الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير أبو محسن: فرحتنا وأعيادنا مؤجلة حتى رفع العلم

    آخر تحديث: الثلاثاء، 09 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    بصمود وتحدي يدخل القيادي في حركة الأسير جمال خالد أبو محسن من مدينة طوباس عامه ال 22 خلف القضبان متسلحا بإرادة التضحية وروح الإيمان بالقيم والمبادئ التي ضحى بحريته في سبيلها ، فقضى في السجون والمعتقلات الصهيونية أكثر مما في منزله وحريته لذلك يقول: "معركتنا مستمرة خلف القضبان وفي كل أرجاء الوطن على درب وخطى الرئيس الشهيد أبو عمار وكل شهداء شعبنا حتى يتحقق الحلم والثوابت التي لا تنازل عنها"، وأضاف "مسيرة التضحية والنضال لن تتوقف ما دام هناك احتلال واستيطان وأسرى وفرحتنا وأعيادنا مؤجلة حتى رفع العلم الفلسطيني خفاقا فوق مآذن وكنائس القدس إيذانا بإقامة الدولة الحلم مستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس".

    التمسك بالحلم
    هو الحلم الذي امن به منذ صغره وزرعه في أعماقه الوالد المناضل في مدرسة الثورة والفتح التي انتمى إليها وهو على مقاعد الدراسة فشارك في الانتفاضة الأولى وكان دوما في مقدمة الصفوف كما يقول شقيقه وليد: "ومناضلا وقائدا ميدانيا وبطلا شجاعا وفدائيا مخلصا شارك في كل المسيرات والمواجهات وأصبحت فلسطين حلمه وحياته"، ويضيف "تميز وهو طالب بإرادة صلبة وإيمان راسخ بثوابت القضية وأهداف ومبادئ حركة فتح التي انتمى إليها وحمل راياتها مع علم فلسطين في كل مناسبة حتى أصبح الوطن وأحلامه حياته وهكذا استمر بعد اعتقاله لم ولن يتخلى عن الحلم".
    ومن سجنه "هداريم"، يقول الأسير جمال: "لم ولن نتخلى عن أحلامنا ورسالتنا لأنها عقيدة راسخة كتبنا أحرفها بالبطولة والتضحية والدم لذلك ما زلنا على قناعة بما بشرنا به أمام الشهداء أن النور ينتظرنا في نهاية النفق ليزف لنا بشرى الخالص والحرية ، فلا مجازر ولا اعتقالات ولا سجون قادرة أن توقف نبض الإيمان والثورة والحرية فينا ".

    ملاحم بطولة
    في مدرسة "الفتح" الثورية تعلم جمال فنون النضال ولكن آمن أن التعليم كما الانتفاضة سلاح لمقاومة الاحتلال كما يقول شقيقه وليد: "مارس الاثنتين وتفوق فيهما، ليلا كان يتخفى بكوفية الياسر السمراء وهو يخوض المواجهات ونهارا يبدع على مقاعد الدراسة لينجح في الثانوية العامة التي كانت هدية جميله لوالدينا اللذان ارتبطا بعلاقة وطيدة مع جمال"، ويضيف "قرر جمال مواصلة تعليمه وحصل على مقعده في كلية الآداب قسم التاريخ في جامعة الخليل، ولكن لم نكن نعلم أنه شكل أيضا حلية فدائية تولت تنفيذ مهام وعمليات فدائية ضد الاحتلال حتى اعتقاله"، ويضيف الأسير جمال "في ظل الصمود الأسطوري لشعبنا في ملحمة الانتفاضة الأولى عجز الاحتلال عن إجهاض الثورة التي كانت تشتعل في الوطن فبدأ بتصعيد العدوان وارتكاب المجازر، فاجتمعت مع مجموعة من الإخوة من المناضلين وقررنا سرا الرد والتصعيد وشكلنا خلية فدائية وتمكنا من تنفيذ العديد من العمليات التي أرقت الاحتلال وأثارت غضبة واستنفاره، ورغم ذلك استمرينا في ممارسة كل أشكال المقاومة المشروعة ضد الاحتلال".

    الاعتقال والحكم
    ينحدر الأسير جمال من عائلة مناضلة كان لها دور في مقاومة الاحتلال في مدينة طوباس، وهو الابن الثاني لأسرته المكونة من أربعة أشقاء ولدان وبنتان، الأخ الأكبر "وليد" متزوج ولديه ثلاث فتيات لم يراهم إلا بالصور، ولم يتمكن الأخ الأكبر من رؤية شقيقه جمال مدة أحد عشر عاماً، وكذلك لدى جمال أختين متزوجتين، ولم يبق غير جمال دون امرأة وأبناء، هكذا حكم عليه الاحتلال، يقول شقيقه وليد، فبعد اعتقاله والتعذيب القاسي حوكم بالسجن المؤبد بتهمة نشاطه المسلح وانتمائه لحركة فتح.
    وثلث الحكم لم يكن كافيا للاحتلال، يقول وليد: "فبعد 6 شهور من اعتقال جمال هدم منزلنا وشردت عائلتنا وعشنا أيام عصيبة ورغم مرور السنوات لم يبنى بيتنا رغم أننا قدمنا كافة الوثائق والمستندات للمنظمة قبل العودة للوطن ولكافة مؤسسات السلطة الوطنية"، ويضيف "لم يحتمل والدي حياة الشتات والألم وأعاد بناء المنزل على حسابه ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم تتغير الصورة ولم يصرف لنا مستحقات بناء المنزل رغم أن جمال ومن سجنه تابع القضية ووصلت لكافة المسؤولين".

    رحلة العقوبات
    تتالت الصدمات في حياة عائلة أبو محسن خاصة مع شطب اسمه من الصفقات والإفراجات، ويقول وليد: "استمر الاحتلال في عقاب أخي بالنقل والعزل حتى سجل اسمه على جدران كافة السجون وكانت أكبر النكسات في حياتنا رفض الإفراج عنه منذ اتفاق أوسلو وشطب اسمه من كافة الصفقات والإفراجات حتى صفقة شاليط رغم الوعود التي تلقيناها"، ويضيف "لقد كان لذلك أكبر الأثر على والدينا تحديدا، فقد أدت تلك الحالة لإصابتهم بالأمراض خاصة في السنوات الأولى لاعتقاله فقد حرمنا من زيارته لمدة 5 سنوات"، ويكمل "لقد استمر المنع الأمني بحقي لمدة 15 عاما وكذلك حرمت شقيقاتي من الزيارات لفترات مختلفة كل ذلك كعقاب للانتقام من جمال الذي استمر في تأدية واجبه النضالي رغم الأسر".

    جمال في الأسر
    وعبر محطات اعتقاله شكل جمال نموذجا للتضحية والبطولة والنضال فأصبح من قادة حركة فتح وعمداء الحركة الأسيرة، وبفخر واعتزاز يقول وليد: "تقديرا لمواقفه البطولية حصل على عضوية المؤتمر العام لحركة فتح وأصبح موجهاً عاماً للحركة في سجن هداريم، وشارك في إطلاق وثيقة الوفاق الوطني التي أعلنتها الحركة الأسيرة كمبادرة لإنهاء الانقسام"ØŒ ويضيف  كان أخي جمال مثال الفلسطيني الذي لا يثنيه السجان عن طلب العلم والخوض في علومه، فمن زنازين المحتل في سجن هداريم تعلم اللغة العبرية، وانخرط كغيره من الأسرى للدراسة في الجامعة العبرية وحصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية".

    رحيل الأحبة
    ارتبط الأسير جمال بعلاقة وطيدة مع والدته التي تحدت كل الظروف وتمسكت بالحلم الأجمل حريته والفرح بزفافه، وانتظرته 20 عاما رغم المرض، ويقول الأسير جمال: "كنت انتظر زيارة والدي لأعيش الحرية والأمل وأكسر القيود، دعوات أمي الصابرة كانت سر صمودي وصبري، لذلك كنت أتألم والعمر يمضي وهي ما زالت تتنقل بين السجون وعلى بوابات الصليب الأحمر تطالب بحريتنا"، ويضيف "دوما كانت تتحدث عن المستقبل بحريتي وتعدني بعرس لا مثيل له ولكن اكبر نكسة في حياتي كانت عندما لم تحضر للزيارة في موعدها بعدما اشتد بها المرض ورحلت في 3- 8- 2010 "، ويقول وليد: "رحلت والدتي ولسانها يردد اسم جمال وتوفيت قبل أن تتحقق أمنيتها برؤيته ولو لمرة واحدة، وقد كانت جدران السجن العائق بأن يكون جمال بيننا ليشاركنا وجع فقدان أمنا المناضلة".
    وتكرر المشهد المؤلم الشهر المنصرم ، فقد اشتد المرض بالوالد المناضل خالد أبو محسن 75 عاما حتى أصبح طريح الفراش وعجز عن رؤية ووداع جمال، ويقول وليد: "شكل رحيل والدتي فاجعة أيضا لأبي الذي سعى جاهدا للتخفيف من ألم أخي جمال ورفع معنوياته ولمواصلة المشوار الذي قطع عهده لوالدتي ببذل كل جهد مستطاع لحرية جمال والفرح بزفافه"، ويضيف "نال المرض من أبي ورحل وهو يردد اسم جمال ويوصينا به وكان وقع الخبر مؤلما عليه لأنه حرم من وداعه".
    ويقول الأسير جمال "لم أشعر بمعنى وعذاب السجن إلا عندما فقدت والدي وحرمني الاحتلال منهما، عشت حياتي انتظر اللحظة التي أعانقهما حرا لأرعاهما وأعوضهما ولكن هو القدر الذي نؤمن به ولكن لن نسامح من فرقنا عن أهلنا وحرمنا حياتنا وأحلامنا وسعادتنا".

    في الذكرى
    وفي ذكرى اعتقاله، وجه الأسير جمال رسالة للرئيس محمود عباس طالبه فيها بالثبات على موقفه ورفض أي مفاوضات أو لقاءات مع الصهاينة قبل حسم نهائي لقضية الأسرى وفي مقدمتها الإفراج عن كافة القدامى فورا ودفعة واحدة ورفض التجزئة والتفرقة ، وقال: "نأمل أن تكون هناك خطوات حقيقية لانجاز ذلك وكسر المعايير والقيود الصهيونية الظالمة وعدم العودة لأي مفاوضات قبل تحريرنا"، أما رسالته الثانية فوجهها للشعب الفلسطيني قائلا "كأسرى نحن صامدون ونخوض مع شعبنا المعركة ولكن نطالب بتكثيف الحراك لإنهاء الانقسام، قضيت 21 عاما في الأسر ومعي باقي إخواني الأسرى وصمدنا رغم الألم والظلم ولكن الظلم الذي نتجرعه من الانقسام أقسى وأشد"، وأضاف "طلبنا واحد هو الوحدة وإنهاء الانقسام ومن يحرص على عهد الوفاء للشهداء والأسرى عليه أن يتعالى على كل العراقيل والعودة فورا لخندق الوحدة الوطنية لأنه دونها لن نتقدم خطوة واحدة في مسيرتنا الوطنية والتحررية وهذه أمانه نضعها في عنق كل وطني حر وشريف".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية