الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عملية نتانيا الاستشهادية "لطفي أبو سعدة"

    آخر تحديث: السبت، 12 ديسمبر 2015 ، 10:17 ص

    مثقلون نحن بالحنين، محملون بالوجع لعطر كان هنا وغادر إلى الجنة، دماء زكية مازال مسكها يملأ الذاكرة بحنين، لمن كانوا الأوفياء للوطن الساكن فينا ، فقدموا أروحهم رخيصة على درب الحرية، التي كنا نحلم بها، كل كلمات الرثاء تسقط أمام طيفهم العابر إلينا كل لحظة، وكل حروف الرثاء تسكبُ رحيقها كي تعود إلى خط البداية، حين كانوا بيننا، نراهم نسمعهم نكلمهم ، أما الآن وقد حال الموت بيننا فرحلوا إلى دار الأخيرة خالدين في ظلال ربهم ، بقيت في سمائنا قصص وحكايا، صور وروايات لم ترّوَ بعد..!! بقيت لدينا الأسطورة التي جعلتكم ترحلون ، كيف حملتم الأرواح على الأكف؟ وتسابقتم شهداءَ إلى الجنة..!!وحده الموت القادر على قهرنا، وحده القدر القادر على تفريقنا، وسنة الحياة أن تكونوا شهداء، ونكون نحن الأحياء الأوفياء لكم، منغمسون نحن بالجراح وانتم تحيون مع الأنبياء والصديقين، أرواحكم الخالدة فينا بقيت بيننا وان رحلتم أنتم بأجسادكم.

     
    سرايا القدس تزلزل "نتانيا"
    بعد أنْ نفّذ الاستشهادي "لطفي أبو سعدة" عملية استشهادية في مركز مدينة "أم خالد" المحتلة، المسمّاة "نتانيا" حاليّاً، ارتفع عدد العمليات الاستشهادية التي ضربت هذه المدينة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى بتاريخ 28 أيلول/سبتمبر 2000، إلى 16 عملية مما يجعلها المدينة الأولى من حيث عدد العمليات التي وقعت فيها.
     ÙˆØ£Ù‚يمت مدينة "نتانيا" الاستيطانية على أنقاض البلدة الفلسطينية (أم خالد) على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهُجّر سكانها عام 1948ØŒ حيث لجأ معظمهم إلى مخيمات للاجئين أقيمت في شمال الضفة الغربية.
    ويُجمِع المسؤولون الصهاينة على أنّ الذي يجعل "نتانيا" الهدف المفضّل لرجال المنظمات الفلسطينية، هو قربها من شمال الضفة الغربية، والسهولة النسبية للدخول إليها.
     
    وقال جدعون عيزرا، وزير الأمن الداخلي الصهيوني، إنّ الاستشهاديين يستهدفون "نتانيا" لأنهم يدخلون إليها بسهولة وهي الأقرب إلى الأماكن التي ينشطون فيها، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ طبيعة المدينة السياحية تجعل اختيار الأهداف تمتاز بسهولة نسبية، وكذلك يمكن أنْ تشكّل طبيعتها تمويهاً للاستشهاديين الفلسطينيين الذين يدخلون إلى المدينة على هيئة سياح.
     ÙˆÙ„Ù… يغيّر من ذلك التشديدات الأمنية التي تفرضها الأجهزة الأمنية الصهيونية للحيلولة دون وقوع عمليات في "نتانيا" التي شهدت أول عملية استشهادية في هذه الانتفاضة في شهر أيار/مايو 2001ØŒ وأكبرها من حيث عدد الإصابات في شهر آذار/مارس 2002.
     
    وتكرّر استهداف أماكن معينة في "نتانيا" أكثر من مرة مثل المجمع التجاري الصهيونيّ (الكونيون) الذي استهدفه تفجير اليوم، وهي المرة الخامسة التي يتم استهدافه، وفندق بارك في المدينة.
     ÙˆØ¬Ø±Ù‘ب رجال المقاومة الفلسطينية أساليب مختلفة من العمليات في "نتانيا" ومن بينها تنفيذ عمليات مزدوجة يقوم بها أكثر من منفذ، وأدت استفادة أجهزة الأمن الصهيونية من التجارب السابقة إلى تقليل عدد القتلى والجرحى في العمليات الاستشهادية التي تضرب "نتانيا" وإنْ لم تمنعها.
     
    وعن ذلك قال موسى كرادي، قائد الشرطة الصهيونية، إن كلّ نجاح لعملية فلسطينية هو فشل أمني صهيوني، ولكنه أعرب عن فخره بتقليل خطر العمليات، قائلاً إنّ عملية اليوم مثلاً كان من الممكن أنْ توقع ضحايا أكثر لو تمكّن المنفّذ من الدخول إلى المجمع التجاري وهو ما لم يتمكّن منه بسبب تصدّي رجال الأمن له على المدخل، حسب زعمه.
     
    انتظر الاستشهادي حتى اقترب الصهاينة منه وابتسم ثم فجر نفسه
    قالت شرطية صهيونية في نتانيا أصيبت بجروح متوسطة في العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي لطفي أبو سعدة من سرايا القدس، انه تقدمت باتجاه الشاب الفلسطيني بعد أن ثارت الشكوك حوله و كانت زميلتها الشرطية تتبعها بخطوة واحدة فيما يرافقهما رجلين شرطة وحارسان من المجمع التجاري وأن الشاب الفلسطيني الذي كان يحمل حقيبة كبيرة على ظهره انتظر حتى اقتربوا منه أكبر قدر ممكن وفيما كان رجال الشرطة الذين مروا بالصدفة هناك يصرخون ويطلبون منه أن ينزل الحقيبة عن ظهره مد الاستشهادي يده وهي فوق ظهره وابتسم ابتسامة طويلة ثم فجر نفسه فقتلهم وأوقع 5 قتلى أكثر من 50 جريحا بينهم 21 جريحا بإصابات خطيرة.
     
    الشرطية الصهيونية كانت ترقد في مستشفى ليمبيادو قالت بذهول والدموع تغرق عينيها حين اقتربنا من الشاب ابتسم في وجهنا ابتسامة ساخرة طويلة لا يمكن أن توحي بالموت فوجدنا أنفسنا نطمئن لهذه الابتسامة ونتقدم أكثر ليضغط على زر التفجير .
    وعن قوة الانفجار تقول الشرطية؟ إن لحظة الانفجار دفعت بها لتطير إلى الخلف عدة أمتار قبل أن تفقد الوعي.
    أما زوجها يوناتان فيقول إن العناية الإلهية ترافق زوجته لأن صديقتها التي سبقتها بخطوة واحدة تلقت شظايا الانفجار وقتلت على الفور كما أن زوجته كانت أصيبت ونجت من إنفجارين آخرين في السنوات الماضية فهي أصيبت في انفجار شارع " ديزنغوف" بتل أبيب ومرة ثالثة في نتانيا.
     
    أما تلفزيون حكومة الاحتلال الصهيوني بث صورا نادرة الليلة الماضية للاستشهادي الفلسطيني قبل استشهاده وتظهر الصورة التي حفظتها كاميرا الحراسة في مفترق طرق نتانيا ولمدة أربع دقائق ، كيف كان الشاب الفلسطيني الذي يلبس جاكيتا شتويا غامقا ويحمل على ظهره حقيبة متوسطة الحجم يقطع الشارع وهو واثقا من نفسه وبخطى هادئة وابتسامة غريبة ما زرع الشكوك في صدر إحدى الصهيونيات التي ترددت لدقيقتين في إبلاغ الشرطة والتي بدورها احتاجت إلى دقيقتين لاتخاذ القرار والاقتراب منه لتفتيشه.
     
    وفيما أثيرت أسئلة كثيرة حول عدم قيام الشرطة بإطلاق النار على منفذ العملية دون تعريض أنفسهم للخطر ، قالت الشرطية الصهيونية المصابة (لم يكن الأمر بهذه الصورة فنحن وحتى الثوان الأخيرة التي سبقت الانفجار لم نعرف بأنه سيفجر نفسه وظل هناك احتمال بأن يكون جنديا صهيونيا أو رجل أمن أو مدنيا صهيونيا والأهم أنه كان يبتسم).
     
    ظهور منفذ العملية بصاروخ مضاد للدروع  
    ذكرت صحيفة "ليون وورد" الفرنسية، بأن "يوفال ديسكين" قائد جهاز الأمن الصهيوني "الشاباك" أقر بقدرة "الجهاد الإسلامي" على تنفيذ المزيد من العمليات الاستشهادية ضد أهداف صهيونية داخل الأراضي المحتلة.
    وأضافت الصحيفة في تقريرها بأن "ديسكين" اتهم "لؤي السعدي" قائد الجهاد الإسلامي السابق في طولكرم والذي استشهد منذ شهرين قبل تنفيذ العملية بتطوير الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وإمداده بأسلحة أوتوماتيكية وعدداً من قذائف مضادة للدروع سيكون لها تأثير كبير على قواتنا في حالة استخدامها، مشيراً إلي أن هذه الأسلحة قد دخلت محافظة طولكرم وعدداً من محافظات الضفة الغربية.
    ونقلت الصحيفة عن "ديسكين" بأن "السعدي" قام بتدريب عدداً من أعضاء الجهاد الإسلامي على صنع الأحزمة الناسفة، وذلك لاستخدامها في هجمات ضد أهداف داخل الأراضي المحتلة.
    وزعم "ديسكين" خلال حديثه مع مراسل الصحيفة في "تل أبيب" بأن "السعدي" كان يتلقى كامل الدعم من رئيس منظمة الجهاد الإسلامي في سوريا، وظهور الاستشهادي بصاروخ مضاد للدروع يؤكد المعلومات التي توصلنا إليها عن قدرة الجهاد الإسلامي لضرب الأهداف الصهيونية وتطوير قدراتها العسكرية.
     
    واعتبر "ديسكين" خروج "السعدي" من السجن قبل عامين بعد صفقة حزب الله والكيان الصهيوني حول تبادل الأسري، كان خطأ فادحاً دفع الكيان الصهيوني وسيدفع ثمنه، مشيراً إلي ان "السعدي" قد قام بالتّدرب داخل السجن على صنّع الأحزمة وذلك من خلال تعرفه على بعض قادة الجهاد الإسلامي داخل السجن الذي كان معتقل به.
    ذكرت صحيفة "ليون وورد" الفرنسية والصادرة صباح اليوم في العاصمة الفرنسية، بأن "يوفال ديسكين" قائد جهاز الأمن الصهيوني "الشاباك" أقر بقدرة الجهاد الإسلامي على تنفيذ المزيد من العمليات الاستشهادية ضد أهداف صهيونية داخل الأراضي المحتلة.
     
    والدة الاستشهادي "لطفي".. " كان هادئا وبسيطا ومطيعاً ويخاف الله كثيراً
    في بيت متواضع ببلدة علار شمال طولكرم كان يقطن المجاهد لطفي أمين أبو سعدة (21 عاما) بين والديه وثلاثة من الإخوة الذكور وبنتين اثنتين, في عائلة تعتمد على الزراعة في معيشتها, أما لطفي فكان يعمل بمصنع للطوب يملكه أخواله في البلدة.
    ويقول أهل الاستشهادي "لطفي" بعد وقت قصير من الإعلان عنه كمنفذ لعملية نتانيا إن عائلته كانت في حالة من الذهول وعدم التصديق للأنباء, حتى شاهدت على شاشات التلفاز ابنها يحمل سلاحا ويقرأ وصيته الأخيرة قبل توجهه لتنفيذ العملية, حينها انهار الجميع واخذوا بالبكاء وفي عيونهم آثار الصدمة والمفاجأة.

    (المصدر: موقع سرايا القدس، 29/7/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية