الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: محمد محمود محمد جوابري

    آخر تحديث: الإثنين، 14 نوفمبر 2016 ، 11:31 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، معز المؤمنين ومذل الكفرة والمنافقين، الحمد لله الذي أعزنا بالجهاد وأذلنا بالقعود عنه، والصلاة والسلام على إمام وقائد المجاهدين إمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

    الحمد لله الذي شرفني بهذا الانتساب لهذا الركب من الشهادة والجهاد في سبيل الله، الحمد لله الذي قدر لنا هذا فهذا قدرنا، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

    أكتب هذه الكلمات من قلبي من ألم الفراق، ومن شدة الحزن ينبض قلبي ألمًا، وعيني تذرف دمعًا من هول المنظر الذي تشاهدونني فيه، ولكن أقول لكم أنه قد بدأ المسير إلى الهدف، والحر بالعزم زحف، والحر إن بدأ المسير فلن يكل ولن يلين ولن يقف. هذا شعارنا إن شاء الله حتى نلقى وجه الله، لوننا لون الدم وريحنا ريح المسك.

    اعلموا إخوتي في الله: إن الشهادة رقية عظيمة ومنزلة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم، ولا ينالها إلا من سبق له القدر بالفوز المقيم، وهي الرقية الثالثة من قيام النبوة كما قال الحق تبارك وتعالي: ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 69]

    إخوتي في الله: لا تنكسروا لما من فساد الأحوال، وما آل أمرنا من نقص آل بعد الكمال، إذا تركنا من دين الله شريعته العظمى وأهملنا من أمور المشركين ما به كلفنا، واقبلنا على بناء المساكن والدور ورغبنا في دار الشرور، فلا يمر بنا الجهاد أبدًا على بال أحد. فقد اخترت هذه الطريق التي لا غيرها طريق ليس للهروب من الحياة كما يدعي البعض من الكفرة والمنافقين، اخترتها؛ لأنها فرض علي كالصلاة، فهنا أرض سلبت وعرض ينتهك وبيت يهدم وشجر يقلع وعجوز يقتل، أأري كل هذا واسمع وأنا واقف مكتوف اليدين؟؟ أجيبوني ونوروني بالله عليكم؟؟ أأقرأ قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، ولا أذهب للجهاد في سبيل الله. أأقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ). [جامع الترمذي]، وللشهيد عند الله فضائل كثيرة منها أنهم لا يفتنون، ولا يصعقون، وأن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته، وأنه يغفر له من أول قطرة من دمه، ويرى مقعده في الجنة. أرى كل هذا ولا أذهب إلى رضا رب العالمين، أو مجاورة إمام المرسلين والشهداء والصالحين؟ لا. فأسأل الله أن يتقبلني شهيدًا مجاهدًا مخلصًا، ومن يريد التنور لمكانة الشهيد والشهداء فأوصيكم بالإطلاع علي الكتب التالية:

    1. كتاب مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار السلام. (ابن نحاس)

    2. كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح. (ابن قيم الجوزية)

    اقرؤوها ولا تنسوني من دعائكم. وأوصيكم في الله باتباع السنة النبوية في كل الأمور، وإياكم ومحدثاتها في الجنازة، وعدم البكاء أو النياحة أو شق الجيوب، لا تغضبوا الواحد القهار بفعل المعاصي، وحقوق الوالدين، كونوا كما عهدتكم بارين بالوالدين.

    ولأهل أخواتي العزيزات: التزمن الحجاب والجلباب؛ لأنه زينة المرأة المسلمة.

    أما أنتم إخواني: فأوصيكم بتقوى الله تعالى، وإنكم ملاقوه والحقوا بركب الجهاد والاستشهاد، وكونوا عباد الله إخوانا.

    إخواني الأحباب: هذه وصيتي أوجهها إلى كل من يوحد الله على هذه الأرض، إلى (الأب) الحبيب و(الأم) الحنونة، والإخوة الأعزاء والأخوات الغاليات، إلى الأخوال الميامين، والأعمام المحترمين، إلى الأجداد والعمات والخالات العزيزات، إلى أصدقائي الصادقين الصامدين في جبال الوطن والعالم، إلى كل هؤلاء أكتب هذه الكلمات.

    وأخيرًا وليس آخرًا: لقد حان الآن موعد الفراق، وسيكون هناك اللقاء عند رب الأرض والسموات، وأوصيكم أهلي بالدعاء والتبرعات عن روحي بقدر ما تقدرون عليه من مال ولو بشق تمرة. لا أقول وداعًا، بل أقول إلى اللقاء في الجنة عند رب الأرض والسماء. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    محمد محمود جوابري


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية