الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الدكتور عبد العزيز الشقاقي: الدكتور الشهيد كان منذ طفولته قيادي من الطراز الأول

    آخر تحديث: الأحد، 29 يونيه 2014 ، 12:14 م

    تستعد جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد لإحياء الذكرى الـ17 لاستشهاد الأمين العام الراحل لحركة الجهاد الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.
    وعلى شرف هذه الذكرى أجرى موقع مؤسسة مهجة القدس لقاءً مع الدكتور عبد العزيز الشقاقي شقيق الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يحدثنا فيه عن بدايات حياة أبا إبراهيم وعن أبرز المحطات في حياته؟

    الميلاد
    ولد الشهيد الدكتور فتحي إبراهيم الشقاقي في مخيم الشاطئ في الرابع من يناير عام 1951 لأسرة فقيرة مهجرة نتيجة النكبة الفلسطينية التي تمثلت باحتلال قوات اليهود أراضي فلسطين التاريخية. ولد في خيمة كباقي أبناء جيله في تلك الفترة والتي أنشأها والده من أجل العيش فيها بعد أن تركوا كل ما يملكون على أمل العودة من جديد إلا أن العودة لم تكتمل رغم أن الحلم قائم ليومنا هذا.

    طفولته والدراسة
    الدكتور الشهيد فتحي كان منذ طفولته قيادي من الطراز الأول، حيث لاحظ عليه من عاشوا معه وعاصروه، أنه منذ المرحلة الأولى من حياته أي في الطفولة المبكرة كان نابغاً ، حيث مشى منذ أن كان عمره 9 شهور وقبل أن يُكمل سنة كان يمشي ويتكلم. إضافة إلى أن والده وبعد أن انتقلوا إلي مدينة رفح (حي الشابورة) بداية الأمر كان يعتمد عليه لشراء حاجيات البيت للوالدة من الدكان رغم صغر سنه.
    وأضاف، مرحلة المدرسة كان طالباً متميزاً في المدرسة، وكان دائماً الأول بلا منازع، ويحصل على علامات عليا، وفي عمر العشر سنوات كان يتابع على غير عادة أقرانه "الصحف" كالأهرام والقوات المسلحة والمصدر وكان يقرأ لكتاب عظام كـ "محمد حسنين هيكل"، لذا فكان من الواضح منذ صغره أنه شخصية عبقرية مفكرة ونابغة.
    ونوه، إلى أنه في الصف السادس الابتدائي كان يتجمع حوله طلاب في الحارة ليعلمهم، نظراً لمعرفته بالكثير ونبوغه وذكائه، كما أنه منذ صغره كان شخصية قيادية ورب البيت وسيده ولا أحد يستطيع الاعتراض عليه، فكان يأخذ طابع الزعامة القوية، وكان دوماً ما يفعله صحيحاً لدرجة أنه كان أحيانا يقوم بتحضير الدروس للمدرسين أنفسهم ومنهم مدرس اللغة الإنجليزية.
    لم يقتصر نشاطه الفكري على قراءة كتب المنهج المدرسي بل امتد ليدرس ويقرأ كل ما تقع عليه يداه ومن هنا نستطيع القول من أين حصل على كم الثقافة الهائل.

    الوالدة لها الدور البارز
    وفي سؤال حول الأشخاص الذين تأثر بهم الشقاقي منذ الصغر، أوضح د. عبد العزيز، أن والده كان يعمل في سيناء في فترة الخمسينات وأوائل الستينات، فيما كان يشرف على تربية الشقاقي، والدته التي توفت عندما بلغ الدكتور فتحي 15 عاماً أي في سن مبكرة، ولكنها بنت فيه شخصية فذة، حيث كانت تُعد مستشارة للحارة التي تقطنها وكانت تلجأ لها النساء لتعليمهن أشياء كثر كالتطريز الفلسطيني، فكانت امرأة حكيمة، لذا فقد خاض معها فترة طويلة تشرب منها الكثير التي أهلته ليكون قيادي بارز، ليؤكد ذلك على دور المرأة في حياة القادة البارزين والمفكرين المبدعين.
    وتابع الشقاقي:"عندما توفيت الوالدة أصيب الشهيد بحالة انهيار لم أره في هذه الحال على مدار سنوات عمري، حيث شعر بحجم الفراغ الذي أصيب به، فقد كانت بالنسبة له كل شيء".
    كما وتأثر الدكتور فتحي بهزيمة حزيران 67 حيث كان ينظر إلى عبد الناصر بأنه القائد الأوحد، ولكن الهزيمة أثرت عليه كلياً.

    السر في القراءة
    في هذه الفترة اهدي له صديق كتاب للإمام الغزالي ومن ثم أحضر نفس الصديق له كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" الذي كان بمثابة نقلة نوعية في تفكير الدكتور فتحي حيث بدأ يميل إلى الفكر الإسلامي لما رآه في هذا الكتاب.
    "وفي مرحلة الثانوية أي ما بعد67، كان الشقاقي قائد بارز حيث عمل مجلة "الطليعة" في المدرسة الثانوية التي كان يدرس فيها حيث تحدثت المجلة عن السياسة، ووقتها طلبه الحاكم المصري بعدم كتابة الصحيفة التي تكلمت في السياسة، وهو طالب في الصف الأول الثانوي حيث اشتكى ناظر المدرسة للحاكم المصري".
    وتابع:"كان د. فتحي في ذلك الوقت قارئ جيد، وبالنسبة له القراءة مقدسة، حيث كان يعتمد على القراءة وكان قارئ نهم، ولا يعرف إلا القراءة"، حيث قراءته لكتابات هيكل شكلت لديه ملكات وعقلية فكرية جيدة".
    وأضاف، أن الدكتور الشقاقي أنهى الثانوية ولم يكن هناك جامعات في الضفة المحتلة، بل كان عبارة عن معهد متوسط لمدة سنتين، فدرس في كلية بيرزيت ودرس الرياضيات وعمل معلماً في دار الأيتام في القدس، وكان يُعلم طلاب الثانوية العامة.
    وأوضح الدكتور عبد العزيز إلى أنه في ذلك الوقت كان يدرس في الثانوية العامة وقد حضر درس رياضيات للدكتور فتحي، في وقتها اقترح عليه دراسة الثانوية مرة ثانية معه وأعجب بالفكرة، وقدم الاثنان الثانوية العامة وتفوق الدكتور فتحي على الدكتور عبد العزيز ودخل كلية الطب، وترك التدريس وسافرا سوياً لمصر حيث درس الطب في جامعة الزقازيق لأن الدكتور فتحي مبهوراً بالقاهرة، حيث كانت تصله رسائل من أصدقائه في مصر خلال تواجده في القدس، فكان يسمع الكثير عنها، خلافاً لقراءاته للكتب والقصص والروايات، فكان هناك ما يدفعه للسفر للقاهرة".

    حياته في مصر
    وخلال تواجده في الزقازيق، قال د. عبد العزيز، بأن الدكتور فتحي واصل قراءته للكتاب والأدباء، وكان يناقش الأدباء في جلسات عدة لمناقشة كتابات وقصص وروايات محفوظ، فكان الشقاقي موسوعة في الأدب والشعر، وبدأ يعيش في القاهرة ويحيا عالم جديد في مصر.
    وأضاف الدكتور عبد العزيز أنه عندما كان يذهب لزيارة الدكتور فتحي كان يجد البيت أشبه بخلية النحل من العديد من الشباب وكان الدكتور فتحي يقيم ندوات في منزله ويناقش مختلف القضايا مع من يحضرون.
    وأضاف:"في جامعة الزقازيق أنشأ مجلة "الفرسان" وكان الطلبة يلتفون حوله، حيث كانت هناك مجلة لليسار تسمى "الجياد" كما كتب في المختار الإسلامي وكان له مقال دائم فيها باسم عز الدين الفارس حيث كان يكتب باسم مستعار خشية على نفسه من الأمن المصري، وقد زادت مبيعات صحيفة "المختار الإسلامي" حيث دبت الحياة، بعد كتابات الشقاقي فيها.
    وحسب الشقاقي الشقيق، فقد تعرف د. فتحي على حركة الإخوان بعد 67 ودرس بعض الكتب عنها وقرأها وتعرف على قيادات الإخوان، ولكن عندما سافر للقاهرة تأثر بفكر الإخوان، واستطاع تكوين رؤية جديدة لنهج ثوري وأسس لتشكيل حركة طلابية حيث كانوا يسمون أنفسهم "طلاب الجماعة الإسلامي" فيما بعد سميت بحركة الجهاد الإسلامي.
    وقد زادت قوة الشقاقي بعدما سجن في مصر بعد كتابة كتاب عن الثورة الإيرانية وذلك بطلب من دار النشر التي نشرت الكتاب لكنه في وقت لاحق منع من البيع. وأضاف الدكتور عبد العزيز أنه تم اعتقاله هو شخصياً اعتقاداً من الشرطة أنه من قام بكتابة كتاب عن الثورة الإيرانية ولكن اتضح فيما بعد أن الكاتب هو الدكتور الشهيد فتحي ما دفع السلطات المصرية لاعتقاله فسجن مئة يوم بتهمة إصدار الكتاب، ولكن بعد مقتل السادات عاد إلى غزة.

    حركة الجهاد الإسلامي
    وعن عمله في حركة الجهاد الإسلامي، قال الدكتور عبد العزيز:"عمل د. فتحي في غزة والضفة في آن واحد، حيث كان يعمل سنة امتياز في مستشفى المطلعة، وقد بدأ بمدينة القدس، وأخذ يتحدث للطلاب والأصدقاء في القدس وبيرزيت ورام الله، وأسبوعياً يأتي لغزة، وقد أصدر مجلة في الضفة، "النور والطليعة" في بداية عمل الحركة وكانوا يطلقون عليهم "المستقلون".
    وقال الدكتور عبد العزيز:"اعتقل د. فتحي في ذلك الوقت "11 شهراً" حيث تم بلورة الأمور وتعرف على قيادات جديدة في السجون، وأثر في العديد من الشخصيات". كما اعتقل للمرة الثانية وسجن 3 سنوات وكانت وقتها قد اشتعلت فتيل الانتفاضة، وقد بدأت المعركة، وكل أسبوعين أزوره وكان يحمل رسائل للقيادات.
    وأضاف الدكتور عبد العزيز:"كان الوالد يخاف على الشهيد فتحي ولكنه كان مقتنعاً أن ما يفعله الشقاقي مقتنعاً فيه، ومرات عديدة جاء الاحتلال وطرد أهل البيت منه".

    الإبعاد
    كان الاحتلال يعتقد أن الشهيد فتحي شخص خطر حتى لو كان داخل السجن، فقرروا إبعاده إلى لبنان ومنها انتقل الدكتور فتحي إلى سوريا واستقر فيها وأنشأ له مكتب في مخيم اليرموك.
    وأضاف د. عبد العزيز، أن عائلته لم تزر الشقاقي حيث كانت ممنوعة من السفر وكان التواصل عبر الهاتف، وكانت آخر مرة شاهد فيها  Ø´Ù‚يقه عام 1988ØŒ أي قبل إبعاده حيث زاره عندما تم نقله من سجن نفحة لسجن غزة قبل أن يبعدوه.

    الاستشهاد
    وعن نبأ استشهاد الدكتور فتحي أضاف د. عبد العزيز أنه لم يتفاجأ كثيراً بالخبر حيث أنه كان يتوقع هذا الخبر في كل لحظة وأحياناً أخرى كان يحدث نفسه بأن خبر استشهاد الدكتور فتحي قد تأخر.
    وأضاف "أنه تلقى اتصال من الدكتور محمد الهندي الذي أخبره أنه يريد رؤيته عاجلاً فحدثته نفسه أن الأمر يتعلق بالدكتور فتحي. وعندما وصل لمكان لقاء الدكتور الهندي وجد مجموعة من قيادات الحركة موجودة في نفس المكان ما أكد لديه الشعور الذي أصبح واقعاً بعد أن تحدث معهم".
    وفي نهاية اللقاء بعث الدكتور عبد العزيز رسالة إلى أبناء حركة الجهاد الإسلامي بالحفاظ على إرث الدكتور فتحي والعمل لتحقيق رؤيته.
    كما بعث برسالة أخرى إلى كافة الفصائل الفلسطينية بضرورة التوحد والعمل سوياً حتى دحر الاحتلال الصهيوني.

    (المصدر: مؤسسة مهجة القدس)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية