسف على إلقاء القبض عليه حيًا" لقد كنت أفضل أن يكون "رمادًا في جرة".

    أصدرت عليه المحكمة المركزية الصهيونية حكماً بسجنه خمسة مؤبدات وأربعين عامًا، لم تنل من عزيمة الأسير في زنزانته فرد على القاضي "إنكم في إصداركم هذا الحكم غير القانوني ترتكبون جريمة حرب تمامًا مثل طياري جيش الاحتلال الصهيوني الذين يلقون القنابل على المواطنين الفلسطينيين".
    لم ينل السجن من نشاط البرغوثي، فعزل في زنازين العزل الانفرادي لأكثر من أربع سنوات، وانتخب نائبا في المجلس التشريعي عام 2006 مرة أخرى، ووقع باسم "فتح" وثيقة الوفاق الوطني، وتم عزله عقاباً له في الأيام الأخيرة في زنزانة انفرادية بسجن عوفر.

    تدويل القضية
    وتقول فدوى البرغوثي، إن زوجها عوقب مؤخرًا من قبل إدارة مصلحة سجن "عوفر"، بالعزل العقابي لمدة ثلاثة أسابيع، والمنع من زيارة أفراد عائلته ل 60 يومًا، إضافة لمنعه من شراء أي حاجيات من "الكانتينا"، بسبب خطاب وجهه للشعب الفلسطيني.
    وأضافت البرغوثي: "إن هذه الإجراءات المتخذة بحقه "قاسية" على النفس، والتي تتزامن مع ذكرى اختطافه العاشرة"، مشيرة إلى أن زنازين "العزل العقابي" أشد قسوة من "العزل الانفرادي".
    وأوضحت أن زوجها يعيش في زنزانته بعيدًا عن أي وسائل إعلامية تربطه بالعالم الخارجي، ليعيش مع الفعاليات القوية التي تنظم نصرةً لقضية الأسرى في سجون الاحتلال، معربة عن أسفها على الصمت عن مثل هذه السياسات.

    وشددت على ضرورة أن يكون إحياء يوم الأسير الفلسطيني، "صرخة" توجه إلى دول العالم ومؤسساته، بأن الشعب الفلسطيني لن يصمت على سياسة العدوان على الأسرى، ونهج انتزاع حقوقهم، والمس بكرامتهم الإنسانية.
    ودعت فدوى البرغوثي قوى الشعب الفلسطيني للاستمرار في نصرة الأسرى وتفعيل قضيتهم،"بشكل مستمر غير مجتزأ في المناسبات"، ووضع خطة شاملة تبدأ من القيادة الفلسطينية وتنتهي بالمواطن، لأجل العمل على الإفراج عن الأسرى جميعًا.
    ودعت كذلك إلى النضال لأجل حصول الأسرى على حقوقهم اليومية، والذهاب إلى تدويل قضيتهم، إضافة إلى فرض معادلة عدم عودة سلطة رام الله إلى المفاوضات حتى يتم وضع جدول زمني للإفراج عنهم من دون تأخير.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 21/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية