الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد أمجد حمدان لم يتوان عن البذل والعطاء في سبيل الله

    آخر تحديث: الإثنين، 22 سبتمبر 2014 ، 01:50 ص

    للواقع المأمول ألف حكاية وحكاية خطها شباب نسجو الأمل بنزف جرحهم وعزف البارود الذي استوغل في أجسادهم المتعبة بوجع الفقر المستقر في أيام عمرهم صمدوا فكان الصمود لحنا تنشده عيونهم الساهرة فوق ركام بيوتهم المدمرة تستأنس بفيء النور المنبعث من ذاكرة الشهداء، توالت أيامهم وأصبحت كسابقاتها أغلقت أبواب تتلوها أبواب وأنهكت جوارحهم من تكرار المحاولة فقرروا أن يغامروا بزهرة أيامهم علهم يصنعوا شعاع يبزغ أملا وإن شق طريقه عبر زرقائها التي لا تعرف الرحمة بمن استوحش بحلكتها ليلاً غادروا والأمل يتسلل عبر عيونهم ويرسم حياة تلفظ كل فقر وتلعن كل تعب لكن الفاجعة كانت أسرع من الحلم الذي تحطم عند أول نقطة على خطى واقعهم المأمول.
    على أنقاض منزله المهدم تتجمع عائلته لتروي حكايتها في أيام العدوان على غزة وتروي لنا قصة ابنها الشهيد المجاهد "أمجد زاهر حمدان" ضابط سلاح الإشارة في كتيبة الشهيد عبد الله السبع في "لواء الشمال".

    بزوغ الفجر
    "أم ناجي" والدة الشهيد أمجد تحدثت في بداية حديثها لـ "الإعلام الحربي" عن نشأته ولحظة بزوغ فجر فلذة كبدها ، قائلةً: "ولد نجلي أمجد بتاريخ 21 / 10 / 1990 م والتحق بمدارس بيت حانون وكان من المميزين في دراسته حتى أنهى تعليمه الثانوي ونظراً للظروف الحياتية الصعبة لم يتمكن من إكمال دراسته الجامعية، فالتحق بجامعة الإيمان والوعي والثورة جامعة الجهاد الإسلامي".
    وعن الصفات التي تحلى بها نجلها أمجد قالت والدته: "كان أمجد محبوباً من الجميع فقد كان أصحابه متعلقون به كثيراً وكانوا يترددون على بيتنا بشكل شبه يومي، مشيرةً إلى قربه الشديد منها، وانه كان دوماً يخلق جو مرح داخل البيت".
    وتابعة حديثها قائلةً:" كان أمجد يداوم على الصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر وكان حنونا على أخوته وأهل بيته وأصحابه وكان عنيدا على الحق يصرخ بكلمة الحق في وجه الجميع لا يخاف في الله لومة لائم".

    آخر لحظة
    وعن آخر يوم رأت فيه نجلها الشهيد أمجد قالت والدته:" كان أمجد يفطر مع زوجته ويأتي مباشرة ليجلس عندي قبل أن يذهب لصلاة العشاء والتراويح في بداية شهر رمضان أما في العدوان فكان يأتيني ويجلس ثم يذهب ليصلي، وقبل استشهاده بيوم طلب من زوجته أن تذهب للإفطار مع أهلها لأنه يريد أن يكون معي على مائدة الإفطار ولم نكن نعرف بأنها ستكون آخر مائدة وآخر لقاء معه".

    رجل من طفولته
    من جانبه تحدث والد الشهيد أمجد حمدان عن الصفات التي تحلى بها نجله، قائلاً:" كان أمجد رحمه الله نشيط جدا وكان قوي الشخصية منذ طفولته وكنت اشعر برجولته وشجاعته، وكنت اشعر بأنه جانبي في كل الأوقات ولم أتصور في يوم بان يكون بعيدا عني ولكن قدر الله كان نافذا، وكان يقدم عمله الجهادي على أي شيء آخر ففي ساعات عمله عندي في ورشة دهان السيارات يأتيني ليطلب مني بان يخرج ساعة فيخرج وأحيانا لا يعود إلا في وقت متأخر من الليل".

    موقف لا ينسى
    واستذكر والد الشهيد أمجد آخر موقف له قبل رحيله نحو الجنان قائلاً:" آخر موقف لنجلي أمجد والذي لن أنساه عندما كان يلاعب ابنه الصغير حذيفة وقبل استشهاده بنصف ساعة قال له:" خلاص يا بابا أنا لأي وقت بدي أظل أخدمك لازم تعتمد على نفسك". هذه الكلمات التي قالها لابنه الصغير كان يشعر بأنه سوف يرحل سريعا ولم نكن نعلم بأن أمجد سوف يرحل عنا بعد دقائق معدودة". مشيراً إلى انه كتب وصيته أمام والدته وزوجته قبل استشهاده بأسبوعين واخبرهم بأنه يشعر بقرب أجله ليرحل عن هذه الدنيا الزائلة".

    منبع للأمن والأمان
    من جانبها تحدثت زوجة الشهيد أمجد حمدان لـ"الإعلام الحربي" عن بعض الصفات التي تحلى بها زوجها، قائلةً: "أمجد كان حنونا وكنت اشعر بأنه دائما معي وكان يساعدني في كل شيء حتى في تربية أبنائي ولم اشعر بأنه  قصر بشيء بالعكس كنت دائما استمد منه الحنان وبجواره أجد الأمن والأمان".
    وأضافت الزوجة الصابرة:" كان أمجد يحمل نجله حذيفة وبعد إطلاق طائرات الاحتلال الصاروخ الأول الذي سقط بجوار خالته وأبنائها خرج أمجد مسرعا لإنقاذهم فأعطاني حذيفة وقال لي ابعدي من المكان وبمجرد سرت إلى الوراء بضعة أمتار سمعت إطلاق الصاروخ الثاني كنت خائفة جدا ولم التفت ورائي ولكن بعد وقت قليل رجعت وشاهدت بعض المصابين يطلبون المساعدة ولكن لم يكن احد وبدا المصابون يحاولون الوقوف شاهدت بعضهم إلا أنني لم أرى أمجد فقد استشهد على الفور وعندما علمت بان امجد استشهد تلقيت خبر استشهاده بالصبر والاحتساب".

    رحلة الجهاد
    أبو عمر احد مجاهدي سرايا القدس بكتيبة الشهيد عبدالله السبع واحد رفقاء درب الشهيد المجاهد أمجد حمدان" تحدث عن أبرز المحطات الجهادية للشهيد حيث قال: التحق الشهيد أبو حذيفة بحركة الجهاد الإسلامي في العام 2008 ، وشارك في كافة فعاليات الحركة الجهادية، ونظراً لالتزامه الشديد وإلحاحه على قيادته تم اختياره ليكون مجاهداً بالسرايا عام 2009، ومن ثم انتقل للعمل في سلاح الإشارة التابع لسرايا القدس ليكون ضابط الإشارة في كتيبة الشهيد عبدالله السبع، مشيراً إلى أن أمجد أثبت جدارته في عمله، فكان مرابطاً لا يتوانى لحظة واحدة عن البذل والجود في سبيل الله.
    وتابع أبو عمر حديثه: "أمجد شارك في التصدي لعمليات التوغل الصهيونية التي شهدتها بلدة بيت حانون، وشارك كذلك في الرباط على الثغور، وعمل مؤخراً في سلاح الإشارة التابع لسرايا القدس في لواء الشمال، وكان نعم المجاهد الفاعل في هذا المجال".

    رحلة الخلود
    بعد أن شن العدو الصهيوني حربه على قطاع غزة، ووجهت فصائل المقاومة ضرباتها الصاروخية نحو المدن الفلسطينية المحتلة، وأصبح العدو يتخبط ويقذف بحمم صواريخه في كل مكان وبعد أن شاهد شهيدنا أمجد الطائرات الصهيونية تطلق صاروخا بالقرب من منزله لتستهدف خالته واثنين من أبنائها هب مسرعا ليسعفهم وعند وصوله لمكان الاستهداف أطلقت الطائرات صاروخا آخر أصاب شهيدنا مباشرة ليرتقي شهيدا بتاريخ 8/7/2014 م لتلتقي روحه الطاهرة بروح قائده الذي سبقه القائد حافظ حمد الذي سبقه بيوم ولتعانق أرواحهما الجنان.


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية