Error loading files/news_images/(0) القادر الحسيني.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    قبسات من حياة الشهيد المجاهد عبد القادر الحسيني

    آخر تحديث: الثلاثاء، 08 إبريل 2014 ، 11:51 ص

    بقلم/ م. يحيى الأسطل
    إن سيرة الشهيد القدوة المجاهد عبد القادر الحسيني ابن القدس تنير الطريق للجيل الذي يتأهب من أجل تحرير فلسطين واستعادة القدس حرة أبية، وتبرز علامات ومواقف لأطراف عدة يجب أن تؤخذ بالحسبان كي تتضح الرؤية ويتحدد العدو والصديق والمؤازر والمتفرج ومن يطعن في الظهر، وتظهر أثر قوة العقيدة في صياغة جيل التحرير ولنا مع سيرته المحطات التالية:
    نشأ رحمه الله في بيت علم وتقوى وأدب، فأبوه الحاج موسى كاظم باشا الحسيني كان عالما وطنياً مخلصاً وكان رئيس بلدية القدس وكانت له علاقة طيبة مع دولة الخلافة والتي منحته لقب باشا لفضله وخدمته أمته، وقام الإنجليز بفصله من رئاسة البلدية لأنه قاوم مخططاتهم، وقد تربى شهيدنا في صغره على موائد القرآن الكريم وعلى الأخلاق الفاضلة والروح الوطنية التي اكتسبها من أسرته ومدرسيه.
    التحق- رحمه الله - بالجامعة الأمريكية في بيروت، ولكن إدارة الجامعة فصلته بعد العام الأول لنشاطه الوطني ومقاومته التبشير والتغريب الذي كانت تبثه الجامعة من خلال المناهج التدريسية والنشاطات لإبعاد أبناء المسلمين عن دينهم.
    انتقل -رحمه الله-  لدراسة الكيمياء في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وبدأ بالبحث والتحري عن إدارة الجامعة وأكاديمييها ودورهم المشبوه في التغريب والتبشير؛ ولكن بحذر بعد ما تعلم الدرس في بيروت، وجمع معلومات ووثائق ذات قيمه عن إدارة الجامعة وخططها وأعمالها ومؤلفات القائمين عليها، وكانت له كلمة في حفل التخرج ووسط إدارة الجامعة والمدعوين قام بفضح إدارة الجامعة وبين بالأدلة الدور الاستعماري التي تمارسه والتخريب التي تقوم به خدمة لأعداء الأمة، ومزق شهادته أمام الحضور وقال: "لا أتشرف بحمل شهادة من يكرسون جهدهم لجعل أمتنا ذيلاً لغيرها وحرفها عن عقيدتها".
    في اليوم التالي، قامت الصحف التي يشرف عليها المتساقطون من المثقفين المأجورين التابعين للغرب بنشر خبر مفاده أن أحد الطلبة الفلسطينيين فقد عقله ومزق شهادته، ولكن الصحف الملتزمة في اليوم الذي يليه أوضحت حقيقة الأمر وفضحت الجامعة، وهنا جاء دور حكومة إسماعيل صدقي التي تشكلت تحت حراب الإنجليز، وقبضت على الشهيد القائد وقامت بترحيله إرضاء لأعداء الأمة، وهكذا تقوم كل الحكومات التي تتشكل تحت الاحتلال والتي تتساوق معه والتي يهمها رضاه بسجن أو قتل أو تهميش كل وطني مخلص أو تسليمه للأعداء والشواهد في واقعنا أكثر من أن تحصى.
    وقد كان واضحاً لقائدنا الدور المتصهين الذي يمارسه الانجليز ضد الفلسطينيين ولمصلحة اليهود، وقرر الوطنيون القيام بمظاهرة عام1933  في يافا، وقال رحمه الله لوالده كلمات خالدات: "لقد كبرت سنك ولئن تلقى الله شهيداً خير لك ولنا، اذهب إلى يافا لتترأس المظاهرة، وفعلاً ذهب والده إلى يافا وقاد المظاهرة وضربه الانجليز ضرباً مبرحا وضل يعاني من أثر الضرب حتى توفي رحمه الله شهيدا عام 1934".
    تم تعيين الشهيد -رحمه الله-  في دائرة الأراضي، واستغل منصبه للتعرف على الشباب الفلسطيني المخلص في المدن والقرى وشكل منهم كتائب للدفاع عن الأرض والعرض، وكان صاحب نظرة ثاقبة وفهم واسع، ومن أجل مقارعة اليهود والانجليز أنشأ مع إخوانه المجاهدين محطة إذاعة ومحطة إرسال لا سلكي ومعمل متفجرات وفريق مخابرات لجمع المعلومات عن العدو، وكان يقود المعارك ضد الإنجليز واليهود وأصيب في معركة بني نعيم وحكم الإنجليز عليه غيابياً بالإعدام.
    انتقل بعد ذلك-  رحمه الله-  إلى بيروت ومنها إلى العراق باسم يوسف الصايغ، وهناك اشترك في محاربة الإنجليز مع الكيلاني وقبض عليه الانجليز وسُجِن ثلاث سنوات ثم نفي إلى السعودية، هكذا قائدنا كان مجاهدا في كل أرض إسلامية بها المستعمر.
    وفي خضم التطورات العسكرية المتلاحقة توجه شهيدنا القائد صوب مقر جامعة الدول العربية، حيث التقى أمينها العام عبد الرحمن عزام طالبا منه السلاح والذخيرة والعون من أجل محاربة اليهود ودحرهم عن القدس، فأعطاه نصف كيس من الرصاص فقط!!، وبقي الشهيد ينتظر موقفا ذا قيمة من الجامعة، ولما سمع باقتحام اليهود لبعض قرى القدس قفل راجعا ليشارك إخوانه القتال ضد اليهود، وكتب رسالة إلى أمين الجامعة قال فيها "إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح".
    موقف الجامعة العربية المتواطئ وقتها يؤكد على الدور الذي من أجله تم إنشاؤها، فهي فكرة بريطانية نفذها الملوك والرؤساء الموالون لفكر غير فكر الأمة ومنهجها، وأعتقد أن دور الجامعة من وقت إنشائها لحتى الآن ظل دورا مشبوها بعيدا عن نبض الأمة وما يصلح حالها.
    قام اليهود بعد احتلالهم لقطاع غزه بنزع اسمه عن المدرستين الابتدائية والإعدادية التي كانتا تحملان اسمه، وهذا آلم كل المخلصين من أبناء شعبنا، وهذه عادة المستعمر الذي لا يقبل أن يرتبط طلبة المدارس بأبطال بلدانهم حتى لا يكونوا قدوة لهم.
    أدعو إخواني وأبنائي إلى التوسع في دراسة سيرة المجاهد القائد القدوة الشهيد عبد القادر الحسيني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ففيها العبرة والعظة واليقظة والرجولة والتدين وطريق الحرية.

    (المصدر: صحيفة فلسطين)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية