الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والد الشهيدين صبيحات يناشد تكريمه بمنحة الحج المؤجلة

    آخر تحديث: الثلاثاء، 02 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    عام وراء الأخر، ينتظر المربي صادق حسين عبد القادر صبيحات (82 عاما ( دوره في مكرمة الحج لذوي الشهداء والتي يكرم بها العاهل السعودي كل عام اسر شهداء فلسطين، والوالد صبيحات الذي بنا وأسس وخرج الأجيال من خلال عمله كمدرس ومربي في سلك التربية والتعليم عاش لوطنه وربى أبنائه على التضحية والفداء فقدم خلال الانتفاضتين اثنين من أبنائه شهداء على طريق الحرية والاستقلال، فقضى حياته رغم ألم الفراق وحزن الأب صابرا صامدا يفخر ببطولاتهم وهو يرويها ويعلمها لأحفاده فكان على العهد وصان الوصية دون بحث عن نياشين أو أوسمة وهو الأكثر استحقاقا لها، ومنذ الإعلان عن مكرمة العاهل السعودي سعى لأن يحظى ورفيقة دربه بمكرمة الحج.
    ويقول نجله: "قدمنا كافة الأوراق والوثائق اللازمة والتزمنا بالتعليمات والقوانين ولكن كل عام نؤجل ورغم ذلك التزمنا وما زلنا ننتظر"، ويضيف "رغم ذلك لم يتغير الموقف وحتى للعام الجاري لم يحصل والدي على المنحة وعندما راجعناهم قالوا إن القدماء على تاريخ الولادة لوالدي الشهيد والجدد أي انتفاضة الأقصى حسب تاريخ الاستشهاد فكيف لنا أن نعرف متى يأتي دورنا في وقت يعاني فيه والدي من المرض"، ويكمل "هل نقول للمرض وآثاره ومضاعفاته أن ينتظر حتى يأتي دورنا؟.
    ورغم التنقل بين مؤسسة رعاية الشهداء في جنين ورام الله وقرع الأبواب، تتكرر نفس النتيجة كل عام كما يقول صبيحات: "دوركم لم يأت بعد رغم أن والدي طاعنين في السن وأخي الأول باسم استشهد قبل 20 عاما والثاني حسين استشهد قبل 8 سنوات، ويضيف "أبي لا يستحق هذه المعاملة فقد عاش حياته يخدم وطنه وشعبه في سلك التعليم لمدة 36 سنة وكان من أفضل المعلمين للغة العربية ناضل وكافح من أجل تربية أبنائه على أفضل حال علمهم على حب فلسطين وتقديم كل ما يملكون من اجل الوطن وترابه والشاهد الشهيدين باسم وحسن .

    الشهيد باسم
    وفي منزل العائلة في قرية رمانة قضاء جنين، يعيش المربي صبيحات بين صور أبناءه الشهداء يتذكرهم دوما ولا تستقر حالته الصحية إلا عندما يتحدث عنهم، ويقول: "باسم كان البكر في أبنائي الأحد عشر ولد بتاريخ 18/4/1959 في رمانة القرية التي تميزت بانتقاء أبنائها المناضلين وتربيتهم على أرضها الصامدة و رسمت عليه آمال الحياة"،ويضيف "بين مدارس رمانه وجنين تابع تدريسه حتى حصل على الثانوية العامة وبسبب نشاطه الوطني اعتقل لمدة 6 شهور."
    فور تحرر باسم انتسب إلى معهد الشرعي في القدس وحصل على دبلوم عام 1979، وعين في قرية أم التوت إماما في مسجدها ولكن لم يستطع الاستمرار في هذه الوظيفة كونها تحد من نشاطاته الوطنية، ويقول والده "سافر للأردن ثم إلى دمشق والتحق بالمنظمة وبقي لمدة سنة واعتقل على الجسر خلال عودته وأمضى في السجن لمدة ستة شهور أخرى". ويضيف "بعد الإفراج عنه واصل طريقة مقاومة الاحتلال فاعتقل للمرة الثالثة بتاريخ 1988/11/2 لمدة عام وبعد خروجه من أصبح من أبرز كوادر الانتفاضة الأولى في المنطقة.

    الملاحقة والاستهداف
    بدأت القوات الإسرائيلية بملاحقة باسم وتكررت حملات الدهم لمنزل عائلته، ويقول والده: "رغم الكمائن والتهديدات رفض تسليم نفسه وساهم في تأسيس مجموعات الفهد الأسود وقادها في مواجهة الاحتلال فكان من اصلب رجال الانتفاضة عودا وأشدهم بأسا وأكثرهم كلفة للجيش المحتل، ويضيف "من المواجهات المشهورة للشهيد بتاريخ 28 / 5/ 1991 تبادل إطلاق النار على طريق جنين رمانة اليامون وأصيب خلالها بشظايا من رصاص الدمدم بظهره ورأسه ونجا من الموت بأعجوبة."
    ويكمل "في تاريخ 3 / 9/ 1991، وقع في كمين هو وابن عمه عبد الكريم صبيحات قبل استشهاد الأخير، واشتبك بالأيدي مع الجنود وتمكن أن يطرحهم أرضا واستطاعت الهرب رغم إصابته بعيار ناري في فخده الأيمن وقد هب أهالي القرية لمساندتهم وتضليل الجنود".

    استشهاد باسم
    وتكررت المواجهات، وخاض باسم المزيد من الاشتباكات حتى يوم المعركة التي استشهد فيها والتي لا ينساها والده في تاريخ 15/8/1992، ويقول: "بعد طول انقطاع وصل للاطمئنان على العائلة ولكن عيونهم كانت ترصده وعندما كان يجلس لتناول الطعام لاحظ تحركات الجنود في المنطقة المجاورة وصاح بأعلى صوته لمن معه انبطحوا أرضا الجيش يداهمنا واخذ بإطلاق النار عليهم وفاجئهم بإطلاق النار عليهم".
    ويضيف "بدأت المعركة التي استخدم فيها الجيش ألف ومائتان جندي تقريبا واستخدم مدافع القنابل الضوئية من ثلاث مناطق كانت جاهزة على ما يبدو من قبل وقد أصيب ابن عمه محمود يونس وكان عمره ثلاث سنوات في بطنه"، ويكمل "قاوم باسم واستعمل جميع ما لديه من ذخيرة وأسلحة واستمر الاشتباك حتى الساعة العاشرة والنصف ليلا حتى استشهد ويده على الزناد ولم يغادر الجنود المنطقة حتى اعتقلوا جثمانه".
    ويتذكر الوالد صبيحات "أن الجنود فرحوا عقب استشهاده لأن وزير الأمن الصهيوني آنذاك ايهود باراك قال إنه أكثر مطارد كلف دولة الاحتلال وأخطر عنصر من عناصر الفهد الأسود في الضفة الغربية.

    الشهيد حسين
    وبفخر واعتزاز يستعيد الوالد صبيحات ذكريات نجله الشهيد حسين الذي لقب ب "أبي ذره" نسبة لأبرز قادة وشهداء المقاومة للانتداب والاستعمار والعصابات الصهيونية الشهيد أبو ذره، ويقول "ولد بتاريخ 7/ 8/ 1970 وترتيبه الثامن بين إخوته ولقب بأبا دره من صغره وحتى استشهاده". 
    ويضيف "عاش الشهيد حسين وترعرع في قرية رمانة ودرس في مدارسها وحصل على الثانوية بنجاح سنة 1989ØŒ وكان من الشباب المميزين والشجعان في القرية وقد انخرط في العمل النضالي في أواخر الانتفاضة الأولى وهو في الصف العاشر وأحب السلاح والتعلم على استعماله وقد تميز أنه كان جريئا ولا يهاب أحدا ولم يحسب أي حساب للاحتلال كأخيه باسم". 
    تزوج حسين عام 1997 وكون عائله من أربعة أطفال آخرهم ولد بعد استشهاده بثلاثة شهور وسمي باسم حسين وإخوانه باسم البكر وعلي الأصغر وكريم وكلهم ذكور، وقد علم أبنائه على حب الوطن والانتماء لفلسطين الحبيبة ومن مقولاته "لعيونك فلسطين برخص كل شيء". ويقول والده: "كان محبا للناس ومحبوبا للجميع برجولته وانتمائه لفلسطين.

    النضال والمطاردة
    ومع بداية انتفاضة الأقصى استلم قيادة كتائب شهداء الأقصى في منطقة رمانه والقرى المجاورة لها وبدأ المشوار النضالي ليكمل رسالة الشهداء وعلى رأسهم شقيقه باسم، ويقول والده: "شارك في كل المواجهات وقاد الاشتباكات المسلحة ومهاجمة على الدوريات العسكرية في المنطقة ورفض تسليم نفسه رغم التهديدات".
    ويضيف "خلال اجتياح مخيم جنين في حملة السور الواقي في نيسان 2002 شكل غرفة عمليات لمد يد العون للمناضلين في المخيم من سلاح ورصاص وجميع ما يلزمهم من عتاد عسكري ورصد للاحتلال من تحركات في المنطقة".

    الاغتيال
    ومن منطقة لأخرى تنقل حسين في تأدية واجبه الوطني بينما استمر الاحتلال برصده حتى استشهد في تاريخ 19/5/2004  ØŒ ويقول والده: "خرج حسين في مهمة نضالية جديدة لكتائب شهداء الأقصى، وحوصر في كمين قرب الحاجز العسكري عناب في منطقة سهل رامين ورفض تسليم نفسه، وتبادل معهم إطلاق النار وبعد أن أفرغ الذخيرة التي كانت معه استشهد في الساعة الحادية عشره ليلا مزينا بدمائه ورائحته أرض رامين وتاركا ورائه المناضلين يناضلون عن الأقصى وفلسطين الحبيبة التي خصها الله عز وجل في كتابه الحكيم وجعلها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".

    مناشدة الرئيس
    واستمر الاحتلال في استهداف العائلة المناضلة التي لم يسلم أحد من أفرادها من الاعتقال ورغم ذلك صمدت وما زالت تؤدي واجبها ويشارك أبنائها في تحقيق الحلم الفلسطيني الذي ضحى لأجله الشهداء وفي مقدمتهم أبناء العائلة لذلك يقول صبيحات: "لم ولن نندم على كل ما قدمناه من تضحيات في سبيل الوطن فهو واجب ونفخر ببطولات أبنائنا ولكن ألا يستحقون التكريم بمنح عائلتهم مكرمة الحج " ويضيف "بعدما قرعنا كل الأبواب ولم نحصل على إجابة سوى التأجيل والانتظار رسالتنا للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سالم فياض إنصافنا هذا العام لأن العمر يمضي والمرض يؤثر على صحتنا وإذا كتب الله لنا لعمر هذا العام فمن يدري فما هو قضاءه وقدره العام القادم، فأكرمونا بمنحة الحج قبل فوات الأوان".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية