الشهيد بلال كميل: حياة ملؤها جهاد وختامها استشهاد

موضوعات ذات صلةً

• ملف خاص في ذكرى استشهاد الدكتور فتحي الشقاقي
• الشهيد رامي أبو لحية: عزيمة لا تلين

الميلاد والنشأة
ولد الشهيد بلال حمود عبد الفتاح كميل بتاريخ 1-2-1981 في بلدة قباطية ÙƒÙ…ا يقول شقيقه الأكبر "محمد" لأسرة مكونة من 8 أشخاص كان ترتيبه بينهم الثاني، ÙˆÙ…نذ صغره كان مختلفا عن جميع أقرانه في كل شيء في نهجه وتفكيره وحياته فكانت أولى Ø§Ù„مهام الأصعب في حياته حرمانه من طفولته ومقاعد الدراسة عندما اضطر في الصف التاسع Ù„ترك المدرسة والانضمام إليّ لمساعدتي في إعالة أسرتنا، فعملنا سويا في محاجر Ù‚باطية التي منحته قوة الإرادة وصلابة الجسد كونها مهنة شاقة.

مشواره الجهادي
ويضيف شقيق Ø§Ù„شهيد، ومع اندلاع الانتفاضة لم يتردد في تلبية نداء الواجب فشارك في المسيرات ÙˆØ§Ù„مواجهات ومقاومة الاحتلال حتى انخرط بشكل سري في حركة الجهاد الإسلامي وتميز عن Ø£Ø¨Ù†Ø§Ø¡ جيله بحرصه على قراءة وحفظ القرآن والتزم المسجد وعرف الطريق للجهاد من خلال Ø¯Ø±Ø§Ø³Ø© فكر ومبادئ الجهاد الإسلامي التي حمل لوائها ولكن قوات الاحتلال بدأت Ø¨Ù…لاحقته منذ العام 1993 حيث نجا خلالها من عدة محاولات اغتيال حتى تمكنت قوات Ø§Ù„احتلال من اعتقاله في 24-1-2004Ù….
خلال الاعتقال يقول "محمد" تعرض بلال لتعذيب ÙˆØ­Ø´ÙŠ من قبل المخابرات ولكن ذلك لم ينل من قناعاته وإيمانه بصوابية فكر حركة الجهاد Ø§Ù„إسلامي التي تعمق فيها أكثر خلال اعتقاله وبعد الإفراج عنه بفترة وجيزة سرعان ما Ø¹Ø§ÙˆØ¯ نشاطه في الحركة، فكانت قوات الاحتلال له بالمرصاد فاعتقلته في عام 2005 مرة Ø£Ø®Ø±Ù‰ وأمضى عام ونصف في سجون الاحتلال فخرج أكثر قوة وإيمانا واستعدادا للتضحية ÙˆØ§Ù„بذل والعطاء والجهاد.

بطولات لا تنسى
ويقول رفاقه في سرايا القدس شكلت اعتقالات بلال محطات في صقل شخصيته ÙˆØªØ¹Ù…يق انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي وقضية شعبه ففور خروجه من المعتقل مرة ثانية Ø§Ù„تحق بالخلايا السرية لسرايا القدس وكان من عشاق الشهادة والجهاد بكل معنى الكلمة ÙØ£Ù…ضى أوقاته في مقارعة المحتل والاشتباك معه وحتى عندما كانت قوات الاحتلال لا ØªØªÙˆØºÙ„ في قباطية كان يتوجه لمدخلها القريب من الشارع الالتفافي وينصب الكمائن Ù„دوريات الاحتلال ويشتبك معها ولكن المحطة الأكثر تأثيرا بحياته كانت استشهاد صديقه ÙˆØ±ÙÙŠÙ‚ دربه الشهيد أحمد راجح كميل ابن سرايا القدس ويقول رفاقه منذ الصغر نشأت Ø¹Ù„اقة وطيدة بين أحمد وبلال فنشأ معا في الحارة والبيت والمدرسة وكانا دوما معا Ø­ØªÙ‰ في مقاومة الاحتلال وحمل لواء السرايا وعندما كان يجهز أحمد عبوة ناسفة في أحد Ø§Ù„منازل في قباطية انفجرت به واستشهد في 17-5-2005 فتأثر كثيرا وأقسم على الثار ÙˆÙ…واصلة المسيرة، ويتذكر أحد رفاقه أن بلال منذ صغره كان يحمل نفس وروح الجهاد ففي Ø¥Ø­Ø¯Ù‰ المرات تسلل مع بعض رفاقه إلى أحد مخيمات جيش الاحتلال التي كانت مجهزة Ù„لتدريب قرب قرية الزبابدة وتمكنوا من الاستيلاء على معظم محتوياتها من أسلحة وعتاد ÙˆÙ…Ù† ثم التمكن من الفرار.

المطاردة
لم يتأخر Ø¨Ù„ال عن معركة أو مواجهة يقول رفاقه في سرايا القدس ودوما كان في مقدمة الصفوف يقود Ø§Ù„مجاهدين ويتصدى للاحتلال الذي بدا بملاحقته ومطاردته فتعرض منزله لعشرات حملات Ø§Ù„دهم والتفتيش ويقول شقيقه محمد: لم يعد يمضي يوم علينا دون اقتحام قوات الاحتلال Ù„منزلنا في الليل والنهار مداهمات وتخريب وتدمير واحتجازنا وتهديدنا ودوما كانوا ÙŠÙ‡Ø¯Ø¯ÙˆÙ† بتصفية بلال وفي إحدى المرات اعتقلوني وأخي صالح واقتادونا إلى معسكر "سالم"  الاحتلالي وأخضعونا للتحقيق عدة ساعات كما أن قوات الاحتلال تعمدت اقتحام منازل Ø£Ù‚اربنا وجيراننا، واحتلالها ونصب الكمائن واحتجاز المواطنين والتنكيل بهم والتهديد Ø¨Ø£Ù‚سى العقوبات لكل من يقدم الدعم والمساندة للمجاهد "بلال".

رفض الاستسلام
اشتدت وتيرة ملاحقة "بلال" يقول شقيقه: "محمد" وكثف الاحتلال من كمائنه حتى أصبحت الوحدات الخاصة لا تفارق قباطية وكلما Ù‚لنا لبلال احذر على حياتك كان يقول لا تخافوا وادعوا لي بالشهادة فقد كان شديد Ø§Ù„إيمان يتمتع بمعنويات عالية وعندما برزت قضية تسليم سلاح المطلوبين وما يسمى Ø¨Ù€"العفو عنهم" رفض تسليم نفسه والتوجه للمقاطعة وأصر - كما كل أبناء سرايا القدس - على التمسك بسلاحه ومواصلة مسيرة الجهاد.
ويضيف "محمد" عرضنا عليه الزواج عدة Ù…رات فرفض وكان يقول إني اخترت طريق الجهاد حتى النصر أو الشهادة لن تتوقف بندقيتي عن مقاومتهم حتى الشهادة لا أريد منصب أو رتبة أو "عفو" فأنا لم أرتكب أي ذنب ÙŠØ¬Ø¹Ù„ني أطلب العفو.

الكمائن والملاحقة
وخلال Ù…لاحقته نجا بلال من أكثر من 20 محاولة اغتيال واعتقال ويقول شقيقه: كلما كانت قوات Ø§Ù„احتلال تتوغل في قباطية كنا نخاف على بلال خاصة بعد تهديدات الاحتلال Ø¨ØªØµÙÙŠØªÙ‡.
ويتمتع بلال بشعبية كبيرة في بلدة قباطية ويقول عمه "أبو أحمد": كان Ù…ؤمنا حريصا على الصلاة والفروض الدينية ويقرأ القرآن دوما لأنه لم يكن يفارقه لحظة ÙˆÙ‚د تمتع بأخلاق حميدة جعلته ينال مرتبة عالية واحترام كبير في نظر الجميع، وأضاف Ø¨Ù„ال كان خلوق وكريم وخجول وطيب وحريص على التواصل الاجتماعي مع الجميع فكان يزور Ø£Ø³Ø± الشهداء والأسرى وتمتع بعلاقة وطيدة مع أفراد أسرته خاصة والدته ÙˆØ£Ù‚اربه.

الليلة الأخيرة
والدة الشهيد "أم Ù…حمد" وأسرتها لن تنسى تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاد "بلال" ففي تلك Ø§Ù„ليلة تقول والدته: خاطر وحضر للمنزل للاطمئنان علينا وعلى استعدادات شقيقه محمد Ù„لزفاف، عندما وصل كان "محمد" يقوم بتجهيز بلاط الدرج فسارع بلال لمساعدته وأمسك Ø¨Ø§Ù„معدات وبدأ بالعمل الذي طالما أتقنه وطلب من أخيه الاستراحة وهو يمازحه ويتمنى Ù„Ù‡ حياة سعيدة وزفاف هانئ في الموعد المحدد في 10-5-2008Ù…ØŒ ثم قبلني واغتسل وصلى ÙˆØ·Ù„ب مني بالدعاء له بالشهادة وخرج وغادر، فقد كنت سعيدة لعلاقة الحب الوطيدة بين Ø¨Ù„ال وأشقائه ولكنهم اغتالوه وقتلوه بدم بارد وحرمونا منه في عرس Ø£Ø®ÙŠÙ‡.

استشهاد بلال
فجر يوم الخميس Ø§Ù„موافق 17/4/2008ØŒ كان شهيدنا بلال كميل (26 عاما) وبرفقة المجاهد في سرايا القدس Ø¹Ø² الدين عويضات (19 عاما)ØŒ على موعد مع الشهادة عندما حاصرتهم قوات الاحتلال Ø§Ù„صهيوني في أحد المنازل، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين والقوات الصهيونية Ø§Ø±ØªÙ‚Ù‰ على إثرها المجاهدين إلى العلا شهداء مقبلين غير مدبرين. فإلى جنات الخلد يا Ø´Ù‡Ø¯Ø§Ø¡Ù†Ø§ الأبرار. 

(المصدر: سرايا القدس، 17/4/2013)

تعليقات الفيسبوك