الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: طارق جمعة أحمد أبو غالي

    آخر تحديث: الإثنين، 14 نوفمبر 2016 ، 10:46 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى واستن بسنته إلى يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

    أنا العبد الفقير إلى الله تعالى المحتاج إلى رضاه، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، وأشهد أنه قد أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في سبيل الله جهادًا صادقًا حتى أتاه اليقين، أشهد أن الساعة حق والموت حق والجنة حق والنار حق والبعث حق. وبعد:

    الإخوة الأحبة: أحييكم بتحية أهل الجنة في الجنة، تحية الشهداء، تحية الإسلام الرسالي العظيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أكتب لكم وصيتي هذه النابعة من قلب ينبض ألمًا لأهل هذه الأمة، ومن عين تذرف دمًا لما آلت إليه هذه الأمة، وتطبيق لسنة رسول الله الكريم لقوله: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ) صدق رسول الله. [صحيح مسلم]، أكتبها أيضًا لسالكي دروب الآخرة المشتاقين للرحيل إلى الله عز وجل، لأقول لهم إنني سرت بهذه الطريق التي لا غيرها طريق بإذن الله عز وجل، متوكلًا عليه رب العالمين طالبًا رضاه عليّ وأن يتغمدني برحمته. نعم إخوتي الأحبة فقد بدأ المسير إلى الهدف، والحرُّ في عزم زحف، والحرُّ إن بدأ المسير فلن يكل ولن يقف.

    إخوتي في الله: ها هي أعراض المسلمين تنتهك في كل مكان، فهناك الاغتصاب وهناك القتل والتشريد وهناك الاعتقال، هل نرى ونسمع كل هذا ونقف كالأصنام عاجزين أن نحرك ساكنًا؟ كيف أرى كل هذا وأنام في أحضان الأنام وأقول مالي وهذا الزمان؟!! كفانا أنانية وكفانا حبًا لأنفسنا، بل أجدر بنا كمسلمين أن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. إن الجهاد في سبيل الله ليس له مكان وزمان كما يقول البعض إن هذا الزمان ليس بزمان جهاد، أنا أجيبهم ولكن الجواب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَزَالُ الْجِهَادُ حُلْوًا خَضِرًا مَا قَطَرَ الْقَطْرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُولُ فِيهِ قُرَّاءٌ مِنْهُمْ: لَيْسَ هَذَا بِزَمَانِ جِهَادٍ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَنِعْمَ زَمَانُ الْجِهَادِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَحَدٌ يَقُولُ ذَلِكَ؟. قَالَ: نَعَمْ مَنْ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) صدق رسول الله. [قدوة الغازي]

    إخوتي في الله: لا تركنوا إلى هذه الدنيا الفانية الحقيرة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، إنها دنيا إن ضحكت اليوم أبكت غدًا، وإن جمعت فرقت.

    إخوتي في الله: ليس هنا المقام، إنه هناك عند رب العالمين إنه في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين المجاهدين في سبيل الله. النعيم المقيم هناك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هناك الحور العين كأمثال اللؤلؤ المكنون والولدان المخلدون، فكيف نقارن هذا بهذه الدنيا الزائفة التي إن أغنت أفقرت وأن أسعدت أحزنت؟ فلا والله لا يفرط بهذا إلا الجاهل.

    أقولكم لكم إخوتي: إن هذا الطريق، طريق الجهاد في سبيل الله طريق مليء بالصعوبات، ولكنه في نظر المجاهد الصادق سهل بإذن الله عز وجل، وأقسم بالله العظيم أن أمورنا نحن كمجاهدين نحتسب أنفسنا كذلك ولا نزكي على الله أحدًا كانت تمر علينا أيام وكانت هذه المحنة بفضل الله كمنحة لنا كي يرانا فيها نبتلى فنصبر أو نعافى فنشكر، فكلنا صابرون شاكرون محتسبون ذلك عنده عز وجل، وكانت تسير أمورنا ولا نعلم كيف، ويرجع هذا إلى توفيق رب العالمين.

    وأقول لكم إخوتي في الله: إني أحبكم فيه، وبالمناسبة ومن يسير في هذا الطريق طريق الجهاد في سبيل الله يرى أن نفسه تصبح أفضل مما كانت عليه، فهو يتوق للشهادة دائمًا ويتمناها في كل وقت وحين، وتتنزل الطمأنينة على قلبه؛ لأنه يدرك أنه بحفظ رب العالمين. أوصيكم بالنية الصادقة في أي عمل تقومون به بحيث تكون النية خالصة لرب العالمين ومن أجله فقط، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ). [سنن ابن ماجه]

    وفي النهاية أقول لكم: إننا كلنا ميتون وإننا تحت التراب مدفونون، فلماذا لا تكون ميتتنا هذه شهادة في سبيل الله نتشرف بها، وتكون لنا وسام شرف يوم القيامة نلاقي بها رب العالمين، إنها تجارة رابحة، إنها مع ملك الملوك، مع العزيز الجبار الواحد القهار.

    إني قد بلغت، اللهم فاشهد، اللهم إني قد بلغت. أدعو الله أن يتقبلني مجاهدًا صادقًا عنده وأن يصطفيني شهيدًا مقبلاً غير مدبر، صائمًا قائمًا، اللهم خذ من دمائي وأشلائي حتى ترضى، اللهم وفقني لما تحب وترضى، اللهم ارض عني، أملي أن يرضى الله عني، اللهم اجمعني مع الرسول صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم أجمعين، والشهداء جوارك يا كريم، اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم آمين.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    طارق جمعة أبو غالي


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية