السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: مازن يوسف سلامة اسللمه

    آخر تحديث: الخميس، 17 نوفمبر 2016 ، 07:30 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    زوجتي العزيزة هدى (أم يوسف): الغالية (هدى) أكتب إليك هذه الكلمات صادرة من كل جوارحي التي تؤدي لك الاحترام والتقدير، فأنت حقيقة زوجة تستحق الأفضل والأحسن، فلقد عرفت فيك كل شيء جميل، عرفت فيك بيضة القلب وطيبته، وعرفت فيك أخلاقًا طيبة وحميدة جدًا، وعرفت أنك من تصون عهود زوجها. فكوني سعيدة في حياتك، واذكريني في كل شيء جميل، تأكدي أني أحترمك وأعزك جدًا جدًا.

    هذه الوصية أكتبها لك لكي تعلمي أبنائي بأن أبيهم قد رحل بطلاً واستشهد لكي يؤمن لأبنائه الحياة السعيدة، ولكي يخبرهم بأنه استشهد من أجل رفع راية لا إله إلا الله، ومن أجل هذا التراب.

    فأوصيك يا زوجتي العزيزة أن توفري لأبنائي الأمان وتعطيهم من الحنان الذي سيفقدونه بعد وفاتي، فأنا أوصيك بتقوى الله وأوصيك بتعليم أبنائي وأن تكوني حريصة عليهم وعلي حياتهم، فمن أجل السنين التي قضيناها معًا وسويًا أتمنى لك الحياة السعيدة في ظل (العنود) و(يوسف) و(ميسة). فهذه وصيتي يا زوجتي العزيزة، وإن الله مع الصابرين.

    طفلي الصغير يوسف: أكتب إليك كلماتي هذه، وأنا كلي أمل أن تصل إليك وأن تكون قد كبرت وفكرت وحللت الواقع، ولماذا تحملت العذاب.

    حبيبي ومهجة قلبي يوسف: نحن شعب حزين مظلوم، كبر حزننا وزاد ظلمنا ولكن إرادة شعبك قوية، تحدت الظلم وكسرت هذا الحزن الجاثم على صدورنا. هذا الحزن الذي أصبح يقتل أطفالنا، وأنت طفل.. فأنا لا أريد أن تقتل ولا أريد أن ترى عيونك الجميلة الأسى والحرمان، لهذا قررت وأقسمت اليمين بأن أصبر وأتحدى كل صنوف العذاب حتى تنعم أنت وأطفال وطني بخير ومحبة من أجل أن يعيشوا في زمان كله جمال، تحلمون فيه.. تطيرون فيه، لهذا اخترت طريقي وإن قضيت نحبي سأجد من يكمل مشواري.

    قرة عيني يوسف: إن كبرت ولم تجدني لا تسأل عني الجيران، لا تسأل عني الأهل، ولا تكثر من سؤال أمك تلك الزهرة الجميلة التي عاشت معي أيامًا مرة أكثر مما عاشت أيامًا حلوة، نعم إنها أمك التي تستحق أن تكون أمًا، تستحق أن تكون زوجة. طفلي ما دام التاريخ يدور في عجلته فإنه يسجل في صفحاته عن هذا الشعب، عن أولئك الأبطال الذين يمدون أجسادهم جسرًا ليعيدوا رفاقهم لأرض الوطن. نعم شرفًا جدًا أن نضحي، نعم يا (يوسف) فكل طفل يُريد أن يرى أباه، وأن يترعرع في أحضان أبيه، ولكن أي حضن تريد وهذا الصدر يملؤه الأسى والعذاب؟ وأي حياةً تترعرع بها ونحن مستعبدون للغير؟ لهذا ضحيت بهذه الحياة المستعبدة كي أراك وأنت تنعم بحياة كلها حرية وكرامة. وإياك يا روح قلبي إياك أن تخضع يومًا لأي إنسان، كن جبارًا عنيفًا هادئًا صبورًا قاسيًا رحيمًا، وإياك أن تكره أحدًا، فأنا مات قلبي ولكن تلك العيون العظيمة سحرت قلبي وأعادته للحياة ولا تسألني من هي.

    وأوصيك يا طفلي الغالي على أمك الحنونة، طعها في كل شيء، وإن كان لك أخ حبه حبًا شديدًا وكونوا يدًا واحدة، وإن كان لك أخت أحبها وكن سندًا لها في كل الأمور، وارفع رأسها عاليًا ليعانق الريح، فأنا ما فعلته أو أفعله هو من أجلك أنت وأمك وإخوتك، ومن أجل تلك العيون العظيمة الساحرة الملاك. فوداعًا لك، وداعًا لك نور قلبي، ونور عيني، وداعًا يتلوه ألف وداع.

    إلى ابني العزيز على قلبي يوسف: أبكي وأنا أكتب هذه الوصية؛ لأنني لم أوفِ لك حقك في الحياة، ولكن الوطن يريد رجالاً تحميه وتبقى ساهرة لأجل حمايته من أي خوف قادم. فأنا أوصيك بأن تكون الابن الخلوق المطاوع لأمه ولأقربائه. أوصيك بأخذ بالك من أمك وأخواتك فأنت الآن رجل البيت من بعد والدك، وأوصيك بأن تزورني بالقبر لكي أرى أي حال فيه ابني العزيز يوسف فكن عند حسن نيتي.

    وصيتي إلى حبيبتي وطفلتي وعزيزتي ميسة: ابنتي العزيزة كنت أتمنى لو أننا كنا في استقلال وفي حرية، ولكن العدو قضى على هذه الحرية، وكنت أتمنى لو أنني أعيش معكم الدهر كله، ولكن الحياة لم تأتِ كما أريد، فمنذ خلقت ونحن في أصعب وضع تعيشه البشرية.

    فأوصيك أن تكوني الطفلة الحنونة على أمها، والطفلة الوديعة التي ستكبر وتصبح عروسًا وتتفاخر بأبيها، ابنة الشهيد.. فادعي لي الله أن تكوني البنت التي من أجلها ومن أجل أطفال فلسطين استشهدت من أجل حريتهم ونيل الاستقلال.

    ابنتي العزيزة عنود: أبكي والدمع يملأ جلستي لكنني فخور بك يا حبيبتي، كنت أعلم أنني سأسبب لك عقدة في حياتك وستكونين محرومة من حناني، لكن أعدك بأن أكون الأب الذي يفتح الطريق من أجل المستقبل والحياة الكريمة. فإنني أوصيك يا عزيزتي أن تكوني مرفوعة الرأس، ترفعين رأس والدك وتعلين اسمه وتكوني من البنات المطيعات لأهليهم. فأوصيك يا حبيبتي أن تكوني حريصة على التآلف مع أخوتك ومع كل أهلك.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    مازن يوسف اسللمه


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية