الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير عيسى عبد ربه يدخل عامه الثامن والعشرين في السجون

    آخر تحديث: السبت، 20 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    سلطت وزارة الأسرى الضوء على عميد الأسرى في بيت لحم عيسى نمر جبريل عبد ربه "47 سنة" الذي دخل عامه أل 28 في الاعتقال لينضم إلى قافلة الأسرى الذين يقضون أكثر من ربع قرن خلف قضبان سجون الاحتلال والبالغ عددهم 111 أسيرا.
    اعتقل عيسى عبد ربه سكان مخيم الدهيشة للاجئين يوم 20/10/1984 بتهمة الانتماء إلى حركة فتح ومقاومة الاحتلال، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وهو أقدم أسير فلسطيني في محافظة بيت لحم.
    وقصة عيسى عبد ربه هي قصة مخيم الدهيشة الذي ولد وكبر فيه وكلاجئ طرد من قريته الولجة عام النكبة 1948، فنشأ في مكان يفتقد إلى الملامح والهوية، الفقر والجوع وغضب اللاجئين وبؤسهم وهم يرسمون يوما بعد يوم وسنة بعد سنة طريق العودة والحرية، يحتفظون بأوجاعهم ومفاتيح بيوتهم، ويتوارثون الحكاية جيلا بعد جيل.
    وكغيره من شبان المخيم الواقع على الشارع الرئيسي بين القدس والخليل، تصدى عيسى للجنود والمستوطنين وشارك في انتفاضة المخيم الذي سجل بطولات ومآثر لا حصر لها في مقامة الاحتلال، ولا أحد ينسى تمرد أهالي المخيم على حظر التجول وقيامهم بخلع الشيك الذي أحاط المخيم وحوله إلى سجن.
    وقال تقرير وزارة الأسرى أن عشرات الشهداء والمعتقلين والجرحى سقطوا على أرض مخيم الدهيشة، ولا يكاد يخلو بيت من معتقل، فقد سقطت توقعات قادة الاحتلال أن الكبار يموتون والصغار ينسون، فقد تحول مخيم الدهيشة إلى قلعة صلبة ومدرسة لأجيال من اللاجئين والمعذبين الذين تحولوا إلى فدائيين وقادة وأرقاما صعبة في مواجهة المحتلين.
    الأسير عيسى عبد ربه وهو يرى كيف طرد أهالي المخيم بحجارتهم وإرادتهم الحاخام العنصري "موشيه ليفنغر" الذي نصب معسكرا أمام المخيم متحديا أكثر من 15 ألف مواطن يسكنون فيه، ليرحل هذا الحاخام أمام صمود وجبروت شبان المخيم وإصرارهم على التمسّك بحقوق الشعب الفلسطيني العادلة.
    والدة عيسى عبد ربه "أمونه" 81 عاما، والتي واصلت الليل والنهار، وسنة وراء سنة وهي تلاحق ابنها من سجن إلى سجن، لم تنقطع عن زيارته، مشحونة دائما بالأمل وهي تقول: "لن يغلق السجن على أحد".
    هذه الأم العظيمة التي لم تترك اعتصاما ولا إضرابا عن الطعام ولا مسيرة تضامنية مع الأسرى إلا وشاركت فيها ورفعت صوتها مع سائر الأمهات تطالب بإطلاق سراح الأسرى وإنهاء معاناتهم.
    لقد كبرت في السن، وأصابها المرض، ولم تعد قادرة الآن على الحركة إلا على كرسي متحرك، ومع ذلك تصرّ أن تذهب إليه في كل زيارة قائلة: "سأراه حتى الرمق الأخير، لن أغيب عنه ولن يغيب عني".
    لقد تأملت والدته كثيرا أن يطلق سراح الأسرى في صفقة شاليط وفي المفاوضات السياسية، وعندما التقت مع الرئيس أبو مازن في الإفطار الجماعي في شهر رمضان الماضي مع سائر أهالي الأسرى القدامى قالت له: "هم أبناؤك وأولادك وينتظرون منك أن تضغط وتعمل على إنهاء معاناتهم الطويلة"، وأطلقت في وسط المقاطعة زغاريدا تمتزج فيها الدموع مع الأمل والحنين إلى غد أجمل بلا معاناة وعذاب .
    لقد تعرض عيسى خلال 28 عاما إلى العزل والقمع والتنقل من سجن إلى سجن، وكان دائما يخاف على كل ما يكتبه ويرسمه في السجن من المصادرة على يد السجانين، فقام بإخراج يومياته وخربشاته وصور زملائه بالسجن إلى والدته التي تحتفظ بها في صندوق مع مفتاح البيت القديم في قرية الولجة.
    وزير الأسرى عيسى قراقع الذي يزور أم عيسى دائما يقول: "الغرفة التي تعيش فيها أم عيسى عبارة عن سجن، صور عيسى وأسرى كثيرون معلقة على الحيطان، وهدايا رمزية عديدة منتشرة في أنحاء البيت، كراسات وكتب ورسائل عديدة تحاول أم عيسى أن تقرأ منها على جميع من يزورها".
    28 عاما في الظلام، وعيسى لازال يروي حكايته مع المخيم، حتى صار المخيم أكبر من مساحة لإيواء الناس المطرودين بفعل القوة والاحتلال، صار كائنا يتحرك في الزمان والمكان، يستمد من الماضي قوة الحاضر وإشراقة المستقبل، وفي كل زقة فيه ترى شعارا وصورة وتسمع أغاني الأولاد وهم ينشدون للسلام القائم على العودة والحرية وحق تقرير المصير.

    (المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 18/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية