الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير زهران زيدات يروي تفاصيل تعرضه للتعذيب ومحاولة اغتصابه‎

    آخر تحديث: الإثنين، 27 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    "زهران عبد الرزاق عبد الله زيدات، أنت قنبلة موقوتة في المنطقة، أنت تخضع لتحقيق عسكري، وهنالك قرار من محكمة العدل العليا يجيز لي كضابط مخابرات بتعذيبك باستخدام كافة الوسائل دون أن يصل ذلك إلى درجة الموت".
    بهذه الكلمات ابتدأ ضابط المخابرات حديثه مع زهران زيدات عندما نقل إلى قسم التحقيق في سجن عسقلان، وبذلك تكون محكمة العدل العليا قد أعطت جهاز المخابرات الصهيونية (الشاباك) تصريحاً واضحاً وصريحاً بممارسة التعذيب، وبهذا أيضا يكون الشاباك في مأمن ليوفر الحماية لنفسه بطريقة قانونية.

    سبع ساعات في حضرة البنادق والأباتشي، وآخر ثلاث دقائق فيها كانت وداعاً للحرية.
    قال زهران: " في ليلة الواحد والثلاثين من شهر آذار في عام 2004 قامت قوات الاحتلال باقتحام مدينة بيت لحم، ومحاصرة مستشفى الأمراض العقلية فيها، حيث كنت مطارداً من قوات الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الثانية ومتوارياً فيه حينها، قامت بمحاصرة المستشفى بقوة قوامها سبعمائة جندي صهيوني بحسب المصادر الصهيونية مسنودة بطائرات الأباتشي، قامت بإطلاق النار والقذائف على المستشفى دون تمييز، طالبة من المطاردين تسليم أنفسهم".
    "استمرت الاشتباكات من الساعة الواحدة ليلاً وحتى الثامنة صباحاً، طلب الشاباك من المطاردين تسليم أنفسهم -وإلا سيقوموا بقصف المستشفى بالصواريخ- دخلوا في تفاوض معنا عبر مكبرات الصوت ولم يتوصلوا إلى اتفاق سوى أنه أعطي للمطاردين ثلاثة دقائق لتسليم أنفسهم".
    "ثلاث دقائق تفصلنا عن السجن، تفصلنا نهائيا عن الحرية، طلبوا منا الصعود على سطح المستشفى تحت مرمى القناصة والطائرات، وطلبوا مني أنا زهران وتحت تهديد السلاح أن ألقي بنفسي من سطح المستشفى على ظهر إسعاف موجود في الساحة .. قمت بذلك أنا وأخوتي الأسرى جمال حمامرة وربيع ربيع بنفس الطريقة، لم يتوقف الأمر على ذلك بل طلبوا منا أن نقف واحدا تلو الآخر على ظهر الإسعاف وأن نخلع ملابسنا جميعها...وبدؤوا بتصويرنا بشكل عاري تماماً...
    "اقتادونا من ساحة المستشفى مكبلين الأيدي والأرجل، معصوبي العينين، أوقفونا كلٌ على حده، قاموا بضربنا بشكل وحشي بالعصي وأعقاب البنادق، بأرجلهم وأيديهم دون رحمه، أطلقوا النيران من حولنا بشكل إرهابي ونحن معصوبي العينين، بحيث كان يشعر كل منا بأنه تم تصفية أخوته الآخرين، ثم اقتادوني إلى أحد المنازل المجاورة وأدخلوني إلى إحدى الغرف وأبلغوني بأني أخضع لتحقيق عسكري ميداني وضربوني بلا رحمة ".

    في سجن عسقلان لا تعذيباً يذكر ولا وجعاً يُبكي الرجال ولا محاولات للاغتصاب..!
    يتابع زهران: "نقلت إلى سجن عسقلان للتحقيق، وأبلغت أنني أخضع لتحقيق عسكري، مورست معي كافة أشكال التعذيب، استخدموا الضرب بكافة أشكاله، لم يسمحوا لي بالنوم لأيام عديدة، كانوا يمنعوني من قضاء الحاجة حيث كنت في بعض الأحيان أقضيها في ملابسي، كانوا يشبحوني لساعات طويلة، استخدموا الموزة والتي تؤدي إلى شلل في الظهر، استخدموا كلبشات خاصة لتعذيبي، وضعوها على وسط يدي- مشدودة جيداً مؤلمة حابسة لدمي بحيث تستخدم مدة أربعة عشر دقيقة كل جولة- أصيبت يداي وكادت الكلبشات أن تؤدي إلى شلل فيها". ويضيف: "استخدموا الماء المثلج، وضعوني على الأرض وألقوه على ظهري، أسقوني كميات كبيرة منه بشكل مستمر دون توقف، استخدموا ألفاظ لا تمت للإنسانية والأخلاق بصلة، كانوا يشتموا الأهل كالزوجة والأخوات والأبناء بإهانة شديدة".
    وفيما يخص محاولة اغتصابه قال: "استخدموا أسلوب الضغط النفسي والتهديد، إذ قال ضابط المخابرات لي أنه وفي حال لم أجب على أسئلتهم والتي تتعلق بالبند 25 من لائحة الاتهام الخاصة بي والذي ينص على (قمت أنا وآخرين بتجنيد استشهادية لتنفيذ عملية انتحارية، وأنني مارست نشاط إرهابي على امتداد 4 سنوات من الانتفاضة الثانية كوني عملت بوظيفة مسئول كتائب شهداء الأقصى ومسئول تنظيم فتح في الجنوب وعلي أن أوقف العملية الاستشهادية)، سيقوموا بإحضار أفراد عائلتي واغتصابهم أمام نظري. "لم أتعاطى بالإجابة على هذا السؤال من أجل وقف العملية التي لم يكن لها وجود، فلا يوجد اسم لاستشهادية، ولا مكان للعملية ولا تاريخ ولا ساعة".
    "بالقرب من مكاتب التحقيق والتعذيب كان هنالك زنزانة، فارغة تماماً، لا يوجد فيها سوى مقعد ثابت من الباطون، قام أحد الحراس بإدخالي إلى هذه الزنزانة، وأنا مكبل الأيدي والأرجل، معصوب العينين، رفع العصبة عن عيني لمدة دقيقة، شاهدت ثلاثة رجال داخل الزنزانة، وبعدها قام الحارس بإعادة العصبة على عيني واقتادني إلى المقعد، خرج ...وأغلق الباب".
    "قاموا الثلاثة بتمزيق ملابسي الخاصة بإدارة السجون التي أرتديها، قاموا بإلقائي على الأرض، بدؤوا بالتحرش بي، ومحاولة اغتصابي، قاموا بوضع رأسي على الأرض وقدماي عالياً، وكل ذلك وأنا مكبل...وما كان باستطاعتي سوى الصراخ....".
    "حضر الحارس وضابط المخابرات بعد إنهاء مهمتهم، أبلغوني أنهم سيقومون بإخراجي بشرط أن أقوم بتقديم المعطيات والإجابة على استفساراتهم..لم أجب كما ذكرت سابقاً لأنه حتى اللحظة لا يوجد للبند 25 أي وجود أو إجابة".

    زهران زيدات قصة نضال لا تنتهي...وتصميم على ملاحقة جلاديه
    أثناء استئناف المحكمة رد القاضي فريد مان على زهران قائلاً: "المتهم المستأنف المخرب زهران زيدات لم يتعظ من أعماله السابقة حيث حكم عليه بالسجن المؤبد حينما تم اعتقاله في عام 1984 وأفرج عنه في تبادل الأسرى في عام 1985، أعيد اعتقاله في عام 1989وفي عام 1990، وأخيراً في عام 2004، حيث استمر في محاولاته للقتل، ومن الواجب إبعاده عن المجتمع الفلسطيني ووضعه خلق القضبان المقفلة، ونحن غير مخولين في اتخاذ أسلوب رحمة في هذه القضية وغير مستعدين في تقليص مدة الحكم له".
    لم يتوقف زهران عند حكم المحكمة، قام برفع شكوى على الشاباك لدى لجنة مناهضة التعذيب فيقول: "زارني في سجن نفحة عام 2005 وفود من وزارة العدل للإطلاع على وسائل التعذيب التي مورست بحقي، كما زارني المحامي نبيل دكور من لجنة مناهضة التعذيب، وفي شهر تموز من عام 2012 زارني المحامي ماجد بدي من لجنة مناهضة التعذيب أيضاً وأبلغوني بأنه سيتم تقديم التماس إلى محكمة العدل العليا من أجل ملاحقة ضباط الشاباك الصهيوني ومحاسبتهم".
    يتابع زهران: "كل ما أريده منكم حماية الأسرى الآخرين، ومنع تكرار هذا التعذيب الوحشي بحقي وبحقهم، أريد تفعيل قضيتي وتسليط الضوء عليها من أجل فضح هذه الممارسات وملاحقة مرتكبيها (لأن الشاباك يستخدم دائماً أسماء غير حقيقة وغير موجودة أصلاً) إنني وبعد مرور تسع أعوام على رفع قضيتي ما زلت الأحق ضباط الشاباك في كل المحافل من أجل فضح ممارساتهم ووقفها على الأقل كي لا تمارس على الأسرى، أريد ملاحقتهم قانونياً من أجل محاسبتهم".
    استصرخ زهران شعبه الفلسطيني البطل، بأخوته وأخواته في كل مكان، استصرخ ينادي كل المؤسسات الحقوقية العربية منها والدولية، استصرخ كي يسمع صوته وصوت جرحه الدامي، استصرخ بكم أنتم كي تقفوا على قصته وقصة أخوته الأسرى جيداً.
    إن حريات وهو يدين جريمة التعذيب التي مورست بحق الأسير زهران واستمرار سياسة التعذيب التي تمارس بحق جميع الأسرى والأسيرات الذين يتم اعتقالهم يدعو المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية لإدانة هذه الجرائم التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني دون توقف وملاحقة ومحاسبة مرتكبيها باعتبار التعذيب جريمة محرمة دولياً ولا تسقط بالتقادم وتحميل حكومة الاحتلال المسؤولية عن ذلك وممارسة أقصى درجات الضغط عليها لوقف هذه الجرائم وإلزامها باحترام حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.
    إن حريات يسعى من وراء نشره هذه الرواية كما أفاد بها صاحبها الأسير زهران زيدات من أجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة الجريمة وإطلاع المجتمع الدولي على استمرارية وحجم وشدة التعذيب الذي يتعرض له كل الأسرى والأسيرات الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم بلا استثناء كباراً وأشبالاً نساءً ورجالاً والذي يزداد على نطاق واسع ودون توقف بفعل الحماية القانونية والحصانة التي يتمتع بها المحققين الصهاينة من قبل جهاز القضاء الصهيوني الذي شرع التعذيب وهو الأمر الذي يفسر عدم محاسبة أي من هؤلاء وعدم تقديم أي منهم للمحاكمة أو المساءلة رغم مئات الشكاوي التي تقدم بها الأسرى المعذبين بما في ذلك لجهات ومؤسسات حقوقية.

    (المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 26/08/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية