الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير فراس الديك لم يحتضن أطفاله الثلاثة منذ 8 سنوات

    آخر تحديث: الثلاثاء، 04 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

     

    عاشت حيوية الماضي... تفجع روحها بقسوة المحتل ...ليصدر الحاضر حكمه عليها وعلى أسرتها بالألم والحسرة ولوعة الفراق ... لا شيء جميل بدونه... ومع كل هذا ترفض الاستسلام تقاوم معاناتها وتحاول الإفلات من قيود قسوة الحياة وظلمها ... لتبقى قيود السجن التي وضعها سجان ظالم حول زوجها الأسير"فراس الديك" من بلدة كفر الديك في محافظة سلفيت.
    استقبلنا أطفاله "وسيم وعبد المعطي وعميد" وهم يحملون صورة والده, الصمت كان عنوانهم ربما خجلا منا, أو ربما تعجز الكلمات عن التعبير عما يجول بخاطرهم, لتكفيهم تداول صورة والدهم واحتضانها, وكلما حدقنا بهم كانت نظراتهم تفصح عما يجول بداخلهم, لينطق لسانهم موحدا, "نحن مشتاقون لوالدنا متى سيكون بيننا؟", لتقاطعهم والدتهم وهي قادمة من الداخل قائلة: "ربنا كريم نشوفه عن قريب بيننا".
    احتضنت أبنائها الثلاثة, وأخذت تواصل حديثها بصوت حزين قائلة: "أنا الأم والأب لهم, منذ اعتقال زوجي بتاريخ 6/7/2004 وأنا أقوم برعايتهم, نعيش معا في بيت صغير, زوجي فراس من مواليد 29/7/,1974 محكوم بالسجن 12 عاما, أمضى منها 8 سنوات, وما أصعبها من سنوات", صمتت لثواني, وبتنهيدة حارقه عادت لتواصل حديثها مرددة: "حكم المحتل الظالم علينا, وتضيف: "لم يكن هذا الاعتقال الأول لفراس حيث أعتقل بتاريخ 7/8/1990, وخرج عام 1993, ولم نكن متزوجون في هذا التاريخ, تزوجنا في عام 1999, وعند اعتقاله الثاني كنت حاملا شهرا بعميد, والآن عمره 8 سنوات, جاء على الدنيا بدون وجود والده بجانبه, وأول رؤية له كانت من خلال صورته, فكان ينام ويستيقظ وهو يريد صورة والده من أجل محاكاته من خلالها, وكأنهما يحدثان يعضهما من خلالها, إلى أن وعي وأصبح يذهب لزيارة والده داخل السجن, وتضيف أن عند زيارته لوالده مع جدته,وعند وصوله السجن لم تجف دموعه, ولم أعرف سبب بكاءه, تركتنا والدتهم مع أبنائها الثلاثة , فحاولنا التحدث مع "عميد" ولكن صفته الذكورة أبت أن تعترف لنا عن سبب بكاءه, اكتفى بكلمات الطفولة أنا "بحب والدي ومشتاق له, إن شاء الله يكون عنا في رمضان الجاي"ØŒ أما "عبد المعطي" تحدث إلينا أنا بحب والدي ويا رب يكون بينا عن قريب"ØŒ "وسيم" يقول أنا مشاق بضم والدي, مشتاق أن أكون بأحضانه ,لم احضنه منذ 8 سنوات". 

    حرمونا العيش بسعادة:
    وعن ليلة اعتقاله ولها جزء كبير في ذاكرتها تحدثت زوجته قائلة: "الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل اقتحم الجيش الصهيوني البلدة وقاموا بتطويق بيتنا ومن ثم اقتحام البيت وعددهم كثر لا يعدوا, وقاموا بإخراجنا جميعا من البيت وفصل النساء عن الرجال, وبعد ساعة ونصف جاء الضابط وأصطحب فراس إلي المطبخ, وتم استجوابه ومن ثم اعتقاله, وكان فراس موظفا في جهاز المخابرات الفلسطينية, ومن تلك الليلة انقلبت حياتنا رأسا على عقب, لم أعش مع فراس سوى خمس سنوات, ولم نذق طعم الحياة الزوجية".
    أخذ صوتها يضعف تدريجيا ولم يعد باستطاعتها التعبير, لتكون الدمعة مساعدها, دقائق مسحت دموعها, وأخذت تستجمع قواها لتضيف قائلة: "نفتقد فراس في المناسبات وخصوصا في شهر رمضان وفي الأعياد, وعند مرض أحد الأبناء أشعر بوحدة قاتله, علاوة على ذلك أن أولاده يكبرون وأبيهم بعيدا عنهم لدرجة أصبحت أشعر بأن علاقتهم آخذة بالجفاء وعدم وجود لهفة لرؤية أبيهم, صمتت وأخذت نظراتها وكأنها تحدق بمكان بعيد, دقائق تناولت صورة زوجها وكأنها تريد أن تقول شيئا, أو تريد أن تخبرنا شيئا ما, فكسرنا حاجز صمتها بسؤالنا عن صحة زوجها داخل السجن فقالت وبلهفة: "يعاني فراس من مشاكل صحية في عيونه, ويعاني من انزلاق في الفقرة الرابعة والخامسة وهو ما نعرفه "بالغضروف", ولا يوجد اهتمام بوضعه الصحي, وهو بحاجة إلى عملية عيون, وحاليا بحاجة إلى فلوس من أجل إخراج تقرير بوضع عيونه الصحي من إدارة السجن, وتم مخاطبة وزارة الأسرى بخصوص هذا الموضوع, ولكن لا يوجد اهتمام من قبل وزارة الأسرى وهذه الحادثة لها عام ولم نتلقى أي رد, وتضيف قائلة: "فراس يوجد حاليا في سجن النقب".
    بدموع الحسرة والألم تحدثت والدة الأسير فراس عن معاناتها لزيارة ابنها قائلة: "أنا من يقوم بزيارة فراس فزوجته مرفوضة أمنيا, وتضيف إهانة نتلقاها على الحواجز, لم يكتفوا بتفتيشنا بطريقة مهينه من تعرية وخلع الحجاب عن رؤوسنا, وأكثرها إهانة عندما تقوم المجندة بوضع آلة الفحص بين أرجلنا, إضافة إلى آله التفتيش الكلي للجسد, ويقوموا بإدخالنا فيها, مع أنها سببا في الإصابة بأمراض السرطان , وتواصل من أجل رؤية فراس نصبر على هذه التصرفات, وخلال الثماني سنوات حضنته مرة واحدة,صمتت ولم تتمالك نفسها, وأخذت بالبكاء.

    مناشدة إلى وزير الأسرى:
    والد الأسير فراس تحدث إلينا قائلا: "ما يحدث اتجاه الأسرى هو وجه إعلامي, ولا يوجد شيء على أرض الواقع, فهناك تقصير بالأسرى وبقضيتهم, كنت أسيرا مرتين لدى الإحتلال, الأولى كانت بتاريخ 18/11/ 1973 وخرجت بتاريخ 17/5/1975, والاعتقال الثاني كان بتاريخ 18/11/1985 وخرجت بتاريخ21/8/1987 , كذلك ابني فرسان أعتقل عام 2001 وقضى في السجن خمس سنوات, ولديه مستحقات مالية من وزارة الأسرى.
    وكذلك أنا لدي استحقاقات مالية, ولم أحصل عليها لغاية الآن, طرقت جميع الأبواب ولا من سامع , بالرغم من تقديم كل الأوراق التي طلبتها مني الوزارة, ويكون الرد بالوعودات, أو الحجة بعدم توفير أموال في خزينة السلطة"وينهي والده حديثه بتوجيه مناشدة "أوجه مناشدة إلى وزير الأسرى بدراسة حالتي وإعطائي مستحقات السجن, كذلك أوجه مناشدتي إلى مؤسسات حقوق الإنسان ووزارة الأسرى أن تهتم بقضية الأسرى, لأنني كنت أسيرا ومعاناتهم تفوق معاناة من خارج السجن".

    (المصدر: وكالة معا الإخبارية، 03/09/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية