وصية الشهيد المجاهد: أحمد حسام سعيد طوباسي

الشهيد المجاهد: أحمد حسام سعيد طوباسي

موضوعات ذات صلةً

• وصية الشهيد المجاهد: سعدي محمود سعدي حلس
• وصية الشهيد المجاهد: علي محمد محمد أبو ركبة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد جند المجاهدين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين. تحية من قلب تعلق بحبل الله المتين، تحية من نفس تواقة للقاء الأحبة محمد وصحبه، تحية من شهيد مؤمن حي ينتظره من سبقوه من الشهداء. وبعد:

 Ø¥Ù†Ù†ÙŠ أعلم أن الفراق صعب، ولكنها سنة الله عز وجل في خلقه، وأن هذه الدنيا لا يخلد فيها أحد فإن تسببت لكم ببعض المتاعب والمشاق؛ لكنها ستكون إن شاء الله رخيصة في سبيل الله، وتكون عند الله عظيمة الأجر والثواب، واعلموا أن الله عز وجل يبتلي المؤمنين على قدر إيمانهم.

إلى الوالدة الغالية الصالحة المحتسبة الصابرة، وإلى الإخوة والأخوات الأحبة: عند سماعكم نبأ استشهادي ارفعوا رؤوسكم عاليًا لتعانق عنان السماء؛ لأن ابنكم أحب لقاء الله عز وجل فأكرمه الله بميتة كريمة شريفة. أوصيكم بتقوى الله عز وجل والتقرب إليه في كل الأحوال، وكونوا على ثقة بالله أنه لن يضيعكم.

أمي الغالية الصابرة: يا من كنت (الأب) و(الأم)، سامحيني يا حبيبتي ومهجة قلبي، و(أماه) لا تحزني عليَّ بل افرحي (أماه)، إن رضا ربّ العالمين عليَّ مرهون برضاك. وصيتي لك عند سماع نبأ استشهادي، أن تقومي بالحمد والشكر لله ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 156-157]، راجيًا من الله عز وجل أن يجمعني بـ (أبي) الغالي رحمه الله في جنان الخلد آآآآآآآآمين، وأرجو منكِ أن لا تنسيني من دعائك ولا تبكي علىَّ ولكن زغردي، فهذا عرس ابنك كوني كما تعلمت منك الصبر والعطاء يا مهجة قلبي.

أما أنتم يا إخوتي ويا أخواتي: سامحوني إن قصّرت يومًا في حقكم، فلكم في جسدي موضع القلب. أقول لكم لا تحزنوا على فراقي فنعم الفراق إذا كان بجوار عرش الرحمن، أرجو منكم أن تكونوا عونًا لـ (أمي) ولا تُقصِّروا فيها، وكونوا من الصابرين المحتسبين، واثبتوا وليشد بعضكم أزر بعض ولتتمسكوا بدين الله وحبله المتين.

إخوتي ومهجة فؤادي: (كمال) (أبو حسام) و(محمد) و(سعيد) فك الله أسركم، وخفف عنكم وجميع الأسرى والأسيرات، كم أنا مشتاق لرؤية وجوهكم المنيرة فلساني دائم ذكركم. أخي (سعيد) (أبا إياد) إن الحكم إلا لله عز وجل، وأنا على يقين تام بإيمانك وبعزيمتك فمنك تعلمت الجهاد وعلى دربك سرت وتقدمت. كم وددت وتمنيت أن يقدرني الله عز وجل على عمل شيء مقابله أعمل على فك أسركم، وأنا ما زلت متأملاً في ذلك؛ فحريتكم الغالية علينا وجميع الأسرى والأسيرات تشغل بالنا جميعًا، سائلين المولى عز وجل أن يقدر لنا الخير في ذلك، إنه سميع مجيب الدعاء. وإن جاء وقت المنية قبل تحقيق مرادي على هذه الدنيا، فإني ألقي بها أمانة ثقيلة في أعناق إخواني في درب الجهاد، وهذا قدر الله وتوكلوا على الله، ولن ينساكم المولى القدير وأقول لكم:

لئن لم نلتقِ في الأرض يوما        وفرّق بيننا كأس المنون

فموعدنا غدا بدار خلد               يحيا بها الحنون مع الحنون

أعمامي، أخوالي، إلى جيراني وجميع من عرفت في هذه الدنيا: سامحوني إن قصّرت يومًا في حقكم، فلكم في قلبي وافر المحبة والاحترام والتقدير، سامحوني إن سبب لكم الاحتلال آلامًا بسببي؛ فهدفه النيل من عزيمتنا، ولكن أنى له ذلك فوالله لتأجرن رغم أنوفكم هكذا قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإني أحبكم حب الابن لأبيه.

إلى أصدقائي ورفاق دربي: أوصيكم بتقوى الله والتمسك بهذا الطريق، وإخلاص النية، وأن تحافظوا على طريقكم ولا تأبهوا بمن خذلكم، ولا تتركوا علم الجهاد، فما تركت أمة الجهاد إلا ذلّت. وإلى اللقاء في جنان الخلد مع النبيين والصديقين ومن سبقنا من الشهداء.. آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الشهيد الحي بإذن الله

أحمد حسام الطوباسي

تعليقات الفيسبوك