السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    العيساوي للجميع: إن مت فهو انتصار وان تحررت فهو انتصار

    آخر تحديث: الإثنين، 11 مارس 2013 ، 00:00 ص

    بقلم/ سامر العيساوي

    لا تختلف قصتي عن قصص الكثيرين من شباب الشعب الفلسطيني الآخرين الذين ولدوا وعاشوا طوال حياتهم في ظل الاحتلال. فقد تم اعتقالي للمرة الأولى عندما كان عمري (17 عاماً)، وسجنتُ لمدة عامين.
    ثم جرى اعتقالي مرة أخرى عندما كنت في أوائل العشرينيات من عمري، في ذروة الانتفاضة الثانية في رام الله، خلال الاجتياح الصهيوني للعديد من المدن في الضفة الغربية- فيما أسمته دولة الاحتلال "عملية الدرع الواقي"، وحكم على الأول بالسجن لمدة 30 عاماً بتهم تتعلق بمقاومتي للاحتلال.
    ولست أول فرد يسجن من أفراد عائلتي خلال مسيرة شعبي الطويلة نحو الحرية، فقد حكم جدي، أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالإعدام على يد سلطات الانتداب البريطاني، والتي ما تزال دولة الاحتلال تستخدم قوانينها حتى يومنا هذا من أجل قمع شعبي، وتمكن جدي من الهرب قبل ساعات فقط من الوقت المقرر لتنفيذ حكم الإعدام فيه، ثم قتل أخي فادي في العام 1994، وكان عمره (16 عاماً) فقط، على أيدي القوات الصهيونية خلال تظاهرة في الضفة الغربية في أعقاب مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل.
    وقضى الدكتور مدحت، شقيقي الآخر، (19 عاماً) في السجن، كما سُجن كل من إخوتي الآخرين، فراس وشادي ورأفت لمدد تراوحت بين 5 سنوات و11 سنة.
    وجرى اعتقال أختي، شيرين، مرات عديدة، وقضت سنة في السجن هي الأخرى، وتم تدمير منزل شقيقي، وقطع المياه والكهرباء عن والدتي، وتتعرض عائلتي، جنباً إلى جنب مع البقية من شعب مدينتي القدس الحبيبة، إلى التحرش والاضطهاد والهجوم بشكل مستمر، لكنهم ما يزالون يدافعون عن الحقوق الفلسطينية والأسرى الفلسطينيين، بعد ما يقرب من 10 أعوام قضيتها في السجن، تم الإفراج عني في الصفقة التي رعتها مصر بين إسرائيل وحماس، والتي تضمنت الإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
    ومع ذلك، تم اعتقالي من جديد في 7 تموز 2012 بالقرب من حزما، وهي منطقة تقع في داخل بلدية القدس، بتهمة انتهاك شروط الإفراج عني (إذ لا ينبغي أن أغادر مدينة القدس)، كما ألقي القبض على آخرين ممن أفرج عنهم كجزء من تلك الصفقة، بعضهم من غير أي سبب معلن للاعتقال.
    وبناء عليه، بدأت إضرابا عن الطعام في 1 آب (أغسطس) احتجاجاً على سجني غير المشروع وانتهاك دولة الكيان لاتفاقية تبادل الأسرى، وقد تدهورت صحتي كثيراً، لكنني سأواصل الإضراب عن الطعام حتى النصر أو الشهادة، هذا هو الحجر الأخير المتبقي لأقذفه في وجوه الطغاة والسجانين في مواجهة الاحتلال العنصري الذي يذل أبناء شعبنا.
    وأنا أستمد قوتي من جميع الأحرار في العالم، الذين يريدون وضع حد للاحتلال الصهيوني، وما يزال قلبي الضعيف ينبض ويتحمل بفضل هذا التضامن والدعم؛ وصوتي الضعيف يستمد قوته من الأصوات الأعلى، والتي يمكنها أن تخترق جدران السجن، إنني لا أخوض معركتي من أجل حريتي الشخصية فقط، وإنما نخوض أنا وزملائي المضربين عن الطعام: أيمن وطارق وجعفر، معركة من أجل جميع الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيوني وسجونه.
    ويبقى ما أتحمله قليلاً مقارنة بتضحيات الفلسطينيين في غزة، حيث قتل الآلاف أو جرحوا نتيجة الاعتداءات الصهيونية الوحشية والحصار الوحشي غير المسبوق وغير الإنساني.
    ومع ذلك، ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدعم، فما كان يمكن لدولة الكيان أن تستمر في قمعها من دون الدعم الذي تتلقاه من الحكومات الغربية، وتتحمل هذه الحكومات، لا سيما البريطانية، مسؤولية تاريخية عن مأساة شعبي، وينبغي أن تقوم بفرض عقوبات على النظام الصهيوني حتى ينهي احتلاله ويعترف بحقوق الفلسطينيين، ويفرج عن جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين.
    لا تقلقوا إذا ما توقف قلبي، إنني ما أزال حياً الآن- وحتى بعد الموت، لأن القدس تجري في عروقي.
    إذا مت، فهو انتصار، وإذا تحررنا، فهو انتصار أيضا، لأني أكون قد رفضت في كلتا الحالتين الاستسلام للاحتلال الصهيوني، وطغيانه وغطرسته.

    (المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 9/3/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية