الأسير عمار موسى .. عشر سنوات خلف القضبان بلا زيارات

الأسير المجاهد/ عمار موسى

موضوعات ذات صلةً

• طارق قعدان: 17 اعتقالاً Ùˆ12 عاماً في الأسر ووضعٌ صحيٌ سيء
• شهادات لأسرى تعرضوا لاعتداءات أثناء اعتقالهم

تنهمر بغزارة دموع أم عمار كلما حل موعد زيارات السجون التي تصادر حرية ابنها عمار صبحي عثمان موسى (34 عاما) وتحرمها من عناقه وحتى رؤيته، فعلى مدار السنوات الماضية أدرج اسمها ضمن قائمة الأمهات الممنوعات من الزيارة بحجة أمنية التي امتدت لتطال كل أفراد أسرتها لعقابها والانتقام من عمار ونضالاته ومواقفه في مقارعه الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى.
يقشعر بدن أم عمار عندما تسمع كلمة زيارة التي ترتبط بالمنع الأمني وتقول "لن نشعر بالفرح والطمأنينة إلا عندما تنتهي تلك العبارة التي أكرهها وأشعر بألم وحزن كلما توجهت للصليب الأحمر لمعرفة مصير طلبات التصاريح التي نقدمها كل فترة، فمنذ اعتقال ابني ينغص علينا الاحتلال حياتنا برفض منحنا تصريح لتصنيفنا ضمن فئة الممنوعين أمنيا"، وتضيف "عندما يشطب اسمي وأبنائي من تلك القائمة التي تعتبر عقابا أكبر من السجن وأتسلم تصريحا كباقي أهالي الأسرى يسمح لي بزيارة عمار بشكل منتظم عندها يمكن أن نفرح ونحتفل ونوزع الحلوى فحرمان الزيارات أكبر ألم في حياتي".

آثار الفراق
كثيرة هي محطات الألم التي رافقت حياتها منذ اعتقال عمار اثرت على حياة الوالدة كثريا فأصبحت تعاني من الضغط والسكري ورغم ذلك ما زالت تتنقل بني أبواب المؤسسات اثارة قضية وهموم الأسرى الممنوعين أمنيا وبينهم نجلها الثالث في أسرتها المكونة من 8 أفراد، وتقول "كل حياتي تعني عمار وأبنائي جميعا لا يمكن أن يعوضوني عنه، فقد ارتبط بعلاقة وطيدة معي وهو أحب أبنائي لقلبي لأنه كان مخلصا مطيعا وحنونا"، وبمجرد الحديث عن عمار تستعيد الوالدة قوتها لتتغلب على كل مشاعر الالام وان كانت لا تتوقف عن البكاء لاعتقاله وحرمانها منه، وتقول "في ريعان الشباب كان يشارك في المسيرات والتعبيرات عن حبه لوطنه وفي مدرسته كان نشيط في أوساط الطلبة في مقاومة الاحتلال لذلك عندما اندلعت انتفاضة الأقصى لم يتأخر عن تأدية واجبه".

المقاومة والانتفاضة
لم يكمل عمار دراسته بعد الثانوية العامة فالأوضاع والظروف الاقتصادية جعلته يتوجه لسوق العمل ولكنه كان يواظب على المشاركة في الفعاليات الوطنية، وتقول "تميز عمار بالصمت والكتمان لذلك كان يعمل في النهار وفي الليل يقاوم الاحتلال سر ولم نلاحظ أي شيء حول نشاطه حتى بلغنا نبا اعتقاله".
سرا التحق عمار بصفوف حركة "الجهاد الاسلامي"، وتقول والدته "فجأة اعتقله الاحتلال في 2003/8/13 عن أحد الحواجز الطيارة بالقرب من بلده عرابة واقتادوه للتحقيق في سجن الجلمة وانقطعت أخباره"، وتضيف "كان اعتقاله مفاجئا ولم تتوقعه وعشنا أياما عصيبة خلال فترة التحقيق معه التي استمرت 60 يوما مورس خلالها بحقه كل أشكال التعذيب بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية لصالح حركة الجهاد الاسلامي".

انتقام مستمر
انتهى التحقيق لكن جهاز الأمن الصهيوني نفذ تهديده لعمار خلال التحقيق بعقوبات بلا نهاية، ويقول شقيقه زاهر "تذوقنا كل صنوف المعاناة جراء القهر والعقاب الذي مورس بحق أخي فمن النقل بين السجون الى العزل والغرامات والحرمان من كافة حقوقه وحتى رغم أنه يسمح لوالدتي بزيارة أخي مرة كل عام أحيانا كانت تحرم تلك الزيارات"، ويضيف " بعد العناء والمشقة والتنقل عبر الحواجز والتفتيش تفاجأ عندما تصل لبوابة السجن ان اخي معاقب او نقل في نفس اليوم".
ويضيف "أن أهالي الأسرى يعيشون أقسى الأوضاع خلال الزيارات التي تعتبر معاناة بحد ذاتها لأن الاحتلال يخترع الأساليب التي تنفر الأهالي من الزيارات وتعمل على الضغط عليهم وحرق أعصابهم"، ويتابع "ورغم ذلك الجميع يصبر ويحتمل و ينتظرون زيارة أولادهم دون اهتمام بإجراءات الاحتلال، فصمود الأهالي وتحديهم للمحتل يعزز ثبات وصمود الأسرى".
في سجن مجدو يقبع عمار حاليا ويتمنى زاهر أن يراه، ويقول "اننا مشتاقون جدا لأخي وليل نهار نردد مع أمي دعوات الحرية له ولكل الأسرى للخلاص من الاحتلال وسجونه"، ويضيف "خلال عشر سنوات قرعنا كل الأبواب لإلغاء المنع الأمني وزيارته انا وأشقائي لكن دون جدوى فمتى سنتحرر من هذه القيود والمعاناة؟.

تعليقات الفيسبوك