الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير العمور يخوض انتخابات الهيئات المحلية وفاءً لشعبه

    آخر تحديث: الإثنين، 17 سبتمبر 2012 ، 00:00 ص

    "مشاركتي في الانتخابات رسالة عهد ووفاء لشعبي وتحد جديد يؤكد تمسكنا بالحياة والحرية "ØŒ بهذه الكلمات استهل الأسير رياض دخل الله العمور(43 عاما) من بلدة تقوع حديثه لرئيسة مؤسسة "مانديلا" لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين المحامية بثينة دقماق خلال زيارته في عيادة سجن "الرملة"ØŒ والتي أكدت أن الأسير العمور قرر الترشح لخوض انتخابات الهيئات المحلية التي أعلن الرئيس محمود عباس عن تنظيمها في محافظات الضفة الغربية، ليكون أول أسير يخوض هذه التجربة التي يعتبرها  "رسالة تحد واضحة للاحتلال تؤكد أن شعبنا وفي ومخلص ولن ينسى أسراه رغم محطات الاعتقال الطويلة، إضافة لكونها تأكيد على التحدي في كسر القيد وسياسة الاعتقال، فأجسادنا أسيرة وأرواحنا حرة تشارك شعبنا حتى البناء والإعمار والانتخابات".

    قرار الترشح
    وخلال زيارة المحامية دقماق، للأسير العمور في عيادة سجن "الرملة" أبلغها بقراره، وتقول: " رغم وضعه الصحي الصعب ومعاناته البالغة جراء الإهمال الطبي فوجئت خلال مقابلته بروح معنوية عالية وابتسامة عريضة وقال لي سأرشح نفسي للانتخابات"، وتضيف "اعتقدت أنه يمزح ولكنه سرعان ما سلمني التوكيل لإرساله لأسرته معلنا أنه سيرشح نفسه لخوض الانتخابات ليكون خادما لشعبه رغم الأسر". وأضاف العمور "لدينا قناعة راسخة أن الإنسان الفلسطيني قادر على العطاء والتضحية وخدمة شعبه حتى في الأسر الذي يعتبر محطة أخرى على طريق النضال، فنحن ضحينا بحياتنا وأرواحنا من أجل حرية وكرامة شعبنا وهذه الروح ما زالت حية وقوية ولن نتخلى عنها فكله فداء لشعبنا البطل".

    التحدي الكبير
    وتقول المحامية دقماق "رغم أن العمور يقضي حكما بالسجن المؤبد 11 مرة إضافة لـ 11 عاما، أكد أنه مصمم على خوض المعركة الانتخابية التي يعتبرها اكبر تحدي في مسيرته النضالية وباقي الأسرى الذين يستحقون أن يشاركوا في كافة أوجه الحياة الفلسطينية"، فالأسر والحديث للعمور "يمكن أن يصادر حركة الأسير ويقيد جسده ولكن روحه الوطنية وانتماءه الصادق عوامل تحرره لتمكنه من مشاركة شعبه في كل مناحي الحياة ومنها الانتخابات، لذلك أمل أن تكون مبادرتي محفزا لباقي الأسرى لنؤسس نهج وطريقة جديدة يمكن أن تساهم في إبراز قضية الأسرى أكثر، لأن ترشح الأسير للانتخابات سيكون له صدى وتأثير واسع على الشارع الفلسطيني".

    بداية جديدة
    وسلمت المحامية دقماق شقيق الأسير العمور الوكالة التي أرسلها من السجن لمتابعة إجراءات تسجيله لمرشح كما نقلت رسالته لعائلته وأهالي بلدته والجمهور الفلسطيني والتي قال فيها" إن هدفنا من الترشح ليس البحث عن ألقاب ونياشين ومناصب وإنما كسر أهم هدف للاحتلال في اعتقالنا وهو عزل الأسير عن واقعه تجريده من انتماءه وتحويله لمريض ينتظر موته في مقابر الأحياء، فترشحنا وانتخابنا دليل على أن قضية الأسرى حية وحاضرة في وجدان كل فلسطيني"، وأضاف "القيود والسجون لن تمنعنا من تقديم مبادرات وخدمات لصالح شعبنا، وهناك عشرات المبادرات التي صاغها الأسرى في مجالات هامه في حياة شعبنا وكانت ايجابية وهامة ومثمرة وحققت نتائج مهمة"، وأكمل العمور "نأمل في حال فوزي أن أكون خادما لشعبي ومساعدا في بناء مجتمعي وبلدتي التي اعشقها واشتاق إليها وسأكون حاضرا مع أهلها في الانتخابات لنسجل خطوة جديدة وهامة في تجربة الحركة الأسيرة في المشاركة في تعزيز الديمقراطية والنهوض بالمجتمع وبناءه".

    رئيس للقائمة
    واستقبلت مبادرة الأسير العمور بحفاوة وتقدير واحترام من عائلته وأهالي بلدته، وفور تسلم شقيقه حابس الوكالة شرع في التنسيق والترتيب لضمان ترشح شقيقه، ويقول "الجميع أثنى وأشاد بالمبادرة ولم نواجه أية مصاعب، وتم اعتباره رئيسا لأول قائمة تسجل في بلدتنا تقوع والتي تحمل اسم "الاستقلال والتنمية" والتي يحرص أعضاؤها على توفير الدعاية لأخي رغم سجنه وغيابه"، ويضيف "في البداية فوجئ الجميع ولكن سرعان ما تشجعنا في بلدية تقوع وحتى بيت لحم وفي كافة أرجاء المحافظة حيث سيقود أخي القائمة التي تضم 13 عضوا يؤمنون بنفس الأفكار والأهداف التي يطرحها أخي في برنامجه الانتخابي"، وأكمل "تم تسجيل القائمة لدى لجنة الانتخابات واعتمادها رسميا برئاسته و سنكون جميعا رياض وندعمه ونشجعه حتى يحقق الفوز المبين الذي يعتبر رسالة دعم لتعزيز صموده وآمل أن تكون بشرى بتحرره وباقي الأسرى ليعود ويؤدي واجبه الذي يحلم به بحريته من خلال المجلس البلدي".

    مسيرة نضال
    تلك الروح الأصيلة التي يتمتع بها العمور رغم الأسر والحكم امتداد لتجربته النضالية عبر سنوات عمره، ووفق توثيق مؤسسة "مانديلا" فإن رياض التحق بالحركة الوطنية الفلسطينية في وقت بكر من عمره في خضم الانتفاضة الفلسطينية الكبرى 1987 - 1993، وعندما اعتقل للمرة الأولى لثمانية عشر يوما في معسكر الجيش الصهيوني في بلدة الظاهرية، وأصيب بسبب اشتراكه في فعاليات تلك الانتفاضة الشعبية، برصاصة معدنية في قدمه اليمنى، واستقرت رصاصة أخرى في مصرانه الأثنى عشر، وبسبب هذه الإصابة الفادحة تم استئصال المرارة وجزء من الكبد وجزء أخر من البنكرياس.

    الانتفاضة الثانية
    كل ذلك لم يمنعه من الالتحاق بفعاليات الانتفاضة الثانية (الأقصى)،وفي هذا الوقت كان رغم وضعه الصحي وإصابته تزوج ورزق بخمسة أبناء، وخلال متابعة "مانديلا" وزيارة المحامية دقماق له لتوثيق تجربته النضالية، قال العمور "رغم الإصابة ومسؤولياتي الكبيرة لم أتردد في تأدية واجبي ودوري النضالي خلال الانتفاضة فشاركت بالفعاليات الجماهيرية الشعبية"، ويضيف "أمام اشتداد العدوان والمجازر قررت الالتحاق بالجناح العسكري لحركة فتح (كتائب شهداء الأقصى)".
    ويزخر سجله النضالي بصفحات التضحية والفداء، وتقول "مانديلا" في ذات يوم عاد إلى المنزل ممتشقاً بندقية من طراز(أم 16) بعد أن باع مصاغ زوجته الذهبي، ليحارب بها الاحتلال الذي استمر بملاحقته فأصيب رياض برصاصة في عنقه، فأضيفت شظاياها التي لم تخرج من جسده بالكامل إلى شظايا الرصاصات السابقة المقيمة في جسمه لغاية الآن".

    الإعتقال والتحقيق
    ولأنه لم يستشهد أو يُعتقل بسبب هذه الإصابة فإنه تعرض لملاحقة الجيش الصهيوني وأصبح المطلوب رقم 1 في منطقة بيت لحم، ويتذكر تلك المرحلة فيقول لدقماق "ذات يوم عندما قررت زيارة منزل العائلة في تقوع، كان جنود وطائرات الاحتلال المروحية لي بالمرصاد، فاحكم جنود المشاه من حول بيتي طوقهم المشدد وطلبوا مني الاستسلام لهم عبر مكبرات الصوت"، ويكمل "رفضت ذلك ولكن أمام تهديدهم بقصف المنزل واغتيالي تدخل والدي وفضل أن أكون أسيراً ويراني لاحقاً أو إلى أن يشاء الله، على أن يفقدني في الحال وإلى الأبد، فطلب مني الخروج بسلاحه "، وأخيراً قرر رياض إجابة نداء والده وسلم نفسه لجيش الاحتلال، وكان ذلك في يوم 7/ 5/ 2002.
    خلال فترة التحقيق تعرض الأسير العمور لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، ويقول في شهادته التي وثقتها المحامية دقماق "تفتحت جروحي الطرية بفعل الضرب المباشر عليها، وخلال التحقيق أكتشف المحققون معاناتي من مشكلات صحية أخرى لا تقل خطورة عن إصابتي بالرصاص، من أهمها إنني كنت احتفظ في جسدي بجهاز معدني لتنظيم دقات قلبه الذي يعاني من الاضطراب منذ صغري"،ويضيف "انتزع المحققون ذلك الجهاز وعبثوا به، ونقلوه من الجهة اليسرى من صدري إلى اليمنى، إمعاناً في تنويع طرق ووسائل التعذيب بحقي"، موضحا أن هذا الجهاز يحتاج لتبديل كل أربع سنوات مرة، إلا إن إدارة السجون العامة تصر على عدم السماح له باستبداله ولا حتى على حسابه الخاص، وتسبب هذا التحقيق أيضاُ بإحداث ثقب في طبلة آذن الأسير العمور".

    رحلة العذاب مع المرض
    وتواصل مشوار التعذيب والاستهداف لهذا الأسير بعد انتهاء التحقيق معه، في داخل السجن أيضاً، بعد أن حكم عليه بإحدى عشر مؤبداً، ويروي العمور "فقد سبق لإدارة السجن أن قامت بحقني بحقنه غير معروفة عندما كانت حالتي تستدعي العلاج في المستشفى بسبب نزلة أنفلونزا أصابتني في السجن وتسببت هذه الحقنة بمضاعفات خطيرة على صحتي، وانتفاخ جسمي وتضخمه بمعدل ثلاث مرات عما كان عليه في السابق"، ويضيف "حرمتني إدارة السجن من زيارة أهلي بسبب ذلك لمدة ثلاثة شهور متواصلة، كي لا يروني بهذه الحالة"، وقد أطلقت في حينها مؤسسة مانديلا حملة استغاثة مدوية لإنقاذ حياته، وطالبت بإدخال لجنة تحقيق طبية إلى السجن لتقصي حقيقة الأمر حول الأسير العمور، وبعد هذه الحادثة تم نقله إلى سجن جلبوع، وبسبب الظروف غير الصحية فيه أصيب الأسير العمور بالتهاب حاد في الرئتين، مما أدى إلى ارتفاع في ضغط الدم لديه، ومشكلات أخرى كاضطرابات مجرى التنفس، وارتفاع نسبة المياه في الجسم، مما دفع الأطباء لطلب منه عدم النوم على ظهره أو كما ينام الإنسان الطبيعي، فينام الأسير العمور حالياً وهو جالس، وإلا وصلت المياه إلى أعلى الرئتين وتسبب باختناقه وموته على الفور.

    مضاعفات خطيرة
    ومن خلال تقارير الأطباء ومتابعة وضعه، تقول دقماق "هذا النوع من الإشكاليات الصحية التي تدمر وظيفة القلب، وتتسبب باضطرابات شديدة ومزعجة في التنفس، فإنها لا تمهل مرضاها كثيرا ليبقوا أحياء، بسبب ذلك فإنه يمكننا القول بأن الأسير العمور يمضي ليله ونهاره بصحبة الألم والوجع الدائمين، وتعرضه للإغماء المفاجئ والمتكرر، كما حصل معه عشية عيد الفطر في آب الماضي"، وأضافت رئيسة مؤسسة "مانديلا" وهي حالة يصاب بها الأسير العمور بمعدل خمس مرات يومياً، وأصيب بالعديد منها بجروح وكدمات قوية ومؤلمه في وجهه ورأسه، يضاف إلى ذلك معاناته المقيمة والدائمة من ضعف عضلات القلب، وانتهاء صلاحية الجهاز المنظم لدقات قلبه، المزروع في صدره منذ عشر سنوات"،مشيرة إلى إن (إدارة سجن الرملة نفسها أبلغته بأنه يعاني من تضخم بالقلب وبحاجة إلى عملية قلب مفتوح، جهاز تنظيم جديد).

    دعم ومؤازرة
    إضافة إلى الحملة التي أطلقتها مؤسسة مانديلا على المستوى المحلي والعربي والدولي من أجل العمل على إطلاق سراح الأسرى المرضى وفي مقدمتهم الأسير العمور، وتقديم كل ما يلزمهم من علاجات وأدوية وهم في أسرهم حتى شفائهم التام وإطلاق سراحهم، فإنها ثمنت مبادرته في الترشح لانتخابات المجلس البلدي، واعتبرتها نقلة نوعية في تاريخ الفعل الإبداعي للحركة الأسيرة ستشكل محفزا ومشجعا لباقي الأسرى لخوض التجربة والمشاركة في كافة المحافل والأنشطة التي تخدم مجتمعهم، ودعت أهالي بلدته تقوع لتشجيعه ودعم وصوله بجدارة واستحقاق لرئاسة المجلس لتوجيه رسالة واضحة للاحتلال أن كل شعبنا مع الأسرى ولتكون بشرى بقرب انتصار الأسرى على القيد وعودتهم لمجتمعهم وحياة الحرية.

    (المصدر:صحيفة القدس الفلسطينية، 14/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية