الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أبو جهاد و الرنتيسي .. مقاتلان ساحات الوغى

    آخر تحديث: الثلاثاء، 17 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    بقلم:غسان مصطفى الشامى
    يحمل عبق شهر نيسان ذكريات أليمة على قلوبنا، وتهب رياحه في سماء فلسطين تحمل في طياتها رائحة عطرة لرجال قادة عظماء صنعوا التاريخ ومجد الأمة العريق .. رجال جعلوا من حياتهم مرفأ يقف عليه الثائرون والأحرار .. رجال كانت فلسطين عشقهم أحبوها أرضاً وتاريخاً وحضارة وأحبتهم رجالاً مرابطين شامخين  Ø±Ø¬Ø§Ù„اً صنعوا تاريخ الجهاد والمقاومة في عصرنا الحديث .. رجالاً كانت حياتهم الجهادية دروسًا وعبرًا في Ø§Ù„تضحية والفداء والعمل الدؤوب .. رجالاً عظماء حملوا لواء الجهاد المقدس ورفعوا رايات المقاومة والتحرير  ÙˆØ±ÙØ¶ÙˆØ§ سياسات التفاوض الانهزامية .. رجالاً أحبوا فلسطين من بحرها إلى نهرها .. رجالاً أعطوا الأمل بالنصر والتحرير والعودة إلى تل الربيع وربوع حيفا ويافا والجليل .. رجال كانت للقدس والمسجد الأقصى مكانة ثائرة في حياتهم الثائرة ... رجالاً نتذكرهم وتتذكرهم شوارع الوطن وأزقة المخيمات والحارات..رجالاً تتذكرهم الخطط والاستراتيجيات العسكرية ... هم الرجال أصحاب الهمم العالية والعزائم الراسخة ... هم الرجال الثابتون على الحق والمحافظون على الثوابت والمبادئ الوطنية .. تلوح في شهر نيسان ذكريات عظيمة على قلوبنا وتمنحنا الكثير من الدروس والعبر في الجهاد والفداء والتضحية، إنها ذكرى استشهاد القائد الكبير أبو جهاد الوزير في السادس عشر من الشهر، وذكرى استشهاد القائد الكبير عبد العزيز الرنتيسي أسد فلسطين الهصور في السابع عشر من الشهر نفسه، فقد جمعت الشهيدين رحمهما الله الكثير من الأهداف والغايات والآمال التحررية التي عملوا من أجلها وقضوا حياتهم في العطاء والبذل والتضحية والعمل المتواصل حتى قطرات الدم الأخيرة في أرواحهم، فقد مثل القائد أبو جهاد في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات أخطر شخصية فلسطينية بالنسبة للعدو الصهيوني ØŒ الذي كان يعتبر "أبو جهاد" وزير الدفاع الأول والعقل المدبر والمسئول عن الكثير من العمليات العسكرية التي كانت تنفذ ضد الكيان الصهيوني، فقد كان القائد أبو جهاد صاحب خبرات عسكرية كبيرة، وشغل وقته في التخطيط للكثير من العمليات العسكرية، فقد كان يقضي ليله في التنقل من مكان لآخر لمتابعة تنفيذ العمليات العسكرية، وقد فشلت المخابرات الصهيونية  ÙØ´Ù„اً ذريعاً في اغتياله أكثر من مرة، وكانت مطاردته وملاحقته تعد الأطول في تاريخ المخابرات الصهيونية  Ø¹Ù„Ù‰ مدار 23 سنة من التخطيط من أجل اغتياله، فقد بدأت "دولة العدو" بالتفكير في اغتيال القائد أبو جهاد في آب 1964 Ù… عندما توجه راقي إيتان، رئيس بعثة الموساد "الصهيونية" في باريس، إلى رئيس الموساد مئير عميت وطلب موافقته على خطة الاغتيال خلال انعقاد مؤتمر طلاب الجامعات الفلسطينيين في Ø£Ù„مانيا الغربية، وفي منتصف عام 1965 Ù… أنشأ الموساد الصهيوني  Ù„جنة استخبارات سرية حددت هدفها في اغتيال القائد أبو عمار والقائد أبو جهاد، وفي عام1970 Ù… وافقت رئيسة اللجنة غولدا مائير على أمر اغتيال مركز للقائد أبو جهاد، وجمعت مادة استخبارية عنه في ملف رسمي اسمه "عرض الهدف". كما خطط القائد أبو جهاد لعدد كبير من العمليات العسكرية، كان أشهرها وأكبرها تلك العملية التي نفذت في6/ 3/ 1975 Ù… نفذت في فندق سافوي الصهيوني  Ø¹Ù†Ø¯Ù…ا تم الاستيلاء على مبنى الفندق وقتل ثلاثة جنود صهاينة  ÙˆØ¨ÙˆØ§Ø¨ الفندق وسبعة نزلاء آخرين، فيما أسفرت العملية عن استشهاد سبعة من رجال المقاومة الفلسطينية الباسلة، وفي الرابع من تموز 1975 Ù… خطط القائد أبو جهاد لعملية تفجيرية في ميدان صهيون بالقدس، كانت من العمليات الكبرى وأسفرت عن مقتل 15 صهيونيًا، كما خطط أبو جهاد في الثمانينيات لعدد كبير من العمليات العسكرية، وفي 1988/4/16 Ù… قامت "دولة العدو " بتنفيذ عملية اغتيال له في منزله في تونس وقد كانت عملية في غاية التعقيد، تم الإعداد لها منذ شهور طويلة حسب التصريحات الصهيونية عن عملية اغتياله. أما القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أسد فلسطين فإن ذكراه تحمل الكثير من الشجون والآثار الطيبة لهذا الطبيب الثائر، فهو المحبوب في قلوب الناس، ومازلنا نتذكر خطاباته وهو يحمل سلاح "الكلاشينكوف" ويقول بأعلى صوته "لن تحرر فلسطين إلا بهذا السلاح"ØŒ فقد تعرض القائد المجاهد الرنتيسي رحمه الله لأكثر من عملية اغتيال باءت بالفشل، كما أن السجون الصهيونية  Ù„Ù… تستطع أن تضعف من عزيمته وقوته في مقارعة الأعداء، فقد كان يخرج من السجن في كل مرة أكثر قوة وصلابة على مواجهة الأعداء وعبر كافة وسائل وأساليب المقاومة. وبدأت قصة كفاح القائد الرنتيسي رحمه الله منذ أن لجأت أسرته إلى مخيم خان يونس وكان عمره وقتها ستة شهور، حيث اضطر بعد ذلك عندما كبر إلى العمل ليساهم في إعالة أسرته، ثم توجه لدراسة الطب في جامعة الإسكندرية، ونال درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيباً في خان يونس عام 1976 ليخدم أبناء شعبه، كما عمل محاضراً بالجامعة الإسلامية لينهل الآلاف من الطلبة من علمه الوفير، وفى ديسمبر 1987 اجتمع القائد الرنتيسي هو وقادة حماس ليتخذوا قرارهم التاريخي بإشعال الانتفاضة الأولى في قطاع غزة ضد المحتل انطلاقاً من المساجد، وفى ديسمبر 1987 Ù… شارك القائد الرنتيسي في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقد كان الرنتيسي رحمه الله في جميع محاضراته يحث الشباب على الجهاد والدفاع عن أرض فلسطين، وكان يردد بيت الشعر الذي يقول:وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا **** إذا لم يكن فوق الكرام كرام وللرنتيسي القائد الفذ مقولات تُسطر بماء الذهب على جدران تاريخ فلسطين الحديث وتسجل بالدماء في أوراق الثورة الفلسطينية عندما قال في خطاب له ( إن الموت آت لا محالة, بالأباتشي أو بالسرطان أو بأي شيء آخر, ولكنني أرحب بالموت بالأباتشي) هكذا قال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل استشهاده، فقد عاش القائد على المبدأ ومات بالطريقة التي تمناها شهيداً بإذن الله، فقد صدق الله فصدقه الله، كما كانت للرنتيسي الكثير من المقالات وكان شاعراً وأدبياً صدر له عدد من دواوين الشعر الثوري.

    (المصدر: صحيفة فلسطين , 17/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية