رثاء مؤلم من الأمين العام لخنساء الامة
الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي د. رمضان عبدالله شلح
بسم الله الرحمن الرحيم
« يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي»
في وداع الحاجة أم رضوان الشيخ خليل
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة الحاجة «الوالدة» أم رضوان الشيخ خليل، التي وافتها المنية مساء أمس الثلاثاء 16 رمضان 1437هـ الموافق 21 حزيران 2016م.
منذ سمعت النبأ، أحسست أن أمي التي رحلت عنا منذ عشر سنوات تغادرنا مرة أخرى.
لم تكن أمنا «أم رضوان» امرأة عادية! كانت واحدة من أعظم نساء فلسطين والأمة في هذا العصر، وسيخلد اسمها في التاريخ بحروف من نور.
أسموها «خنساء فلسطين»، ولو عادت الخنساء اليوم؛ لأسميناها «أم رضوان»!
كيف استطاعت «الأم» أن تودع خمسة من فلذات كبدها، ومثلهم من أحفادها وأصهارها، بابتسامتها العذبة، التي طالما ارتسمت على وجهها؛ لترسم في قلوبنا وأرواحنا أجمل صورة لفلسطين، كل فلسطين؟!
ماذا يمكنني أن أقول في وداعك، يا أم الشهداء، يا أم رضوان، وأنت التي أعطيتنا بلا حساب، وبلا حدود، ولم نسمع أنك يوماً قلت لأحدٍ «هات»؟!
أنت والله سيدة الأقمار الخمسة، بل العشرة، التي ارتقت إلى العلا، لكنها لم تغب عنا.. وأنت شمس فلسطين التي لا تنطفئ، ولا يقوى على وصف جمالها كل الكلام.
وما كلام الأنام في الشمس إلا
أنها الشمس ليس فيها كلام
كان حضورك وجهادك، يا أم رضوان، من أعظم المآثر النضالية التي دلت على معدن هذا الشعب الأصيل المعطاء، وعلى عظيم ولائه لله وإيمانه به، وعلى حبه وانتمائه للوطن الذي لن يفرط ولن يسامح في ذرة من ترابه.
لقد كنت، وستظلين، مدرسة لنا تنهل منها الأجيال دروساً في معاني الانتماء لإسلامنا العظيم، ووطننا السليب، إلى أن يتحرر بعون الله.
إن شعباً أنجب أمثال أم رضوان الشيخ خليل، وأم نضال فرحات، وغيرهن من أمهات الشهداء، هو شعب لن ينكسر وبإذن الله، سينتصر، طال النهار أم قصر.
لقد تعلمنا منك، يا أم رضوان، ومن كل أمهات الشهداء، كيف يكون الإيمان، وكيف يكون الصبر، وكيف نقوى على ألم فراق أحب الناس وأغلاهم. وها أنت في صمت وجلال، وبخطى وادعة ثابتة، ترحلين على عجل، وقد رضى الله عنك؛ فاختارك إلى جواره، فيا نعم الجوار ونعم الدار!
في رحلة وداعك هذه، لو فرشنا لك رمش عيوننا من قاهرة المعز إلى مثواك الأخير في رفح الأبطال، ما وفيناك حقك، يا أم الشهداء، ويا صانعة الرجال الرجال!
يا لوجع قلبي أن منفاي، يا أم الأحرار، يحرمني أن أحمل نعشك كما حرمني من قبل حمل نعش أمي وأبي!
سلواي أني على ثقة أن كثيرين من أبنائك، أبناء الجهاد وشباب فلسطين، سيتصدقون عليّ بأن يحملوا نعشك نيابة عني ولو لبضع خطوات.
في وداعك يا أم رضوان.. لا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى، فادعوه مخلصاً أن يسكنك فسيح جناته، وأضرع إليه في علاه، أن يتولاك برحمته الواسعة، وأن ينزلك في رياض الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إنه سميع الدعاء.
لأسرتك وكل الأبناء والأحفاد والأقارب، ولحركتك، حركة الجهاد الإٍسلامي ودرتها «سرايا القدس»، ولشعبك العظيم، وشرفاء أمتك، كل معاني العزاء، وخالص الدعاء بأن يلهم الله الجميع لفقدك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
د. رمضان عبدالله شلّح
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
17 رمضان 1437ه
22 حزيران/ يونيو/ 2016م
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس


ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

استشهاد المجاهدين مروان بصل، إياد الراعي، عثمان جندية، موسى دلول، أحمد أبو ركاب من سرايا القدس أثناء تصديهما للاجتياح الصهيوني لحي الزيتون بمدينة غزة
28 يناير 2004
عصابة الهاغانا الصهيونية تفجر برميل بارود في شارع عباس العربي في مدينة حيفا مما أدى لاستشهاد 20 فلسطينياً وجرح 50 وهدم عدد من البيوت
28 يناير 1948
الاستشهادية وفاء إدريس تنفذ عملية استشهادية في شارع يافا في القدس المحتلة بين حشد للمستوطنين والعسكريين الصهاينة فتقتل وتصيب عدد كبير منهم
28 يناير 2002
استشهاد المجاهدين نضال قمبع ويوسف السعدي من سرايا القدس في اشتباك صهيوني بمدينة جنين شمال الضفة الغربية
28 يناير 2003