الثلاثاء 16 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: ولاء هاشم داوود سرور

    آخر تحديث: الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 ، 10:14 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور, والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا وصفينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (سَيُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِيَ الشَّامُ وَشِيكًا، فَإِذَا فَتَحَهَا، فَاحْتَلَّهَا بِأَهْلِ الشَّامِ مُرَابِطُونَ إِلَى مُنْتَهَى الْجَزِيرَةِ، رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ وَصِبْيَانُهُمْ وَعَبِيدُهُمْ، فَمَنِ احْتَلَّ سَاحِلا مِنْ تِلْكَ السَّوَاحِلِ فَهُوَ فِي جِهَادٍ، وَمَنِ احْتَلَّ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ فَهُوَ فِي رِبَاطٍ). [تاريخ دمشق لابن عساكر]. وكما روي أنه: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ، قَالَ: لَا أَجِدُهُ، قَالَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ، وَلَا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ، وَلَا تُفْطِرَ، قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ، فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ). [صحيح البخاري]، أما بعد:

    فهذا ما أوصي به من بعدي من أهلي:

    أولاً: أوصيكم بتقوى الله والصبر على الفراق، وأن تقولوا خيرًا وتكثروا الاستغفار، والدعاء لي بالرحمة ودخول الجنة والنجاة من النار, وتكثروا من قولكم (لا إله إلا الله)، وأكثروا من قول (إنا لله وإنا إليه راجعون) لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 156-157]

     Ø«Ø§Ù†ÙŠÙ‹Ø§: إنني بريء من كل أحد يأتي بفعل أو قول يخالف الكتاب والسنة، ومن كل أحد يشق جيبًا أو يلطم خدًا, مع إنني واثق أنكم صابرون محتسبون لا تفعلوا هذه الأفعال.

    ثالثًا: قمت بهذا العمل لأنني رأيت أن الجهاد واجب علينا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، حيث قال: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، حيث إن أعلى مراتب الجهاد (الجهاد بالنفس)، وإنني سعيت كثيرًا من أجل الوصول إلى هذا العمل، رغبة مني لا رهبة أو إجبار أو هروبًا من الحياة، حيث قمت بهذا العمل وأنا أعلم وأتمنى أن تكون هذه نتيجة وهي أن أقتل في سبيل الله وأنال شرف الشهادة. فادعوا لي الله على أن يقبلني شهيدًا، ويدخلني أعلى مراتب الجنان بجانب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ويجعلني من الذين غرس كرامتهم بيده سبحانه، وقد قمت بهذا العمل لما أعد الله من الخصال الحميدة للشهيد واختياري أن أقوم بهذا العمل:

    1. أن يغفر لي ذنوبي وكدراتي من أول قطرة دم تنزف لي، ومَنْ ليس له ذنوب وكدرات منا، ومَنْ منا لا يذنب، بل منا من تكون كل حياته كلها ذنوب منذ الحلم حتى الوفاة والاحتضار.

    2. أن الشهيد ينجو من عذاب القبر، ويخفف عنه يوم القيامة، بل يحشر مع النبي بإذن الله. فالشهيد تصعد روحه إلى السماء مباشرة فيبقى حيًا.

    3. ما أعده الله للمجاهد من النعيم الأبدي، وهنا الفوز هذا النعيم الذي لا يخطر على بال بشر، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169-171]، ففي هذه الآية ذكرت كلمات تدل على النعيم، وهي أن الشهيد حي عند ربه وأنه يرزق بغير حساب، وفرح بما آتاه الله فلا يحزن ويستبشر بمن سيكون بعده، وهذه كلها تدل على النعيم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلَقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ). [الجزء الأول من حديث سعدان بن نصر]

    4. أن الله يكرمني بالشفاعة لسبعين من أهلي، وبكل تأكيد (والدتي) و(والدي) أول الناس ومن ثم إخوتي جميعًا، هذه بشرى لكم إن شاء الله. كل هذا الثواب والنعيم مقابل أن نقدم الروح لله تعالى، أو ترك كل هذا النعيم مقابل هذه الدنيا الوضيعة التي نهايتها الموت لا محالة. وهل أستطيع أن أبخل على الله سبحانه وتعالى بالنفس وروحي التي هي ملك له سبحانه وتعالى، فاسألوا الله سبحانه وتعالى أن نكون من الصادقين، وتكون نهايتي بجانب الرسول في جنان الخلد.

    رابعًا: إني أحذر من أن يتكل أحد على شهادتي، حيث يقول إنه ضمن الجنة بشفاعتي وينسى نفسه، ولا يجتهد ويتقرب إلى الله تعالى بالعبادات. فعليكم بالالتزام بالشرائع والسنن والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فمن أراد الدنيا فعليه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن أراد الآخرة فعليه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

    خامسًا: أجلي قد انتهى سواء بالشهادة أو بغيرها، فلماذا لا تكون الشهادة كما قيل: (الموت باب وكل الناس داخله بالسيف كان أو بغيره)، والحمد لله أن الله جعلني واختارني شهيدًا في سبيله وسبيل إعلاء كلمة الحق، وأتمنى أن أكون مقبلاً غير مدبر بإذن الله. وأقول لكم ما قال الشهيد (عماد عقل): إن صدقتم محبتي فسيروا على دعوتي. وأتمنى من الله أن يرزقكم جميعًا الشهادة، ويرزقها لكل من يتمناها، وأن نلتقي قريبًا بإذن الله في جلسة مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في دار الفوز والمرتبة العليا في الجنة. واسألوا الله أن يجعلني ممن يغرس كرامتهم بيده الكريمتين في أعلى مراتب الجنة، إلى اللقاء في جنان الخلد إن شاء الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    ولاء هاشم سرور

    -     -     -     -     -     -    -     -    -    -    -

    وصية مختصرة للشهيد (ولاء هاشم سرور) قبل العملية مباشرة:

    هذه آخر كلمة أكتبها لكم قبل نزولي للعملية، أي قبل ساعة تقريبًا وأشهد الله وأشهدوا أنني أسعد إنسان في هذه اللحظات، وأنني أشعر بسعادة لم أشعر بها من قبل وأنا ذاهب للقاء ربي مقبلاً غير مدبر. وأرجوكم أن لا تسمعوا لكلام الجهلة والمثبطين، مثل راحت عليه, ضيع حاله, مسكين, ضحكوا عليه, وما شابه كثير. فأنا أسعى لأجل ربي لا لأجل الناس. وادعوا الله أن يقبلني شهيدًا.

    ملاحظـة: إنى سامحت كل من تحدث عني أو سيتحدث عني، وأرجو من الجميع الاستغفار لي ومسامحتي.

    وإنه لجهاد .. نصر أو استشهاد.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    ولاء هاشم سرور


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر جهاد فايز غلمة من الخليل في إشتباك مسلح والشهيد كان قد أمضى مدة شهرين في زنازين سجن الظاهرية

16 إبريل 1995

استشهاد الأسير المحرر خليل مصطفى الأسطل من خانيونس بعدما هاجم جنود الإحتلال بآلة حادة

16 إبريل 1989

استشهاد الأسير محمود عربي فريتخ في سجن جنيد نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد؛ والشهيد من نابلس

16 إبريل 1985

استشهاد الأسير المحرر فتحي الغرباوي في اشتباك مسلح والشهيد من مخيم البريج

16 إبريل 1985

استشهاد المجاهدين بلال صالح وعز الدين عويضات من سرايا القدس من قبل وحدة صهيونية خاصة بقباطية جنوب غرب مدينة جنين

16 إبريل 2008

الاستشهادي المجاهد سامر حماد من سرايا القدس ينفذ هجوما استشهاديا في مدينة تل أبيب الصهيونية فيقتل 9 صهاينة ويصيب العشرات

16 إبريل 2006

استشهاد المجاهد ياسر أبو حبيس من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في مخيم عسكر بمدينة نابلس

16 إبريل 2004

استشهاد المجاهد أحمد محمد عوض من سرايا القدس بقصف صهيوني أثناء رباطه على الثغور في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

16 إبريل 2008

استشهاد المجاهد فريد أحمد أبو دراز من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس

16 إبريل 1988

اغتيال المناضل الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد" بتونس، على أيدي القوات الصهيونية الخاصة

16 إبريل 1988

عصابات الهاغاناه تهاجم قريــة ماريس القدس وتهـدم معظم بيوتها وتطــرد سكانها

16 إبريل 1948

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في قرى قضاء حيفا في خربة الكساير وطيرة حيفا وهوشة

16 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية