السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسير عواد لا تتمنى سوى احتضانه حيا

    آخر تحديث: الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    لم تتمالك والدة الأسير المريض أحمد عواد نفسها وهي تحتضن ولدها الأسير في سجن ريمون لأول مرة منذ اعتقاله وانهارت وهي تبكي بعد أن صدمت بفقدان ولدها الكثير من وزنه جراء تردي وضعه الصحي والنفسي، وبكت بحرارة بعد أن حرمها جنود الاحتلال المحيطون به من الحديث معه.
    بهذه الكلمات بدأت والدة الأسير المريض عواد حديثها والدموع تنهمر بغزارة من عينيها وهي تتذكر لحظات احتضان ولدها الذي مضى على اعتقاله (11) عاما يتنقل في أقبية وسجون الاحتلال ومحروم من تناول العلاج بانتظام، متمنية من الله أن يعيد ولدها حيا سليما بإذن الله.
    مؤكدة أن ولدها اشتكى لها خلال زيارتها الأخيرة من الأوضاع القاسية داخل سجون الاحتلال وما يتعرضون له من إذلال وقمع واعتداءات متواصلة من قبل سلطات السجون الاحتلالية.
    وتحدثت والدة عواد عن بداية معاناة عائلتها حيث توفي زوجها خلال حادث سير في السعودية أثناء إقامتهم هناك وتفرغها لتعليم أبنائها الثمانية (خمس بنات وثلاثة أولاد)، وترتيب الأسير أحمد الخامس بين أشقائه حيث انتقل من السعودية إلى جامعة مؤتة في الأردن لدراسة الهندسة المدنية، ثم قراره المفاجئ الانتقال للدراسة في جامعة القدس المفتوحة في فلسطين مع بداية الانتفاضة المباركة، وقبل أن يصلني خبر اعتقاله في 16/02/2012م، بحجة إيوائه مطاردين لقوات الاحتلال في منزله، وأخبروني عبر الهاتف أن تهمته بسيطة ولا يمكن أن تتجاوز عدة أشهر أو سنة إلى سنتين كحد أقصى، وعلى الفور قررت العودة إلى مدينة طولكرم بعد سنة من اعتقاله لمتابعة قضية ولدي وصعقت من الحكم القاسي عليه 40 عاما، مع العلم أن كافة زملائه حكم عليهم بالسجن لفترات لا تتجاوز 4 و 5 سنوات، مؤكدة أن لوائح الاتهام ضد ولدها لم تتضمن المشاركة في أية عمليات فدائية سقط فيها ضحايا صهاينة.
    وتابعت: بعد صدور الحكم قدمت استقالتي كمحاضرة في جامعة طيبة في السعودية وقررت العودة لمتابعة قضية ولدي ولزيارته باستمرار، مؤكدة أن ولدها لم يكن يعاني من أية أمراض قبل أو بعد اعتقاله ب6 سنوات، ثم بدأت تظهر عليه أعراض المرض في صدره نتيجة ضعف واختلال في عضلة القلب، جراء الضغوطات النفسية والقهر والألم الذي كان يلازم ولدها داخل الأسر حيث إن طبيعة الحكم القاسي عليه بالسجن 40 عاما وأن غالبية ممن اعتقلوا معه أفرج عنهم، وتوصياته لزملائه الأسرى المحررين بالاهتمام بعائلته ووالدته بعد خروجهم من الأسر لم تحقق شيئا على ارض الواقع إضافة إلى تصعيد ممارسات الاحتلال القمعية بحق الأسرى بعد أسر شاليط، كل تلك الأمور ساهمت في مرضه وأصبح ولدي يستفرغ دما، مما دفع سلطات سجون الاحتلال نقله إلى مستشفى ساروكا باستمرار كل أسبوع لتلقي العلاج، مؤكدة أنها طرقت كل الأبواب من حكومة ووزارة الأسرى ونادي الأسير والصليب الأحمر لمساعدتها في إرسال طبيب من خارج السجن لمعاينة ولدها وتشخيص مرضه إلا أن سلطات السجون رفضت وأصرت على معاينته من قبل طبيب السجن فقط رغم أنه طبيب غير مختص بعلاج هذا النوع من الأمراض.
    وبعد أن ساء وضعه الصحي تم نقله إلى مستشفى "ساف روفيل" في مدينة الرملة واقترح عليه الطبيب المختص في المستشفى بتقديم علاج طبي غير مضمون النتائج للتخفيف من آلامه، وبعد أن وافق على تناول الأدوية، تسببت في ضعف واعتلال شديد في عضلة القلب، وفي نوم متواصل له دفعت إدارة السجن إلى تخصيص شرطي للتأكد كل ساعة من انه على قيد الحياة من خلال فحصه باستمرار وتحريكه إلى جنبه الآخر أثناء نومه، مؤكدة أن سلطات سجون الاحتلال لم تراع وضعها الصحي حيث تعاني من أمراض السكري والضغط والكولسترول والقلب حيث طلبت من إدارة سجون الاحتلال نقل ولدها إلى سجن مناسب تتوفر فيه الظروف الصحية المناسبة وتمكنها من الوصول إليه بصورة أفضل إلا أن سلطات السجون ردت بنقله من عسقلان إلى ريمون كعقاب له، وزجه في غرفة صغيرة غير صحية فيها مجموعة من الأسرى يتناوبون فيها على إعداد المأكولات وتدخين السجائر وما ينجم عنها من روائح تؤثر على وضع ولدها الصحي حيث كان يتم وضعه بجانب الشباك لاستنشاق الهواء النقي. وقالت أن ولدها طلب من إدارة السجن مراعاة مرضه ونقله من داخل الغرفة دون جدوى وبعد مشاركته في الإضراب المفتوح عن الطعام خلال الفترة الأخيرة تم حرمانه من العلاج بانتظام في المستشفى لتنشيط عضلة القلب مما فاقم من وضعه الصحي، مؤكدة أن ولدها يلجأ حاليا إلى الصوم يوما بعد يوم لتخفيف الضغط على عضلة القلب حيث أشار لها أن الصوم حسب أقوال ولدها يخفف النشاط على عضلة القلب ويخفف من آلامه.
    وقالت بعد أن تجاوز عمرها ال60 عاما سمحوا لي بزيارته وتصويري معه لأول مرة منذ اعتقاله، وأصيبت بحالة من الذهول والصدمة بعد أن ضمت ولدها للحظات وفقد الكثير من وزنه وأصبح نحيفا جدا، وحرموني من الحديث معه، بعد أن أحاط به العديد من الجنود والمجندات ومنعوه من التفوه بأي كلمة.
    وأكدت والدة الأسير أنها سبق أن ناشدت كل المؤسسات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات والمحافل الدولية للتدخل والضغط على سلطات سجون الاحتلال لتقديم العلاج الطبي الطارئ لولدها دون جدوى، منبهة إلى أنها توقعت الإفراج عنه ضمن صفقة شاليط الأخيرة كون ابنها أسيرا مريضا، إلا انه ما زال لغاية الآن داخل السجن يعاني من المرض وسط تقاعس المؤسسات الرسمية والشعبية في مناصرته والإفراج عنه.
    وحول تعاطف المجتمع المحلي مع قضية ولدها قالت: إن تعاطف المجتمع المحلي مع الكرة أفضل بكثير من قضية الأسرى وتحديدا المرضى وكبار السن والأطفال والنساء، لافتة إلى أن التقصير في حملة التضامن مع الأسرى يتحمل مسؤوليته الجميع بدءا من أهالي الأسرى والجمهور والفعاليات السياسية والوطنية والمؤسسات الرسمية والشعبية، مؤكدة أن تضحيات الأسرى بحريتهم لم يقدرها شباب اليوم عاشقو ريال مدريد وبرشلونة بدل أن يتضامنوا مع الآلاف من الأسرى.
    وتطرقت والدة عواد إلى معاناة أهالي الأسرى أثناء الزيارة وما يتعرضون له من ألم ومعاناة وتفتيش مذل على المعابر، غير آبهين بعادات وتقاليد المسلمين، مؤكدة أن رحلة العذاب لزيارة ولدها تبدأ منذ السادسة صباحا حيث تنطلق الباصات المخصصة من الصليب الأحمر الدولي باتجاه معبر الطيبة وبعد إجراءات التفتيش على المعبر والتي قد تستمر من ساعتين إلى ثلاث ساعات تنطلق الباصات باتجاه سجون الاحتلال لريمون ونفحة وتأخذ وقتا ما بين ثلاث أو أربع ساعات للوصول إلى هذين السجنين، وبعد الانتهاء من إجراءات الزيارة نضطر للانتظار في بعض الأحيان خمس ساعات في صحراء ريمون.
    وحول مشاركتها باستمرار في فعاليات التضامن مع الأسرى أوضحت عواد أنها تشارك دوما في هذه الاعتصامات كونها ضرورية لإظهار التعاطف والتضامن مع قضية الأسرى إلا أن مشاركتها في الفترة الأخيرة قلت نوعا ما نظرا للتمييز من وسائل الإعلام التلفزيونية في انتقاء أهالي الأسرى للحديث معهم سواء عبر الفضائيات أو المحطات المحلية، مؤكدة أن عدد أهالي الأسرى يشعرون بخيبة أمل كبيرة ولوم وعتاب على وسائل الإعلام لطريقة الانتقاء في إجراء مقابلات مع أهالي الأسرى داعية وسائل الإعلام إلى استيعاب جميع أهالي الأسرى وعدم التفرقة بينهم كون الأسرى قضيتهم. وناشدت والدة عواد الرئيس التدخل وممارسة ضغوط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى المرضى وتحديدا الحالات الصعبة لتقديم العلاج الطبي اللازم لهم، داعية الحكومة إلى تبني برنامج وطني نضالي واضح لدعم ومساندة قضية الأسرى ومناصرتهم باستمرار.
    وتحدث منسق الهيئة الوطنية العليا لمتابعة شؤون الأسرى إياد الجراد بصراحة عن وضع الملف الطبي للأسرى المرضى مؤكدا أن معاناة الأسرى المرضى تتفاقم باستمرار نتيجة ضعف الموقف السياسي من جهة وتقاعس الجمهور والقوى السياسية والوطنية في إثارة هذه القضية على المستوى الداخلي والخارجي، إضافة إلى ثورات الربيع العربي والتي أبعدت القضية الفلسطينية عن المشهد السياسي الدولي، مما دفع مصلحة السجون إلى الاستفراد بالأسرى وتضييق الخناق عليهم بصورة غير مسبوقة.
    وقال الجراد إن الملف الطبي للأسرى يجب أن تتولى مسؤوليته السلطة الوطنية بشكل كامل، مؤكدا أن الهيئة بالتعاون مع "الحياة الجديدة" قررت القيام بزيارات خاصة لكافة أهالي الأسرى المرضى والتعرف على الحالات المرضية سواء لأهالي الأسرى أو الأسرى القابعين في سجون الاحتلال لتسليط الضوء عليها إعلاميا ومحاولة نقلها إلى كافة الجهات ذات الاختصاص لمعالجتها وممارسة ضغوطات مكثفة على سلطات سجون الاحتلال لتقديم العلاج الطبي اللازم للمرضى.
    وأضاف أن مشاركة الأهالي في مدينة طولكرم في الاعتصامات التضامنية مع الأسرى المرضى جيدة نوعا ما مقارنة مع المحافظات الأخرى، مؤكدا أن قضية الأسرى المرضى قضية وطنية بالدرجة الأولى وتحتاج إلى وقفة جادة من قبل الحكومة والقيادة والمحافظة وعدم التركيز على الانتخابات البلدية المرتقبة فقط، داعيا محافظة طولكرم بقيادة مسير أعمالها جمال سعيد والقوى السياسية والوطنية في المحافظة إلى تفعيل المشاركة الشعبية في الاعتصامات التضامنية مع الأسرى وتسليط الضوء على الحركة الأسيرة وتحديدا قضية الأسرى المرضى قبل فوات الآن.
    وحول انتقاد عدد من الأهالي لوسائل الإعلام في طريقة انتقاء بعض أهالي الأسرى للحديث معهم عن معاناة الأسرى أكد الجراد أن هذه المشكلة موجودة بالفعل مؤكدا أن الكثير من الأسرى مستاء من عدم إجراء مقابلات مع أهاليهم خلال الاعتصامات التي تجري كل اسبوه، حيث إن مجرد رؤية الأسرى لأهاليهم داخل السجون عبر المحطات الفضائية أو المحلية ترفع من معنوياتهم، داعيا الإعلام إلى اعتماد برنامج لتغطية فعاليات التضامن بحيث تشمل المقابلات جميع أهالي الأسرى دون استثناء.

    (المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 09/09/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية