السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: محمد مصطفي حسن الدرابيع

    آخر تحديث: السبت، 12 نوفمبر 2016 ، 8:57 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين القائل ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 41]، الحمد لله ناصر المجاهدين الذي منَّ عليَّ وجعلني جنديًا من جنود (سرايا القدس)، والصلاة والسلام على قائد جند الله الغر الميامين، رافع لواء الجهاد والحق المبين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه ومن والاه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

    أمي الغالية، وأهلي وأحبائي، يا عشاق الشهادة والخلود: أي فضل كفضل الشهادة والله جل جلاله يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، وصدق عليه السلام حيث قال: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها). [صحيح مسلم]، والقائل: (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ). [جامع الترمذي]

    أيها الإخوة المؤمنون: بأي حديث وبأي كلمات أبدأ عن هذه الدنيا الفانية، والتي أصبح الناس يتمسكون بها وكأنها دار الفوز والخلود وليست دار ممر, وأصبحوا فيها كأنهم خالدون إلا من رحم الله.. فعجبًا لهؤلاء, ألم يسمعوا قول الله عز وجل: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ صدق الله العظيم. [الحديد: 20]، وهذا رسولنا الكريم يصف لنا الدنيا بقوله: (الدُّنْيَا جِيفَةٌ، وَطُلابُهَا كِلابٌ). [موضوعات الصغاني]، فقد غرق الناس في الذنوب والخطايا ونسوا الله فأنساهم أنفسهم, ألا ما أحوج الناس إلى نذير يصرخ فيهم أن أفيقوا من سكرتكم، وانتبهوا من رقدتكم بأن حياتكم ودنياكم جيفة، فتوبوا إلى ربكم من قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). [جامع الترمذي]، فلنجعل من أعيننا الدموع تنسكب تذللًا وتوسلًا لله عز وجل في ظلمة الليل الحالكة.

    الأهل والأحباب: من قلب الجرح الدفين، ومن صميم العشق والمتدفق للشهادة، بشراكم ها أنا قد حققت أمنيتي وأقبلت على الشهادة في سبيل الله بعزيمة المجاهدين، وإيمان الواثقين بنصر الله المبين، بقوله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [الروم: 47]، ورحلت من هذه الدنيا الفانية وأسرعت إلى الدار الآخرة الخالدة في جنات العلا والنعيم.

    يا أمي الغالية: سامحيني يا حبيبتي ومهجة قلبي، و(أماه) لا تحزني عليَّ بل افرحي، (أماه) إن رضى رب العالمين عليَّ مرهون برضاك، وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان, ولن تكمل أمنيتي وأنا أزف عريسًا إلى الحور العين دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيدًا في سبيله، ومن أجل رفع رايته، وأن أكون بجوارك أنت و(أبي) إن شاء الحنان المنان. وصيتي لك أرجو منك عند سماع نبأ استشهادي أن تقومي بالحمد، والشكر لله، والاسترجاع ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 156]، وأن توزعي الحلوى والشراب على روحي, وأرجو منك أن لا تنسيني من دعائك، ولا تبكي عليَّ، ولكن زغردي فهذا عرس ابنك:

    أماه ديني قد دعاني للجهاد وللفداء        أماه إني ذاهب للخلد لن أترددا

    أماه لا تبكى علي إذا سقطت ممددا                 فالموت ليس يخيفنى ومناي أن استشهدا

    أما أنتم إخوتي وأخواتي: سامحوني عما فعلت معكم، فلكم في جسدي موضع القلب، أقول لكم لا تحزنوا على فراقي فنعم الفراق إذا كان بجوار عرش الرحمن. أرجو منكم أن تكونوا عونًا لـ (أمي)، ولا تقصروا فيها، وكونوا من الصابرين والمحتسبين، واصبروا ليشدد بعضكم آزر بعض، ولتتمسكوا بحبل الله ودينه المتين. وصيتي إليكم أن لا تقبلوا التعازي في عرسي، بل اقبلوا التهاني كيوم زفاف أحدكم.

    أخي إن ذرفت علىّ الدموع                وبللّت قبري بها في خشوع

    فأوقد لهم من رفاتي الشموع                وسيروا بها نحو مجد تليد

    أصدقائي: الإسلام أمانة في أعناقكم، فلتبذلوا الغالي والنفيس من أجل رفع رايته عالية وخفاقة, فالقدس والعالم بأسره ينتظركم، فهبوا واحملوا راية الجهاد. أحبائي سامحوني عما فعلت بكم، فأنا لن أنسى عطفكم وحبكم لي، وأرجو أن تكونوا من الذين قال فيهم الله ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ صدق الله العظيم [المائدة: 54]، وصيتي لكم بأن لا تكثروا عليَّ الأحاديث إلا ما كان يحض على الجهاد، وأن تحاولوا عدم تكليف إخوانكم في نفقات عرس الشهادة.

    وأخيرًا: أوصيكم أن تحفظوا دم الشهداء، وأن تسيروا على خطاهم ودربهم حتى ولو كان مرصوفًا بالدم ومليئًا بالأشواك، ولا تنسوا أن تقرؤوا الفاتحة وياسين على قبري.

    رسالة إلى الحقير شارون: لا أمن ولا أمان على أرضنا، فلترحلوا وإلا قبرناكم، وإذا قبلتكم الأرض أن تدفنوا فيها فلن تقبلكم الديدان, وستذكرون بأس رجال (السرايا) و(القسام) يوم تهيمون فرارًا أمام ضربات (السرايا) و(القسام) وأنتم تتخبطون بوحل دمائكم.

    وفي الختام: لا أقول وداعًا، وإنما إلى الملتقى. والله أكبر والعزة للإسلام والمسلمون، وسلام على المرسلين.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    محمد مصطفى الدرابيع


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية