Error loading files/news_images/الشهيد عثمان صدقة.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد عثمان صدقة: سطر بدمه ملاحم العز والفخار

    آخر تحديث: الثلاثاء، 19 مايو 2015 ، 06:34 ص

    يا أيها العظماء.. يا أيها السالكون معارج السماء.. لم تغيبوا.. نراكم هنا والصورة في منتهى النقاء.. أشرقوا من عليائكم وانظروا إلينا نعتمر أكاليل الغار.. وعدوكم ما زال يهوي من انكسار إلى انكسار.

    ميلاد فارس
    ولد الشهيد المجاهد عثمان صدقة في عنزا قضاء جنين في العام 1980م، درس حتى المرحلة الثانوية في مدارس البلدة وكان من ناشطي الجماعة الإسلامية في المدرسة قبل أن يصبح ناشطا وعضوا فاعلا فيها بعد التحاقه بجامعة القدس المفتوحة في برنامج الإدارة، تاركا بصمة البذل واضحة في نفوس كل عرفوه .. من الأهل والأقارب والجيران والزملاء وحتى إخوة السلاح والمطاردة والهجمات.. أصبح عثمان من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي في جنين فتم اعتقاله في 1/9/2002 وقبع خلف القضبان الصهيونية عامين .. خرج بعدها مصرا على تحقيق حلمه وبلوغ أمنيته .. حلم واحد يسيطر عليه .. سار لتحقيقه بكل طاقته أنه حلم الشهادة الذي تأصل في نفسه عميقا حتى بات ينازعه على قيامه بدوره كمعيل وحيد لأسرته المكونة من والدته وأخوات ثلاث واخوين بعد رحيل والده منذ عامين.

    رغبته تنتصر
    انتصرت رغبته في الآخرة على دوامه في زخرف الدنيا الزائل فالتحق بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وتعمقت علاقته بقادة الجناح من طولكرم من أمثال لؤي السعدي ونضال ابو سعدة ومعتز أبو خليل ومصطفى عبد الغني الذي أصبح ملازما له في كل تحركاته.
    بحجة البحث عن عمل كما اخبر أهله توجه عثمان الى رام الله وظل على اتصال بأهله ينقل لهم دوما أنه على خير ما يرام وأنه جاد في البحث عن عمل يعيل الأسرة ويساعده على إتمام دراسته.

    المطاردة
    عندما قام الجنود الصهاينة وعلى أحد الحواجز الطيارة بمعاينة هويته طلب الجنود منه التوقف وشرعوا بالانقضاض عليه لاعتقاله .. لكن صدقة تمكن من الافلات منهم وفر هاربا تاركا هويته معهم ومن وقتها أصبح اسم صدقة يتصدر قوائم المطلوبين للتصفية من حركة الجهاد الاسلامي في الضفة .. لتجمعه الأقدار بصحبة مميزة.. إخوان في الدنيا والآخرة فكان بصحبة المجاهد مصطفى عبد الغني.
    كانت تحركاته وزميله تتم تحت ستار الظلام لذا قرر عثمان صدقة تغيير عدساته اللاصقة بأخرى مكبرة وتساعد على الرؤية الواضحة في الليل . زيارته لطبيب العيون في المشفى نقلته الى لعب دور نبيل ندر أن يلعبه أحد فقد تناهى إلى مسامعه قصة أشخاص محرومون من نعمة البصر وبانتظار عملية زرع قرنيات لتمكنوا من الإبصار لأول مرة في حياتهم فيتحرك في شخصه الكريم نموذج نادر للعطاء عندما يوقع على تعهد بتقديم قرنيتي عينيه لاثنين من هؤلاء المرضى بعد استشهاده.

    ليلة الاستشهاد
    قبل الرحيل بيومين يصر عثمان على سماع صوت والدته فلا يكون منه إلا طلب واحد تقول والدته والألم يعتصر قلبها والدموع تمور في عينيها قال لي: "أسمعيني رضاكي يا أمي فأنا بحاجة إليه .. فرحت أرضى عليه وألهج له بالدعاء فاستحثني قائلا: "ولا تنسي أن ترضي على رفاقي أيضا" فرحت أدعو له ولهم فاستوقفني قائلا: "أمي أعيدي ذلك أريد تسجيله على الجوال" وبالفعل كررت ما قلته عندها تنهد وقال: "الآن لا تسعني الدنيا من السعادة يا والدتي الغالية". لم تكن أم عثمان تدرك أن هذه كلماتها تلك هي آخر ما ستتبادله مع ابنها البكر، لم تتصور انها آخر مكالمة قبل الرحيل.

    الاستشهاد
    المكان: بناية محاطة ببستان في شارع 15 في رفيديا في مدينة نابلس، الزمان: الحادية عشرة ليلا .. تعالت في تلك المنطقة أصوات الدبابات والآليات التي حاصرت المبني لم يدرك السكان في تنلك المنطقة أن عثمان الذي يصعد منذ أقل من نصف ساعة حاملا عشاءه ورفيقيه أيمن عامر من علار ومصطفى عبد الغني من صيدا وتسللت خلفه سيارة إسعاف لم تكن الا كمين منصوب للمجاهدين الثلاث وأن سيارة الإسعاف لم تكن تقل المسعفين كالعادة بل تزخر بعناصر قوة صهيونية خاصة، دقائق قليلة مرت بعد أن وطأت قدم عثمان الشقة وبدأ اطلاق النار صوبها من كل حدب وصوب. وبسرعة البرق تناول المجاهدون سلاحهم واخذوا يطلقون نيرانهم نحو الآليات التي تحاصرهم .تمكن أيمن من النزل إلى مدخل البناية ليستعد لتفجير نفسه قبل ان تنهال عليه الرصاصات وتصيبه إصابة بالغة تلقي به بلا حراك . وتحصن عثمان خلف خزان المياه وباشر بإطلاق النار قبل أن يصاب وعلى جدار البناء يخط صدقة بدمه الزكي عبارة "الله اكبر" ثم يلتقط أنفاسه ويعلو هتافه بالتكبير وهو يواصل إطلاق النار قبل أن يلقى الله شهيدا مقبلا غير مدبر، يجثو على ركبته اليمنى ويضم الأخرى نحو صدره وقد تسمر إصبعه حول زناد بندقيته.
    أما رفيقه مصطفى عبد الغني فيواصل إطلاق النار ويصيب بنيرانه عددا من الجنود الذين تثور ثائرتهم ويهدمون بقايا البيت بالجرافات على رؤوس المجاهدين ويلقى الله شهيدا في ليلة دامية.

    وحشية وحقد أعمى
    تصل الوحشية والهمجية المعهودة مداها عند تلك الكائنات المتمثلة بجنود الاحتلال الصهيوني لا أحد يعلم من أين تأتي بشحنات الحقد الأعمى والسادية التي تجعلها تعذب الجرحى حتى تقتلهم على مسمع ومرأى المواطنين، لم يمت أيمن عامر البالغ من العمر 24 عاما بل أصيب وقد طلب الجنود الصهاينة من طاقم الاسعاف الذي حضر مع شروق الشمس بنقل جثامين الشهداء الى مكان مكشوف لقوات الاحتلال المحاصرة، فيكتشف المسعفون أن أيمن ما زال ينبض بل ويطلب منهم إبقاء أمر بقائه حيا طي الكتمان ويرجوهم ان يحملوه بهدوء حتى لا يثيروا الآلام المبرحة التي تجتاح جسمه بعد إصابته بعدة أعيرة نارية استقرت أخطرها في صدره. بالفعل ينقل جسده بروية ولكن الصهاينة يطلبون تجريده من ملابسه وإبقائه في العراء أمامهم . لكن أيمن ومن فرط وجعه يتأوه فيكشف أمره وينقض عليه الجنود كالكلاب المسعورة يوسعونه ركلا وضربا ببنادقهم على موضع إصابته فتردد ساحات رفيديا أصداء صراخه حتى يخمد صوته ويتم اعتقاله وهو ينزف ويئن ويرتجف ألما.. وفي اليوم التالي يعلن عن وفاته!!.جريمة أخرى تضاف الى سجل ملوث بدماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني المجاهد.
    في حدود الساعة الثامنة والنصف انتهت العملية العسكرية لجيش الاحتلال، واستمرت حتى الثامنة والنصف صباحاً بارتقاء الشهيدين عثمان قاسم محمد صدقة "26 عام" من قرية عنزا ومصطفي عبد الغني "20 عام" من قرية صيدا بطولكرم وإصابة واعتقال أمين عامر "24 عام" وجميعهم من مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
    عثمان صدقة يعود ثانية للمشفى ليس لتبديل عدساته اللاصقة هذه المرة بل لمنح اثنين ممن حرموا نعمة البصر قرنيتيه ليتمكنوا من الإبصار لأول مرة في حياتهم، زرعت القرنية الأولى في عين "نور" البالغة من العمر 15 عاما والأخرى في عين "عاهد" البالغ من العمر 45 عاما، لحظات ثقيلة مرت قبل نزع الضماضات عن عيونهم لتضيء الدنيا امام عيونهم لأول مرة منذ ولدا ويكون أول منظر يرونه صور عثمان صدقة وصور آثار العملية الوحشية التي أدت الى استشهاده فيكون اول رد فعل لهما البكاء بحرقة وألم على هذا الإنسان الذي أحيا بعد موته عيون ميتة .. وأنار الدنيا أمامها بعد أن عاشا في ظلام دامس.
    أم عثمان تقول: "عندما علمت بأن عثمان تبرع عن طيب خاطر بقرنيتيه فرحت فنور وعاهد يبصران بعينيه وعندما يزوران أسرتي كما وعدا في اتصالاتهما المتكررة منذ خروجهما من المشفى ستكون سعادتي كبيرة فجزأ من عثمان ما زال حيا؛ فقد منح حياة أجمل لأناس محرومين".

    (المصدر: سرايا القدس، 17/05/2014)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمود فايز الريخاوي من رفح خلال إعداده لعبوة ناسفة

23 إبريل 2000

استشهاد الأسير المحرر محمد سلمان أبو إعتيق بسبب مرض القلب ويذكر أن الشهيد أمضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل عام85 والشهيد من مخيم النصيرات

23 إبريل 2000

الوفود العربية في اجتماع عمان تقرر دخول الجيوش العربية النظامية لفلسطين حال انتهاء الانتداب البريطاني

23 إبريل 1948

القوات الصهيونية تسيطر على العديد من القرى المحيطة بمدينة القدس

23 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية