19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيدان وسيم وإياد حكاية بطولة صنعت انتصار البنيان المرصوص

    آخر تحديث: الإثنين، 08 سبتمبر 2014 ، 11:19 ص

    حكايتنا هي حكاية فلسطينية بعبق التاريخ الناصع مغمسة بالدم القاني ورائحة الزعفران، حكاية شعب أبى الذل والهوان، حكاية شباب حملوا أرواحهم على أكفهم، ومضوا في طريق ذات الشوكة لم يضرهم من خذلهم، ولا من انحرفت بوصلته عن الطريق.
    إنها حكاية الشهداء .. مرسومة باللون الأحمر على  لوح "السماء الزرقاء" بقلم مداده "كسر الصمت" وريشته  "البنيان المرصوص"ØŒ لتصنع تلك البطولات لوحة عز وفخار لشعب تكالبت عليه الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، لكن هيهات هيهات لقد تبددت كل تلك الجموع وغرقت في بحر صمود وبسالة غزة، بعد أن تفوق الكف على المخرز، حينما وقفت أقوى قوة في منطقة الشرق الأوسط  والقوة الرابعة على العالم عسكرياً عاجزة أمام ثلة مؤمنة تسلحت بالإيمان بالله وببعض الإمكانات المتواضعة التي استطاعت صناعتها رغم الحصار المشدد من القريب والعدو، والمراقبة الشديدة من قبل أجهزة تنصت الاحتلال الصهيونية، فكانت معركة الصمود الأسطوري أمام الهجمة (الصهيوأمريكية) العالمية، وكان الانتصار بعد (51) يوماً من الحرب الطاحنة التي أتت كل شيء، لكنها تكسرت أمام إرادة شعب يأبى الهزيمة والانكسار.

    للأم العظيمة قصتها وحاكيتها
    "الشهيدان الشقيقان إياد ووسيم نصر عبدو شراب، أنا من اخترت لهم هذا الطريق، وشجعتهم على المضي فيه، منذ كانوا أطفال صغار يلهون ويلعبون مع رفاقهم في أزقة الشوارع، ومن الطبيعي جداً أن أكون اليوم فخورة بهم وأنا أزفهم إلى جنات النعيم، مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا"، بتلك الكلمات بدأت والدة الشهيدين أم محمود حديثها المفعم بالحب، وهي تحمل بين يديها حفيدها "وسيم" نجل الشهيد وسيم، والذي جاء ميلاده بعد نحو أسبوعين من ارتقاء والده وعمه في غارة صهيونية استهدفتهما أثناء تواجدهم داخل منزلهما المكون من ثلاثة طوابق بمنطقة الضابطة الجمركية شرق خان يونس.
    وتابعت الوالدة الصابرة حديثها قائلةً الذي كان في ضيافتها: "كنت اعلم أنني سأفتقد أحدهما شهيداً يوماً قريباً، ولكن شاء القدر أن أفقد الاثنان معاً في ساعة واحدةً"ØŒ مرددة  بعد لحظة صمت سقطت فيها دمعة حزينة على وجنتيها كلمات تنم على الإيمان بقدر الله واصطفائه لفلذات كبدها شهداء في ليلة السابع والعشرين من رمضان، مساء يوم الجمعة.
    وأكملت حديثها بصوت حزين: "إياد كان يتوقع الاستشهاد في أي لحظة لأن عمله كان ضمن الوحدة المدفعية، لهذا كان كثيراً ما يوصني وزوجته بالصبر والاحتساب والدعاء له، ورعاية وتربية نجله عرفات على تعاليم الإسلام وحفظ كتاب الله".
    وعند سؤالها عن الصفات التي كان يتميز بها كل شهيد ØŸØŒ أجابت بعد أن نظرة نظرةً خاطفةً إلى صورة نجليها المعلقة أمامها، قائلةً: "لكل منهم شخصيته التي كان ينفرد بها عن غيره، ولكلٍ منهم صفاته التي كان يتمتع بها، لكنهم في المحصلة كانوا حنونين يملكون قلوب بيضاء رقيقة شفافة متسامحة ومتحابة لا يعرفون للمكر والضغينة طريق، إلى جانب ذلك كانوا  يتصفون بالشجاعة والنبل والإقدام على طاعة الله والجهاد في سبيل مهما بلغت الصعاب التي تحول دون مواصلتهم لهذا الطريق، ويتميزون بالالتزام والأخلاق العالية الرفيعة"ØŒ مبينةً أنها كانت تحرص كل الحرص على زرع القيم النبيلة في قلوبهم وعقولهم منذ نعومة أظفارهم، من خلال إرسالهم إلى مراكز حفظ القرآن، وحثهم على الصلاة في المسجد.
    وتابعت حديثها: "لا أذكر أن أحد منهم أغضبني يوماً، وإن حدث من أحدهم تصرف لا يرضني، كان يحرص كل الحرص على إرضائي بشتى الطرق والوسائل في نفس اليوم".
    وتمنت الأم الصابرة المحتسبة أن يمنحها الله الصحة والقوة حتى تتمكن من تربية أبناء الشهيد على ذات النهج الذي مضى عليه آبائهم حتى يكتب الله لشعب فلسطين النصر على أعداء الله وأعداء المسلمين بني "يهود" الصهاينة.

    تقاسمنا كل شيء
    أما شقيقهم محمود فتحدث عن العلاقة الحميمة التي كانت تربطهم ببعضهم البعض، قائلاً: "منذ الطفولة كنّا نحن الثلاثة مع بعضنا البعض كما التوأم الواحد نشتري ذات الملابس، ونلعب ذات اللعبة، ونصلي معاً،  ونحفظ القرآن معاً، وأصدقائنا واحد، حتى في النجاح كنّا شركاء، حتى جاء استشهادهم معاً، وبقيت أنا هنا اروي حكايتهم وقصة بطولاتهم التي يصعب احتوائها في تقرير أو حتى في كتاب رغم صغر سنهم".
    وتابع حديثه قائلاً :" في الأيام الأخيرة من العدوان كنت وأشقائي نقضي معظم أوقاتنا معاً، فتذكرت وإياهم أيام الطفولة التي ابتعدنا عنها كثيراً بسبب طبيعة الحياة وانشغالاتنا بها، فحاولنا أن نعيد بعض الذكريات الجملية من خلال مشاهدة البوم الصور الخاص بنا، وممارسة بعض الطقوس التي كنّا نعتاد القيام بها معاً كإعداد الطعام، ولكن استشهادهم خطف مني تلك اللحظات الجميلة"، سائلاً المولى عز وجل أن يتقبل شقيقاه وكل من ارتقوا في سبيل الله مع الشهداء والصديقين وأن يجمعه وكل أهله ومحبيه وأبناء أمته في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى.

    رفاق يعز فراقهم
    في حين أوضح "بلال" صديق الشهيدين أن الحديث عن " وإياد و وسيم" يزيد من شعوره بالحزن والألم على فراقهم رغم إيمانه ورضاه باصطفاء الله لهما شهداء، وقال بلال: "تعرفت على إياد ووسيم، من خلال شقيقهم محمود، لكن محبتهم زادت في قلبي بعد أن تعمقت العلاقة بهم، ففي كل مرة كنت اكتشف بهم صفات جديدة تجعلني أتمسك بصداقتهم، وأحرص على بقائها واستمرارها، حتى كان استشهادهم"، مؤكداً أن استشهادهم ترك في حياته فراغ كبير وجرح غائر يصعب التئامه.

    الشهيد إياد في سطور
    ويذكر أن الشهيد إياد نصر عبدو شراب "أبو عرفات" جاء ميلاده في 24/4/ 1990م، لأسرة فلسطينية متواضعة ملتزمة بتعاليم الإسلام، وتتكون من الوالدين وثلاثة أشقاء وأخوات.
    شهيدنا إياد حصل على شهادة الثانوية العامة، وكان يرغب هذا الالتحاق بكلية العلوم Ùˆ التكنولوجيا بخان يونس، لكن استشهاده حال دون تحقيق حلمه. وشهيدنا المجاهد متزوج ولديه طفل  اسمه عرفات تيمناً بالشهيد عرفات أبو عيد، وزوجه حامل.
    التحق شهيدنا أبو عرفات في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في سن مبكر، في  خضم انتفاضة الأقصى المباركة عام 2003Ù…ØŒ حيث كبر وترعرع على موائد القرآن وحلقات الذكر، وكان من الأشبال الناشطين في مجال الإعلام والمشاركة في كافة الفعاليات التي تدعوا اليها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وما أن كبر واشتد عوده حتى سارع إلى مطالبة إخوانه الالتحاق في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكان له ذلك في عام 2007Ù…ØŒ حيث تلقى عديد الدورات العسكرية على مختلف الأسلحة التي تمتلكها المقاومة.
    عمل الشهيد إياد في بداية حياته الجهادية ضمن صفوف المرابطين على الثغور، ثم التحق بعد تلقيه عدة دورات عسكرية بوحدة المدفعية، التي كان لها صولاتها وجولاتها خلال معركة "البنيان المرصوص"، وأسفرت عن قتل وإصابة العديد من الجنود الصهاينة.
    ويسجل للشهيد مشاركته الفاعلة في معارك "بشائر الانتصار"، و" السماء الزرقاء"، و"كسر الصمت"، و "البنيان المرصوص".
    وارتقى الشهيد أبو عرفات في السلم التنظيمي لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حتى أصبح عن جدارة واستحقاق مسئول وحدة المدفعية بمنطقة "الأوروبي"ØŒ المسئولة عن اطلاق مئات قذائف الهاون وصواريخ الـ107 على المواقع العسكرية المحاذية لشرق خان يونس، ورتل الدبابات التي توغلت إلى داخل المناطق الشرقية.    
    ويؤكد المجاهد في سرايا القدس "أبو الوليد"، أن الشهيد "إياد" يقف وراء تنفيذ العديد من المهمات الجهادية الخاصة، التي تم تنفيذ بعضها بنجاح، وتأجيل تنفيذ البعض الآخر في اللحظات الأخيرة بقرار من سرايا القدس بعد إذعان الاحتلال لشروط المقاومة، رافضاً الإفصاح على المزيد من المعلومات التي تعتبرها ضمن المفاجئات العسكرية التي لازالت تحتفظ بها سرايا القدس في جعبتها، لاستخدامها في الوقت المناسب.

    الشهيد وسيم في سطور
    أما شقيقه الشهيد وسيم نصر عبدو شراب "أبو وسيم" فجاء فجر ميلاده يوم 6/1/ 1992م، في مدينة خان يونس، قلعة المجاهدين، صانعي الانتصار.
    شهيدنا أبو وسيم حصل على شهادة الدبلوم في تخصص إدارة المنظمات الغير حكومية قبل نحو عامين، بسبب قلة فرص العمل الحكومية، أنشأ وصديق له مطبعة "البيرق" كمشروع خاص بهم.
    الشهيد وسيم تزوج قبل نحو قبل نحو عام ونيف، ورزقت أسرته بمولده البكر "وسيم" بعد استشهاده بأسبوعين.
    ومع اشتداد ذروة انتفاضة الأقصى، انخرط الشهيد "وسيم" في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، كما شقيقه "إياد" في عام 2003.
    وحرص الشهيد وسيم على المشاركة في كافة الفعاليات التي كانت حركة الجهاد الإسلامي تدعو الجماهير اليها، كما عمل وسيم ضمن اللجنة الإعلامية لحركة الجهاد.
    وتميز الشهيد وسيم بصوته الجهوري، وامتلاكه لنعمة الخطابة، فكان كثيراً ما يقود التظاهرات التي تدعو لها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفي كثير من الأحيان كان يلقي  الخطب
    الجهادية على إخوانه المجاهدين في الجلسات الأسرية.
    رويداً رويداً بدأ وسيم يخطو خطواته الثابتة نحو الانضمام لسرايا القدس، حتى كان له ذلك عام 2007م، تلقى خلال العديد من الدورات العسكرية المختلفة، بسبب قدرة الشهيد وسيم على الخطابة، فتم اختياره ليكون جندياً ضمن صفوف وحدة سلاح الإشارة التابعة للسرايا، وكان لها دورها البارز في تعزيز صمود المجاهدين بالميدان ونقل انتصاراتهم إلى القيادة التي كانت ترقب عن كثب سير العمليات على الأرض وتوجه الرسائل والتعليمات إلى المجاهدين.
    ويسجل  للشهيد وسيم إلى جانب عمله في سلاح الإشارة تنفيذ العديد من المهمات الجهادية، والحرص على الرباط على الثغور برفقة إخوانه المجاهدين، وإلى جانب إلقائه كلمات سرايا القدس وهو ملثم في مهرجانات تأبين الشهداء، وبعض المهمات الإعلامية الخاصة.

    استشهادهما
    كما كل العاشقين للقاء الله، كان الشهيدان إياد ووسيم يرددون وهم على خط الدفاع الأول قوله تعالى " عجلت إليك ربي لترضى"ØŒ فكان استشهادهما مساء يوم الجمعة 27 رمضان، الموافق 26/7/2014Ù…ØŒ حيث استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية من نوع( اف16) منزلهم  المكون من ثلاثة طوابق والواقع  قرب الضابطة الجمركية شرق خان يونس، بعدة صواريخ، ليرتقي الشهيد إياد ووسيم ورفيق دربهم الشهيد سالم الهديهدي، حيث تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثمان الشهيد "إياد" في اليوم التالي، فيما انتشال جثمان الشهيد وسيم وسالم  بعد يومين من قصف المنزل.

     

     

    المصدر: سرايا القدس


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية