الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ذكراك مجدٌ يهزُّ نوافذ الشمس

    آخر تحديث: السبت، 25 أكتوبر 2014 ، 5:04 م

    بقلم: عبد الله الشاعر
    مولاي أبا إبراهيم.. أيها المجبول بجمرة جرح، هل جئت تروي عطش الأرض، وتُحذّر الناس من فداحة الهبوط إلى مستوى الحجارة والطحالب ؟!!!
    هل جئت تعيد قراءة الأقدار،ولم تكن قائد مصادفات، فلم تنخدع بزواج الإكراه بين البندقية وغص الزيتون،، ولم تقفز من على صهوة المجد إلى حضن الزعامات بخفّة بهلوان !!
    من رحم الأمة جاء، وفي سبيل الله ظلّ يمضي...يمنعه وعيه التاريخيّ ذبذبة المواقف، ويكره الكراسي التي تتحوّل مع الزمن إلى لافتة حمراء تصرخ في وجه الثائر ( توقف ) حين يكون في ذروة جهاده وتفانيه، فتقطع أنفاسه، وتبهت أفكاره، وتسكب الثلج على وقوده المشتعل، وتضطره إلى خيانة نفسه وذويه !!
    مفكّرٌ تطهّر قلبه من سواد الحقد، وتبرأ قلمه من حليب الكراهية العكر.
    تحرّر الحرف على يديه من الولاء والطاعة، كما تحرّر - كذلك – من رجس الشتيمة.
    كلماته نحلةٌ حبلى بألف قطرة سكّر... تقطر في وعينا ضوءاً وعبيرا، فيما غيره من الزعامات الكرتونية دمى تعلك خبز أوهامها.
    ها نحن نفتش عن الأبطال الذين ملأوا مخيّلتنا – يوم كنا أطفالاً- بالرؤى والأحلام فلا نرى إلا هياكل خشبية لها شكل الفرسان، ولا تتحرّك إلا بوساطة المسننات والنوابض... فرسانٌ عانقوا وسائدهم وناموا... ناموا ورياح الغزاة تلطم نوافذهم دون هوادة، وحوافر التاريخ تنبش تراب بلادهم كما لم تنبشه من قبل.
    كانت أفكاره لافتات تحدٍّ في وجه العصر اليهودي الجبان، وفي وجه المتخاذلين الذين أدمنوا النوم تحت لحاف الخرافة والتقاليد...لذا رأيناه يدفع الضريبة ويمشي عل سطحٍ من الكبريت الساخن، ويهدهدُ جراحاته ولا ينكسر.
    لم تكن فلسطين لديه ورقة يانصيب، ولم يكن عشقها يحتاج لعقودٍ من صلوات الاستخارة، أو زيارة بيوت المنجمين !!!
    من البدء أدرك أن أخطر ما يقع فيه المفكّر هو مهادنة الأشياء التي تحيط به، وأن المفكر الذي لا يعرف قشعريرة الصدام مع الشرّ يتحوّل إلى ( مفكّرٍ أليف ) استُئصلت منه غُدد الرفض والمعارضة.
    لم يكن قائدا مصنوعاً من مادة الحلم والتمني، ولا موظّفاً عند حكومة يأكل من خيراتها ويشرب، وفي نهاية الصلاة يدعو لسلطانها بطول العمر والبقاء.
    كان يدرك أن كل كلمة لا تأخذ في هذه المرحلة شكل البندقية تسقط في سلّة المهملات...لذا لم يكن غريباً أن يحبُّ صعود الجبال، ويأكل حذاؤه من جبين الصخر... ويفتح النار على أوكار السحرة والمشعوذين والاتكاليين والتنابلة...فليس هناك أصنامٌ غير قابلة للرجم، ولا مكان لحاكمٍ تعوّد النوم على سريرٍ من قصائد المديح والثناء.
    أتدري أن أحفاد عمرو بن كلثوم أصبحوا يحفظون الشعر العبريّ عن ظهر قلب... وصاروا يعافون شرب الماء صرفاً، ويشربون – إذا شربوا – كدراً وطينا !!
    خطباء إذا خطبوا تثاءب المنبر من خطاباتهم.... وكتّاب أكثر مقالاتهم تجلب الغثيان عن بعد أميال.
    آهٍ ما أشدّ حنيننا إليك... وما أحوجنا إليك وأنت تعلمنا أن نور الإنسان لا يموت ما دام في شرايين قلبه قطرةُ دمٍ أو بريق إرادة... وما أحوج المفكرين لحكمتك التي سطّرتها بمداد دمك ( إن المفكّر أول من يقاوم وآخر من ينكسر ) ؟
    بعد كل هذا لا غرابة أن يسلقك الطغاة وبعض الحاقدين بألسنة حداد !!
    وأي غرابةٍ كذلك ألا يغمرك بالورد والحبّ كل المستضعفين وعشّاق الحرية ؟
    في ذكرى صعودك نحو حتفك باسماً لا نملك إلا الحب، فهل ترضيك كلماتٌ هنّ بعض الوفاء.


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية