الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    آلالام وآمال عائلة الأسير جمال أبو محسن

    آخر تحديث: الإثنين، 27 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    بين نوبات الألم والمرض الذي جعلته طريح الفريش وعاجزا عن زيارة نجله خلف القضبان التي تحرمه منه للعام الثاني والعشرين على التوالي، لا يتوقف لسانه عن الدعاء لله ليفرح قلبه بأمنيته الوحيدة في الحياة رؤية نجله بين ذراعيه واحتضانه في العيد لمعايدته والفرح بزفافه دون أن تفارقه صور وذكريات لحظة رحيل رفيقة دربه زوجته قبل سنوات قبل اكتمال الحلم، فيبكي وتشتد آلامه حتى يقول "الم غياب ابني وحرماني منه أقسى واكبر بكثير من نوبات الألم، فهل يتحقق حلمي وأعيش معه ولو عيدا واحدا؟".

    44 عيدا في الأسر
    كلمات الوالد الحاج خالد أبو محسن تثير الحزن والألم في هذه الأيام بشكل اكبر وأصعب لدى عائلته التي تشاركه المخاوف والأمنيات والدعوات خاصة في أيام شهر رمضان الأخيرة وفي عيد الفطر السعيد الذي تستقبله ونجلها جمال (41 عاما)، ما زال يقبع خلف القضبان ويعيش نفس المشاعر جراء تدهور صحة والده، ويقول شقيقه وليد 'في العيد نعيش الحزن مضاعفا ولا نشعر بأي معنى لفرح وسعادة، فوسط ألمنا المستمر والعمر يمضي وأخي خلف القضبان، تغيب والدتي التي رحلت دون وداع جمال، وأبي يعيش مرارة الألم الذي نال منه فأصبح عاجزا عن زيارته ولا يتوقف عن الحديث عنه"، ويضيف "44 عيدا قضى جمال في رحلة الاعتقال المريرة وفي كل المحطات الصعبة كان أبي أول من يؤازره ويدعمه ويعمل لحريته، لم ينقطع عن مسيرة أو اعتصام، ولم يتأخر عن زيارته ولكنه اليوم لا يقدر على مغادرة فراشه وكلما مضى يوم من رمضان يتحسر لأنه مشتاق لجمال ولا يتوقف عن طلبه والدعاء له".

    أيام مؤلمة
    في منزل العائلة في مدينة طوباس، يجتمع الأهل حول رب العائلة لرفع معنوياته وتخفيف ألمه المزدوج بين المرض واعتقال جمال، ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الابن وليد لعلاج والده لكن حالته الصحية تدهورت منذ مطلع العام الجاري، ويقول 'تنقلنا بابي بين المستشفيات وامهر الأطباء ولكن المرض نال منه وقد اثر ذلك كثيرا على أخي جمال الذي يعيش الألم والمعاناة بسبب خوفه وقلقه على والدنا خاصة وانه منذ عام لم يزره، وفي كل زيارة لا يتوقف عن حثنا على علاج والدنا فهو نسي السجن وألمه وكل همه صحة أبينا'. ويضيف 'رغم معنويات أبي وصموده وقوة عزيمته وإيمانه، لكن جسده لم يحتمل المرض وهو يصلي دوما لله ليتشافى حتى يزور جمال ويعايده في العيد، وطوال شهر رمضان لم يتوقف عن الدعاء ليتمكن من قضاء العيد معه'.
    نفس الدعوات يرددها وليد، الذي تجرع مع أسرته كل صنوف المعاناة التي لم تتوقف منذ اعتقال جمال في 40-10- 1991، ويقول 'اعتقال جمال وهدم منزلنا وتشريد عائلتنا لم يكن كافيا للاحتلال الذي تفنن في الانتقام منه ومنا وعقابنا فحرمني رغم كوني شقيقه الوحيد و وكذلك شقيقتاي من زيارته وبعد 11 عاما من الفراق والألم الذي رافقنا بسبب شوقنا لرؤية أخي وأثر تدخل عدة مؤسسات وافقت دولة الاحتلال على منحي وإحدى شقيقتي تصريحا لزيارته، ويضيف 'لكن المؤلم أن جدتي توفيت وكانت تتمنى أن تراه لمرة واحدة، بينما ترفض سلطات الاحتلال منحنا تصريح لبناتي اللواتي ولدن خلال اعتقال عمهن رغم صغر سنهن والمؤلم انه لم يراهن إلا بالصور ويوميا تردد طفلاتي بيسان 12 عاما ودنيا 10 سنوات ونوران 6 سنوات على مسامعي كلمات الغضب والاستنكار لحرمانهن من رؤية ومعرفة عمهن حتى داخل السجن'.

    حرمنا الأعياد
    ووسط الأجواء المؤلمة في منزل العائلة عشية عيد الفطر السعيد، لا تبدو أي استعدادات للمناسبة، ويقول وليد ' رغم اعتزازنا ببطولات وتضحيات أخي الذي يعتبر من قادة حركة فتح وعمداء الحركة الأسيرة، لكن الصدمات التي تلقيناها برفض الإفراج عنه وشطب اسمه من كل الصفقات أثرت علينا، أبكتنا وجعلتنا نشعر بالظلم فلم يعد هناك فرح في حياتنا، وأتذكر كلمات أمي عندما يأتي العيد 'حرمنا الأعياد ما دام جمال في السجن'، ويتابع 'كل مناسباتنا السعيدة حتى زواجنا لم تدخل أدنى مشاعر الفرح لوالدتي التي لم يشفع لها كبر سنها فعوقبت بالمنع الأمني لسنوات عديدة، وكلما كان يحل العيد تمضي أيامه مريضة وحزينة وباكية لأنها عاجزة حتى معايدة ابنها'.
    ويضيف وليد 'لم تتأخر والدتي يوما عن اعتصام وهي تحث الأمهات على الصبر والدعاء، إرادتها وصلابتها كانت أقوى من السجن والسجان، فكانت تتحدى وهي تخطط لمستقبل جمال وعروسه وفرحه، فقد آمنت دوما أن يوم الحرية قادم لا محالة، ولكن المؤلم أن يومها كان أسرع فرحلت في 3-8-2010 ولسانها يردد اسم جمال وتوفيت قبل أن تتحقق أمنيتها برؤيته ولو لمرة واحدة، وقد كانت جدران السجن العائق بأن يكون جمال بيننا ليشاركنا وجع فقدان أمنا المناضلة'.

    عيدنا يوم حريتهم
    يقاوم الحاج الثمانيني أبو محسن الوجع، ويضم لصدره صورة جمال ويقول 'في العيد الجديد ليس لي سوى رسالة واحدة للرئيس محمود عباس أن يحقق حلم حياتي، صورته لا تفارقني وعذاب سجنه يؤلمني أكثر من مرضي،لقد صبرنا وصمدنا ولن نندم على كل ما قدمناه من اجل فلسطين وشعبنا، فأعيدوا إلي ابني'، ويضيف 'جمال ظلم في كل الصفقات ونحن ظلمنا معه في كل الحياة، خذوا كل شيء حتى حياتي ولكن هبوني يوما أراه فيه محررا، وامنحوني فرحة العيد كاب بعدما حرمت منها أمه المناضلة الوفية، وليعلم الجميع أن عيدنا الوحيد سيكون يوم حرية جمال وكل الأسرى فهل سيأتي ذلك العيد؟'.

    (المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 25/08/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية