الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير أحمد حامد رحلة صمود وتحد بانتظار فجر الحرية

    آخر تحديث: الأحد، 07 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    بين السجون والمعتقلات تنقل الأسير أحمد خالد داوود حامد منذ اعتقاله قبل 10 سنوات مصمما على الصمود والثبات رغم العقوبات التي مورست بحقه والتي كان آخرها الحظر الأمني الذي منع زوجته وابنه الوحيد البراء من زيارته.
    وتقول أم البراء :"منذ اعتقاله كنا نزوره أنا والبراء وكذلك والديه وعندما سمح بزيارة الإخوة زاره إخوانه وأخته كذلك لكن منذ عامين تقريبا منعت من زيارته واستمر والده بزيارته من فترة إلى أخرى، وأضافت "المنع الأمني يشكل أقسى عقوبة تمارس بحق الأسير وعائلته لأنها سجن داخل السجن وهدفها العزل والتغيب وفرض معاناة لا تصفها كلمات.
    ووفق توثيق أصدره الباحث المختص في قضايا الأسرى ثامر سباعنة، فإن الأسير حامد يعتبر من قادة الانتفاضة الثانية ورموز الحركة الأسيرة الذي لم ينال السجن من عزيمته وإرادته ومعنوياته وحتى عندما تحرر غالبية أعضاء مجموعته في صفقة "وفاء الأحرار" صمد وتحدى وأرسل نجله البراء إلى غزة لاستقبال إخوانه المحررين ونقل تهاني والده لهم.

    محطات من حياته
    ولد الأسير أحمد بتاريخ 1/ 6/ 1975 في بلدة سلود التي نشأ وترعرع فيها ودرس فيه دراسته الابتدائية، ويقول سباعنة: "طوال عمره تلمس هموم وواقع قضيته شعبه فشارك في محطات نضاله حتى بعد زواجه فالرجال أصحاب العقيدة والإيمان لا يوقفهم شيء أو يعيقهم عن تأدية واجبهم مهما كان الثمن". وتقول زوجته أم البراء: "تزوجنا في شهر آب عام 2002، وعشنا حياة سعيدة رغم الظروف الصعبة جراء سياسات الاحتلال عقب اندلاع انتفاضة الأقصى ، وتميز أحمد بطيبة قلبه وأخلاقه وحسن المعشر وكرمنا الله ورزقنا بابننا البراء في نفس الشهر من العام 2003 وكان عمره عند اعتقال والده أربعة أشهر".

    الاعتقال
    تاريخ 18 / 12 / 2003، يوم لا ينسى محفور بذاكرة أم البراء التي كانت تعيش وزوجها فرحة إنجاب البراء، وتقول اكتملت فرحتنا بعدما رزقنا بابني ولكن الاحتلال كان لنا بالمرصاد فاقتحموا فجر ذلك اليوم الأسود بلدتنا واقتحموا المنازل واعتقلوا خمسة شبان من ضمنهم أبو البراء، ويضيف الباحث سباعنة في نفس الدقيقة كانت بيوت الشباب تعج بالجنود فلم يستطع أحدهم من تحذير الآخرين وطالت الحملة نفسها في تلك الليلة أفراد مجموعتهم من المزرعة الشرقية وكوبر وأبو شخيدم وطوباس.
    ويضيف "أبو البراء كان أحد أفراد مجموعه عين يبرود التي تنتمي لكتائب القسام كان لهم عدة عمليات عسكرية، ورغم إنكاره للتهم المنسوبة إليه ولأن القاضي هو الجلاد حكم أبو البراء بعد سنتين من سجنه ثلاث مؤبدات ولم تفتّ هذه الأحكام أبدا من عضده وقال كلمة وما زال يقولها (لم أتوقع الأسر قط كل ما كنت أرنو إليه هو الشهادة ولكن قدر الله لنا أن نحيا هذا الابتلاء وسنكون من الصابرين إن شاء الله).

    صور معاناة
    استخدم الاحتلال بعد الحكم سياسة النقل ومنع الاستقرار لحرمانه من التأقلم مع الأسرى وزيارة أسرته، وتقول زوجته "مواقفه في المحكمة ورفضه الاعتراف بشرعيتها وأحكامها آثار غضب الجميع فاستخدموا كل السبل للانتقام منه وتنقل بين عدد من السجون، ومنها عسقلان لمدة لم تتجاوز السنة ثم انتقل إلى بئر السبع حيث مكث هناك ما يقارب الأربع سنوات وبعد ذلك نقل إلى ريمون وبقي هناك سنتان ونصف ثم ذهب إلى عزل نفحه شهرين وبعدها نقل إلى سجن نفحه حتى اليوم".
    ورغم ذلك صمد وصبر الأسير أحمد واستمر في تأدية رسالته وواجبه. وتقول زوجته: "أبو البراء إنسان لطيف وراق جدا، يتميز بعلاقاته الاجتماعية الواسعة جدا، فهو لا يحب أن ينعزل عن الناس أبدا وهو مميز في وفائه لكل من يعرفهم دائم السؤال عن أصحابه يتابع أخبار كل أفراد العائلة من القريب إلى البعيد له بصمة في كل مناسبة أما بهدية مميزة أو بمشاركته بتكاليف المناسبة أو برسالة تهنئة أو عزاء لا قدر الله، وتضيف "حتى أنه يبعث العيدية لقريباته كل عيد وكأنه بيننا لم يمنعه أسره من مشاركة الجميع أفراحهم وأحزانهم حتى أنه أرسل البراء إلى غزة بعد صفقة وفاء الأحرار لتهنئتهم بالفرج ولحضور حفل زفاف أحد الأسرى المحررين الذي يقرب أبو البراء.

    معركة الأسرى
    في مقدمة الصفوف كان أحمد دوما، يدافع عن الأسرى ويشاركهم معاركهم لذلك خاض كما يقول الباحث سباعنة مع الأسرى إضرابهم عن الطعام عام 2004 لمده 19 يوما كما خاض إضرابهم الأخير العام الجاري والذي استمر 28 يوما حيث تعرض خلاله لوعكة صحية لم تثنه عن مواصلة إضرابه رغم إجراء "قسطرة" بسبب حدوث اضطراب في دقات قلبه وعاد أبو البراء بعد العملية إلى سجن نفحة سالما معافى ولله الحمد والمنة، وتضيف زوجته "تدهورت حالته الصحية بسبب إهمال علاجه وبعد المضاعفات التي أصبحت تشكل خطرا على حياته أجريت له العملية ودوما ندعوا الله أن يمن عليه بالصحة والعافية حتى تتحقق أمنيتنا بحريته وعودته لابنه ومنزله فالجميع مشتاق إليه خاصة منذ قرار منع الزيارات".

    صفقة وبشرى
    وأفاد الباحث سباعنة، أنه في صفقة "وفاء الأحرار" تحرر أغلب أفراد مجموعته المكونة من سبعة عشر فسامياً وتم نفيهم إلى غزة وبقي في الأسر خمسه هم (أحمد حامد وهشام الصوص ومؤيد حماد ومراد البرغوثي ويونس مساعيد) وأعد أبو البراء حفل وداع لمن كان معه في سجن نفحه وأوصاهم  بأن يذكروا من تبقى خلفهم في السجون، وتقول زوجته أم البراء: "رغم أننا تمنينا لقاءه وتحرره ولكن هذا كان قضاء الله وقدره وفرحنا للإفراج عن رفاقه وكأن أحمد الذي تحرر لأن الإفراج عن الأسرى في الصفقة كان انجاز كبير وبشرى بان فجر الحرية قادم والسجن لن يغلق بابه على أحد مهما كان الظلم وقساوة السجان".

    انتظار وأمل
    وعلى عهد الوفاء تعيش أم البراء بعدما قررت تكريس حياتها لزوجها الأسير ولابنهما الوحيد ، فاحتضنته وتفانت لتربيته كما أحب والده رغم الم الفراق وثقل المسؤولية ولكنها صمدت وتحملت كزوجها وما زالت تنتظر بأمل لحظة اللقاء، وتقول: "أكثر محطات الألم عندما تأتي المناسبات وما زال زوجي معتقلا، فالسجن حرمنا منه على مدار 17 عيدا، وخلال أيام العيد لا نستطيع التحكم بمشاعرنا لكننا نتصنع الابتسامة كي نسعد من حولنا ونشارك عائلة زوجي العيد وكأن أبو البراء بيننا، وتضيف "استيقظ كل عيد على مهمة رسمية يتوجب علي بها إدخال السعادة على قلب البراء ومسح دمعات أم زوجي ومشاركة إخوته كل لحظات العيد وأعطي لمشاعري إجازة كي لا أنهار إن تذكرت أني إنسانة .." وتكمل الزوجة والوالدة الصابرة كلمات براء كل عيد تفضح مشاعره فدائما يسأل الله أن يأتي العيد القادم ووالده معه يتمنى دائما أن يذهب بصحبة أبيه إلى صلاة العيد كأولاد عمه، لكنه حمل المسؤولية رغم صغر سنه وأصبح يعتبر العيد مسؤولية وعليه أن يتم واجباته اتجاه الأقارب وأن يسد مكان والده.
    وتحدق الزوجة أم البراء في صور زوجها الأسير التي تزين جدران المنزل، وتقول: "كبر طفلي قبل أوانه وأصبح يمثل والده في كل المناسبات وخاصة في الأعياد ولكنه بعد الانتهاء من الواجبات الرسمية يعود للبيت خالي من الحياة لا تسمع به إلا حديث براء عن أحلامه لمستقبل لا يعرف مدى قربه أو بعده عنا يتبع لحظات من الصمت ودعاء في القلب وتضرع إلى الله أن يعجّل فرجه وان يكون هذا آخر عيد نعيش به الوحدة وتضيف أم البراء " لن أسمح للسجن أن يشل حياتنا".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية