Error loading files/news_images/الشهيد مصطفى عبد الغني.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد مصطفى عبد الغني: مثالاً في التواضع وحسن الأخلاق

    آخر تحديث: الثلاثاء، 19 مايو 2015 ، 06:35 ص

    يا أيها العظماء.. يا أيها السالكون معارج السماء.. لم تغيبوا.. نراكم هنا والصورة في منتهى النقاء.. أشرقوا من عليائكم وانظروا ألينا نعتمر أكاليل الغار.. وعدوكم ما زال يهوي من انكسار إلى انكسار.

    القتل لا الاعتقال
    في الساعة الحادية عشر من ليل الأربعاء كانت الآليات العسكرية تحاصر المكان، ومن صوت جنازيرها وهرتقات الدوريات المرافقة أدرك الأهالي ان هناك عملية عسكرية لتصفية أحدهم مثلما اعتاد الاحتلال أن يفعل في الآونة الأخيرة ففكرة الاعتقال لم تعد ترضيهم فالتصفية في المكان هو الحل.
    كانت منطقة رفيديا وبالتحديد شارع 15 هو مكان الحدث والهدف لا أحد يعرفه إلى الآن...والكل يخمن "لعله بيت فلان"، أو "بيت علان"، وفي المنزل الذي كان لعائلة "نابلسية معروفة" كان الثلاثة يتحصنون وكان بينهم مصطفى الذي كان يشعر بقرب أجله، وهذا ما سره لشقيقته في آخر اتصال هاتفي معها: "إذا صار لي شيء اصبري وتحملي وادعيلي أنا حاسس اني رح أنول الشهادة إن شاء الله قريبا" قال لها.

    وصل لما يريد
    واليوم كانت أمنيته في الشهادة قد تحققت، حسبما تقول الشقيقة التي بدت أن ما كان يبثه إليها عبر موجات هاتفه النقال من إحساسه بقرب أجله قد هون عليها الكثير، فبدت وهي تنتظر جثمانة ليصل من نابلس صابرة وهادئة. قالت لنا من خلال المكالمة الهاتفية التي لم تمتد اكثر من 20 دقيقة" هذا ما كان يريده ذلك الشهيد الغريب الحزين والوحيد...".
    لماذا تنعتيه بهذا..؟ "كان يهب نفسه لحزن طويل استمر طيلة سنواته الأخيرة...كنت أشعره غريبا عن كل من حولنا له عالمه الخاص...وكثيرا ما كنت أدرك انه سيكون غريبا عن هذه الدنيا أيضا فيمضي منها مسرعا"، أجابت.
    مصطفى عبد الغني 23 عاما، إنسان هادئ دمث الأخلاق، قوي جدا وله أسلوبه وحجته في الحديث، ومتدين جدا... وقفت حياته العلمية عند حد الدراسة الثانوية العامة العام الذي لم ينته إلى الآن فقد اعتقل أربع مرات منذ حينها...الأولى أثناء امتحاناته النهائية لدى قوات الاحتلال ثم أفرج عنه لتقوم السلطة باعتقاله وبعد الإفلات من سجون السلطة عاودت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقاله مرة أخرى لتفرج عنه بعد اعتقاله إداريا دام ستة اشهر, بقي بعدها طليقا إلى أن اعتقلته السلطة الفلسطينية بعد عملية استشهادية قام بها احد زملائه، ليتيه ثلاثة أشهر مطاردا وينتهي به الحال شهيدا، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس.

    صيدا
    بلدته-صيدا- شمال طولكرم، معقل الجهاد الإسلامي وقاده السرايا، اجتمع أهالي القرية لمواساة من بقي من عائلته شقيقته ووالده.. فالوالدة توفت قبل عام ونصف فيما كانت الأخت الأكبر قد انتقلت للسكن في بلدة علار القريبة بسبب الزواج، واستقر الحال بالابن البكر للعائلة في معتقل مجدو" أمي ماتت بسكتة قلبية من حسرتها على "مصطفى وبكر" فمصطفى كان مطاردا وبكر في السجن.
    وتابعت :" لم نكن نراه كان فقط من وقت لآخر يتصل بي على هاتفي المحمول خاصة أيام اعتقاله لدى السلطة في سجن أريحا، كان يفضي إليه همومه وخاصة الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها هناك، قبل ثلاثة أشهر تقريبا علمنا انه أطلق سراحه من السجن إلا أننا لم نكن نعلم أين هو بالضبط...كان يؤكد لي أنه لا يزال في أريحا".

    الدنيا ليست له
    وعن سماعها خبر استشهاده قالت: "هذه أول مرة اعلم فيها أن مصطفى في نابلس، فقد اتصلت بي شقيقتي من علار تقول لي أن هناك نبأ على تلفزيون المحبة والسلام المحلي يقول أن مصطفى استشهد في نابلس، لم اصدق الأمر وقلت لها: هو في أريحا، ورحت أحاول الاتصال على هاتفه المحمول عبثا". وتتابع :" بعد ذلك اتصلوا بنا من المستشفى فعرفت أن الخبر أكيد لا محاله".
    "مصطفى" أحد قادة سرايا القدس... رحل قبل أن يصل إلى يوم 28 من حزيران ليكمل ال23 عاما على الأرض" هذه الدنيا ليست له...كان دائما وحيدا عليها عله الآن يلقى أحبابه وأصدقائه..."ختمت الأخت التي طوت خبأت حزنها عليه لأيام وربما سنوات قادمة... "هو الأقرب إلى قلبي وعقلي فمنذ وفاه والدتي وانا بمثابة الأم والأخت والأخ ".

    الاستشهاد
    المكان: بناية محاطة ببستان في شارع 15 في رفيديا في مدينة نابلس، الزمان: الحادية عشرة ليلا.. تعالت في تلك المنطقة أصوات الدبابات والآليات التي حاصرت المبني لم يدرك السكان في تنلك المنطقة أن عثمان الذي يصعد منذ اقل من نصف ساعة حاملا عشاءه ورفيقيه ايمن عامر من علار ومصطفى عبد الغني من صيدا وتسللت خلفه سيارة إسعاف لم تكن إلا كمين منصوب للمجاهدين الثلاث وان سيارة الإسعاف لم تكن تقل المسعفين كالعادة بل تزخر بعناصر قوة صهيونية خاصة. دقائق قليلة مرت بعد ان وطأت قدم عثمان الشقة وبدأ اطلاق النار صوبها من كل حدب وصوب. وبسرعة البرق تناول المجاهدون سلاحهم واخذوا يطلقون نيرانهم نحو الآليات التي تحاصرهم، تمكن أيمن من النزل إلى مدخل البناية ليستعد لتفجير نفسه قبل ان تنهال عليه الرصاصات وتصيبه إصابة بالغة تلقي به بلا حراك. وتحصن عثمان خلف خزان المياه وباشر بإطلاق النار قبل أن يصاب وعلى جدار البناء يخط صدقة بدمه الزكي عبارة " الله اكبر" ثم يلتقط أنفاسه ويعلو هتافه بالتكبير وهو يواصل إطلاق النار قبل أن يلقى الله شهيدا مقبلا غير مدبر، يجثو على ركبته اليمنى ويضم الأخرى نحو صدره وقد تسمر إصبعه حول زناد بندقيته.
    أما رفيقه مصطفى عبد الغني فيواصل إطلاق النار ويصيب بنيرانه عددا من الجنود الذين تثور ثائرتهم ويهدمون بقايا البيت بالجرافات على رؤوس المجاهدين ويلقى الله شهيدا في ليلة دامية.

    (المصدر: سرايا القدس، 17/05/2014)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية