الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد مهدي أبو الخير رفض الاستسلام وفدى رفاقه بروحه

    آخر تحديث: الأحد، 29 يونيه 2014 ، 12:51 م

    بفخر واعتزاز تتحدث عائلة الشهيد القائد "مهدي محمد محمود أبو الخير" عن معاركه ومواجهاته مع الاحتلال والتي كان آخرها كما يقول عمه عاهد أبو الخير رفيق دربه وحياته تلك الملحمة التي سطرها مع رفاقه الشهداء أحمد عزات زيود أحد مجاهدي سرايا القدس وعلاء درويش من مجاهدي كتائب الأقصى والتي قدموا فيها أرواحهم رخيصة فداءا لأربعة من رفاقهم في سرايا القدس ويضيف فالشهيد الذي كان يتمنى الشهادة وهو يواجه المحتل وجها لوجه حقق أمنيته وعندما انهمر رصاص الوحدات الخاصة نحوهم طلب ورفاقه من باقي زملائهم الانسحاب وخاض المعركة حتى استشهد.

    الشهيد في سطور
    وفي كل لحظة Ù„ا يتوقف الأهالي وعائلة الشهيد عن الحديث عن بطولاته وسيرة حياته العامرة بالبطولة والتضحية كما يقول عمه Ø±ØºÙ… ظروفه الصعبة والقاسية وكونه مع شقيقه المعتقل عناد وحيدي العائلة من الذكور ويضيف للحظة واحدة لا يمكن أن ننسى بطولات مهدي الذي كرس حياته من أجل فلسطين والمقاومة ليشكل عنوان لملاحم التضحية والفداء في هذا الزمن الصعب والقاسي.
    والذي كان قاسيا عليه بشكل خاص ولكن لم يستسلم أو تضعف له عزيمة رغم أنه ومنذ ولادته في 1/3/1980 وهو يعيش المأساة تلو الأخرى فقد رحل ÙˆØ§Ù„ده عام 1989 ولم يكد يبلغ التاسعة ولم تكد العائلة تنهض من تلك الصدمة حتى فجعت بوفاة والدته بعد ذلك بعامين عام 1991ØŒ فرحيل الوالدين كان له وقع كبير على العائلة وبشكل خاص مهدي كونه أكبر الأبناء ÙˆØ³Ø· 7 بنات وشقيق أصغر منه سنه مما اضطره للتوقف عن متابعة تحصيله العلمي وتكريس حياته لأسرته وبكل شجاعة ومسؤولية لم يتردد في التضحية بمستقبله من أجل إعالة أسرته التي تحمل همومها ومسؤوليتها في مرحلة مبكرة من العمر.

    طريق الجهاد من أجل فلسطين
    هموم الحياة لم تعزل مهدي عن أبناء شعبه وقضيته ووطنه يقول عمه ومثلما كان مخلصا لعائلته كان أكثر إخلاصا لشعبه وانتماءا لقضيته فأدرك حقيقة الصراع مع المحتل الغاصب واختار طريق الجهاد الإسلامي ليعبر عن ثورته وحبه لوطنه وكراهيته للمحتل فشارك في كل أشكال المواجهة ودوما أصر على أن يتقدم الصفوف في المواجهات والمسيرات لم يكن يعرف معنى الخوف ويرفض مبدأ المهادنة والاستسلام ويقول رفاقه وأبناء حركته في الجهاد الإسلامي أنه طوال حياته عرف مهدي وتميز بالجرأة والشجاعة والبطولة حد التضحية مما عرضه للاستهداف من قبل قوات الاحتلال التي اعتقلته عدة مرات في المرة الأولى كان عمره 17 عاما واعتقل لمدة 8 شهور وما كاد يخرج حتى اعتقل لمدة 11 شهر ثم ستة شهور وبعد تحرره تزوج.

    محطات من البطولة
    لم يؤثر ارتباطه وزواجه على مهدي يضيف عاهد، بل استمر في معركته حتى أصبح بعد فترة قصيرة من زواجه هدفا لقوات الاحتلال التي بدأت بملاحقته بتهمة المشاركة في عدد من المهام الجهادية التي نفذتها سرايا القدس، ويقول رفاق دربه في سرايا القدس: كان الشهيد مهدي نموذجا للجهاد والعمل المخلص والتضحية فكان يمضي الليل والنهار في الجهاد تارة يزرع العبوات وأخرى يقود مجموعات سرايا القدس ومهاجمة دوريات الاحتلال على الشارع الالتفافي المحاذي للبلدة حتى كان لا يقدر على النوم براحة دون اشتباك مع المحتل الذي تمكن من اعتقاله بعد فترة وجيزة من زواجه وصدر عليه حكم بالسجن ورزق بالمولود البكر محمد الذي لم يتمكن من مشاهدته بسبب منع الزيارات.

    بطولات خلف القضبان
    وعلى مدار فترة حكمه البالغة 3 سنوات ونصف واصل مهدي يقول: رفاق الشهيد في سرايا القدس عطاءه وبطولاته حلف القضبان فالسجن والسجان لم ينالا من عزيمته ومعنوياته فكرس فترة اعتقاله للدراسة والعمل في صفوف سرايا القدس وكان لا يخاف بطش وإرهاب إدارة السجون التي طالما عاقبته وتعرض للقمع والعقوبات طوال فترة اعتقاله ولكنه دوما كان يحث رفاقه على الصمود والصبر والاستعداد للتضحية أكثر وخلال ذلك اعتقل شقيقه عناد الذي لا زال يقبع في سجون الاحتلال بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.

    عودة لساحة المواجهة
    تجربة السجن يقول عمه: لم تنال منه ولم يتراجع بل منذ اليوم الأول للإفراج عنه جدد نشاطه في سرايا القدس وعندما كانت تقول له زوجته تذكر أن لديك طفل كان يقول إنها طريق الجهاد وما دام الله معنا فهو يتدبر طفلي ككل أطفال فلسطين وفلسطين تستحق التضحية والشهادة والتحق بصفوف مقاتلي السرايا، وعندما كان يسمع أن هناك احتلال أو مواجهة في اليامون أو مخيم جنين أو قباطية كان يسارع ليشارك المجاهدين المعركة، لم يكن يعرف معنى الخوف ويستبسل في مقاومة المحتلين حتى أنه كان يسهر طوال الليل يوميا بانتظار قوات الاحتلال وفي أي توغل أو مداهمة كان دوما في طليعة المجاهدين ويقول رفاقه في سرايا القدس: بندقيته لم تكن ترتاح لحظة ولم تكن تفارقه وهو على جاهزية تامة للمواجهة والشهادة وكان يقول لرفاقه في سرايا القدس إنني ادعوا الله أن يرزقني الشهادة في مواجهة القتلة المجرمين.

    الملاحقة الجديدة
    وهكذا لم تكد تكتمل فرحة الأسير المحرر مهدي وعائلته بتحرره من جحيم السجون الصهيونية وعودته لمنزله ليفرح بمولوده البكر محمد الذي أنجبته زوجته خلال اعتقاله حتى أصبح هدفا للملاحقة الصهيونية التي استمرت منذ تحرره في شهر كانون الثاني من العام الجاري وحتى لحظة استشهاده وهو يغطي رفاقه ليتمكنوا من النفاذ من الكمين الصهيوني كما تقول زوجته أم محمد، ففدى مهدي مع اثنين من رفاقه بأرواحهم أربع مجاهدين آخرين تمكنوا من النفاذ بينما استشهد مهدي وروى بدمه الطاهر ثرى الأرض التي أحبها والتي أمضى الشهور الأربعة يحرس بوابتها من قوات الاحتلال ويدافع عنها حتى حقق حلمه فنال الشهادة وهو يقاوم وحدات الاحتلال فطالما كان يتمنى مواجهتهم والشهادة وهو يجاهد.

    تحدي وإصرار
    في ظل نشاطه المتميز يقول عمه مرشد: اشتدت ملاحقة قوات الاحتلال له والتهديدات بتصفيته وفي 3-2-2007 داهمت قوات الاحتلال منزله وقامت بتحطيم محتوياته وداهمت منازل أبناء عمه واعتقلتهم جميعا واقتادتهم للتحقيق للضغط عليه لتسليم نفسه في تلك اللحظات تلقى مهدي اتصالا هاتفيا من ضابط المخابرات الصهيونية قال له فيه كما أبلغنا مهدي: "إذا لم تسلم نفسك فورا لا نريدك حيا سنقتلك"، فقال له مهدي باستهزاء: إذا كنت قادرا على الوصول لي تعال، فأنا انتظرك على ميدان السيلة وسنتواجه وإذا قدرت أن تقتلني فافعل وأغلق الخط في وجهه"، وازداد شراسة في مواجهة المحتلين، وعندما توجه له بعض أقاربه وحاولوا إقناعه بالتخفيف من نشاطه لأن لديه طفل غضب وقال لهم: لن أتخلى عن رسالة الجهاد وأنا مصمم على الجهاد حتى النصر أو الشهادة، ولن أكون أحب لابني من الله عز وجل، فإذا استشهدت فله الله أما أنا فقد وهبت نفسي لله عز وجل.

    أمنية الشهادة
    فمنذ عرفته تقول زوجته: ورغم أنه لم يمضي معي سوى فترات وجيزة بسبب اعتقالاته المتلاحقة إلا أنه كان دوما يتمنى الشهادة ويجاهد في سبيلها منذ التحق في صفوف السرايا وحتى بعد رحلة اعتقاله الطويلة رفض أن يستريح، فقد عاد لحمل بندقية السرايا ومواجهة المحتل ولا يسعني إلا الدعاء لله أن يرحمه ويتقبل شهادته ونحن صابرون بحمد الله.

    التضحية والفداء
    يتذكر أهالي السيلة الشهيد مهدي بالبطولة والتضحية والعطاء والمقاومة والطيبة التي جعلته يحظى باحترام وتقدير ومحبة الجميع التي تجسدت في يوم استشهاده عندما خرجت البلدة عن بكرة أبيها لزفافه مع رفيقه في مسيرة حاشدة، ويقول رفاقه: إن حكاية استشهاد مهدي تشكل رمزا للبطولة والتضحية والفداء ففي ذلك يوم الجمعة، كان مهدي مع مجموعة من رفاقه المجاهدين يجلسون في منطقة العزبة المطلة على البلدة بعد أداء مهمة جهادية وخلال ذلك شاهدوا سيارة تقترب من الموقع ويضيف الشهود تحرك سائق السيارة وهو من مجاهدي السرايا لنقل سيارتهم التي كانت تغلق الشارع ولكنه لاحظ حركة السيارة القادمة الغير طبيعي فصرخ على مهدي ورفاقه وحدات خاصة.

    المقاومة
    استنفر مهدي ورفاقه وطلب من المجموعة المغادرة بينما يقوم هو بالتغطية عليهم ويقول الشهود: سارع مهدي وعلاء وأحمد لمواجهة الوحدات الخاصة واشتبكوا معهم بينما انسحبت باقي المجموعة ولكن مهدي ورفاقه حوصروا من الوحدات الخاصة إلا أنهم رفضوا الاستسلام وقاموا حتى استشهدوا.
    ويقول رفاقه الناجين: إن مهدي ورفاقه قدموا أرواحهم لإنقاذنا وشجاعتهم وبسالتهم وبطولتهم منعت تصفيتنا جميعا فالواضح أن الوحدات الخاصة كانت تتسلل وتحاصرنا من أكثر من موقع وأن مهدي ورفاقه خاضوا المواجهة مع الوحدات الخاصة وجها لوجه ومكان استشهاده عثرنا على 26 رصاصة أطلقها على الوحدات الخاصة.

    شهادة مباركة
    ورغم حزنها وآلامها قالت الزوجة أم محمد ما يخفف حزني أن مهدي استشهد يوم الجمعة بتاريخ 4-5-2007، محققا حلمه ورفض الاستسلام ونال الشهادة وهو يواجههم فكل الرصاصات التي أصابته كانت في المقدمة في الرأس والوجه والصدر ونحن فخورين به ونبارك له شهادته.
    أما ابن عمه فقال: خسارتنا كبيرة لأنه كان قائدا مخلصا حمل راية سرايا القدس ولم يخذل رفاقه الشهداء والأحياء فلطالما تمنى أن يلتحق برفاقه الشهداء وأن يكون شهيدا في معركة وقد خاض المعركة وعاش بطل واستشهد بطلا لن تنساه فلسطين وسرايا القدس.

    (المصدر: سرايا القدس، 4/5/2007)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية