الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    إضراب الأسرى... في رحاب التضحية

    آخر تحديث: الأحد، 15 يونيه 2014 ، 10:40 ص

    بقلم/ محمد الخطيب
    ليس مستهجنا على من يقدمون أرواحهم فداء للوطن، ان يكونوا مقدامين ومستميتين في الحفاظ على كبريائهم وكرامتهم، مرابطين خلف حقوقهم ومؤثرين الآخرين على ذواتهم، كونهم قد أذابوها في بحر الوطن وجعلوا من تضحياتهم جسورا تمر من عليها قوافل العزة.
    فها هو الوقت يمر وما زال، يحمل في طياته آلاما وجوعا وعطشا وأنات تعتلج في صدور الأسرى المضربين عن الطعام الرابضين في سجون الاحتلال ومعتقلاته، ومقابل ذلك وفي الوقت ذاته، آلم وصبر وجلد وحسرة ولوعة تلهب صدور الأهل والأحباب في الوطن تضامنا مع أبنائهم وإخوانهم.
    فالألم يا سادة هنا وهناك... وما زالت رحى الحرب دائرة، "حرب الإرادات " حرب ما بين عزل لا يملكون من مقومات التصدي إلا الإرادة وما بين سجان يمارس اقسى أنواع الظلم والبطش ناكرا لكل القوانين ونافيا لكل القيم الإنسانية بالرغم من ادعائه الزائف بها.
    فقرار الإضراب عن الطعام، لم يأت عفو الخاطر، بل جاء عقب إحساس عميق بالظلم والجور الذي يمارسه الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، فالاعتقال الإداري اللامبرر "، مع إدراكي التام انه لا مبرر لبقاء الاحتلال وقوانينه ". هو عصارة حنظل قانون بريطاني استعماري بائد توارثته دولة الاحتلال لتصنع منه كابحا للفجوة القانونية الاضطهادين ضد أبناء شعبنا بحجج واهية لا تصل إلى حد الإدانة بل تراوح في وحل الاتهام. فهي تعتقل وتحاكم بالقانون المذكور دون محاكم لتدرأ عن ذاتها هاجس الرعب بما هو اكثر إرعابا!
    وعليه فقد جاءت الخطوة الرائدة - "القرار"، من قبل الأسرى البواسل، بهدف إلغاء هذا القانون "قانون الاعتقال الإداري". ولعلي اذكّر كل من لا يعرف بأن انتصار أولئك الأبطال سيكون نصرا لكل الفلسطينيين كونه سيعتقهم من الاعتقال الإداري مستقبلا في حال إلغائه. ولهذا فليس مطلوبا من إخواننا المعتقلين فحسب التصدي لهذا القانون والمطالبة بإلغائه كما وليس مطلوبا من أهلهم وذويهم فقط، بل المطلوب ان تكون الخطوة جماعية وعلى المستويين الرسمي والشعبي.
    فعلى المستوى الشعبي، يجب ان تتضامن كل شرائح المجتمع مع الأسرى المضربين دون الالتفات إلى المسميات التنظيمية والفصائلية كونه من المعيب تغليب الخاص على العام، وان لا يكون التضامن مقتصرا على ذوي القربى، فمن المحزن حقا ان نرى في خيمة الاعتصام أفرادا بعدد أصابع اليد وفي ارقى الحالات لا يتجاوز عددهم رقما بالكاد يشار إليه!!! وفي المقابل ترى الآلاف يتهافتون على مشاهدة المباريات الكروية أو احد المسلسلات وكأن أولئك المضربين البواسل ليس لهم علينا حق بالتضامن معهم، وكأن تضحياتهم كانت لذواتهم وليست لكل أبناء الوطن، وفي هذا السياق لا بد من همسة في كل أذن أبناء الشعب الفلسطيني:-
    حين يدعى احدنا إلى فرح أو يشارك في مأتم يقول بملء الفم ( هذا واجب ) ومن العيب ان لا نقوم بالواجب !
    عظيم هذا الشعور ولكن اليس عيبا التخلي عن الواجب الوطني بدعم الأسرى والتضامن معهم؟
    فإذا كان حضور الفرح والمشاركة في المآتم واجب، فإنني أرى ان "تاج الواجب ووسامه" هو التضامن مع الذين يخوضون الحرب لأجل الوطن والمواطن، فهروبكم من واجبكم الوطني هو إهدار للكرامة الوطنية التي يمثلها أولئك المحاربون بأمعائهم وإرادتهم.
    اسمحوا لي يا سادة ان أذكركم بمشاعر لا تشعرون بها، وان كنتم تشعرون فإني اودع تأكيدها :-
    حين يعود أحدكم من العمل فأول ما يفكر به ويسأل عنه هو الطعام، فيتناول وجبة الغداء أو العشاء ومن ثم يعود لممارسة حياته مجددا، علما بأن الوقت الذي مر ما بين الوجبتين، لا يتجاوز الست أو السبع ساعات، وفي كثير من الأحيان ما تحصل مشادات بين الأزواج جرّاء الخلاف على نوع الطعام أو ملوحته أو قلويته !!! فما بالكم في الرجال الذين يمضون الأيام والأشهر وهم ممتنعون عن الأكل والشرب إلا الماء ولعق الملح ؟؟؟..... طوبى لهم، والمهانة لكل من يؤثر ذاته على الجماعة.
    أما على المستوى الرسمي، فلعل من اكثر الواجبات إلحاحا تجاه تلك القضية والمنوط بالقيادة الفلسطينية، القيام به هو الاتي:
    •Ø§Ù„تقدم بشكوى رسمية إلى الهيئات الدولية والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان.
    •Ø¥ØµØ¯Ø§Ø± بيان من اعلى المستويات السياسية الفلسطينية يحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل ما يطرأ من خطر على حياة المضربين.
    •ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ… حملات رسمية محلية ودولية لإظهار معاناة الأسرى بشكل عام والمضربين منهم بشكل خاص وفضح ممارسات الاحتلال بهدف خلق رأي عام محلي ودولي.
    •Ø§Ù„مشاركة الفعالة من قبل أعضاء منظمة التحرير لجنة تنفيذية ومركزية والمجلس التشريعي والوزراء والمجلس الثوري وكل القيادات الوطنية في التضامن مع الأسرى البواسل.وبشكل مستمر مادام الإضراب مستمر.
    •ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ… حملة إعلامية واعية دائمة لإبقاء قضية الأسرى حاضرة في الذهن ويلهج بها كل لسان.
    •Ù†Ø´Ø± ملصقات وصور الأسرى المضربين في كل أماكن التجمعات كالجامعات والمدارس والمعاهد والأسواق والشوارع العامة.
    •ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ… زيارات متتابعة لأسر وأهالي الأسرى المضربين لرفع معنوياتهم وتحسس آلامهم.
    •Ø¥ØµØ¯Ø§Ø± قرار رسمي بالإضراب ليوم واحد من كل أسبوع والاحتشاد في ساحات المدن وتغطيته إعلاميا.
    •Ø§Ù„ضغط من خلال المحافل الدولية لاستصدار قرار دولي يرمي إلى تشكيل طاقم طبي فلسطيني يشارك في الإشراف على الوضع الصحي للمضربين وخاصة المرضى.
    هذه المقترحات تشكل إسهاما متواضعاً قد يكون زهرة في بستان النضال الذي يخوضه الأسرى.
    وختاما تحية إلى كل أولئك المحاربين بأمعائهم وأجسادهم النحيلة، تلكم النخبة الذين أبوا أن يضحوا بكرامتهم، فإن كان هناك ما يستوجب التضحية لأجله فيجب ان تكون التضحية بالروح وليس بالكرامة.


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية