الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: صلاح الدين حافظ محمود صوافطة

    آخر تحديث: الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 ، 00:29 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بسم الله سأبتدئ، وهو المعين على نجاح المقصدِ، هو الذي نصر النبي محمدًا وسينصر المتبعين لدين أحمد. إن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين، سيدنا محمد عليه أجمل الصلاة وأتم التسليم. وبعد:

    إني أهديكم هذه الكلمات البسيطة التركيب والتي تحمل بين ثناياها كل معاني الوفاء والإخلاص، وأنا على الأكتاف مودعًا ومتشوقًا إلى لقاء الله عز وجل بقلب أبيض مخلصًا له وحده عز وجل، ومتشوقًا إلى إخوتي السابقين موفيًا بعهدي لله عز وجل ولهم ، فأنا اليوم أوفي العهد الذي عاهدت الله عليه أن لا أسلم الأمانة إلا لخالقها وإلا وهي وفية مطيعة له وحده. كما أهديها إلى إخوتي الأسرى الذين من عروقهم ومن معاصمهم تفوح رائحة المسك وأقول لهم صبر جميل والله المستعان، وأقول لهم إن الظلم الذي تعيشه أمتنا الإسلامية نَمى في قلوبنا حب الجهاد لنزرع به العدل ونحفظ كرامة أمتنا وشعبنا ونثأر لأطفالنا بل لرجالنا لأنهم أطفال بأفعال الرجال.. لنثأر لـ (الدرة) و(البراء) و(إيمان) و(سارة) و(الوفاء). كما أهديها إلى إخوتي المطاردين الذين اختاروا الكهوف سكنًا لهم رافضين حياة الذل والإذلال، وأقول لهم أكملوا طريقكم فوالله هو طريق الحق ولا تنتظروا عدوكم حتى يغزوكم في عقر داركم بل أنتم باغتوه في عقر داره وأسأل الله عز وجل أن تكونوا له مخلصين ليزيدكم قوة وأن يجعل الإيمان ربيع قلوبكم. كما أقول لكم أن تحذروا من عدوكم الأكثر خطرًا عليكم الذي يعمل باسم الوطن والمصالح الوطنية العليا، الذي يخون عملكم وجهادكم ودائمًا يطعنكم من خلف ظهوركم فاضربوهم بيد من حديدية إن اضطررتم، فوالله إن معظم عملهم يخلو من الشرف ومعارض للدين، ولا أعرف سبب رفض إخوتي السابقين أن يسير جهازي "الوقائي" و"المخابرات" في جنازاتهم إلا عندما سجنت في سجونهم، وما تعرضت له من ضرب وسوء المعاملة مع كثير من إخوتي الأسرى السياسيين وخاصة في سجن "المخابرات" في أريحا.

    وأخيرًا: يا أهلي الأعزاء، أسأل الله عز وجل أن تكونوا على صلاتكم محافظين، ولرحمكم واصلين، ولفروجكم حافظين، وأن تبقى مخافة الله عز وجل وتقواه دائمًا في قلوبكم. وأقول لكم: لا تحزنوا؛ لأني بإذن الله في جوار ربي مع الشهداء والصدّيقين، وأن لا تذرفوا الدموع على ابنكم وأخيكم وشهيدكم إذا كنتم تحبونه، بل أن تسيروا على طريقه وأن تفوا بعهده، وأن تعملوا لآخرتكم أكثر من دنياكم؛ لأن الحياة الدنيا زائلة لا محالة بما فيها من نعيم وفتن، ولتفوزوا بجنته عز وجل التي نعجز عن وصفها، كما وعدنا الله سبحانه وتعالى لقوله: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 38]

    وأنهي كلامي: بقوله عزّ وجلّ: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]، ولا تنسوني من صالح دعائكم.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    صلاح الدين حافظ صوافطة


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية