الثلاثاء 23 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    القيادي خضر حبيب: ذكرى الشقاقي هي ذكرى مشروع الجهاد الإسلامي

    آخر تحديث: الأحد، 29 يونيه 2014 ، 12:14 م

    الشيخ خضر حبيب يتحدث عن ذكرياته مع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.

    كلمة في ذكرى الشهيد الشقاقي
    عندما نتحدث عن ذكرى استشهاد الشقاقي فإننا نتحدث عن فلسطين، ذكرى الشقاقي هي ذكرى مشروع الجهاد الإسلامي هذا المشروع المبارك الذي أبدعه الشقاقي؛ ووضع الأسس والمحددات لهذا المشروع الكبير الذي فيه أمل الأمة اليوم بالتحرير والنهوض في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه أمتنا ويعيشه شعبنا الفلسطيني بفعل اشتداد الهجمة والتي كان قدر الله أن يكون مركز هذه  الهجمة لأعدائنا في فلسطين على حساب حقوق شعبنا وعلى أنقاض شعبنا.
    لقد كان لي الشرف الالتقاء بالدكتور فتحي الشقاقي في جامعة الزقازيق بمصر، وكان يدرس الطب بينما كنت أدرس التجارة في تلك الجامعة وكان ذلك في العام 1977م، وبمجرد التعرف عليه شعرت أنني أولد من جديد فقد وجدت فيه ما كنت أبحث عنه من خلال عرضه علينا مشروع الجهاد الإسلامي الذي كان في ذاكرته وخلده، هذا المشروع الذي يتمحور حول ثلاثة مواضيع رئيسية وهي: "الإسلام، الجهاد، فلسطين".
    هذا المشروع المكتمل فيه نهضة لأمتنا وشعبنا وأمل في تحرير فلسطين، وبداية الانطلاق نحو عالمية إسلامية جديدة،  لقد كان الدكتور الشقاقي صانعا للتاريخ والفكر، وإنسانا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فكان مرهف الحس والشعور كما وصفه أحد تلامذته "بأنه أرق من النسمة، وأصلب من الفولاذ".
    ومن خلال معاشرته هذه السنين بالجلوس معه والتحدث إليه، رافقنا بعض في كثير من المحطات خدمة للإسلام ومشروع المقاومة والجهاد الذي تفتخر به حركة الجهاد الإسلامي به اليوم بأنها حاضنة هذا المشروع منذ تأسيسها وهي وفية لذلك.

    لقد ترك الشهيد الشقاقي أثراً كبيرا في كل من عرفوه ورافقوه، وتجلى ذلك من خلال المواقف التي عاصروها بصحبته، فحبذا لو تذكر لنا بعض المواقف الشخصية بينكم وبين الشهيد الدكتور؟
    كان الشهيد الشقاقي رائعا ومبدعا في كل مواقفه، فقد وجدت فيه الإصرار والمضي قدما في هذا المشروع وقدرته الفائقة على مجابهة كل التحديات التي كانت تواجهه.
    وذات مرة كان هناك محاضرة للدكتور الشقاقي في جامع الإصلاح بحي الشجاعية، وقد عمل أفراد المجمع الإسلامي والحركة الإسلامية التقليدية على إفشال هذا اللقاء؛ وعدم إعطاء فرصة للدكتور بأن يعطى محاضرته عن "الإسلام والجهاد وفلسطين"، فما كان منه إلا أن وقف موقفا بطوليا وأصر على إعطاء هذه المحاضرة، وقال كلمة ما زلت أذكرها: "إنني سأعطى هذه المحاضرة حتى لو لم يكن في المسجد ولا إنسان"، "نعم ستتم هذه المحاضرة ولن يقف أحد في وجهي ولن يمنعني أحد من ذلك".
    لقد كان الشهيد الشقاقي أصلب من الفولاذ عندما يتعلق الأمر بالواجب وبالتمسك في الحق، كان مثالا رائعا في هذا الجانب، وكان يبادر سريعا لأي موقف إنساني يُعرض أمامه، وكانت دمعته قريبة جدا، فكان يمتلك إحساس إنساني لا ينازع به.
    تعرض الشهيد الشقاقي للعديد من الاعتقالات، ومن ثم تعرض للإبعاد وأخيرا للشهادة، نود منكم الحديث عن تلك المراحل الثلاث.
    اعتقل الشهيد الشقاقي أكثر من مرة، فقد تعرض للاعتقال في مصر أثناء دراسته مرتين، الأولى لعدة أيام والثانية استمرت لفترة من الزمن على خلفية كتابه الأول الذي تحدث فيه عن الثورة الإسلامية ومجلة الطليعة الإسلامية، وسجن أيضا من قبل العدو الصهيوني في العام 1983، وسجن أيضا في العام 1986 وأبعد بعد ذلك.
    لكن الاعتقال لم يؤثر في صلابته وعطائه؛ فقد استمر في نشر فكر الجهاد الإسلامي، وشعر أعداؤنا بأن تأثيره في السجن أكثر خطورة، حيث قاد تنظيم الجهاد الإسلامي من داخل الأسر، واستمر بدعوته لمشروع الإسلام والجهاد وفلسطين، وحين أدرك العدو الصهيوني أنه أصبح أكثر خطورة وأن له تأثيرا واسعا على الحركة الأسيرة قاموا بإبعاده.
    الدكتور فتحي الشقاقي، ذاق كل ما يمكر به الأعداء لمواجهة المجاهد، فقد مر بمرحلة السجن والاعتقال والإبعاد وأخيرا الشهادة.
    لقد ظن العدو الصهيوني أنه باغتيال الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي -الذي افتقدناه ونحن بأمس الحاجة إليه-  قد اقتلعوا بذرة الجهاد من فلسطين وحطموا هذه الحركة المباركة.
    وبعد اغتياله جاء خليفته الدكتور رمضان شلح، وتعاظمت الحركة واشتد عودها وازداد عطاؤها ولا زالت متمسكة بالمبادئ والمشروع الذي أسسه الشهيد الشقاقي، مما يشكل رسالة قوية بفشل كل المراهنات على انهيار الحركة بعد اغتيال الشهيد الشقاقي، فقد تضاعفت حركة الجهاد الإسلامي كما ونوعا بعد اغتياله.
    لقد شكل الشهيد الشقاقي النموذج الفريد للقائد الفلسطيني الإسلامي، والذي يصعب تكراره، فقد كان الشقاقي شخصية متميزة ورجل استثنائي وجاء في زمن استثنائي، امتلك المؤهلات والخصائص التي من الصعب أن تتوافر في شخصية أخرى.
    فهو مثقف بشكل متميز ومفكر مبدع وقارئ نهم، إنني لم أجد إنسانا يقرأ مثل ما كان يقرأ الشهيد الشقاقي، حيث كان قائدا ملهما وإداريا ناجحا، وتجلت فيه الكثير من القيم والأخلاق والخصال التي نادراً ما تتجمع وتتكون وتتحصل في شخصية أخرى، هذا التكوين الرائع والمبدع للشهيد الشقاقي جعل تكرار هذا النموذج ليس بالأمر السهل.

    (المصدر: مؤسسة مهجة القدس)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمود فايز الريخاوي من رفح خلال إعداده لعبوة ناسفة

23 إبريل 2000

استشهاد الأسير المحرر محمد سلمان أبو إعتيق بسبب مرض القلب ويذكر أن الشهيد أمضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل عام85 والشهيد من مخيم النصيرات

23 إبريل 2000

الوفود العربية في اجتماع عمان تقرر دخول الجيوش العربية النظامية لفلسطين حال انتهاء الانتداب البريطاني

23 إبريل 1948

القوات الصهيونية تسيطر على العديد من القرى المحيطة بمدينة القدس

23 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية