الثلاثاء 23 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيدة المجاهدة: هنادي تيسير عبد المالك جرادات

    آخر تحديث: السبت، 06 أكتوبر 2018 ، 10:41 ص
    الشهيدة المجاهدة: هنادي تيسير عبد المالك جرادات

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]

    والصلاة والسلام على سيد العالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وبعد:

    الأهل الأعزاء: الذين سوف يثيبهم الله رب العالمين كما سبق ووعدنا جميعًا في كتابه العزيز ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 154]، ولقد وعد الله الصابرين على كل ما آتاهم به الله الجنة وحسنت منزلة، فاحتسبوني عند الله سبحانه وتعالى، فلن أكون غالية فداءً لدين الله سبحانه وتعالى، لقد آمنت بما جاء بالقرآن الكريم واشتقت لأنهار الجنة واشتقت لرؤية نور وجه الله الكريم اشتقت لكل ذلك بعد أن منّ الله عليَّ بالهداية.

    أحبائي مَن أتمنى أن أكون من الشافعين لهم يوم الموقف العظيم: لقد اخترت طريقي هذا بكامل إرادتي، ولقد سعيت لهذا كثيرًا حتى منَّ الله عليَّ بالشهادة إن شاء الله. فهي ليست لكل إنسان على الأرض بل هي للمكرمين من عند الله، أفتحزنون لأن الله كرّمني بها؟ أهل تجزون الله بما لا يُحب ولا أنا أحب أيضًا؟؟ احتسبوني لله تعالى.. وقولوا لا حول ولا قوّة إلا بالله.. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.. جميعنا ميتون فلا مُخلّد على هذه الأرض، ولكن العاقل هو الذي يستجيب لنداء الله سبحانه وتعالى، فهذه بلاد جهاد فقط ونحن نعيش بها للجهاد علّنا نرفع الظلم الذي نحيا به على مدار الأعوام الماضية. أَعلم أنني لن أُعيد فلسطين أعلمها تمام العلم، ولكن أعلم أن هذا واجبي قد قدمته أمام الله، لبيت النداء بعد إيماني بعقيدتي، وأنا الآن أُعلمكم بأنني إن شاء الله سأجد ما وعدني الله تعالى أنا وكل مَن يسيرون على هذا الطريق.. جنان وعدنا الله بها مخلدون بها إن شاء الله. بعد إيماني بهذا كيف تعتقدون أنني سأقبل بكل المغريات الدنيوية الزائلة؟ كيف سأعيش على هذه الأرض وروحي أصبحت معلقة بملك مقتدر؟؟

    أصبح كل همّي هو رؤية نور الله الكريم، هذه بلاده وهذا دينه، وهم يريدون ليطفئوا نوره وكلنا نعلم ذلك. فواجبي نحو دين الله وحقه عليّ أن أدافع عنه، فليس أمامي غير هذا الجسد الذي سأجعله شظايا تقتلع قلب كل مَن حاول قلعنا من بلادنا، فكل مَن يزرع الموت لنا سيناله ولو جزء بسيطًا، ونحن حتى الآن لا زلنا ضعفاء بحسب تقدير القويّ، ولكن إيماننا موجود، عقيدتنا تجعلنا نجدد عهدنا لربنا وبلادنا، حربنا معهم حرب عقيدة ووجود وليست حرب حدود، وأنتم تعلمون.

    أبي الحبيب الغالي: احترم رغبتي واحتسبني عند الله، فَمَن ساعدني للوصول للجنة لا يُجزى سوى بشفاعتي له فاجعلني مستريحة دائمًا، وفخورة بأب أنا ابنته أمام ربي وخلقه. فبعزة الله يا غالي أن تريحني في قبري ولا تفعل شيئًا سوى احتسابي عند الله، فالله أعطى والله أخذ، وإنّا لله وإنّا إليه جميعًا راجعون.

    أمي الغالية: أتمنى من الله أن تصبري يا (أمي) فأنا أحبك؛ لأنك دائمًا كنت العطاء الذي لا ينتهي وستبقين إن شاء الله، فاحتسبيني يا (أمي) فأنا سأكون مع (فادي) و(صالح) و(عبد الرحيم) وجميع مَن اختارهم الله لجواره، فاحتسبينا جميعًا وقولي: (اللهم فرّج لي مصيبتي، وأجرني في مصيبتي، واخلفني خيرًا فيها).

    أرجو من الجميع: أن يسامحني على ما قد بدر مني، وأنا قد سامحت الجميع منذ زمن.. وأرجو منكم الآتي:

    1. إيصال مبلغ (50) دينار إلى محل جلابيب بمدينة جرش يدعى... بجانب... عن طريق...

    2. إعطاء دار... مبلغ (100) دينار في قباطية.

    3. إخراج مبلغ (10) دنانير عن روحي؛ لأنني قد أكون نسيت بعض القروش عليَّ في الأردن ولا أذكرها.

    وادعوا لي دائمًا بالرحمة والمغفرة والرضا، ارضوا عليّ دائمًا يا والدي، وإلى لقاء في جنات النعيم.

    بسم الله الرحمن: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 74]

    بقوة الله وعزيمته، قررت أن أكون الاستشهادية السادسة(*) التي تجعل من جسدها شظايا تتفجر لتقتل الصهاينة وتدمر كل مستوطن وصهيوني. ولأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى ندفع الثمن ونحصد ثمن جرائمهم, وحتى لا تبقى أمهاتنا تدفع ثمن الإجرام الصهيوني, وحتى لا تبقى أمهاتنا تبكي وتصرخ على أطفالها وأبنائها، بل يجب أن نجعل أمهاتهم يبكين فقد قررت بعد الاتكال على الله أن أجعل الموت الذي يحيطوننا به يحيط بهم، وأن أجعل أمهاتهم تبكي دمعًا وندمًا. ودعوتي لله أن يجعلنا نحن معمرين في الجنة ويجعلهم من الخالدين في النار.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أختكم الشهيدة بإذن الله

    هنادي تيسير جرادات

     


    (*) الاستشهاديات الخمس اللواتي سبقن الشهيدة (هنادي جرادات) في الشهادة هن: (وفاء علي إدريس) من محافظة رام الله، و(دارين محمد أبو عيشة) من محافظة نابلس، و(آيات محمد الأخرس) من محافظة بيت لحم، و(عندليب خليل طقاطقة) من محافظة بيت لحم، و(زينب علي أبو سالم) من محافظة نابلس وجميعهن من كتائب شهداء الأقصى.

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمود فايز الريخاوي من رفح خلال إعداده لعبوة ناسفة

23 إبريل 2000

استشهاد الأسير المحرر محمد سلمان أبو إعتيق بسبب مرض القلب ويذكر أن الشهيد أمضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل عام85 والشهيد من مخيم النصيرات

23 إبريل 2000

الوفود العربية في اجتماع عمان تقرر دخول الجيوش العربية النظامية لفلسطين حال انتهاء الانتداب البريطاني

23 إبريل 1948

القوات الصهيونية تسيطر على العديد من القرى المحيطة بمدينة القدس

23 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية