الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشقاقي من ذاكرته وفي ذكراه

    آخر تحديث: الإثنين، 15 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    بقلم/ ثابت العمور

    ليست المرة الأولى التي يحضر فيها هذا الحضور الدائم رغم الغياب، لكنها المرة الأولى التي يستحضر الواحد منا هذا الجرح وذاك الغياب، إنها الذاكرة وليست الذكرى، إنه الواقع بما له وما فيه، وإنها الوقائع، ولا استحضر جديدا في هذا الموضع سأعيد بعضا مما كتبت في وقت سابق، لسبب بسيط إنني أؤمن بأننا توقفنا هناك عند تلك اللحظة الفارقة، إن استحضار الحضور واستدعاء الذكرى مؤلم إذا امتزج بهذا الواقع، وبالتالي استحضار الحديث عن الدكتور فتحي الشقاقي يقتضي العودة إلى هناك ثم التوقف فلا يمكن المضي دون العودة والاستذكار والاستحضار.
    هو الواقع الذي يحضر ويستحضر قول الشقاقي رحمه الله: "إن خلافنا الأيديولوجي والسياسي مع أي طرف أو جزء من أجزاء شعبنا الفلسطيني لا يمكن حسمه إلا بالحوار الفكري والسياسي، بعيدا عن العنف، فالعنف فقط ضد العدو الصهيوني". هي المدرسة الشقاقية في الفكر وفي الممارسة، لا تجميل للذكرى ولا استحضار حد الانبهار لكنه الحضور الأبدي والذي سن أحد قوانينه الشقاقي قائلا: "عندما بدأنا هذا الطريق كنا نعرف أن تكاليفه صعبة جدا، لكن هذا هو واجبنا و خيارنا المقدس".
    إنها الإستراتيجية والخطوط العامة للسيرة والمسيرة، وقد أسلفت بأننا توقفنا ولا يمكن المضي دون العودة إلى هناك، إلي القائل رحمه الله "إن جوهر الصراع في المنطقة هو الصراع بين المشروع الاستعماري و المشروع الإسلامي". وكأنه كان يرى الربيع العربي ويرى هذا التدافع الإسلامي، وتلك الحرب الضروس. أما في التكتيك المرحلي يوصفه الشقاقي قائلا: "إن هذا الوطن الصغير العزيز المقدس فلسطين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتسع لأكثر من شعب واحد هو شعب فلسطين".
    منذ البدايات منذ ما يزيد عن ربع قرن وأكثر، تلمس الشقاقي الواقع استدرك الوقائع حاضرها ومستقبلها، وتحسس الخطر وتلمس ما تعانيه الساحة الفلسطينية بشقيها الفكري والممارساتي،  وما قد يحدث في الساحة الفلسطينية نتيجة التباعد والافتراق الحاصل بين ما هو وطني وما هو إسلامي، وهو القائل: "إن الالتزام بالديمقراطية يعني مزيدا من الالتزام بفلسطين.."ØŒ ولكن يبدوا أن الدكتور فتحي الشقاقي لم يكن يدرك أن أنياب الديمقراطية قد تهدد كل مكونات ومقومات الجسم الفلسطيني حتى يصبح الحوار والتقاء الأشقاء مطلبا بعيدا إن لم يكن صعب المنال، ويرتقبه الشعب الفلسطيني ليكون منقذا ومخلصا. ولا زلنا يا سيدي نتشاور أنتحاور أم نتحاور، وما بين الحوار والاحتيار بتنا مفترقين منقسمين ما بين الخيار والخيار، يا سيدي بتنا نتحاور ونتشاور أهدنة أم تهدئة، أسلام أم مفاوضات، أوسطاء بيننا وبني بني يهود أم تنسيق!. يا سيدي بات الفلسطيني يعتقل الفلسطيني يستجوبه يلاحقه ثم يستنطقه ثم يدكه دكا، يا سيدي لم نعد كما ودعتنا ترى هل نودعك!.

    يا سيدي لم تعد فلسطين هي كل فلسطين فكرا كانت أم ممارسة، لم تعد فلسطين التي تعرفها وتستحضرها قاسم مشترك، لم نعد متأكدين ولا قانعين بإمكانية التعاون بغض النظر أو بالنظر لمسألة الاختلاف الإيديولوجي لأننا بتنا متقاتلين ومنقسمين ومتشككين ومتهمين، لم يعد التحرير حاضرا، لم قداسة القضية وطهارتها تستحضرنا ولا نستحضرها، لم يعد ممكنا الالتقاء وقد جربناه وحاولناه منذ خمس عجاف وربما يصبحن سبعا أو تسعا وحاول الأشقاء وأصر الفرقاء، والافتراق بات واقعا لا لشيء، القضية لم تفرقنا ولا الخيارات ربما الشعارات والمكتسبات ربما ما يفرقنا لا نعلمه ولا نجهله لكننا مفترقين منذ سنين لا لشيء ولا على شيء!
    عجبت لك في ذكراك كيف ذهبت لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي وكنت مؤسسا فيه، وللمؤتمر العربي القومي في بيروت وكنت محاضرا وحاضرا فيه، والمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي في الخرطوم التي لم تعد هي الأخرى كما كانت، كيف أوجدت نقاط الالتقاء بين الفرقاء العشر أو الفصائل العشرة التي كانت تعارض أوسلو، نحن اليوم لا نعارض ولا نعترض، كيف التقيت باليساري والوطني والقومي والإسلامي والفلسطيني لا يلتقي ولا يتقاطع اليوم مع الفلسطيني، أرأيت أين كنا وكيف بتنا وأصبحنا.كيف كتبت عن سارتر وعن لينين وأنت لم تغادر العشرين ، كيف أعجبك محمود درويش، وقرأت لنزار قباني، وكتبت عن سيد قطب، وقرأت الأم للشافعي،يا سيدي نحن في زمن لا نقرأ ذاتنا ولا لذاتنا.

    حدثتنا عن الوحدة المركزية والوطنية والجهاد والاستشهاد، وغيبت عنا بقصد الواثق العارف حديثا عن المساومة وعن التمثيل النسبي أو اقتسام المقاعد عن القائمة وعن الفردي، عن الضمانات التنظيمية والإدارية، لم غيبتها، المسألة الأهم الآن هي استحضار هذا الفكر وهذه الممارسة، الانتخابات باتت بوابة الاقتراب من فلسطين، المحاصصة باتت هي العامل الوحدوي الوحيد، استحضرت ما استحضرت فلم غيبت هذه أكنت تعلم تبعاتها وتداعياتها، أكنت تعلم أنها فخا وولوجا لا بد منه!، يا سيدي نقلب أوراقك وكتاباتك فلا نجد سوى خط الصلابة والجهاد وبرنامج النضال والتضحية، لا نجد إلا إطارا جامعا قويا مصداقا الشرعية فيه للبندقية، لا نجد سوى فلسطين، يا سيدي الفرق والافتراق بيننا وبينك أننا ليست كما ودعتنا، نحن نبحث الشرعية في الخارجية وفي التمثيل الدبلوماسي ونبحث عن القضية في المحافل الدولية، ونستجدي الاعتراف من أعدائنا وقتلتنا، يا سيدي لم تعد فلسطين ولا القدس ولا الأسرى قبلتنا ولا مركزيتنا، يا سيدي محاصرين منذ سنين وغائبين ومغيبين.

    يا سيدي من ذاكرتك لا في ذكراك، نبحث عن ذواتنا عن الدرب وعن السبيل، عذرا يا سيدي فلا الكلمات تكفيك ولا التعازي تكفينا.

    (المصدر: صحيفة الاستقلال، 4/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية