الثلاثاء 16 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    سامي.. لم يعد رقماً

    آخر تحديث: الإثنين، 20 يناير 2014 ، 00:00 ص

    مهجة القدس/ من الأرشيف
    كل شيء في غرفة الشهيد سامي عنتر من مدينة نابلس على حاله، أمتعته وملابسه، أحذيته التي رتبت في الخزانة المخصصة لها، ساعة يده التي لازالت تحسب الزمن منذ رحيله، وتعد الدقائق الثواني لحين عودته من مقبرة الأرقام.
    في غرفة سامي المطلة على مشهد واسع لمدينة نابلس، أغطية فراشه، ووسادته، وما تبقى من زجاجة عطره، سريره الذي حظر على أحد أن ينام عليه، لأن والدته أم أسامة (60عاما)، لا تصدق بعد أنه رحل.
    ترفع الأم وسادة ابنها لتلتقط دفترا صغير، تقلب صفحاته، ليكون آخر ما خطة قلم الشهيد "يا عيني لا تدمعي على أحبابي.. بكرة يلتم الشمل ويزوروني أصحابي"، وكأنه كان على يقين بأنه سيأتي يوم سيرتل فيه أصدقاءه فاتحة الكتاب على قبره، حينما يحتضنه تراب الوطن.
    صباح 19-1-2006 كان عاديا بالنسبة للعائلة، إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لسامي، الذي غير مسار طريقه إلى الجامعة، حيث كان في سنته الجامعية الثالثة، في كلية التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية، ليحوله إلى مكان آخر وهو تل أبيب، حيث فجر نفسه بمجموعة من الصهاينة موقعا بذلك عشرات الإصابات.
    "لم أستطع أن ألحظ عليه شيء، في ذلك اليوم استحم وبدل ملابسه، وقال إنه ذاهب إلى صالون الحلاقة.
    في الليل كتب عدة أوراق، حاولت ممازحته لأعرف ما كتب فيها، فأجابني: أول على آخر ستعرفين، هي لك وليست لسواك" تقول والدته أم أسامة.
    تفقدت الوالدة أمتعته، مسحت ما علق بهم من بقايا غبار، رسمت شفتيها ابتسامة حينما تذكرت ما فعله ابنها ذات يوم عندما اتصلت به في محاضرته: "كنت أريد أن أسأله عن موعد عودته، ليحضر لي بعض الأغراض، فرفع صوته في المحاضرة قائلا للدكتور، متى تنتهي المحاضرة والدتي تتصل بي تريد أغراض، سمعت ضحكات زملائه في القاعة، كان جدا ممازحا".
    لم تسعف أم أسامة كلمات المواساة التي استخدمها ابنها سامر الذي حاول تهدئة روعها وحزنها، متلفتة إليه قائلة: "طول السنوات الماضية كنت أشعر أنه مسافر للدراسة، أوهم نفسي بأنه سيعود، لم أقتنع بأنه استشهد إلا عندما رأيت قائمة أسماء شهداء مقابر الأرقام الذين سيسلمهم الاحتلال، في كل عيد كنت أتمنى زيارة قبره، رأيت ذات يوم في منامي أنه يقول لي،" كلها 5 سنين وراجع"، وكأنه كان يطمئنني بأنه سيعود يوما ما وهاهو يعود رفاتا".
    تتحسس الوالدة بيدها حائط غرفتها، فبعد استشهاد سامي بثلاثة أيام، حفر الماء المتسلل على الجدار اسمه ولازال الاسم ينقش وجوده لغاية اليوم، "قبل استشهاده بساعات قالت له إحدى الجارات "سلم على والدتك" فال لها إذا رأيت والدتي أبلغيها سلامي"، تقول الوالدة.
    منذ العام 2006، لم تعرف العائلة شيئاً عن ابنها، غير أن اسمه أدرج مرتين ضمن قائمة لشهداء مقابر الأرقام الذين ستتسلمهم السلطة، إلا أن الاحتلال كان وفي كل مرة تعدل عن هذا القرار.
    "لن أتمكن من ضم جثمانه، وتقبيله، لا أدري ربما يعود أشلاء، وربما يكون قد تحلل نتيجة عدم اهتمام الصهاينة بجثث الشهداء، لا أدري ما فعله الصهاينة بجسده، ولكن ما يهمني أنه سيعود، أخبروني أن قبره كان يحمل رقم "5238"، غير أن الوضع هنا سيختلف، سيدفن كما يستحق سأنثر الورد على قبره، مثلما كنت أنثر العطر على ملابسه حينما كان يغادر المنزل" اختتمت والدته كلامها.

    أرشيف


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر جهاد فايز غلمة من الخليل في إشتباك مسلح والشهيد كان قد أمضى مدة شهرين في زنازين سجن الظاهرية

16 إبريل 1995

استشهاد الأسير المحرر خليل مصطفى الأسطل من خانيونس بعدما هاجم جنود الإحتلال بآلة حادة

16 إبريل 1989

استشهاد الأسير محمود عربي فريتخ في سجن جنيد نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد؛ والشهيد من نابلس

16 إبريل 1985

استشهاد الأسير المحرر فتحي الغرباوي في اشتباك مسلح والشهيد من مخيم البريج

16 إبريل 1985

استشهاد المجاهدين بلال صالح وعز الدين عويضات من سرايا القدس من قبل وحدة صهيونية خاصة بقباطية جنوب غرب مدينة جنين

16 إبريل 2008

الاستشهادي المجاهد سامر حماد من سرايا القدس ينفذ هجوما استشهاديا في مدينة تل أبيب الصهيونية فيقتل 9 صهاينة ويصيب العشرات

16 إبريل 2006

استشهاد المجاهد ياسر أبو حبيس من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في مخيم عسكر بمدينة نابلس

16 إبريل 2004

استشهاد المجاهد أحمد محمد عوض من سرايا القدس بقصف صهيوني أثناء رباطه على الثغور في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

16 إبريل 2008

استشهاد المجاهد فريد أحمد أبو دراز من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس

16 إبريل 1988

اغتيال المناضل الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد" بتونس، على أيدي القوات الصهيونية الخاصة

16 إبريل 1988

عصابات الهاغاناه تهاجم قريــة ماريس القدس وتهـدم معظم بيوتها وتطــرد سكانها

16 إبريل 1948

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في قرى قضاء حيفا في خربة الكساير وطيرة حيفا وهوشة

16 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية