Error loading files/news_images/محمود عوض.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الثلاثاء 16 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد محمود عوض: عندما تكون القيادة منذ الصغر!

    آخر تحديث: السبت، 21 مايو 2016 ، 12:20 م

    وعجلت إليك ربي لترضى هذا طريق السائرين على درب الحق، وخيار الأطهار الذين اختاروا أن يحملوا أمانة الدفاع عن شرف الأمة وعقيدتها، انه شعار شهيدنا المجاهد "محمود عوض" وهو يعانق سلاحه ليكون شاهداً بدمه وأشلائه على المرحلة.
    "محمود" كان يعانق الموت ليدافع عن طهارة وقداسة فلسطين فيما غيره يذهب ليعانق القاتل ويصافحه ويوزع القبلات على وجنتيه الملطختين بدمائنا، ففرق بين عناق وعناق، فرق بين من يعانق الرصاصة والقنبلة ليصنع نصراً لدينه وأمته ويكتب تاريخه بأحرف من ذهب، ومن يعانق القاتل بشرعية قتله لنا واحتلاله لأرضنا.
    "محمود عوض" اسم معبّد بالطهر والنقاء...، ودم مبارك يروي أرض فلسطين، ليلتحم بدم الشهداء في غزة والخليل وجنين ونابلس ليرسموا خارطة الوطن المقدس، وليعطوا لفلسطين مزيداً من الطهارة والقداسة في وقت يحاول فيه سماسرة الدم والتاريخ اختزال الوطن في مشروع اقتصادي...، فمعذرة يا محمود ومعذرة يا كل الشهداء، معذرة إن سمحنا لأنفسنا وبكلماتنا اقتحام حدود دمكم الطاهر أو الوصول إلى طهارة روحكم، وأنتم الذين بدمكم تردون بأعظم الردود والأفعال.

    حكاية شهيد مجاهد
    "إن محمود الشهيد الحي يحرك فينا عشق الشهادة، فهو من سطر بدمائه الزكية خطاً مضيئاً لنا ولكل  السائرين نحو الحرية والفداء"ØŒ بتلك الكلمات الجهادية بدأ الحاج عادل عوض "أبو محمد" والد الشهيد "محمود"  حديثه عن القائد محمود.
    وأضاف الوالد الصابر المحتسب وقد ارتسمت على وجبهته ابتسامة الافتخار بصنع فلذة كبده "لقد اكتشفت في ابني في طفولته صفة القائد،  فعلى الرغم من صغر سنه إلا انه كان يحمل هم شعبه وأمته".
    واستطرد القول: "لقد كان حقاً  بعيد البصيرة إذ أثمرت جهوده برغم تواضعها في زرع الرعب في قلب العدو الصهيوني المتغطرس".
    وذكر أبو محمد إلى أن أحد القادة المجاهدين في الخارج قال له " كنت اعتقد أن ابنك رجل يتجاوز عهره العقد الرابع، ولكنني فوجئت عند استشهاده بأن عمره اثنان وعشرين عاماً فقط".
    وبين أبو محمد أن نجله  أشرف بشكل مباشر على تأسيس فرقة الفرسان الكشفية التي  كانت بمثابة المدرسة الأولى لإعداد واختيار المجاهدين الأكفاء، والتي قدمت رغم عمرها القصير العديد من الشهداء الأبطال على مذبح الحرية والفداء.
    وأشار إلى انه لا يمكن احتواء كافة المحطات في حياة نجله الشهيد المفعمة بالنشاط والعطاء  في حوار أو عدة لقاءات، مؤكداً أن ابنه أحب الفكر والنهج الجهادي  الذي يدعوا دائما إلى مقاتلة العدو الصهيوني ومقاومتهم بكل الوسائل المتاحة.
    وتابع قوله: "كنت اعرف في قرارة نفسي أن محمود يسير في طريق مليئة بالابتلاءات والمحن، لكنني لم أشأ منعه لأنني آمنت بهذا النهج وسرت فيه وتعرضت إلى ما تعرضت إليه من ملاحقة واعتقال كما كل فلسطيني مؤمن غيور على وطنه ودينه".

    مشاعر الأمومة
    في حين قالت والدته بصوت حمل في نبراته كل معاني الأمومة: "قررت بعد عودته من أداء مناسك العمرة أن أزوجه حيث قمت بخطبة أحد الفتيات له، ولكن والده بنظرته الثاقبة قال لي وقتها: "لا تتعبي نفسك فابنك محمود مشروع أكبر من مشروع الزواج"، مؤكدةً أنها كما كل أم تتمنى أن تفرح بزواج أبنائها وتسعد برؤية أطفالهم يلهون ويلعبون حولها.
    وتطرقت الأم الصابرة خلالها حديثها إلى لحظة تلقيها نبأ استشهاد فلذة كبدها قائلة:  "سمعت إخوانه يقولون "استشهد" فهمت الموضوع بسرعة وقلت لهم الحمد لله أن استشهد ابني في سبيل الله وعزة الإسلام وفداء الوطن وان شاء الله يتقبل شهادته وجهاده، لا حول ولا قوة إلا بالله".
    وكان الشهيد محمود عادل عوض على موعد مع الشهادة يوم الحادي والعشرين من تموز 2007Ù…ØŒ عندما  نالت منه ورفاقه ( الشهيد محمد أبو نعمة، وعبد العزيز الحلو، وماجد البطش)  يد الغدر والخيانة وطالتهم صواريخ طائرات العدو الصهيوني بالقرب مما يعرف بـ"الإدارة المدنية" على طريق صلاح الدين، شرق مخيم جباليا، خلال عودتهم من مهمة جهادية تمثلت بقصف مغتصبات العدو الصهيوني عدة صواريخ.

    محطات من حياته
    ومن جانبه تطرق شقيقه ياسين إلى أهم المحطات في حياة الشهيد، قائلاً :" كان شقيقي الشهيد محمود يكثر من الحديث عن فلسطين التاريخية متمنيا ان يأتي اليوم الذي يعود فيه إلى قريتنا الأصلية "سمسم" التي هجر أجدادنا منها عنوة".
    وأشار إلى أن شقيقه استشهد وهو على أعتاب مرحلة التخرج من جامعة الأقصى تخصص إرشاد نفسي.
    وأوضح أن شقيقه الشهيد عاش طفولته في أحضان مخيم رفح للاجئين قبل أن تنتقل الأسرة للعيش في منطقة " المستشفى الأوروبي" شرق خان يونس، مؤكداً على ارتباط شقيقه منذ نعومة أظفاره  بمسجد العودة هذا المسجد الذي خرج الأبطال والشهداء، مشيداً بدور المسجد في تشكيل شخصية شقيقه حيث كان يتمتع بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة فكان يحبه الجميع، واصفا إياه بـ " زهرة الريحان والياسمين التي أينما حلت فاحت رائحتها العطرة".

    محطات جهادية
    ومن جهته تحدث رفيقه أبو عبيدة العضو في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن حياة الشهيد الجهادية وبطولاته العسكرية قائلاً: " تميز الشهيد محمود منذ الصغر بالرجولة والشجاعة، فعرف طريق الجهاد منذ طفولته بحكم أنه ينتمي لأسرة تعلقت بحركة الجهاد الإسلامي من بزوغ فجرها، وأدرك الواقع من حوله فتقدم للتضحية بنفسه مجاهداً في الله حق جهاد".
    وذكر أبو عبيدة إن الشهيد محمود يعتبر المؤسس الأول لمجموعة الفرسان الكشفية والتي تم إنشائها في عام (2000) لإعداد وتدريب وتأهيل أبناء حركة الجهاد الإسلامي للعمل في سرايا القدس، مشيراً إلى أنه على مدار ثمان سنوات من عمرها خرجت العديد من العسكريين والاستشهاديين الذين كان منهم الشهيد محمود أبو شاب، ومحمد الشاعر، وزياد أبو سعادة، وإبراهيم الشخريت، ومحمد أبو حمرة، والشهيد أحمد عوض.
    ومع بداية تشكيل النواة الأولى للوحدة الصاروخية كان الشهيد محمود أوائل من التحقوا بتلك المجموعة حتى أصبح احد واهم أبرز قادتها الميدانيين في جنوب قطاع غزة، وأحد المشاركين في تطوير المنظومة الصاروخية.
    وأشرف الشهيد محمود خلال عمره القصير على تنفيذ العديد من العمليات الجهادية منها، إطلاق قذيفة " أر. بي.جي" على برج عسكري بمنطقة صوفا وإصابته إصابة مباشرة، كما شارك في تفجير عبوتين ناسفتين في جيب عسكري بذات المنطقة.
    ويسجل للشهيد مشاركته الفاعلة في عملية الوردة الحمراء والتي أطلقتها سرايا القدس، حيث تم إطلاق مائة صاروخ باتجاه المغتصبات الصهيونية، كما عرف عن الشهيد مشاركته الفاعلة في إطلاق الصواريخ القدسية على كافة المغتصبات المحيطة بقطاع غزة.

    كلمات للشهيد  
    وقال رفيقه أبو حمزة: "لازلت رغم مرور ثلاثة أعوام استشهاده أذكر كلماته التي ألقاها علينا عن القدس ووجوب بذل الغالي والنفيس من اجل تطهيرها من رجس أعداء الله  خلال جلسة ضمت كافة كوادر وقادة العمل الجهادي في المنطقة الجنوبية، حيث قال وقتها " إن قتال العدو لا يحتاج إلى جيوش نظامية وأسلحة تكنولوجيا متطورة لتحقيق التوازن الاستراتيجي، وانه يكفي  لمواصلة الجهاد ولتحقيق النصر شباب مؤمن بالله وثم بعدالة قضيته".
    وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول سلام لك يا محمود وسلام لكل الشهداء وأنتم تغادرون دنيانا وتذهبون إلى مجدكم وإلى خلودكم، وعهداً أن نحفظ وصاياكم، وأن نسير على خطى دمكم الطاهر حتى الوصول إلى هدفنا الذي من أجله سفحت دماؤكم ، سلام لكم وأنتم ترسمون حدود وطننا بطهارة دمكم وعظمة أشلاءكم ، طوبى لكم أيها الشهداء، طوبى لآبائكم، طوبى لأمهاتكم، طوبى لإخوانكم وأخواتكم.

    (المصدر: سرايا القدس، 21/05/2007)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر جهاد فايز غلمة من الخليل في إشتباك مسلح والشهيد كان قد أمضى مدة شهرين في زنازين سجن الظاهرية

16 إبريل 1995

استشهاد الأسير المحرر خليل مصطفى الأسطل من خانيونس بعدما هاجم جنود الإحتلال بآلة حادة

16 إبريل 1989

استشهاد الأسير محمود عربي فريتخ في سجن جنيد نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد؛ والشهيد من نابلس

16 إبريل 1985

استشهاد الأسير المحرر فتحي الغرباوي في اشتباك مسلح والشهيد من مخيم البريج

16 إبريل 1985

استشهاد المجاهدين بلال صالح وعز الدين عويضات من سرايا القدس من قبل وحدة صهيونية خاصة بقباطية جنوب غرب مدينة جنين

16 إبريل 2008

الاستشهادي المجاهد سامر حماد من سرايا القدس ينفذ هجوما استشهاديا في مدينة تل أبيب الصهيونية فيقتل 9 صهاينة ويصيب العشرات

16 إبريل 2006

استشهاد المجاهد ياسر أبو حبيس من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في مخيم عسكر بمدينة نابلس

16 إبريل 2004

استشهاد المجاهد أحمد محمد عوض من سرايا القدس بقصف صهيوني أثناء رباطه على الثغور في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

16 إبريل 2008

استشهاد المجاهد فريد أحمد أبو دراز من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس

16 إبريل 1988

اغتيال المناضل الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد" بتونس، على أيدي القوات الصهيونية الخاصة

16 إبريل 1988

عصابات الهاغاناه تهاجم قريــة ماريس القدس وتهـدم معظم بيوتها وتطــرد سكانها

16 إبريل 1948

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في قرى قضاء حيفا في خربة الكساير وطيرة حيفا وهوشة

16 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية