الاستشهادي موفق الأعرج: لازالت ذكراه حية متقدة في قلوب محبيه

صورة الشهيد تتوسط والديه

موضوعات ذات صلةً

• الشهيد المجاهد حسن الأستاذ: حلم بالشهادة قبل الرحيل فكانت بانتظاره
• محمد بدر: قمراً إعلامياً صعد نحو المجد والخلود بدمه وأشلائه

قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون). حقاً،، لا يمكن أن نجد استهلالاً أفضل ولا أورف ظلاً من هذه الآيات للحديث عن عظمة الشهداء؛ لما فضلهم رب العزة في الدنيا والآخرة.. فللشهداء روعة في الحضور، ورهبة في الموقف يفرض علينا نمطاً من الخشوع ونحن نعيش أجواء الحديث عنهم.
فها نحن نستنفر كل ما نملك من بلاغة ومفردات لنصوغ للاستشهادي المجاهد "موفق الأعرج" المنتقم لحرمة المسجد الأقصى كلماتنا المكبلة بالخجل؛ لعلّنا نقترب منه ونقتبس من وهج تضحياته ÙˆÙ†Ù„تمس بصيص دربه.. فها نحن نحشد بأقلامنا صوراً لبطولاته.. وندخل ممرات الشهادة لنخطّ اليوم سيرته لتكون نبراساً يهدينا إلى طريق العزة والكرامة والنصر بإذن الله.
تسعةُ أعوام مرت على رحيل الاستشهادي المجاهد "موفق الأعرج" ولا زالت سيرته العطرة تبعث في نفوس محبيه وكل مسلم غيور على دينه ووطنه روح البذل والعطاء لأجل إعلاء كلمة الحق في مواجهة قوى الاستكبار العالمي ومن يدور في فلكهم من المتخاذلين والخونة من بني جلدتنا الذّين يقدمون كافة أشكال الدعم لبقاء الكيان الصهيوني شوكة في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية.

أمه.. تعيش على ذكراه
"موفق الشهيد الحي فينا، ذكراه تبعث روح الإيمان والصبر والإرادة والإصرار على مواصلة طريق الجهاد والاستشهاد حتى تحرير فلسطين.."ØŒ بتلك الكلمات بدأت والدة الاستشهادي المجاهد "موفق" حديثها عن نجلها منفذ عملية "مفترق المطاحن" المشتركة مع الاستشهادي البطل "مهند أبو حطب" من كتائب شهداء الأقصى بتاريخ 19-2-2004Ù…ØŒ والتي أسفرت عن مقتل Ø¬Ù†Ø¯ÙŠ صهيوني وإصابة آخرين، حسب اعتراف العدو.
وأكملت الأم الصابرة حديثها قائلةً: "موفق منذ نعومة أظفاره عرف طريق المساجد وموائد القرآن، فكان رحمه الله يتميز بالأخلاق الحميدة والصفات الحسنة"، مشيرةً إلى حرصه على صيام يومي الاثنين والخميس.

رجل من زمن الصحابة
وتابعت قائلةً: "الحديث عن موفق ذلك الشاب المؤمن المهذب الهادئ، يثير في نفوسنا لوعة وحزن على فراق إنسان لم يكن من زماننا، بل كان من زمن الصحابة رضوان الله عليهم لما كان يتمتع به من نبل وأخلاق عالية نبيلة"، استدركت القول: "لكن عزائي انه نال شرف الشهادة في سبيل الله مقبلا غير مدبر".
وتذكرت الوالدة الصابرة Ø®Ù„ال حديثها اللحظات الأخيرة لنجلها الاستشهادي Ù‚ائلةً: "كنت عائدة للبيت وهو خارج من البيت والتقيت به فسألته وين طالع؟ قال: "مشوار صغير وراجع فقلت له يا ابني ما انت عارف أنت مراقب ومطلوب كونه اعتقل عند أجهزة امن السلطة وكان تحت المراقبة" فقال لي: "ما تخافي يا أمي مشوار صغير وراجع إن شاء الله" فكانت هذه آخر مرة رأيته فيها قبل خروجه لتنفيذ عمليته الاستشهادية"ØŒ لافتةً إلى أن نجلها تعرض للاعتقال قبل أسبوع من تنفيذ العملية الجهادية لسبب ذاته.

فخر واعتزاز
أما والده الحاج "أبو إيهاب" فعبر عن فخره واعتزازه بما قام به نجله من عملٍ بطولي ضد بني صهيون، قائلاً: "كنت أعرف أن نجلي ينوي تنفيذ عمل جهادي لأجل الدفاع عن المسجد الأقصى، ولم أشأ منعه، لأنني مؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس اليهود المغتصبين لأرضنا ومقدساتنا".
ولم يخفِ الوالد الصابر رغبته الشديد في الالتحاق بنجله شهيداً على درب الجهاد والمقاومة، سائلاً المولى عز وجل أن يجمعه بابنه في الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين.

مشواره الجهادي
وانضم موفق الأعرج  Ù„صفوف حركة الجهاد الإسلامي في سن مبكر، حيث بدأ مله الجهادي ضمن الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي آنذاك "الجماعة الإسلامية" الرابطة الإسلامية حالياً، وواصل مشواره ونشاطه الفعال والتزامه في نهج الحركة حتى أهله ذلك ليصبح أمير شباب حركة الجهاد الإسلامي في مسجد "طه" بمنقطة التوأم شمال قطاع غزة.
وبعد إلحاح الشهيد "موفق" على القيادة العسكرية لسرايا القدس بمنطقته التحق بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حيث شارك بعد تلقيه عديد الدورات العسكرية التي أهلته Ù„تنفيذ عدد من العمليات العسكرية وضرب قذائف الهاون Ø¨Ø§ØªØ¬Ø§Ù‡ المواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة.
ويسجل للشهيد محاولته تنفيذ Ø¹Ù…لية استشهادية لأكثر من مرة تعرض في إحداها للاعتقال على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية السابقة. 

اللحظات الأخيرة للشهيد
وتذكر والده آخر لحظة رأى فيها نجله موفق قائلاً: "آخر مرة Ø±Ø£ÙŠØª فيها نجلي موفق كان يوم استشهاده حيث كان ØµØ§Ø¦Ù…اً، حيث مررت عليه أثناء عملي مع شقيقه في أحد المنازل، هناك أعطيت شقيقه مائة شيقل، والعامل الذي كان يعمل معهم كذلك مائة شيقل، وعندما هممت لأعطيه مثلهم، أجابني معي ما يكفيني يا والدي خليهم معك".
وتابع الوالد حديثه: "بعد لحظات استقبل مكالمة هاتفية، ثم طلب مني الذهاب لمشوار، فقلت له ربنا يسهل عليك، فابتسم وذهب إلى حيث كان يتمنى ويحلم به من زمن.."، مجدداً فخره واعتزازه ورضاه التام على نجله الذي نال شرف الشهادة في سبيل الله.
تجدر الإشارة إلى أن الاستشهادي "موفق الأعرج" من سرايا القدس ارتقى للعلا  Ø¨Ø±ÙÙ‚Ø© الاستشهادي "مهند أبو حطب" من كتائب الأقصى في عملية استشهادية مشتركة بين سرايا القدس وكتائب الأقصى بتاريخ 19-2-2004Ù… في مفرق المطاحن وسط دير البلح، أدت حينها إلى مقتل جندي صهيوني وإصابة آخرين حسب اعتراف العدو.

(المصدر: سرايا القدس، 23/2/2013)

تعليقات الفيسبوك