29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير البطل صالح جرار صفحات نضال وبطولة مستمرة خلف القضبان

    آخر تحديث: الإثنين، 27 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    عاش حياته يؤدي واجبه الوطني على أكمل وجه مربيا للأجيال على مقاعد الدراسة ومناضلا في ميادين الوطن وخاصة خلال انتفاضة الأقصى ومعطاء ومتفانيا خلف قضبان السجون، وفي صفحات المجد والبطولة التي سطرتها جنين ومخيمها عبر ملاحم الانتفاضة سطر صور تحدي وعطاء في كل المواجهات والمسيرات والمعارك، فكان من كوكبة الأبطال الذين تميزوا بالصمت والابتعاد عن أضواء الشهرة والإعلام لأنه كان من الفئة التي آمنت بشعار التضحية والبذل والعمل وطريقهم النضال والحرية ووطن يسكن قلوبهم يتفانون في سبيله حد التضحية بحياتهم حتى في تجربة الأسر الطويلة والمريرة فرغم الأحكام والاستهداف والعقوبات يسجل بين سجن وآخر نموذج للفلسطيني الذي يرفض الخنوع والاستسلام و يتحدى بصموده السجن والسجان.
    إنه الاسير إسلام صالح محمد محمود جرار (39 عاما) من جنين الذي يستقبل عامه الحادي عشر في سجن 'ايشيل'، صامدا وصابرا ومتمسكا بأمل الحرية وإرادة الانتصار التي يعتقد جازما كما يقول 'إنها قادمة وقريبة مهما طالت رحلة العذاب والاعتقال، فالاحتلال قادر على اعتقال أجسادنا ولكن أرواحنا حرة مع أهلنا وشعبنا تواصل المشوار حتى نحقق الحلم والأمنيات التي لا تراجع عنها رغم كل المؤامرات، فالأسرى أقوى من السجون دوما وأبدا'.

    الصمود والنصر
    جرار الذي يعتبر من ابرز قادة حركة حماس خارج وداخل الأسر، ويقضي حكما بالسجن المؤبد 9 مرات إضافة لسبعة سنوات بتهمة الضلوع في عملية فدائية لكتائب القسام، يستقبل عامه الجديد بمعنويات عالية ويقول 'رغم كل الألم الذي يشكله السجن والنفي عن أسرنا واغتصاب حريتنا فنحن متمسكون برسالتنا ومبادئنا ولن نحيد عنها لأننا اخترنا طريقنا للخلاص من الاحتلال وظلمه لذلك معركتنا مستمرة ومهما اشتد القمع والمجازر نزداد صمودا وإرادة وتحدي'، وأضاف 'إن عقيدة النصر راسخة في أعماقنا لذلك قدمنا ونقدم كل التضحيات وكلنا ثقة أن الله معنا سيكرمنا يوما بالحرية وتضحياتنا ونضالات شعبنا لن تذهب هدرا، وسيأتي اليوم الذي نحطم فيه هذه القيود ونهدم الجدران ونحتفي بالنصر المبين الذي وعد الله به عباده المخلصين والصابرين والمؤمنين'.

    طريق فلسطين
    تلك القيم امن بها الاسير إسلام في كل محطات حياته لذلك لم يتردد وهو على مقاعد الدراسة في الالتحاق بحركة حماس وتأسيس نواة أطرها الطلابية ثم الجماهيرية والثقافية والتوعوية، وبين حرصه على الدراسة والتعليم شارك بنشاط وبطولة في كل المناسبات والمواجهات والمسيرات، وبعد تخرجه من الجامعة ورغم عمله مربيا في التربية والتعليم لبى نداء الانتفاضة وأصبح من قادتها الميدانيين.

    معركة جنين
    ويتذكر رفاق إسلام دوره وعطاءه الكبير خلال معارك جنين ومخيمها، فكان مع رفيق دربه الاسير حاليا الشيخ جمال أبو الهيجاء في كل الساحات والميادين، صمود وثبات وتحدي ومواجهة كل على طريقته رغم ملاحقة الاحتلال واستهدافه وتهديداته حتى تمكن من اعتقالهما بعدما نجحا في تضليل والنجاة من قبضته منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، ويقول الاسير إسلام 'فجر 26-8-2002، شنت قوات الاحتلال هجوما واسعا على مخيم جنين، دبابات ومئات الجنود وضباط المخابرات إضافة لطائرات لم تغادر المخيم طوال العملية التي استمرت أكثر من 20 ساعة وسط فرض حظر تجول على المخيم'، ويضيف 'فتش الجنود المنازل واقتحموها واحتجزوا العشرات من الأهالي وأخضعوهم للتحقيق الميداني وهم يبحثون عنا في كل ركن وزاوية بينما تحول المخيم لساحات مواجهة عنيفة'.
    ويكمل 'استمر الاحتلال في حملته لأن عيونهم التي كانت ترصدنا تؤكد لهم أننا في دائرة الحصار وتمكنوا من اكتشاف المخبأ واعتقالنا، كانت فرحتهم كبيرة، لقد رقص وتبادل الجنود مع ضباط المخابرات التهاني بعدما تأكدوا من هويتنا لأنهم اعتبروا اعتقالنا صيد ثمين'.

    التحقيق والحكم
    رهن العذاب في أقبية التحقيق العسكرية احتجز إسلام والشيخ جمال لفترات طويلة عزلوا عن العالم ومنعوا من زيارة المحامين ومورست بحقهم كل أشكال التعذيب حتى حوكم إسلام بالسجن المؤبد 9 مرات إضافة ل7 أعوام والشيخ جمال بالسجن المؤبد 9 مرات إضافة ل80 عاما بنفس التهمة العضوية في القسام والضلوع في احد عملياته، لذلك استمر العقاب والاستهداف بحقهما وتنقلا بين زنازين العزل والسجون.

    عائلة الأسير
    صمد إسلام في أسره، ولكن اعتقاله شكل صدمه كبيرة لعائلته التي لم تكن تعرف شيئا كما تقول والدته ام محمد عن نشاطه، فهو كتوم وصامت ولم يكن يتحدث عن أي شيء وفي منزلنا يمارس حياته بشكل طبيعي لذلك حزنا كثيرا لأنهم اعتقلوه وصدمتنا الأكبر بعد الحكم الذي لم نتوقعه وكان بمثابة عقاب وانتقام ومؤامرة بحق ابني الذي أنكر كافة التهم المنسوبة إليه.
    ولا تتوقف الوالدة أم محمد عن الحديث عن نجلها الثالث في عائلتها المكونة 5 أفراد والذي ولد ونشا وتربى ودرس في مدارس جنين، وتقول 'انه شاب رائع خلوق وطيب، منذ صغره كان ملتزم بصلاته ودينه لم ينقطع عن فريضة وتميز بحبه لعائلته وللناس لم يتردد عن مساعدة احد إضافة لتفوقه في دراسته'، وتضيف 'بعد نجاحه في الثانوية العامة التحق في جامعة أبو ديس في القدس تخصص كمبيوتر فرع رياضيات وبعد تخرجه عمل كمدرس لمدة عامين في بلدة برقين ومدرسة السلام في جنين'.

    21 عيد في الأسر
    تاريخ اعتقال إسلام محفور في ذاكرة الوالدة السبعينية التي تقول 'بعد حصوله على الوظيفة كنت أتمنى أن نفرح بزفافه وكلما نتحدث له عن ذلك يبتسم ويؤجل فلم نكن نعلمه انه اختار طريقا آخر ووهب حياته لوطنه وقضيته وشعبه حتى كان يوم الحصار والاعتقال، لكن الصدمة التي لن أنساها حكمه الذي لم نتوقعه '، وتضيف ' في كل زيارة يرفع إسلام معنوياتنا ويزودنا بالصبر والإيمان ولكنني والده نتألم لغيابه خاصة كلما تأتي مناسبتي رمضان ثم العيد، فقد أمضى 21 رمضان خلف القضبان وما زال المشوار أمامنا طويلا ولكن أملنا بالله كبير '.
    وتشير الوالدة أم محمد إلى الإهمال الذي تعرض له إسلام اثر مرضه، وتقول 'دوما كان يتمتع بصحة جيدة ولكن بين التحقيق وظروف الاعتقال أصيب بالتهابات حادة وتدهورت صحته وعالجوه بالمسكنات وحرموه حتى العلاج'.
    أم محمد التي تعاني من الضغط والمفاصل تقول 'في سجن ايشيل يستقبل ابني عامه الجديد ورغم اعتزازنا بصموده وثباته فإنني خلال العام الحالي عانيت كثيرا خاصة في رمضان والعيد لأنني للعام الثالث على التوالي لم استطيع زيارته ومعايدته بسبب مرضي رغم كل محاولاتي لكن مشاق الطريق الطويل نحو السجن لا تحتمل'، وتضيف 'حتى أن اعتقاله في سجن بعيد عن جنين يعتبر جزء من حلقة العقاب والانتقام التي لم تتوقف بحق إسلام'.

    انتظار وألم
    تحدق أم محمد بصور أسيرها، وتقول 'أصلي ليل نهار لاجتماع شملنا والخلاص من هذا الظلم والعذاب، أمضيت رمضان والعيد وسط الحزن والألم والدعاء لله أن يفرج كربه فغيابه ترك فراغا كبيرا بيننا'، وتضيف "إسلام الابن المثالي والخلوق الذي يستحق الحرية والحياة الجميلة لذلك لا تفارقني صوره وأنا أفكر فيه كيف ينام ويأكل".
    الكل يتذكره بكل الخير، وأمنيتي أن تكون هذه السنة آخر أعوامه في السجن وان يعود لمنزلنا لنفرح به ويتزوج وأرى وأربي أحفاده'.

    ديوان شعر لإسلام
    أما الوالد مربي الأجيال والكاتب والشاعر المبدع، فانه اختار أن يعبر عن مشاعره وأشواقه لابنه على طريقته الخاصة، ويقول 'منذ اعتقاله ونحن نتألم حريته وانتهاء رحلة الظلم والمعاناة لذلك ومع ذكرى اعتقال ابني أنجزت ديوان شعر خاص عنه اهديه له ولكل الأسرى لأنه يتحدث عن أوضاعهم ومعاناة ذويهم في زيارتهم وشوقهم إليهم وحنينهم وإهمال المسؤولين عن تحريرهم '، ويضيف ' كل كلمة في ديواني الذي يتألف من 30 قصيدة نسجتها لإسلام كما أراه في عيوني وأحلامي، وضمنتها أمنياتي ودعواتي التي عبرت عنها قصيدة عد يا بني، وبإذن الله لن نفقد الأمل وسيعود ابني وكل الأسرى ويتحقق الحلم بحريتهم قريبا.

    (المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 25/08/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية