الأسير عدنان شومان.. شوق كبير لضم نجله البكر "حذيفة"

الأسير/ عدنان شومان

موضوعات ذات صلةً

• الأسير المجاهد محمود صليبي يتنسم عبير الحرية
• مداهمات واعتقالات تطال 9 مواطنين بالضفة

كم من زوجة أسير فلسطيني لم تنعم بولادة مولودها الأول دون أن يكون زوجها بجابنها يرى معها أول فرحته على هذه الدنيا وهو الابن الأول.. كثيرة هي تلك الحالات التي شهدت ولادة أطفال دون وجود آبائهم هنا في فلسطين.. بل وهناك بعض الأسرى تكررت معهم تلك الحادثة مع أكثر من مولود بسبب تكرار الاعتقال.
الأسير عدنان يوسف عمر شومان 30 عاماً، أب حرم من فرحة المولود الأول بسبب الاعتقال، الذي أنكر عليه فرحاً جميلاً ينتظره كل رجل.
تقول أم حذيفة (زوجة الأسير عدنان شومان): "إنها كانت حاملاً بمولودها الأول في شهرها السابع عندما اعتقل زوجها على أيدي قوات الاحتلال التي انقضت على منزل في رام الله اجتمع فيه عدنان مع مجموعة من الأصدقاء هناك والذين تم اعتقالهم جميعاً بتاريخ 14/6/2012".
وتضيف أم حذيفة: "بعد أن تم اعتقال زوجي، جاء جنود الاحتلال إلى منزلنا الذي لم يكن فيه سواي، وبعد الطرق المخيف والمذعر على الأبواب، دخل الجنود البيت وشنوا به حملة تفتيش وتخريب وصادروا أجهزة الحاسوب فيه وبعض الأوراق الشخصية التي تعود لعدنان، تاركين وراءهم الدمار الذي تسببوا به وتاركين غصة خبر الاعتقال المفاجئ لزوجي الذي خرج من المنزل صباحاً ولم يعد في ذلك اليوم".
وكالعادة، جرى التحقيق فور اعتقال الأسير شومان وأفراد المجموعة، ومكثوا أياماً في مركز التحقيق الذي ذاقوا فيه ما ذاقوا من ويلات التحقيق والاستجواب.
بعد شهرين من الاعتقال.. أنجبت الزوجة (حذيفة) الابن البكر، وهي تحمل هماً أكبر بداخلها وهو هم زوجها الأسير، وما الحكم الذي سيلقاه في سجنه، ومتى سيسمح لهم بزيارته؟!، وفي اليوم الذي أنجبت فيه الأم حذيفة أدركت بأن عدم وجود زوجها معها هو ألم أكبر من ألم اعتقاله، لكنها كانت على يقين بأن اعتقاله لن يطول في سجون الظلم الصهيونية، وأنه سيخرج ويفرح بحذيفة ويعيش معه كل مراحل حياته وطفولته.
وتشير أم حذيفة، والتي تعيش حالياً في محافظة سلفيت، إنها تمكنت من زيارة زوجها لأول مرة بعد اعتقاله بستة أشهر، لكنها لم تتمكن من اصطحاب حذيفة بسبب حالة الطقس التي كانت باردة جداً في ذلك اليوم، لكنها وفي زيارتها له ثبتت من عزيمته وحدثته عن حذيفة.
تحققت زيارة حذيفة لوالده وكان يبلغ من عمره 7 أشهر عندما رآه عدنان لأول مرة واحتضنه فيها بحرارة، وأخذ يحدثه كما لو أنه ولد كبير ويقول له: "لن أطيل غيابي في هذا المكان عنك يا بابا وسأخرج وأكون معك ونكون سوياً في أماكن أجمل وللأبد". وبتلك الكلمات اختتم لقاءه بولي عهده الأول، وقبله قبلة أخيرة وانتهى موعد الزيارة في ذلك اليوم.
وبعد انقضاء عام على اعتقال عدنان وتأجيل المحاكمات مرات كثيرة، حُكم عليه بالسجن ثلاثة أعوام وغرامة مالية قدرها 60000 شيكل، وهو الحكم الذي صدر على من كانوا في مجموعته التي اعتقل معها.
وتشير أم حذيفة وتوضح، أن الاحتلال وحتى بعد الحكم على زوجها، يمارس تشديدات على العائلة ويضيق عليها من حيث الزيارات، فهي تحمل تصريحاً أمنياً لا يمكنها من زيارة زوجها باستمرار، وأفراد العائلة الآخرين معظمهم يشتكون الرفض الأمني للزيارة.

يذكر أن هذا الاعتقال ليس الأول للأسير شومان، فقد تعرض للاعتقال على أيدي سلطات الاحتلال مرتين سابقا، وكانت تلك الاعتقالات عام 2007 وفيها توفي والده، أما والدة عدنان فلا تقوى على زيارته بسبب تعرضها لكسر في الحوض وعدم قدرتها على الحركة.
أما حذيفة الذي لا زال صغيراً؛ فبالتأكيد إنه يفتقد لشيء ثمين يشبع روحه ويشبع شعور الأبوة لديه الذي يتجدد معه في كل زيارة لأباه، فالأمر موجود لدى الإنسان بالفطرة، وحذيفة الطفل الذي لم يشهد أباه ولادته، سيشهد أفراحه ونجاحاته وتفوقه في الفترات القادمة بعد الإفراج.

(المصدر: مركز أحرار، 19/11/2013)

تعليقات الفيسبوك