Error loading files/news_images/زقاق الموت ‫(3)‬.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عملية زقاق الموت ... نموذجاً مصغراً لأم المعارك

    آخر تحديث: الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 ، 1:27 م

    زقاق الموت لم تكن تلك العملية كمثيلاتها من العمليات التي قضت مضاجع العدو كمجدو والخضيرة وحيفا انما سجلت في سجلات العمليات التي أقرت دولة الاحتلال بقوتها ووقعها الشديد على النفس وذلك على لسان العديد من قادتها السياسيين والعسكريين على السواء. حيث وصفت أنها من بين أقسى الضربات وأنجح العمليات التي خاضها الفلسطينيون ضد الكيان الغاصب انها واحدة من أكثر العمليات سطوعاً في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني وجهاده ونموذجاً مبهراً قل نظيره وعلامة ساطعة في تاريخ المقاومة الفلسطينية .. نعم صنعت على يد ثلة من الأطهار الميامين من أبناء سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي .. الذين نذروا أرواحهم لله عز وجل ومن أجل وطنهم .

    عملية نوعية
    قتال استشهادي، وأربع ساعات حرب حقيقية ضد جيش بأكمله ففي تمام الساعة السابعة مساءً سمع دوي إطلاق نار بالقرب من الحي اليهودي الذي اعتاد المستوطنون أن يرتادوا اليه لزيارة قبر المجرم "باروخ جولد شتاين" الذي نفذ عملية الحرم الإبراهيمي بالخليل .

    لم يكن إطلاق النار عادياً فالذي حدث أيضا لم يكن إلا كشيء من الخيال ثلاثة مقاتلين من سرايا القدس وهم ذياب المحتسب وولاء سرور وأكرم الهنيني تحصنوا بالقرب من منطقة زقاق الموت "طريق سير المصليين اليهود" متسلحين ببنادق"أم-16" ثلاثة أقمار صعدوا في مثل هذا اليوم المبارك العاشر من رمضان الخامس عشر من نوفمبر للعام 2002 في عملية نوعية بطولية، ليضيئوا الكون بعشقهم المنبعث من دمهم الزكيّ الطاهر تمركزوا ليزرعوا الرعب في قلوب عدو لا يعرف الرحمة، لينقشوا في وجداننا الأمل وفي قلوبهم الألم لعدو اغتصب أرضاً وانتهك كل الحرمات راميا عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تدين أعماله البشعة بحق الفلسطينيين .

    لم تكن تلك العملية سهلة التنفيذ فقد تم التخطيط لها منذ أكثر من شهرين من تنفيذها وكان الشهداء الثلاثة يقومون بجولات استطلاعية ورصد لمكان الهجوم .. ومعاينة الوضع في تلك المنطقة المعروفة " بشارع المصلين" الواقع بالقرب من بوابة مستوطنة " كريات أربع " ولمعرفة نقاط الضعف والقوة فيها ودراستها .

    بدأ إطلاق النار وإطلاق القنابل وبدأ معه سقوط مزيداً من القتلى في صفوف الجنود الصهاينة والمستوطنين نعم إنها عملية معقدة دوخت العدو .. بدأ العدو بحشد مزيد من قواته إلى منطقة العملية واستدعى قوات الكوماندوز واليسام حينما شعر نفسه في مأزق ووقع في كمين محكم لم يعرف تفاصيله .

    أشباح تقاتل
    كان الجنود يصرخون وينادون على بعضهم البعض من أطلق النار ؟؟ يردون على بعضهم لم نطلق النار فكان الهوس والرعب سيد الموقف في تلك العملية التي وصفت بالذكية والمعقدة بوقت واحد بدأ الجنود يتساقطون الواحد تلو الآخر إلى أن استدعوا الحاكم العسكري لمنطقة جنوب الخليل الذي حضر بنفسه إلى تلك العملية فلم يكن نصيبه أوفر حظا من سابقيه من الجنود الذين تجندلوا بدمائهم العفنة على أيدي أطهر خلق الله على الأرض أنهم رجال الله .

    لم يحدد العدو مكان إطلاق النار ولم يرى أي من المقاتلين فكان يتخبط مع سماع كل طلقة وصوت كل قنبلة .. فجاءت التعليمات لإطلاق النار على كل متحرك وهدم كل منزل مشتبه به أن يكون المنفذين قد تحصنوا فيه .. اذا هو كابوس طبع على قلوبهم ومن الصعب أن يستوعبوا ما الذي يحصل .

    شهادات حية
    مستوطنو كريات أربع سمعوا أصوات إطلاق نار وقنابل متفجرة بالقرب من بوابة المستوطنة يقول أحدهم كنا نتجهز ليوم السبت " الإجازة الرسمية لديهم " وكانت الحياة قبلها طبيعية ثم حدث إطلاق النار عند الساعة السابعة مساءً بعد طقوسهم التلمودية في الحرم الإبراهيمي يقول : كنا عائدين إلى كريات أربع حيث بدأت الأنباء تتداول بوجود مخرب واحد أو أكثر على حد قولهم .. يضيف أحدهم سرعان ما احتشد الجيش وبدأ الحديث عن تسلل داخل المستوطنة .. يقول أخر سمعنا أحد المخربين يصرخ يقول " الله أكبر" بعدها نسمع صوت انفجار تبين أنها قنابل يدوية كان المنفذ يتنقل بسرعة من زقاق لزقاق ومن شجرة لأخرى اتضحت الأمور بعدها أنها عملية "تخريبية" .. ويضيف أننا لم نكن نعرف حرس الحدود من الجنود من المخربين كانت الأمور غامضة للغاية .

    بدأ الجيش عبر أجهزته اللاسلكية يتداول خبر وجود مخربين يطلقون النار صوب جنود الاحتلال والمستوطنين وبدأ العد التصاعدي لأعداد الجرحى والقتلى فكان حفاظا على معنويات الجنود يتحدث عن إصابات فقط خافيا العدد الحقيقي بداية المعركة لعدد القتلى .. فالحقيقة أن من أول طلقة أطلقت، قتل فيها أول جندي صهيوني كما يقول شهود عيان صهاينة .. نادوا أيضا بتواجد كل من هو قريب من القوات إلى مكان العملية لمساندة من وقعوا في الشرك سمع النداء الحاكم العسكري للخليل " باروخ فايبك " فعندما نزل من جيبه العسكري كانت رصاصة واحدة من بندقية مقاتلي سرايا القدس بانتظاره فأردوه قتيلاً .

    يتابع أحد المستوطنين قوله أنه شاهد أحد المنفذين انقض على جيب عسكري مطلقا النار صوبه فقتل من نقطة صفر أربعة جنود ولم يبق منهم أحد .. فازددنا رعبا وارتباكا شديدا حينها واعتقدنا أن من يقاتل هم أشباح وليسوا بشر .

    فيقول أحد قادة الجيش انه عندما شاهد المستوطنون جنودنا يتساقطون الواحد تلو الأخر هربوا فزعين من كل محيط العملية .. فيتابع أن كل جندي دخل إلى مكان العملية قتل .. ! فأمر القائد العسكري " شلومي كوهين جنوده أن لا أحد يدخل الزقاق فوصفه بأنه " جهنم " فان من يدخل مات .. فبات التخبط يراودهم وفوضى عارمة في المكان .

    يتابع أيضا نظرت يمين فكانت هناك جثة ونظرة أخرى شمال فجثة أخرى ويقول رأيت جيبا عسكريا خاليا من الجنود وأبوابه مفتوحة .. فخلال العملية نادى الجهاز العسكري بأن 15 جندي حتى اللحظة سقط ما بين قتيل وجريح .. إلى أن اتضحت الأمور لاحقا وأصبحت الحصيلة شبه نهائية حيث أدت العملية إلى مقتل 4 ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي و7 جنود صهاينة آخرين ومستوطن صهيوني لحق بهم وأصيب ضابط أمن الحي اليهودي بجروح خطيرة و جرح قرابة 15 جنديا صهيونيا أما المنفذين فاستشهدوا جميعا.

    حنكة ودهاء
    في تقرير عسكري يقول أحد الجنود أن المقاتلين تحصنوا في أماكن مختلفة فكانوا يتنقلون كالبرق يقفزون من زقاق إلى آخر ومن زاوية لأخرى .. أضاف أيضا أن إطلاق النار لم يكن عشوائيا فكل طلقة كانت تصيب جنودنا فلم نستطع حتى سحب الجرحى الذين هم بحاجة إلى إسعافات أولية بشكل عاجل ويضيف هذه كانت معركة حقيقية لم نحسب لها حساب .


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية